على بعد تسعة آلاف وخمسمائة كيلو متر، وبالتحديد من العاصمة الأمريكية واشنطن، يطل علينا بفيديوهاته المثيرة للجدل التي يصورها من شوارع وحدائق واشنطن: الدكتور السكلانص.
الدكتور وليد عارف النجار الملقب بالسكلانص، فلسطيني يبدو أنه بالعقد الخامس أو السادس من عمره، مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالرغم من بعده الجغرافي عن فلسطين، إلا أن تأثيره حاضر فيها عبر شخصيته وكاريزميته في الإلقاء.
الفيس بوك الذي فتح المجال أمام الجميع؛ لكي يظهر ويقدم ما عنده من محتوى، استثمر فيه السكلانص عبر صفحته على الفيس بوك، وعبر فيديوهاته التي تصل مدتها في بعض الأحيان إلى 30 دقيقة، لكي يصل إلى الشاشات الصغيرة في فلسطين، ويحصد مئات الآلاف من المشاهدات، متخطيًا في ذلك عدد مشاهدات فضائيات فلسطينية تبث من مباني ضخمة مستخدمةً عشرات الموظفين والإعلاميين والضيوف، بينما يقتصد السكلانص في ذلك عندما يقف في أحد الشوارع ويبث مقطع فيديو من هاتفه المحمول.
يظهر السكلانص بفيديوهاته مطلعًا على يوميات الشعب الفلسطيني، ومتفاعلاً معها بشكل كبير، حتى أمسى من المؤثرين في الرأي العام «الافتراضي» الفلسطيني؛ فخلال شهر مايو/ أيار الماضي ظهر السكلانص في 17 مقطعًا، وهو الشهر الذي زار فيه الرئيس محمود عباس البيت الأبيض والتقى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا يخفى على أي مشاهد للسكلانص أنه يستهدف السلطة الفلسطينية من رأس هرمها، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرورًا برموزها كقاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش، وقيادات حركة فتح، كرئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، وليس انتهاءً عند الشخصيات المقربة منها، كالإعلامي الدكتور ناصر اللحام.
من كهرباء غزة، إلى زيارة الرئيس لواشنطن، إلى تحليل أزمة الخليج وغيرها من المواضيع التي نشط بها السكلانص، وهي المواضيع التي تداولها الإعلام في حينها ويحللها المحللون والأكاديميون عبر الفضائيات والمقالات الصحفية، ولكن أحدًا منهم لم يحصد ما حصده السكلانص في فيديوهاته؛ فكيف نال شهرته وتأثيره الكبيرين؟
بأقبح الألفاظ وأشدها بشاعة يرمي السكلانص رموز السلطة الفلسطينية وقيادات حركة فتح، متهمًا إياهم بالفساد والعمالة واستغلال الشعب الفلسطيني، متجاوزًا في ذلك الأخلاقيات التي يجب أن يتصف بها حَمَلة شهادة الدكتوراه وقادة الرأي المؤثرين في المجتمعات، ومتجاوزًا حدود الانتقاد الساخر، وربما يعود فضل مئات الألوف من المشاهدات إلى الألفاظ النابية التي يتقن السكلانص أداءها أمام الكاميرا، وربما تُطرب آذان متابعيه عند سماع شتائمه على رموز السلطة وفتح.
وبين معارض ومؤيد لفيديوهات السكلانص، ينقسم المعلقون والمتفاعلون على صفحته؛ فمنهم من يشُد على يديه، ومنهم من يتهمه بالعمالة أو بالانتماء إلى تيار محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، ولكن للسكلانص موقفًا من ذلك؛ فقد شتم محمد دحلان مدعيًا أنه لو كان دحلان قياديًا في السلطة؛ فإنه سيواجه المصير نفسه، وفي إطار رده على من يصفهم بالسحيجة «التعريف الشائع لمؤيدي السلطة الفلسطينة»: «أنتو مش متعودين على شخص حر».
ولكن يبدو أن للسكلانص علاقة مع فادي السلامين الناشط الشبابي والخبير في العلاقات الدولية والاقتصاد، والمثير للجدل في الأوساط الفلسطينية؛ بسبب حصوله على الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، وعمله في شركة ليهودي أمريكي، ويتضح ذلك من ترحيب السلاكنص بالسلامين عبر نشر مقطع للأخير على صفحة السكلانص، وقوله في أحد فيديوهات مخاطبًا محمود الهباش: «تهديداتك هاي ما رح تمر مرور الكلام لأنو فادي رح يجيب خبرك»، وربما تكون العلاقة بينهما علاقة تلاقي مصالح وأهداف، وربما يكون السكلانص اللسان البذيء للسلامين الذي ينتقد السلطة الفلسطينية.
وعند النزول إلى الشوارع الفلسطينية، نجد أن المخيمات في حالة احتكاك مستمر مع الأجهزة الأمنية، وسط اشتباكات مستمرة بين الطرفين، مما جعل السكلانص يمجد شباب المخيمات واصفًا إياهم «هدول حبايبي»، ويدعوهم باستمرار إلى الثورة على السلطة، كما ينشر على صفحته صور مسلحي مخيم بلاطة، من باب الفخر.
The post «السكلانص».. وجهٌ جديدٌ للإعلام الفلسطيني appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست