الأربعاء، 31 يوليو 2019

ثقفني اون لاين : شهود عيان يروون لـ«ساسة بوست» تفاصيل مجزرة الأبيض وما فعلته قوات الدعم السريع

من جديد، تعود المذابح إلى مدن السودان، بعد مقتل وجرح المئات من طلاب مدرسة الثانوية، بمدينة الأبيض، الواقعة في وسط السودان، عقب فض اعتصام تظاهرة انطلقت من المدرسة تجاه وسط المدينة، قبل أن ينتهي حال المشاركين فيها ما بين مصاب وقتيل برصاص قناصة مجهولين وقوات الدعم السريع.

الواقعة التي باتت معروفة إعلاميًا بإسم «مجزرة الأبيض»، غابت تفاصيلها، ووقائع فضها، وصار المعروف هو تحرك المجلس العسكري لاحتواء غضب المدينة الثائرة لمقتل طلابها. في هذا التقرير ينقل «ساسة بوست» وقائع فض المظاهرة «العفوية» التي قادها طلاب من المدرسة الثانوية دون ترتيب مًسبق، وفقاَ لشهود حضروا التظاهرة بالمدينة، وتحدثوا إلى «ساسة بوست».

«نيويورك تايمز»: السودان يطيح ديكتاتورًا طاغية ليخلفه جلَّاده

 

جيش متواطئ وقناصة مجهولون وقوات الدعم السريع.. هؤلاء نفذوا المذبحة

عند الساعات الأولى من منتصف نهار أول أمس كان خالد عوض، 18 عامًا، برفقة مئات الطلاب الذين يستعدون للخروج من المدرسة الثانوية، بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان في وسط البلاد، كحال الأيام الماضية، للانصراف إلى منازلهم.

غير أن أحاديث زملائه عن مشاكل المدينة من شح في الخبز والوقود خلال تجمعهم في المدرسة، وشكوى خالد وعشرات آخرين من ارتفاع سعر الساندوتش، ورفض سائقي المركبات العامة الالتزام بالتسعيرة المتعارف عليها للطلاب (نصف القيمة)، أدت إلى ارتفاع صيحات هؤلاء الطلاب داخل حوش المدرسة «عفويًا» ضد المجلس العسكري الحاكم، وفقًا لتعبيره.

                                                     أحد أفراد قوات الدعم السريع

ومع ارتفاع الصيحات داخل أسوار المدرسة، وخروج مئات الطلاب في مسيرة، كسر رجال كبار وليس طلابًا، باب المدرسة المُخصص لخروج الطالبات، اللاتي انضممن للتظاهرة. بحسب ما حكي خالد لـ«ساسة بوست».

أمر آخر يستشهد به عوض عن عفوية التظاهرة، وأنها لم تكن بترتيب مُسبق، وهو غياب أي لافتات في التظاهرة، وأن الصيحات وأصواتهم كانت وسيلتهم الاحتجاجية الوحيدة خلال هذه التظاهرة. إذ يقول: «المظاهرات لم تنظمها قوى الحرية والتغيير، وكانت عفوية تمامًا، احتجاجًا على تردي الأوضاع في الأبيض، ثم تطورت بعد ذلك لتصير موكبًا كبيرًا تم قمعه بشكل وحشي».

إذ كان مُعتادًا أن تقوم «قوى الحرية والتغيير» بإبلاغ عوض وزملائه بموعد التظاهرات قبلها بيوم؛ ليتحركوا في مسيرات ضخمة دعمًا للدعوة التي باتت معروفة «بمواكب الثانويات»، وفقًا لتعبيره.

ويقول موضحًا: «مواكب الثانويات كانت دومًا ملتزمة بدعوات قوى الحرية والتغيير على مدار الشهور الماضية للتظاهر في المدينة، إذ يتم إبلاغهم عبر لجان الميدان في الخرطوم، وشكلت هذه المواكب عاملًا مهمًا في الضغط على المجلس العسكري».

لكنه يستدرك: «الأمر كان مختلفًا عن المرات السابقة؛ لأنه لم يصلنا أي إخطار بالتظاهر من جانب «قوى الحرية والتغيير»، فضلًا عن أنه ليس هناك منظومة سياسية داعمة للحرية والتغيير دعت لهذه التظاهرة التي خرجت عفوية».

طالب في عامه الدراسي الأخير بالمدرسة الثانوية، وأحد المُشاركين فيها، تحفظ على الكشف عن هويته لأسباب يبررها باستمرار الحملات الأمنية تجاه الطلاب التي شاركت في التظاهرة، وإخضاعهم للتحقيق، كان شاهدًا آخر على«عفوية» التظاهرة،

فعند وصول التظاهرة لوسط المدينة، كان أفراد يتبعون الأمن ينتشرون أمام سيارة، مُعلقًا عليها رمز لقرون الغزال، ورسومات لجماجم على أبوابها الخلفية، تحمل لوحاتها حروف «ق.د.س»، وهي الحروف المُستخدمة لترميز كافة سيارات قوات الدعم السريع، ومكتوب عليها شعارها: «سرعة.. جاهزية.. حسم».

وحصل مُحرر «ساسة بوست» على أحد مقاطع الفيديو التي توثق إطلاق أفراد الدعم السريع للرصاص الحي تجاه المتظاهرين:

WhatsApp Video 2019-07-30 at 8.20.14 AM

كانت هذه الحروف المكتوبة على السيارات وسيلة الطُلاب للتعرف على خلفية أفراد الامن وتبعيتهم لقوات الدعم السريع، ليواصلوا التظاهرة، والهتاف ضد سياسات المجلس العسكري، قبل أن تبدأ «المجزرة» بإطلاق أفراد الجنجويد وابلًا من النيران تجاه المتظاهرين.

يتذكر الطالب وقائع المواجهة بصوت خفيض تقطعه الدموع: «رجال الدعم السريع بادروا بإطلاق النار في الهواء ولكن بعد قليل سقط جرحى وبعد أن حملت جريح للمستشفى أبلغني شخص آخر أن الدعم السريع صار يطلق النيران على المتظاهرين مباشرة، وأن هناك مصدر نيران من أعلى عمارة بنك الخرطوم، غير معلوم الجهة التي يتبعها».

تطابقت هذه الرواية مع ما يذكره خالد عوض: «قوات الأمن والدعم السريع تصرفت برعونة عندما أطلقت النار على المتظاهرين، وفي الوقت نفسه كان هناك قناصة في عمارة بنك الخرطوم كانوا يطلقون النار، وجرى القبض على بعضهم وهم لا يتبعون جهة نظامية».

مع استمرار أفراد الدعم السريع والمصدر المجهول في إطلاق النيران، كثر عدد الجرحى والقتلي، الذين وصلت أعدادهم نحو ثمانية قتلي من الطلاب، وارتفاع أعداد المصابين لعشرات، وفقًا للتقديرات الرسمية.

ما أثار انتباه عوض وجميع المُشاركين في التظاهرة هو تجاهل أفراد من قوة الجيش المتمركزة أمام بنك الخرطوم لصيحات الاستغاثة من جانب الطلاب تجاه «وحشية» أفراد الدعم السريع، إذ يقول: «ظلوا مرابطين في أماكنهم، ولم يستجيبوا لنداءات الاستغاثة، سواء لمنع أفراد الدعم السريع من قتلنا، أو حتى للحيلولة دون وقوع تخريب من جانب أفراد مجهولي الهيئة، والذي بدأ يطال بنك الخرطوم».

«قوات الجيش تركتنا بلا أي دعم. تواطؤ واضح من حانب أفرادها التي كان واجبها حماية المتظاهرين، غير أنها تخلت عنهم، ورفضت الدفاع عنهم» بحسب تعبير عوض.

كانت هذه هي المرة الثانية التي يرى فيها عوض موقف «متخاذلًا» للجيش  – وفقًا لتعبيره – مع الثوار، بعدما حدث في صباح يوم التاسع والعشرين من رمضان الفائت، بمحيط ساحة القيادة العامة بالخرطوم، ساعة فض الاعتصام.

في واقعة فض اعتصام القيادة العامة، لجأ عوض لقوات الجيش من أجل الاحتماء فيهم أو الاختباء لديهم، بعدما استمرت أفراد الدعم السريع في مطاردة الناجين في الشوارع بحثًا عنهم بعد انتهاء فض الاعتصام من أجل «البطش بهم»، غير أن قوات الجيش رفضوا فتح أبوابهم للمعتصمين، مُتحججين «بعدم التدخل سواء بالسلب أو الإيجاب»، على حد قوله.

بُعد آخر تُضيفه رحاب بوليس، الناشطة السودانية، والصحافية المُقيمة بالمدينة، إذ ترى أن أسباب نشوء هذه المذبحة له علاقة بخلفية المدينة السياسية والجغرافية، والتي كانت عاملًا في انتشار أفراد الدعم السريع دومًا في المدينة قبل الانتفاضة.

تشرح ذلك لـ«ساسة بوست» قائلة: «الابيض قريبة من مناطق النزاع في جبال النوبة ولاية شمال كردفان، وتعد نقطة ارتكاز وتجمع لقوات النظام المتمركزة في ولايتي شمال وجنوب كردفان التي تقاتل الحركة الشعبية هناك. الآن وقف العدائيات تم تجديده لثلاثة أشهر أخرى، ولكن قوات الطرفين موجودة في مواقعها، والأبيض تمثل قاعدة إمداد واستبدال للقوات بصورة دورية في جبال النوبة».

وتُضيف أنه لذلك توجد بها القوات المسلحة والدعم السريع والدفاع الشعبي والأمن بصورة كبيرة تفوق المدن الأخرى.

بقاء قوات الدعم السريع داخل المدينة منذ سنوات طويلة خلافًا للخرطوم التي ظهرت فيها هذه العناصر بعد سقوط البشير، وحجم الانتهاكات التي مورست بحق سكانها، دون أن يكون هناك صوت احتجاجي؛ ساعد على تحول المدينة لواحدة من أكبر المناطق التي تخرج فيها التظاهرات، ودعمت الثورة بكل السوائل من مختلف الفئات العمرية، وفقًا لرحاب.

وحول اضطلاع المجلس العسكري في هذه الواقعة، تُجيب رحاب: «هناك محاولة لتدارك الأمر، ولكن ما يقوم به المجلس العسكري وتصريحات قادته تؤكد عجزهم إن لم يكن تواطؤهم فيما يجري الآن»، مُتسبعدة أن يكون قادة المجلس العسكري الحاكم على معرفة برد فعل الدعم السريع تجاه المتظاهرين.

لكنها تستدرك: «لكن في نهاية المطاف تقع المسؤولية عليهم؛ لأنهم مسؤولون عن أمن ومعاش الناس».

لا تتوقع المصادر السابقة الذي تحدث إليهم «ساسة بوست»، نجاح المجلس العسكري في احتواء غضب المدينة، بعدما شكل لجنة تحقيق مشتركة مع وفد من «قوى الحرية والتغيير»، وزار بعض قادتها المدينة، مؤكدين أن آثار ما وقع ستظل ممتدة لفترة طويلة.

مترجم: ماذا تعرف عن فساد الجيش في السودان؟

 

The post شهود عيان يروون لـ«ساسة بوست» تفاصيل مجزرة الأبيض وما فعلته قوات الدعم السريع appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : بعد فشله في دخول طرابلس.. لماذا لا يمكن لحفتر الانتصار على كتائب مصراته؟

بسؤاله عن كيف ترى حكومة الوفاق سير معركة طرابلس من منظور سياسي عسكري، صرّح مصدرٌ من داخل مكتب الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب إلى «ساسة بوست» قائلًا: «نصفُ انتصارٍ ميداني يعني هزيمة سياسية كاملة بالنسبة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، بينما نصفُ هزيمةٍ عسكرية مع صمود متواصل هو انتصارٌ سياسي كبير بالنسبة إلى حكومة الوفاق حتى وإن كانت خسائرنا من العتاد مؤثرة»، يُضيف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه: «الوفاق أجادت لعبة السياسة والحرب معًا، على الأقل نحن نمتلك أوراق رابحة؛ إمّا الصمود أو النصر، عكس حفتر الذي يوجّه قواته إلى دخول طرابلس بأي ثمن لعلمه بخوض معركة خاسرة».

بعد أن طالت معركة طرابلس التي أطلقها حفتر في 4 أبريل (نيسان) الماضي، ومع عجز طرفي النزاع عن تحقيق نتيجة عسكرية حاسمة، انتقلت المواجهة العسكرية بين قوات حكومة الوفاق وقوات الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى تبادل ضرب القواعد الخلفية بهدف عرقلة خطوط التموين والإمداد، وبينما دفعت تلك الاستراتيجية قوات الوفاق لتوسيع رقعة القتال، وجد الجنرال الليبي نفسه في مواجهة مباشرة مع «كتائب مصراتة» ـ أقوى قوة عسكرية في الغرب الليبي ـ بعدما قصف قاعدتهم الجوية لأول مرة منذ بداية الحرب.

هذا التقرير يشرح لك آخر تطورات الوضع العسكري ميدانيًا، ولماذا لا يمكن لحفتر الانتصار على «كتائب مصراتة».

حفتر خسر غرفة عملياته الرئيسة.. إلى أين وصلت معركة طرابلس؟

أطلق حفتر قبل نحو أسبوع معركة «ساعة الصفر» لاقتحام طرابلس عبر شن هجوم عنيف على تمركزات لقوات حكومة الوفاق بمناطق «عين زارة والخلة ووادي الربيع» جنوبي العاصمة، تزامنًا مع سلسلة تغييرات عسكرية وأمنية داخل قيادات الصفوف الأولى لقوات الجنرال الليبي، إلى جانب الدفع بالكتيبتين «36 صاعقة» و«15 صاعقة» من الشرق الليبي، باتجاه العاصمة للالتحاق بالوحدات الأخرى الموجودة في محاور القتال.

الهجوم العنيف الذي شنّه حفتر لاختراق الطوق العسكري حول العاصمة عبر المدفعية الثقيلة والقصف الجوي وفشل لاحقًا؛ جاء عقب خسارته مدينة «غريان» الاستراتيجية – 100 كم جنوب طرابلس – التي انطلق منها لمهاجمة طرابلس وحوّلها لغرفة عملياته الرئيسية ومقرّ الإمدادات المركزي طيلة ثلاثة أشهر، لكنّ الوفاق استطاعت منع اختراق الطوق العسكري حول العاصمة.

ووفقًا لآخر المستجدات العسكرية على الأرض؛ قصفت قوات حكومة الوفاق قاعدة «الجفرة» الجوية – وسط ليبيا – وهو ما أسفر عن تدمير حظيرة طائرات مسيرة وطائرة شحن ومنظومة للدفاع الجوي، ويُعتقد بأنّ القاعدة – أصبحت مسرح العمليات بعد فقدان مدينة «غريان» – كانت تضم ضباطًا وخبراء أجانب إلى جانب طائرات إماراتية، ونتيجة لضرب خطوط إمداد قوات حفتر، لم تمض ساعاتٍ حتى قصفت قواته القاعدة الجوية لمطار «مصراتة»، كما سيطر ميدانيًا على طريق الإمداد الرئيس بين العاصمة وأكبر قوة في الغرب الليبي.

وحاليًا تنحصر معركة طرابلس في سبع جبهات رئيسية: (مطار طرابلس، وتاجوراء، وعين زارة، ووادي الربيع، واليرموك، وخلة الفرجان، وترهونة)، حيث يشهد مطار طرابلس أعنف الاشتباكات في معارك كر وفر، دون أن يتمكن الطرفان من تثبيت السيطرة عليه بشكل كامل ونهائي، وتخشى حكومة الوفاق من سقوط المطار في يد حفتر، وأن يستغله لقصف طرابلس أو حتى دعم بقية جبهات القتال.

أما منطقة (تاجوراء، وعين زارة، ووادي الربيع) التي تعتبر خط الدفاع الأول عن طرابلس وطوق العاصمة الحصين، فلا تزال قوات حكومة الوفاق تتقدم ببطئ في ظل دفاعاتها المستميتة، عدا تقدم لقوات حفتر في منطقة «عين زارة». بينما تشهد جبهة «خلة الفرجان» حرب شوارع، بين نقاط التماس بين طرفي النزاع، أمّا المعارك في محور اليرموك فتشهد مواجهة بالمدفعية والأسلحة الثقيلة.

وعلى مدار المعركة التي المستعرة منذ 117 يومًا، شهدت الحرب ثلاث جولات مختلفة؛ فالجولة الأولى التي امتدت نحو 20 يومًا بدأت بوصول قوات الجنرال الليبي إلى مدينة غريان  التي تعد أضعف ثغرة جنوبية، ثم زحفت بعدها نحو مدينة الزاوية – 48 كم غرب طرابلس – قبل أن تتمكن قوات حماية طرابلس بفضل تحييد سلاح الطيران في الساعات الأولى من استعادة أغلب المدن التي خسرتها.

لكنّ الجولة الثانية من المعركة شهدت جمودًا ميدانيًّا طيلة 30 يومًا في ظل الأزمة المالية التي عصفت بحفتر لتمويل حربه، وهو ما دفع رئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري، للقيام بزيارة عاجلة إلى قطر وتركيا، التي أعلنت دعمها حكومة الوفاق بشكل غير المشروط، لتظهر بعدها المقاتلات التركية في شوارع طرابلس إلى جانب الطائرات المُسيرة التي استغلت بُعد القواعد الجوية التابعة لحفتر عن مواقع الاشتباكات.

ومنذ أوائل الشهر الماضي شهدت الجولة الثالثة من الحرب تطورًا مفاجئًا بعد الانتصارات العسكرية التي حصدتها قوات حفتر أمام حكومة الوفاق في محاور مطار طرابلس إضافة لاحتكاره سماء المعركة، بفضل الدفاع الجوي الروسي الذي مدت به الإمارات الجنرال الليبي، ليتمكن بعدها من إسقاط طائرة تركية من طراز «درون» باهظة الثمن. وفيما رفض حفتر دعوة المبعوث الأممي لليبيا لوقف إطلاق النار، استطاعت حكومة الوفاق ضبط إيقاع المعركة عبر إسقاط مدينة غريان وقصف قاعدة «الجفرة»، وهو ما مثّل نهاية رمزية للمعركة، خاصة بعدما خسر الجناح الغربي ممثلًا في مدينتي «غريان والزاوية».

مترجم: ليبيا وخطط متواصلة لمحاربة السلام.. مقابلة مع سيف الدين الطرابلسي

«كتائب مصراتة».. هزمت «داعش» وأسقطت طرابلس في يومين

قبل نحو أسبوعين من إطلاق حفتر عملية تحرير طرابلس، تحركت إحدى الكتائب التابعة للواء المتقاعد، قرب مدينة سرت، وبدا أن حفتر سيدخل طرابلس عبر خوض أصعب حروبه على الإطلاق بمقاتلة «كتائب مصراتة» القوية المكافئة له، لكنّ الاستراتيجية العسكرية حينها؛ اعتمدت على شنّ معارك ضارية ومتفرقة عبر أكثر من جبهةٍ في جنوب العاصمة وغربها، وحين طال أمد الحرب عمدت حكومة الوفاق إلى جرّ حفتر إلى مخاوفه القديمة عبر إجباره على الاصطدام بـ«كتائب مصراتة».

يقول الصحافي الليبي عماد الراجحي لـ«ساسة بست»: «حين قصفت الوفاق خطوط الإمداد وقاعدة الجفرة الجوية، ردّ حفتر بعدها بساعاتٍ بقصف خطوط الإمداد والكلية الجوية بمصراتة، حتى لا يتمكن طرف دون الآخر من احتكار سماء المعركة»، يُضيف المصدر: «حفتر رغم خسائره أُجبر على دخول الجولة الأخيرة مع أقوى جيش ليبي».

وكان حفتر قد عاد حفتر من منفاه الاختياري بالولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها إلى ليبيا، عندما اندلعت الثورة  عام 2011، ليُبايعه نحو 150 ضابطًا منشق عن الجيش الليبي، رئيسًا للأركان؛ لتبدأ بعدها معركة تحرير طرابلس من كتائب القذافي. يقول حفتر في مقابلة مع «قناة العربية» السعودية متحدثًا عن خُطة الاستعداد آنذاك: «اعتمدنا خطة الدخول إلى العاصمة من اتجاه الغرب، وحشدنا القوات عند منطقة الزاوية، لكنّ قوات مصراتة سبقتني وأسقطت طرابلس»، والمعركة التي يتحدث عنها حفتر لم تزد على يومين بمساعدة حلف شمال الأطلسي الذي وفّر غطاءً جويًا للثوار آنذاك.

السجل الحافل لـ«كتائب مصراتة» يكمن في هزيمتها لكتائب الزنتان –غرب طرابلس- التي شكلت الجيش الحقيقي للقذافي، وسيطرتها على مدينة بني الوليد معقل رأسه، بالإضافة إلى تأمينها للجنوب الليبي، وفي عام 2016 حققت تلك الكتائب أكبر انتصاراتها بهزيمتها لـ«تنظيم الدولة (داعش)» في مدينة سرت، 500 كم شرق طرابلس.

ونظرًا لقوة «كتائب مصراتة» – تقع في المنتصف بين حفتر وطرابلس – اتجه حفتر بعدما أخضع الشرق الليبي إلى اقتحام الجنوب، ومنه التف حول العاصمة غربًا متفاديًا مواجهة تلك القوات التي تحمل وحدها نصف العتاد العسكري الذي خلفه القذافي في المخازن التي نُهبت عقب سقوط نظامه. وتعد أكبر قوة عسكرية منظمة في الغرب الليبي، بما تملكه من 17 ألف مقاتل، و5 آلاف عربة مسلحة، ومئات الدبابات، بالإضافة إلى صواريخ أرض- أرض متوسطة المدى، وتعتبر اندماج لعشرات الكتائب المسلحة بداخلها.

وبحسب التقرير الذي أعدته منظمة «ضحايا لحقوق الإنسان» الليبية، حول تقدير القوة التسليحية لمدينة مصراتة منذ عام 2011، فإنها تمتلك نحو 20 ألفًا من قوات الاحتياط، وهو ما يرفع عددهم عند التعبئة إلى 36 ألف مقاتل مقابل نحو 25 ألف هو كامل عتاد حفتر، إلى جانب امتلاكها نحو 380 دبابة مستعدة للأعمال القتالية، بالإضافة إلى 225 دبابة أخرى مخزنة تحتاج لصيانة، بالإضافة إلى 300 عربة مدرعة، و500 شاحنة نقل ثقيل، ونحو 1500 عربة منصوب عليها المدافع المضادة للطائرات.

قصة الصراع الممتد في ليبيا على عرش القذافي

في ظل انتصارات الوفاق.. هل تشهد المعركة هدنة مع اقتراب العيد؟

قبل نحو أسبوع، فشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إقناع رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا في القبول بوقف إطلاق النار، وكان مبرر رفض فايز السراج هو: «الحديث عن وقف القتال يجب أن يوجه للمعتدي»، في إشارة إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وسبق لحفتر أن رفض في أواخر يونيو (حزيران) الماضي دعوة المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، وقف الحرب بعدما أحرزت قواته انتصارات ميدانية بعد جولةٍ طويلة من المعارك الخاسرة، دفعت رئيس الحكومة الموازية في الشرق، عبدالله الثني، للإعلان لأول مرة عن استعداد الجيش لوقف إطلاق النار دون شروط.

وبينما يرتكز إصرار حكومة الوفاق على اسئتناف الحرب في مكاسبها السياسية والعسكرية، يرفض حفتر من جهة أخرى التراجع والقبول بالمفاوضات نظرًا للدعم العسكري الذي حصل عليه من فرنسا ومصر والإمارات، وسبق للمجلس الأعلى الدولة الليبي أنّ حذر قبل أيام من معركة «ساعة الصفر» الأخيرة من حصوله على معلوماتٍ استخباراتية تفيد بأن فرنسا ومصر والإمارات على وشك شن هجوم على طرابلس، والاتهام الرسمي جاء بعد أيامٍ من عثور حكومة الوفاق على صواريخ فرنسية اعترفت فرنسا لاحقًا بتبعيتها إليها.

وحاليًا دعا المبعوث الدولي إلى ليبيا إلى هدنة خلال عيد الأضحى وتبادل الأسرى والإفراج عن معتقلين، وهي الدعوة التي لم تجد صدى حتى الآن لدى طرفي النزاع في انتصارات حكومة الوفاق، ومع تحوّل الوفاق من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم المضاد، بدت ثمة إشارات واضحة بأن الحرب لن تنتهي حتى بانسحاب حفتر إلى ثكناته.

وسبق لحفتر أنّ شنّ هجومًا مباغتًا على العاصمة الليبية طرابلس قبل نحو 10 أيام من انعقاد الملتقى الوطني الجامع الذي دعت إليه الأمم المتحدة لتحديد موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والاتفاق حول موعد الاستفتاء على الدستور، وهي المعركة التي امتدت 177 يومًا دون نتيجة فاصلة.

أوراق جديدة قد تقلب المعادلة.. آخر تطورات الوضع العسكري في ليبيا

The post بعد فشله في دخول طرابلس.. لماذا لا يمكن لحفتر الانتصار على كتائب مصراته؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : إدلب تحت القصف.. مجازر نظام الأسد ضد المدنيين «تُذهب العقول»

من بين الصور الملتقطة لمجازر إدلب وريفها على يد النظام، شدّت صورة لطفلة في الخامسة من عمرها أنظار العالم، فقد ظهرت الفتاة الجريحة العالقة بين أنقاض الطابق الخامس وهي تمسك بيد شقيقتها الرضيعة التي ألقاها القصف على حافة الأنقاض.

لكن بعد دقائق انهارت الأنقاض فسقطت ريهام وشقيقتاها، وأصبن إصابة شديدة توفيت على إثرها ريهام مع شقيقتها روان، بينما نجت الرضيعة تقى، كذلك رحلت أم ريهام قبل أن تعلم أن تنشئتها لابنتها كانت تنشئة عظيمة، فقد تمسكت الأخت الكبرى حتى الرمق الأخير بيد الرضيعة، ولن يؤثر في عطائها فداحة ما ألقى الطيران الحربي المكثف منذ أيام على منزلها، ولا ما وجدته حولها من بحر الأنقاض الأسمنتية والحديد.

ريهام.. طفلة هزت العالم

في 24 من يوليو (تموز) 2019، خرج المصور السوري بشار الشيخ بشكل طارئ كعادته لتوثيق حوادث القصف على مناطق إدلب المتعددة، وقد كانت أريحا التي تقع في ريف إدلب الجنوبي هي تلك المنطقة التي فرض كثافة القصف عليها ذهاب الشيخ إليها.

تعرضت أريحا في ذلك اليوم، وتحديدًا في العاشرة صباحًا، إلى غارة جوية قُتل على إثرها أم وطفلها وسقط ثلاثة جرحى آخرين، وقبل أن ينتهى رجال الدفاع المدني والمسعفين من عملهم، وفي الوقت الذي كان الشيخ ما يزال يلتقط الصور، وقعت غارة حربية أخرى قريبة المكان، وبحكم هذا القرب وصل الشيخ في اللحظات الأولى للقصف، قبل أن ينقشع غبار القصف.

سمع الرجل صوت صغار يبكون، ثم وضحت الرؤية قليلًا؛ فرأى مشهدًا لا يصدّقه عقل: طفلتان معلقتان بين أنقاض الطابق الخامس من البناية، إحداهما هي ريهام أمجد العبد الله (خمس سنوات) التي تمسكت رغم إصابتها بيد شقيقتها الرضيعة تقى المتدلية على حافة الأنقاض.

 

يقول الشيخ عن صورته التي هزت العالم لـ«ساسة بوست» : «كان أمرًا مفزعًا للغاية، التقطت الصورة كي أثبت فجاعة الموقف، ثم أغلقت كاميرتي وذهبت للاقتراب من المبنى بحذر، ففزع الفتاة يعني سقوطها مع شقيقتها من الطابق الخامس، كان على مقربة متر واحد منهن جار لهما، حاول إنقاذهما لكن الاقتراب كان يعني حتمية سقوطهما مع أي حركة هينة لتصدع الجدران والأسقف».

ويواصل الحديث منهكًا عن تلك اللحظات: «أخذت أقترب حريصًا على ألا ألفت نظرهما، لكن القدر كان أسرع، سقطتا مع الركام من الطابق الخامس للأرض»، يصمت الشيخ عن الحديث لعظم ما حملته تلك اللحظات من آلام لا يمكن وصفها كما يقول، فقد تمكن من تمالك قواه فركض ناحية الركام وحمل الطفلتين بحالة حرجة للغاية مع مدني المنطقة نحو أقرب نقطة طبية.

رجل يحاول إسعاف طفلة مصابة في أريحا (المصدر: شبكات التواصل الاجتماعي)

ويروى الشيخ كيف نزفت ريهام كثيرًا طيلة الطريق إلى المستشفى، وهو الأمر الذي أدى لوفاتها بعد ساعات قليلة: «الألم فاق كل الأوصاف التي يمكن استخدامها للتعبير عن ما يحدث، كيف يمكن أن نصف مشاعرنا ونحن نصور وننقل مع المسعفين صور الناس محروقة ومشوهة من شدة القصف على سراقب ومعرة النعمان وأريحا وغيرها من مدن الشمال السوري».

يضطر الشيخ وهو مهجر من ريف حلب الشمالي، ويقطن الآن في أريحا، عند الذهاب لتصوير مجزرة تلو الأخرى أن يخلع ثيابه ويرتدى ثياب فرق الدفاع المدني التي تواجه ضغطًا كبيرًا، حدث ذلك قبل فترة عندما سارع لإطفاء جثة رجل محروقة من شدة القصف، وهو يقول عن ذلك: «الوضع على الأرض هنا يفوق كل الأوصاف، لم يسبق أن شعر أحد في العالم بما يشعر به السوريون الآن في تلك المناطق التي تتعرض للقصف الشديد المتواصل، في ظل إمكانات فقيرة للغاية لإنقاذ الناجين، الناس هنا لا خيار لهم إلا الهرب نحو الخلاء والاحتماء بالأشجار، ويا ليتهم ينجون!».

«المونيتور»: غارات الأسد تحرق إدلب.. لماذا لا تتحرك تركيا؟

أهوال القصف تُذهب العقول

تقطن السيدة حسناء بدران بالقرب من مسجد الفتح في منطقة أريحا، وهي كغيرها من سكان المنطقة، منذ 10 أيام تعيش أهوالًا صادمة من شدة القصف من حولها، فهي كما تقول باللهجة السورية: «ما عم نحسن نأخذ نفس من القصف، طول النهار ضرب ضرب على المباني، وفي كل مكان».

طفل مصاب في مجازر إدلب (المصدر: شبكات التواصل الاجتماعي)

حسناء التي لا تخرج من قبو منزلها إلا للضرورة القصوى، لا تكف عن التفكير في آلام الناس من حولها، فما يزال ذهنها مشغولًا بذوى عروسين، قُصف منزلهما في ليلة العرس، فقتل العريس على الفور ونقلت العروس إلى المستشفى في حالة خطر شديد، كذلك لا يذهب عن نظرها مشهد الضحايا محروقين لا تُعرف هويتهم من شدة التشويه الذي نال منهم، ولا مشهد قدم رضيعة مبتورة بحذائها الأبيض الأنيق.

تخبرنا حسناء أن المستشفيات في منطقتها تضع المصابين على المداخل، وتردف لـ«ساسة بوست» : «منذ 10 أيام وكل يوم مجزرة أو اثنتين، تنال من النساء والأطفال والرجال، الناس تبقى تحت الركام أيامًا حتى يستطيعوا إخراجهم»، وتصمت قليلًا ثم تقول بقهر: «والله لم نعد نملك عقلًا يتحمل هذا الوضع، أين نذهب؟ لا نملك أموالًا كي ننزح وننجو بأجسادنا».

في ذات الحال السابق يعيش سليمان عبد القادر (30 عامًا)، لكن الرجل وهو جار الطفلة ريهام قرر مع عائلته النزوح من أريحا بعد وقوع المجزرة بحق جيرانهم، وحتى الآن لم يجد مكانًا يؤويه، خاصة أن بيته تضرر من القصف فيما هدم بالكامل بيت حماه، يقول عبد القادر: «تتعرض المدينة لغارات شرسة، تسقط أربعة صواريخ متفجرة دفعة واحدة على رؤوسنا، فيكون ضحاياها كلهم من المدنيين وغالبيتهم من الأطفال».

وعن يومه في هذا الحال، يقول عبد القادر وهو ناشط إعلامي: «قبل وقوع القصف يرتعب الصغار والنساء من صوت الطيران، وهذه الأيام يكون الخوف مضاعفًا فالجميع يتوقع أن يكون هو الهدف»، ويبين لـ«ساسة بوست»: «حين قصفت بناية سكنية بجوار منزل حماي خالد عيد، وسارعنا لتفقد حالهم، وجدت البيت مدمرًا بالكامل، لكنهم بفضل الله الكريم كانوا قد تمكنوا من الخروج مباشرة بعد قصف هذه البناية، خرجوا حفاة، والغبار يغطى أجسادهم ثم قصف منزلهم، وبسبب هذا القصف ما يزال طفلي ابن الثانية من العمر مفزوعًا للغاية، لا يتحمل أي صوت من حوله حتى لو صوت حركتنا من حوله».

لا ينسى عبد القادر تفاصيل المجزرة التي وقعت بحق جارهم محمود الحسن في 27 يوليو 2019، وعن فاجعة هذه العائلة وهي نازحة من بلدة سنجار (تقع الآن تحت سيطرة النظام)، يقول: «وجدنا طفلًا من هذه الأسرة وعمره 10 سنوات تقريبًا، وقد دخل منزلنا مرعوبًا من صوت الطائرة، وحين سألناه ما بك: أشار إلى البناية القريبة وقال أهلي كلهم ماتوا، استشهد أشقاؤه الأربعة وأمه، وكان هو وقت القصف قد ذهب للشراء من البقالة».

لماذا يصعد النظام حملته ضد إدلب؟

حين تدوي صفارات الإنذار في مناطق إدلب لتُحذر الناس من قصف جديد، يخرج الناس كالفراش المبثوث، يتخبطون ببعضهم البعض، يتجهون نحو الملاجئ، لكنهم يدركون أن الصاروخ أو البرميل المتفجر من السهل أن يصل إلى قاع الأرض حيث يختبئون.

هؤلاء العاجزون عن النزوح -لكون مناطق الشمال المحرر كلها أهداف للقصف الآن-، يصف حالهم الإعلامي السوري مهند اليماني (24 عامًا)، فيقول: «أرى هذه الأيام مشاهد قاسية للغاية حين أصل إلى مكان القصف، أرى أجساد الضحايا وقد بترت أطرافهم وخرجت أمعاؤهم وكسرت جماجمهم، وأرى أشلاء بدون معالم تدل على الهوية، يوميًّا نرى مشاهد لا يتخيلها عقل الإنسان».

يعمل اليماني في حالة طوارئ مستمرة كغيره من الإعلاميين والأطباء ورجال الدفاع المدني بأريحا، فهو في كل وقت على أهبة الاستعداد، ينطلق حين يسمع صوت القصف، ثم تخبره المراصد أين مكانه بالتحديد، فيذهب على وجه السرعة حاملًا الكاميرا، يقول اليماني إن من أصعب المواقف التي تمر عليه أن يقف على أنقاض المنازل المهدمة مع ذوي الضحايا خاصة من الأطفال الذين طمرهم القصف تحت الركام، يحبس أنفاسه على أمل أن يخرج الطفل من تحت الركام حيًّا يرزق كما يأمل أهله.

لكن في الغالب يُصدم الجميع بأن الجسد الغض قد خرج مفتتًا لم يحتمل أطنان الأنقاض ولا شظايا الصواريخ، ويضيف اليماني لـ«ساسة بوست» : «شهدت بالأمس عملية إنقاذ رجل نالت الشظايا من سيارته، وقد أخرج الرجل جثة متفحمة لا معالم لها».

رجلان من الدفاع المدني منهكان بعد عمل طويل من جراء الغارات (المصدر: شبكات التواصل الاجتماعي)

يهاب اليماني وكل سكان إدلب من أن تعود الطائرة وتقصف المكان قبل أن يُخلى من الجرحى والموتى والمنقذين، وهو أسلوب أصبح معهودًا من قوات النظام وحلفائهم، وقد زاد من عدد الضحايا في تلك الحملة، ويوضح اليماني: «يتبعون أسلوب الغارات المزدوجة، يقصف المكان ثم تغير الطائرة على مكان آخر، ثم تعود لضرب المكان الأول، لذا فقد وقع ضحايا من الدفاع المدني في تلك الحملة».

وتتعرض محافظة إدلب ومحيطُها لقصفٍ من النظام وروسيا، منذ نهاية أبريل (نيسان) 2019، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت حملة مكثفة تستهدف المنازل والمرافق الطبية والمدارس والأسواق، تهدف للضغط على الفصائل وحاضنتها الشعبية، وخاصة في مناطق ريف إدلب الجنوبي، وريف حماة الشمالي المجاور.

ودفع الوضع السابق اليماني لأن يخرج من بيته في أريحا، ويعزو الإعلامي السوري شدة الحملة العسكرية التي تقتصر على الطيران إلى الفشل الذي ينال من هؤلاء في الجبهات الميدانية، فعدم تحقيقهم أي إنجاز عسكري بري يدفعهم نحو التوحش في ضرب المناطق المدنية بالطيران من أجل الضغط على الفصائل العسكرية للمعارضة.

بعد 8 سنوات من الثورة.. هل حان موعد اندلاع مواجهة بين الأسد وتركيا؟

The post إدلب تحت القصف.. مجازر نظام الأسد ضد المدنيين «تُذهب العقول» appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : إلى أين وصل حلم السعودية بامتلاك قنبلة نووية؟

أعلنت المملكة السعودية من فترة طويلة أنها تريد تحقيق اكتفاء ذاتي من إنتاج الوقود النووي، وغير مهتمة بتحويل التكنولوجيا النووية إلى الاستخدام العسكري. لكن مثلما لم يترك صعود الملك سلمان إلى السلطة حجرًا على حجر ليس فقط داخل القصر الملكي ولكن أيضًا على المستوى الإقليمي، هدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان علانيةً عبر قناة «سي بي إس» بتطوير قنبلة نووية إذا أقدمت إيران على ذلك.

كان من الطبيعي أن يربط المراقبون بين تهديد ولي العهد والمحادثات التي يجريها وزير الطاقة الأمريكي، ريك بيري، مع مسؤولين سعوديين، بشأن الاستفادة من التكنولوجيا النووية الأمريكية، ومشروع القرار الذي قدمه أعضاء من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي لمجلس الشيوخ، ويطالب بأن ينص أي اتفاق لتبادل التكنولوجيا النووية الأمريكية مع السعودية على منع المملكة من تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة البلوتونيوم الذي تنتجه المفاعلات، وهما الوسيلتان المستخدمتان في صنع قنبلة نووية.

وبعدما أظهرت صور الأقمار الصناعية قبل أشهر قليلة أن المملكة أوشكت على الانتهاء من بناء أول مفاعل نووي، كان متوقعًا أن يطلق خبراء الحد من التسلح جرس إنذار محذرين من أن الرياض لم توقع بعد على الإطار الدولي للقواعد التي تتبعها القوى النووية الأخرى لضمان عدم استخدام البرامج النووية المدنية لصنع قنبلة نووية.

قبل 30 عامًا.. كيف ساعدت أمريكا إيران في الحصول على السلاح النووي؟

 

بمساعدة ترامب.. الانتقال من البرنامج السلميّ إلى إنتاج قنبلة نووية «مجرد وقت»

«يشعر الخبراء بالقلق من أن نقل التكنولوجيا النووية الأمريكية الحساسة قد يسمح للمملكة العربية السعودية بإنتاج  قنبلة نووية، تُسهِم في انتشار الأسلحة النووية في أنحاء الشرق الأوسط، الذي يعاني بالفعل من انعدام الاستقرار».

هذا هو ما خلُصَ إليه أحدث تقرير أمريكي، أصدرته الأغلبية الديمقراطية في «لجنة الرقابة والإصلاح» بمجلس النواب يوم 19 فبراير (شباط) 2019، احتجاجًا على الجهود المحمومة التي تبذلها إدارة الرئيس ترامب لتسريع نقل التكنولوجيا النووية الأمريكية شديدة الحساسية إلى الرياض دون الرجوع إلى الكونجرس.

Embed from Getty Images

يحذر النواب الأمريكيون من أن هذه الجهود غير المنضبطة قد تشكل انتهاكًا لـقانون الطاقة الذرية (1954)، وقانون الانتشار النووي السعودي الجديد الذي عرض على مجلس الشيوخ في 28 فبراير الماضي لتعزيز سلطة الكونجرس على نقل التكنولوجيا النووية إلى المملكة.

ثمة علامات استفهام تتكئ على علامات تعجب مثارة حول ستار السرية الذي يغلف العلاقة بين إدارة ترامب والسعودية، والضغوط التي تمارسها الكيانات التجارية الأمريكية لتسريع الصفقة، ومخاوف أعم تتعلق بـ«بيئة العمل داخل البيت الأبيض، التي تتسم بالفوضى، والاختلال الوظيفي».

والأهم أن الشكوك تحوم حول الاتصالات الوثيقة والمستمرة بين الرئيس ترامب والكيانات التجارية -التي يتوقع أن تجني مليارات الدولارات مقابل بناء وتشغيل المنشآت النووية في السعودية- ومن المشكاة ذاتها تخرج الاتهامات الموجهة لكبار مستشاري البيت الأبيض بتضارب المصالح.

من اللافت أن هذه الصفقة المثيرة للجدل تحظى بدعم أصدقاء ترامب داخل الإدارة وخارجها (مايكل فلين، ديريك هارفي، توماس باراك، ريك جيتس)، حتى أن المحامي تشارلز بيرسون، عضو «تحالف بيتسبرج المناهض لحروب الطائرات بدون طيار»، كتب في مجلة «كاونتر بانش» نصف الشهرية الأمريكية ساخرًا: «لو كانت إيران تمتلك ما يكفي من الفطنة لشراء قنبلة نووية من أصدقاء ترامب، لما واجهت عقوبات أو تهديد بغزو أمريكي».

لا تقتصر هذه المخاوف على الديمقراطيين، بل يتشاركها النواب الجمهوريون، أمثال ماركو روبيو وتود يونج وكوري جاردنر وراند بول ودين هيلر، الذين بعثوا رسالة في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2018، إلى الرئيس ترامب يحثونه فيها على «تعليق المحادثات المتعلقة باتفاقية تعاون نووي مدني محتملة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بسبب مخاوف جدية تتعلق بالشفافية والمساءلة».

لكن يبدو أن ترامب مصمم على اعتصار الفوائد المادية التي تتيحها له فترة ولايته الرئاسية لآخر قطرة، لدرجة أن المحامي الأمريكي تشارلز بيرسون يشك في أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيواصل دفاعه الأعمى عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حتى لو أطلق الأمير النار على خاشقجي جهارًا نهارًا في وسط الجادة الخامسة بنيويورك.

وإذا كانت روسيا والصين وكوريا الجنوبية وفرنسا قدموا عروضًا لبناء مفاعلات نووية في السعودية، حُقَّ للرئيس الأمريكي أن يتساءل – أو هكذا يعتقد ترامب حسبما يتخيل نيكولاس كريستوف في صحيفة «نيويورك تايمز»– لماذا يتخلى عن نصيبه من الكعكة الشهية المعجونة بريالات النفط، طالما أن الرياض ستحصل على التكنولوجيا النووية التي تريدها في كافة الأحوال؟

Embed from Getty Images

وإذا كان الأمريكيون يتشبثون بالحذر لأن «القدرة على التخصيب وإعادة المعالجة ستمكن السعوديين من الانتقال في وقت قصير من برنامج نووي سلمي مدني إلى إنتاج قنبلة نووية»، كما يقول الأمريكيون؛ فربما كانت السعودية بعيدة النظر حين سعت منذ سنوات لعقد اتفاقيات مع الصين للتعاون في مشاريع الطاقة النووية.

الحل الباكستاني.. البديل الجاهز أسهل من التصنيع المحليّ

إذا كانت هناك طريقة أسهل للحصول على قنبلة نووية من البلد صاحبة «أول قنبلة نووية سنية»، فلماذا يضع السعوديون أنفسهم في عين العاصفة بتصنيعها محليًا؟ يرتفع سقف التهكنات بالنظر إلى إجمالي الدعم المالي المقدم إلى باكستان من الإمارات والسعودية ويبلغ حوالي 14 مليار دولار، ما يثير تساؤلا طبيعيًا: «هل يمكن أن تسدد إسلام أباد ثمن هذا السخاء الخليجي نوويًا؟»

تفوق المساعدات التي تلقتها باكستان من السعودية ما حصلت عليه أي دولة أخرى خارج العالم العربي منذ الستينيات. على سبيل المثال، عندما كانت باكستان تدرس ما إذا كانت سترد على اختبار الهند خمسة أسلحة نووية في مايو (أيار) 1998، وعد السعوديون بإرسال 50 ألف برميل نفط يوميًا مجانًا لمساعدتها على مواجهة العقوبات الاقتصادية التي قد تنجم عن التجربة الباكستانية المضادة.

مفاعل خوشاب النووي في باكستان

وكان الالتزام النفطي السعودي هو مفتاح قرار رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف بالمضي قدما في الاختبار، وخفف إلى حد كبير تأثير العقوبات اللاحقة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على باكستان.

هذه المزاعم حول وجود ترتيب أو تفاهم سري، تنقل باكستان بموجبه الأسلحة النووية إلى المملكة، تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما مولت السعودية مشروع القنبلة الباكستانية النووية الناشئة.

وتستمر التكهنات حتى وقتنا هذا؛ إذ تحاول أجهزة الاستخبارات الأمريكية استكشاف ما إذا كان الأمير محمد بن سلمان يضع الأساس لبناء قنبلة نووية. وأثارت العلاقة المالية بين الرياض وإسلام أباد تساؤلات لدى المخابرات الأمريكية لفترة طويلة عن المقابل: «هل إذا احتاجت السعودية أن تمتلك ترسانتها الصغيرة، هل ستوفرها لها باكستان؟»، حسبما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت عنوان «السعوديون يريدون صفقة نووية أمريكية.. هل يمكن الوثوق بهم في عدم صنع قنبلة نووية؟».

وبرغم أن التقارير التي تفيد بأن «سلاح الجو الملكي السعودي يحتفظ دائمًا بطائرتين في باكستان؛ ليتمكن من نقل القنبلة إلى الرياض في غضون فترة قصيرة إذا طلب الملك ذلك»، غير مؤكدة؛ إلا أن بروس ريدل يستشهد بها في تحليلاته المنشورة على صفحات «بروكنجز».

ويوافقه مدير «برنامج الخليج وسياسة الطاقة» في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، الذي كتب على صفحات كارنيجي: «ربما تمتلك السعودية بالفعل قنبلة نووية، بفضل باكستان، إذ يُفترض أنه بالإمكان إرسال صواريخ باكستانية مزوّدة برؤوس نووية إلى المملكة، سواء بهدف تعزيز قوة الردع السعودي ضد إيران، أو لحماية جزء من القوة الاستراتيجية الباكستانية خلال الأزمات مع الهند».

في هذا الإطار، يُعاد التأكيد على تفاصيل التفاهم السعودي الباكستاني، الذي قد لا يكون اتفاقا مكتوبا، في كل مرة يطرأ فيها تغيير على الحكومة الباكستانية، أو تغيير مرتبط بالعرش السعودي. وهنا يكمن الدافع وراء الزيارتين اللتين قام بهما وزير الدفاع السعودي (وحاليا ولي العهد) محمد بن سلمان إلى باكستان منذ تولي والده الملك سلمان العرش في عام 2015. ومن هنا أيضا تأتي الزيارات المنتظمة التي يقوم بها القادة العسكريون الباكستانيون إلى المملكة.

ورجح كريستوفر كلاري ومارا كارلين في مقالٍ نشرته مجلة «ذي أميركان إنترست» عام 2012 أن «توفر باكستان تكنولوجيا الأسلحة النووية (للسعودية) إذا كانت تبحث عن بديل للمساعدات الأمريكية، تحسبًا لانهيار مستقبلي محتمل في العلاقة (مع الولايات المتحدة)»، خاصة وأن ترامب ألغى بالفعل 300 مليون دولار من لمساعدات الأمريكية لباكستان في عام 2018.

ورسمت ورقة بحثية أعدها يوئيل جوزنسكي ونشرها «معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي» يوم 22 يوليو (تموز) 2015 بعنوان «المملكة العربية السعودية والاتفاق النووي مع إيران»، سيناريو يتضمن «قيام باكستان بتثبيت رؤوس حربية نووية على الأراضي السعودية؛ كأحد أشكال الردع الموسع، إذا تخطت إيران علنًا العتبة النووية».

حتى أن جوزنسكي نصح إسرائيل بـ«تحسين عملية جمع المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز القدرة على تقييم التطورات على المسرح الخليجي، حتى تتمكنو- إلى جانب فوائد أخرى- من رصد أي محاولات إضافية من دول أخرى لخلق توازن نووي ضد إيران».

«أنظمة التوصيل».. صواريخ صينية وأمريكية قادرة  على حمل رؤوس نووية

حين أظهرت صور الأقمار الاصطناعية في يناير (كانون الثاني) الماضي أن السعودية بنت أول مصنع للصواريخ البالستية، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية هذه الخطوة «جزء من الطموحات العسكرية والنووية المتزايدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان».

وأشار الخبراء إلى أن السعودية لا تمتلك في الوقت الحالي قنبلة نووية، لذلك من المرجح أن أي صواريخ منتجة في المصنع «ستكون عنصرا حاسما في أي برنامج سلاح نووي سعودي في نهاية المطاف، مما يمنح المملكة قدرة على إنتاج أنظمة التوصيل المفضلة للرؤوس النووية».

Embed from Getty Images

مفاعل تايشان 1 في الصين

وتعمل السعودية حاليًا على بناء عدة أنظمة أمريكية، بما في ذلك نوعان مختلفان من نظام صاروخ أرض-جو (سام) ونظامين مختلفين من نظام باتريوت (سام). وهو تطور طبيعي للأدلة الحديثة التي أشارت منذ فترة؛ إلى أن المملكة أصبحت تمتلك القدرة على تطوير صواريخ باليستية محليًا، إلى جانب ترسانتها التي تتكون أساسًا من صواريخ صينية الصنع.

يبدو أن السعوديين كانوا يفكرون في «أنظمة التوصيل» منذ فترة طويلة؛ فقد اشتروا صواريخ «دونج فينج 3» متوسطة المدى من الصين، صُممت لحمل رؤوس حربية نووية أو كيميائية أو بيولوجية، في عام 1987، ما أثار احتجاجات المسؤولين الأمريكيين آنذاك.

وتشير بعض التقارير إلى أن المملكة اشترت صواريخ باليستية طراز «دونج فينج 21» من الصين في عام 2007؛ من أجل تحديث أو استبدال صواريخ «دي إف 3»، ورغم أن مدى الصواريخ الجديدة أقصر، إلا أنه أكثر دقة.

لكن السعودية تكتفي حاليًا بنشر صواريخ من طراز «دي إف 3» برؤوس حربية تقليدية، وتعهدت بعدم تزويدها بحمولات غير تقليدية. وإن لم تختبر هذا النوع أبدًا؛ مما يجعل أهميته بالنسبة لاستراتيجية الدفاع السعودية غير واضحة.

ووقعت الرياض في نوفمبر 2018 اتفاقًا بقيمة 15 مليار دولار، لشراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخي أرض-جو (THAAD) من صنع شركة «لوكهيد مارتن»، التي يمكنها اعتراض الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي.

إيران الحافز الأكبر.. القنبلة السعودية بين التطمينات والتهديدات

صحيحٌ أن السعودية اتخذت كل الخطوات التي تؤكد عدم رغبتها في حيازة أسلحة نووية؛ ووقعت على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وأبرمت اتفاق التفتيش الشامل مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وصادقت على معاهدة حظر الأسلحة النووية في الأمم المتحدة.

صحيحٌ أيضًا أن البنى التحتية السعودية بدائية وغير متطورة، وبالتالي قد لا تمكن المملكة من تخصيب اليورانيوم. وليس من المغري- لاعتبارات أمنية وتجارية- أن تتشاطر أيٌّ من الدول التي تقوم بتخصيب اليورانيوم لإنتاج الوقود النووي تقنياتها مع دول أخرى، حسبما يلفت الباحث الأول في برنامج الشؤون النووية في «مؤسسة كارنيجي»، مارك هيبز.

Embed from Getty Images

لكن ما بين التطمينات والتهديدات؛ تسعى المملكة لتوسيع مساحة تعاونها النووي مع الولايات المتحدة وفرنسا والأرجنتين وكوريا الجنوبية والصين وروسيا، إلى جانب مفاوضات تجريها مع تركيا وجنوب أفريقيا والمجر وفنلندا وبلجيكا وأستراليا.

ما يثير الشكوك أكثر هو إصرار السعودية على إنتاج وقودها النووي الخاص بها، على الرغم من أن بإمكانها شراءه بسعر أرخص من الخارج. إذ يمكن استخدام مثل هذا الوقود للأغراض السلمية أو العسكرية؛ ذلك أن تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 4% يكفي لتشغيل محطة توليد الطاقة، أما الوصول إلى نسبة 90% فيضعها على عتبة قنبلة نووية.

وكم كان النائب الديمقراطي براد شيرمان صريحًا ولاذعًا في آن حين قال: «أن تبيعهم طائرات مسألة، لكن أن تبيعهم قنبلة نووية أو القدرة على بنائها، مسألة مختلفة. والبلد الذي لا يمكن الوثوق به وبحوزته منشار عظم، لا ينبغي الوثوق فيه وهو يمتلك قنبلة نووية».

وخلال مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» بثتها قناة «سي بي إس» في 18 مارس (آذار) 2018، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «المملكة العربية السعودية لا ترغب في الحصول على أي قنبلة نووية، لكن دون شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسنتبعها في أقرب وقت ممكن».

ورغم تأكيده في المقابلة ذاتها أن «إيران ليست منافسة للسعودية. جيشها ليس من بين الجيوش الخمسة الأولى في العالم الإسلامي. والاقتصاد السعودي أكبر من الاقتصاد الإيراني. وإيران بعيدة عن أن تكون ندًا للسعودية»، إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستظل هي مفتاح بوابة القنبلة النووية السعودية، والدافع الأكبر لكي تخوض المملكة هذا التحدي.

«إف-14 توم كات».. قصة مقاتلة اعتراضية تملكها إيران وتخشاها أمريكا 

 

The post إلى أين وصل حلم السعودية بامتلاك قنبلة نووية؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

ثقفني اون لاين : فخر الصناعة الروسية.. هل المقاتلة «سو 57» بديل روسيا للشبح «إف 35» الأمريكية؟

قررت القيادة العليا السوفيتية في عام 1979 أنها بحاجة إلى جيل جديد من الطائرات المقاتلة؛ لضمان القدرة التنافسية للقوات الجوية السوفيتية، خلال فترة التسعينيات وما بعدها. وضع المشروع، الذي أصبح معروفًا باسم «مقاتلة الخط الأمامي متعددة الوظائف»، مجموعة معايير تصميم أساسية، تتوافق مع المفهوم السوفيتي والروسي المبكر لمواصفات مقاتلة الجيل الخامس، والتي ضمت: مناورة وسرعة فائقة، ورادار منخفض التردد، ونظام إلكترونيات طيران متكامل، وقدرة محسنة على الهبوط والإقلاع.

بعد عقود من البحث والتطوير، عرجت موسكو خلالها أولا على مشروع «ميج 1.44»؛ وضع الروس رهانهم على المقاتلة «سو 57»، من تصميم «مكتب تصميم طائرات سوخوي»، وتصنيع مصنع الطائرات جاجارين في مدينة كومسومولسك، التي أصبحت «علامة فارقة على طريق تطوير طائرات الجيل الخامس الروسية، على مدى العقد الماضي».

رحلة المقاتلة «سو 57».. من الولادة إلى التشغيل

كانت الخطوة العملية الأولى هي إعلان القوات الجوية الروسية طرح مناقصة لإنشاء «مقاتلة القرن الحادي والعشرين» في عام 2001، وفي العام التالي قبلت لجنة التحكيم العرض المقدم من مكتب تصميم طائرات سوخوي،  وفي عام 2004 صدرت الموافقة على التصميم المقترح للمقاتلة.

انتهى صنع النموذج الأول وبدأ اختباره فعليًا عام 2009، وأقلع النموذج العملي الأول من مطار كومسومولسك بحلول عام 2010، وفي العام التالي شارك نموذجان تجريبيان من المقاتلة في «معرض طيران ماكس» 2011، ثم عُرِض نموذج مصغر في «معرض لوبورجيه الفرنسي» 2016.

طيلة هذه الفترة؛ لم تكن روسيا قد استقرت بعد على اسم لمولودها الجديد، حتى أعلنت عن الاسم الرسمي لمقاتلة الجيل الخامس الروسية «سو 57» في عام 2017، وكان هذا إيذانًا بنشر صور للطائرة أثناء وصولها إلى قاعدة جوكوفسكي،  في 10 سبتمبر (أيلول) 2017.

بدأ اختبار محرك المرحلة الثانية في عام 2018، وفي 9 مايو (أيار) من العام ذاته، احتلت المقاتلة «سو 57» صدارة عرض عسكري ضخم في موسكو احتفالًا بذكرى فوز الجيش السوفيتي على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أصدر الجيش الروسي لقطات لطائراته المقاتلة الشبح الجديدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018.

لكن وقبل بدء تسليم المقاتلة إلى القوات في العام الجاري 2019، رصدت الأقمار الصناعية الإسرائيلية في فبراير (شباط) 2018، طائرتين على الأقل من طراز «سو 57»، في «قاعدة حميميم» الروسية الجوية على الساحل الغربي في سوريا.

مساومة سياسية بأدوات عسكرية.. كل ما تحتاج معرفته عن المقاتلة الشبح «إف-35»

المواصفات الفنية.. قليل من الاستعراض لا يتعارض مع السرية

ما تزال روسيا تحيط الجزء الأكبر من مواصفات طائرة «سو 57» بستارٍ من «السرية المفرطة»، لدرجة دفعت الهند إلى الانسحاب من مشروع تطوير الطائرة. بيد أن التفاخر الواجب في مثل هذه المقامات يقتضي استعراض «مقاتلة الجيل الخامس متعددة المهام المصممة لتدمير جميع أنواع الأهداف الجوية، على المدى الطويل والقصير، وضرب أهداف العدو البرية والبحرية، والتغلب على قدرات الدفاع الجوي».

تحلق الطائرة بطاقم مكون من فرد واحد، بسرعة تصل إلى 2600 كيلومتر في الساعة، وسرعة صعود تبلغ 330 مترًا في الثانية، لمسافة تصل إلى 5500 كيلومتر، وتستمر مدة الطلعة الجوية الواحدة حتى 5.8 ساعة، وأقصى حمولة قتالية 10 آلاف كيلو جرام.

تستطيع الطائرة الإقلاع من الممر القصير والهبوط عليه، والتزود بالوقود في الجو، ولديها قدرة فائقة على المناورة، وتتمتع بفعالية كبيرة في إصابة الأهداف الجوية والأرضية، وقدرة على التخفي عن رادارات كشف الطائرات، وبإمكانها التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت دون احتراق المزيد من الوقود.

Embed from Getty Images

المقاتلة «سو 57» متعددة المهام، أثناء عرض جوي بمناسبة الذكرى 105 لتأسيس سلاح الجو الروسي

والطائرة مزودة بمنظومة الحرب الإلكترونية «هملايا»، من تصميم معهد الأبحاث في مدينة كالوغا، التي توفر للمقاتلة حماية كبيرة من التشويش الإلكتروني، وتساعد في إبطال قدرة الطائرات المعادية على التخفي.

كما يعمل سطح الذيل الرأسي الدوار على تقليل مقاومة الهواء، وتساعد منظومة البصريات والإلكترونيات أو «إل إس50 إم» على اكتشاف الأهداف الجوية، ويستطيع المدفع المدمج «جي شي301» عيار 30 ملم، إطلاق 1500 طلقة في الدقيقة.

ويخدم رادار مقدمة الطائرة نحو 1500 وحدة استقبال وإرسال، ويتمتع بمدى كشف أكثر من 400 كيلومتر، وقدرة على تتبع 60 هدفًا وضرب 16 هدفًا في آن واحد، وتكتمل المنظومة بأجهزة الرادار الداخلية مع الهوائي «إي إف آيه آر إكس باند»، وأجهزة الرادار على الجناح مع الهوائي «أيه إف أيه آر إل باند»، ولاقطات أجهزة الرادار على الغشاء الذكي الذي يحمي جسم الطائرة.

أما حاوية الأسلحة الداخلية فتشمل: صاروح جو-جو متوسط المدى «كا-77-1»، وصاروخ جو–جو بعيد المدى «كا–137 إم»، وصاروخ جو-سطح مضاد للرادار «إكس 58 أو شي كا أيه»، والقنبلة الموجهة «كا أيه بي 500»، والصاروخ التكتيكي المضاد للسفن «إكس 35 أو أيه». وفي سياق التحديثات المستمرة، سوف تزود مقاتلات «سو 57» بـ«أسلحة دمار حديثة»، قد تشمل: صاروخ «إم 37 آر» جو–جو فائق السرعة، الذي يبلغ مداه أكثر من 300 كيلومتر.

وأصبح للطيار الآن بدلة جديدة صممتها المؤسسة العلمية والإنتاجية (زفيردا)، تستطيع مقاومة حمل زائد تصل شدته إلى تسعة وحدات قياسية لمدة 40 ثانية. وخوذة مزودة بمنظومة معالجة الصور، وإمكانية الطيران ليلا وفي ظروف الرؤية الرديئة، وتسديد الأسلحة على هدف محدد أوتوماتيكيًا، وإسقاط الصور الأكثر دقة على غطاء الخوذة الواقي، من تصميم شركة الاتصالات الإلكترونية.

الانتقادات الأمريكية: ليست مقاتلة شبح ولا من الجيل الخامس!

بموازاة الجهود المحمومة التي تبذلها الولايات المتحدة لابتلاع سوق مقاتلات الشبح، شنت المنصات الإعلامية الأمريكية حملة تشكيكية في قدرات المقاتلة الروسية «سو 57»، وذهب مؤسس ومحرر مدونة «The Aviation Geek Club» المتخصصة في مجال الطيران العسكري، داريو ليون، إلى درجة التشكيك في إمكانية اعتبار «سو 57» مقاتلة من الجيل الخامس، استنادًا إلى أنها صُمِّمَت في الأصل لتحل مكان مقاتلتي الجيل الرابع «ميج 29» و «سو 27».

وفي الوقت الذي تبلغ فيه قيمة المقاتلة الأمريكية (تقدر بنحو 121.8 مليون دولار) أكثر من ضعف ثمن نظيرتها الروسية (التي تقدر بنحو 50 مليون دولار)، فإن عددًا من الخبراء أكدوا لموقع «بزنس إنسايدر» أنه بالرغم من أن المقاتلة الروسية تتمتع بإمكانيات مناورة تحسد عليها وقدرة عالية على القتال الجوي، إلا أن الولايات المتحدة والصين هما فقط الدولتان اللتان أنتجتا حتى الآن مقاتلات شبح حقيقية.

Embed from Getty Images

نموذج لمقاتلة «سو 57» النفاثة معروضة في اليوم السابق لافتتاح معرض باريس الجوي 2019 في مطار لو بورجيه

إلى جانب هذا التشكيك الأمريكي في أن تكون «سو 57» مقاتلة شبحية، أو حتى من الجيل الخامس، تقول مجلة «ميليتاري ووتش» العسكرية إن الطائرة الروسية، «تختلف تمامًا عن المقاتلة «إف 35» الأمريكية في مواصفاتها ودورها القتالي، على الرغم من كونهما من مقاتلات الجيل الخامس».

فبينما صُمِّمَت «إف 35» لتكون طائرة خفيفة متعددة الأدوار ذات محرك واحد، مع وجود قيود كبيرة في قدراتها القتالية (جو-جو) بسبب سرعتها المنخفضة، وقدرتها على المناورة، وحمولتها التسليحية. يأتي على النقيض من ذلك، المحرك المزدوج الثقيل للمقاتلة «سو 57» الروسية، التي تعد أكثر قابلية للمقارنة مع الطائرة «إف 22 رابتور» الأمريكية، وهي مقاتلة تفوق جوي بعيدة المدى، تمتلك اليد العليا في القتال جو–جو، ويمكنها التحليق على ارتفاعات شاهقة، ويُعتقد أنها أكثر الطائرات المقاتلة قدرة على المناورة، كما أنها تحمل أكبر حمولة صواريخ جو–جو مقارنة بمنصات الجيل الخامس الأخرى.

الرد الروسي: إمكانيات الجيل السادس وطلاء مبتكر لزيادة التخفي

كل هذه الآراء تنحصر في المقارنة بين المقاتلتين «سو 57» الروسية و«إف 35» الأمريكية، أما إذا حصلت تركيا مثلا على المقاتلة «سو 57» من روسيا، فسيكون بحوزتها أقوى مقاتلة تفوق جوي في أوروبا والشرق الأوسط، خاصة أن الولايات المتحدة لم تُصَدِّر بعد طائرات التفوق الجوي من طراز «إف 22» و«إف-15 إكس»، وهو ما تعترف به المجلة العسكرية الأمريكية ذاتها.

أما الفروق بين المقاتلتين فيدركه الروس، وقد صرح رئيس الشركة الحكومية التي تدير صناعة الطائرات في روسيا، ألكسي فيودوروف، منذ عام 2010، بأن روسيا حشدت قدراتها الإبداعية والهندسية والمادية في المرحلة الراهنة لصنع مقاتلة الجيل الخامس الثقيلة، وقد تتوجه بعدها لصنع مقاتلة المستقبل الخفيفة.

وفي مواجهة التشكيك في إدراج «سو 57» ضمن مقاتلات الجيل الخامس، أكد القائد السابق لقوات الدفاع الجوي الروسية، ورئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور بونداريف، في نوفمبر 2017، أن طائرات «سو 57» لديها إمكانيات هائلة يمكن ترقيتها إلى مقاتلة من الجيل السادس.

Embed from Getty Images

المقاتلة الأمريكية «إف 35»

وأكد مسؤولو الدفاع الروس مرارًا أن الأجهزة المصممة لمقاتلات الجيل السادس في المستقبل اختبرت على نموذج «سو 57»، بما في ذلك أنظمة الطيران والملاحة بالإضافة للحرب الإلكترونية والرادار.

وفي مواجهة التشكيك في قدرات التخفي، أعلنت «شركة روستيخ» الحكومية يوم 11 يناير (كانون الأول) 2019، استخدام طلاء مبتكر  من أكسيد الفلز لزجاج قمرة القيادة يضاعف امتصاص موجات الرادار، ويقلل من رصد الطائرة بنسبة 30%، ويقلل من تأثير الأشعة فوق البنفسجية على الطيار بنسبة أربع إلى ست مرات، والإشعاع الشمسي الحراري أكثر من ثلاث مرات.

وبحسب مدير الصناعة لمجموعة الأسلحة التقليدية والذخيرة والكيمياء الخاصة في الشركة الروسية، سيرجي أبراموف، فإن الابتكار الجديد يقلل من وزن الزجاج في قمرة القيادة بنسبة النصف، ويزيد من مقاومته، ويزداد امتصاص الأمواج الراديوية من 40% إلى 80%.

وفي استعراض واضح للقوة العسكرية، رافقت ست مقاتلات «سو 57» طائرة فلاديمير بوتين الرئاسية أثناء توجهه لتفقد الوحدات العسكرية في منطقة أستراخان، قبل العودة إلى مقره الصيفي في سوتشي على البحر الأسود لمقابلة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في مايو الماضي.

بعدها بأيام، أمر بوتين بزيادة عدد مقاتلات «سو 57» إلى 76 طائرة، وهو ما يقرب من خمسة أضعاف العدد الذي كان مستهدفًا في الأصل (16 مقاتلة) بحلول عام 2028؛ وكأنه يرد على التشكيك الأمريكي في عدم قدرة موسكو على توسيع خط إنتاج المقاتلة الجديدة، ويرسخ أقدام «سو 57» في المنافسة مع الولايات المتحدة خاصة بعد قرار واشنطن باستبعاد تركيا من البرنامج المشترك لصناعة الطائرة الشبح الأمريكية «إف 35».

«إف-14 توم كات».. قصة مقاتلة اعتراضية تملكها إيران وتخشاها أمريكا 

The post فخر الصناعة الروسية.. هل المقاتلة «سو 57» بديل روسيا للشبح «إف 35» الأمريكية؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : من هو ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق الذي تتعلق به آمال حميدتي وحفتر؟

في السابع من مايو (آيار) الماضي وقّع الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، بصفته ممثلاً عن المجلس العسكري السوداني، اتفاقًا بقيمة 6 مليون دولار مع شركة «ديكنز آند ماديسون» الكندية، التي يترأسها ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق، آري بن ميناشي، لتعمل بمقتضاه الشركة على تحسين صورة المجلس العسكري لدى المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للحصول على اعتراف دبلوماسي بشرعيته، ولكسب تأييد حكومات العالم وبالأخص الولايات المتحدة وروسيا والسعودية.

كما نص الاتفاق على أن «تبذل الشركة قصارى جهدها لضمان تغطية إعلامية دولية ومحلية مواتية لرؤية المجلس العسكري، وأن توّفر الشركة للمجلس في مرحلة لاحقة تدريبات ومعدات عسكرية ومصادر تمويل، وأن ترتّب لقاءً بين حميدتي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب».

إضافة إلى ذلك فإن الاتفاق اقترح تعاونًا عسكريًا بين المجلس العسكري السوداني والمشير خليفة حفتر، بحيث يحصل الجنرال الليبي على جنود سودانيين مقابل دعمه للمجلس بالأموال، وهو اقتراح لم يأت من الفراغ إذ أن حفتر نفسه قد سبق المجلس العسكري السوداني إلى التعاقد مع الشركة ذاتها بقيمة 6 مليون دولار أيضًا، للضغط على المجتمع الدولي لتغيير سياساته تجاه ليبيا بما يخدم أهدافه وبرلمان طبرق.

جاء الكشف عن تلك الاتفاقيات من خلال وثائق وزارة العدل الأمريكية، إذ يلزم القانون الأمريكي الشركات التي تعمل في تعبئة الرأي العام والضغط على الحكومة الأمريكية نيابة عن دول أو جهات أجنبية، بالكشف عن علاقتها مع العملاء.

Embed from Getty Images

الفريق محمد حمدان حميدتي

الشركة الكندية التي يترأسها ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق، آري بن ميناشي، كانت لها محاولات سابقة للعمل في كلتا الدولتين، إذ تكشف وثائق سابقة لوزارة العدل الأمريكية أن بن ميناشي وقع عقدًا في مطلع 2014، مع إبراهيم الجضران، زعيم الحركة الانفصالية في إقليم برقة الليبي، للحصول على اعتراف دولي بحق برقة في الحكم الذاتي، حتى يتسنى لحكومتها تصدير النفط إلى الخارج.

ومن جهة أخرى كشف بن ميناشي إنه التقى في فبراير (شباط) الماضي بالرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وعرض عليه خروجًا آمنًا من السلطة وتشكيل حكومة انتقالية، مقابل عدم ملاحقته قضائيًا في السودان أو خارجه وإسقاط دعاوى محكمة الجنايات الدولية ضده، ويؤكد بن ميناشي أنه قد حصل على تأييد الإدارة الأمريكية لهذا العرض.

تصف تقارير إعلامية غربية آري بن ميناشي بأنه قائد جماعات الضغط المفضل لدى أمراء الحرب، ويمكن القول إن ذلك ينطبق على الأقل في حالة أمراء الحرب في ليبيا والسودان، إذ يعلّق الجنرالات فيما يبدو أملاً كبيرًا على ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق لتلميع صورة علقت بها دماء عشرات القتلى ومئات المعتقلين وضحايا الاغتصاب الوحشي، وهي الجرائم التي تشير أصابع الاتهام فيها بشكل رئيسي إلى قوات الدعم السريع (الجنجويد) التي يقودها حميدتي، والمتهمة  منذ 14 عامًا مضت بارتكاب مذابح إبادة جماعية في دارفور راح ضحيتها ربع مليون قتيل تقريبًا.

لكن بن ميناشي لم يحصل على ثقة أمراء الحرب لأنه ضابط مخابرات سابق فقط أو لأنه إسرائيلي أو لأنه أحد أقوى قادة جماعات الضغط، وإنما لأنه كل ذلك معًا وأكثر.

الفريق أول حميدتي.. «تاجر الإبل» الذي أضحى الرقم الأخطر في المعادلة السودانية

آري بن ميناشي.. ذراع المخابرات الإسرائيلية

ينحدر آري بن ميناشي من عائلة يهودية عراقية، لكنه ولد في طهران أواخر عام 1951، كان والده شيوعيًا تحول إلى رجل أعمال وسافر إلى إسرائيل حيث التحق آري بجهاز مخابراتها العسكري عام 1977، قبل أن يُفصل منه عام 1987 بعدما سرّب معلومات حول ما يعرف بفضيحة إيران-كونترا التي لعب فيها دورًا وسيطًا.

ووفقًا لمذكراته التي حملت عنوان «أرباح الحرب: من داخل شبكات السلاح السرية لإسرائيل وأمريكا»، فقد شهد بن ميناشي عام 1980 اجتماعًا سريًا في باريس حضره قادة بالحزب الجمهوري الأمريكي منهم جورج بوش الأب، وقادة بالحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى ضباط بالمخابرات الإسرائيلية، للاتفاق ضد خصم مشترك، وهو الرئيس الأمريكي الذي كان يختتم ولايته الأولى والوحيدة، جيمي كارتر.

 

Embed from Getty Images

رونالد ريجان وجورج بوش

في تلك الفترة كان الإيرانيون يحتجزون 52 رهينة في السفارة الأمريكية بطهران، وكان الأمريكيون يستعدون لانتخابات 1980 الرئاسية التي تنافس فيها جيمي كارتر مع رونالد ريجان، وكانت إيران تسعى للحصول على أسلحة أمريكية نظرًا لدخولها حربًا مع العراق، مما دعا كارتر للتفاوض مع الإيرانيين على منحهم بعض الأسلحة المطلوبة مقابل الإفراج عن الرهائن، لكن عرضه قوبل بالرفض، إذ كانت صفقة أخرى تُعقد في الخفاء توسط فيها الإسرائيليون -الذين كان يمثّلهم بن ميناشي- بين الإيرانيين والمرشح الجمهوري رونالد ريجان الذي مثّله نائبه جورج بوش.

تضمن الاتفاق بين الأطراف الثلاثة ألا تفرج إيران عن الرهائن إلا بعد الانتخابات الرئاسية، حتى لا يساعد ذلك جيمي كارتر على الفوز بولاية ثانية، والسبب كما يقول بن ميناشي هو أن الإيرانيين والإسرائيليين على السواء كانوا يزدرون كارتر، وبالفعل فقد خسر الانتخابات وتم الإفراج عن الرهائن بينما كان ريجان يلقي خطاب تنصيبه، أما الإيرانيون فقد حصلوا على أسلحتهم مشحونة في الخفاء عن طريق أستراليا، ويؤكد بن ميناشي أنه أشرف على تحويل 8.5 مليون دولار من قِبل إسرائيل لمسؤولين أستراليين مقابل غض الطرف عن تلك الشحنة.

بعد فصله من المخابرات لم يخرج بن ميناشي من الحكومة الإسرائيلية، وإنما عينه رئيس وزرائها إسحاق شامير مستشارًا له، لكنه لم يبق في المنصب لأكثر من عامين، فقد اعتقلته الولايات المتحدة عام 1989 بتهمة تهريب طائرات عسكرية لإيران، وحظيت القضية باهتمام إعلامي ودولي كبير، غير أن اعتقاله لم يدم أكثر من عامٍ إذ حصل على البراءة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1990، ولم تكن براءته بنفي التهم عنه، لكنه أثبت أن الصفقة مصرح بها على المستوى السياسي، وأنه كان يتصرف بناءً على أوامر رؤسائه في إسرائيل وبعلم من الحكومة الأمريكية، ونتيجة لذلك لم تسمح له إسرائيل بالعودة إلى أرضها، «أرادوا مني الإقرار بالتهم مقابل تسوية مالية سخية بعدما أغادر السجن، ولم يعجبهم دفاعي عن نفسي في المحكمة» كما يقول هو.

كشف بن ميناشي في مذكراته أيضًا عن عمله لصالح إسرائيل ضمن شبكة سرية لتجارة السلاح لتعزيز الحروب الأهلية في أمريكا اللاتينية إبان عقد الثمانينيات، فبينما كانت إسرائيل تتمتع بعلاقات قوية مع الحكومات اليمينية في دول مثل السلفادور ونيكاراجوا، كانت لديها أيضًا علاقات سرية مع جبهات الثوار والمتمردين في البلدين، وكانت تمد كلا الطرفين بالأسلحة، وهي المزاعم التي أكدها الصحفي الاستقصائي سيمور هيرش في كتابه «الخيار شمشون: أمريكا وإسرائيل والقنبلة».

عندما نشر بن ميناشي مذكراته عام 1992 أنهت إسرائيل علاقتها به، أما هو فقد كان رده «ليس لي بلد، أنا مواطن عالمي»، كما عبّر مرة عن سخطه تجاه فترة عمله في المخابرات الإسرائيلية قائلًا «كان ذلك انحرافًا، لقد صادف أن أكون الرجل المناسب في الوقت المناسب، فقد كنت أتحدث الفارسية والعربية والانجليزية وأعرف الولايات المتحدة جيدًا، وكنت مؤمنًا بإسرائيل في ذلك الوقت، لكني فقدت إيماني بها في النهاية!».

بدا أن مظلة العمل الرسمي قد ضاقت على الرجل الذي بنى علاقات قوية مع أبرز حكومات العالم، وعرف كيف يجد موطئًا لقدمه في مناطق النزاع، وكيف يمرر الصفقات السرية من تحت الطاولة، قرر بن ميناشي أخيرًا أن يستغل خبراته الاستثنائية لبناء إمبراطوريته الخاصة.

عزيزي الديكتاتور: هذا الرجل في خدمتك

تزوج آري بن ميناشي من سيدة كندية عام 1993 وحصل على الجنسية الكندية بعد ثلاثة سنوات، وسرعان ما أنشأ شركته الخاصة للعلاقات العامة وتعبئة الرأي العام، والتي أسسها بالشراكة مع رجل الأعمال الأمريكي أليكساندر ليغولت، الذي كان مطلوبًا في الولايات المتحدة بتهمة النصب على الحكومة المصرية بمبلغ 7 مليون دولار مقابل شحنة دجاج مجمد زائفة، وظلا يعملان سويًا لمدة 15 عامًا حتى توصلت الشرطة إلى الشريك ورحلته للولايات المتحدة حيث دخل السجن.

Embed from Getty Images

آري بن ميناشي

دأب بن ميناشي على تقديم خدمات شركته إلى الأنظمة الديكتاتورية من أجل تلميع صورتها وتسهيل صفقات الأسلحة في الغالب، ويعد ديكتاتور زيمبابوي الشهير روبرت موجابي أحد أبرز هؤلاء الحكام، إذ تشكلت علاقة العمل بينهما بطريقة مثيرة للجدل جعلتها تتصدر عناوين الصحف ووسائل الإعلام عام 2002، ففي تلك السنة خدع بن ميناشي مرشح الرئاسة المعارض في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي، وأوهمه بالعمل لصالحه ليجتمع به عدة مرات، قام خلالها بتصويره خلسة وهو يتحدث كأنما يخطط لاغتيال موجابي.

سلّم بن ميناشي التسجيلات إلى موجابي ليحوز ثقته وعقدًا بمليون دولار للعمل مستشارًا له، وحينما خضع تسفانجيراي للمحاكمة بتهمة الخيانة، كان بن ميناشي هو الشاهد الرئيسي في القضية، لكن المحكمة برأت السياسي المعارض في 2004، وفي قراره وصف قاضي المحاكمة سلوك بن ميناشي في قاعة المحكمة بأنه كان «وقحًا للغاية، كان يدلي بملاحظات لا مبرر لها، واستمر في إظهار سلوك مزيف حتى بعدما حذرت المحكمة من ذلك».

في عام 2010 وقع بن ميناشي صفقة مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى تضمنت الحصول على 12 طائرة هليكوبتر من روسيا، بالإضافة إلى خدمات التدريب والصيانة المرتبطة بها، فضلًا عن منحة قد تصل إلى 50 مليون دولار أمريكي، ورغم أن صفقات بن ميناشي كانت غالبًا ما تتضمن اتفاقات تسليح، سواء أثناء عمله في المخابرات الإسرائيلية أو في شركته الخاصة، إلا أنه ينفي تمامًا كونه تاجر أسلحة، ويؤكد أن دوره استشاري فقط وأن الحكومات التي يعمل معها هي من تقرر «فإذا قررت حكومتان التوصل إلى اتفاق عسكري فهذا قرارهم وليس قرارنا».

بعض الصور لا ينفع معها التلميع!

رغم ما يتمتع به بن ميناشي من علاقات قوية تمتد من الولايات المتحدة إلى روسيا ومن إسرائيل إلى إيران ومن أمريكا الجنوبية إلى أفريقيا ودول شرق آسيا، إلا أن النجاح لم يكن حليفه دائمًا، ومن ضمن ذلك أنه في عام 2010، كان لوران جباجبو، رئيس كوت ديفوار المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية آنذاك، يفقد قبضته على السلطة وينتظر الانتخابات التي توقع الكثير من المراقبين أن يخسرها.

مما دعاه للجوء إلى بن ميناشي الذي عرض عليه مسودة اتفاق تتضمن إنشاء حرس رئاسي جديد تحت سيطرة الرئيس مباشرة، مقترحًا أن تضم القوة نحو ألفي فرد و20 طائرة هليكوبتر، وتكون مدربة لقمع أي تحرك محتمل ضد الرئيس، على أن تتم إدارة هذه القوة بالكامل من قبل موظفين أجانب حتى يتم تدريب مواطنين إيفواريين.

يقول بن ميناشي إن بنود تلك المسودة تم وضعها من أطراف أخرى خارج شركته «ديكنز آند ماديسون» ولم تبلغ مرحلة التنفيذ، وبدلًا من ذلك تم توقيع اتفاق يتضمن تقديم خدمات الضغط وتوفير معدات وتدريبات تقنية، كانت قيمة العقد 6 مليون دولار أيضًا كما في حالتيْ حفتر وحميدتي، وقد دخل الاتفاق حيز التنفيذ لكنه ألغي لاحقًا عندما تمت إقالة جباجبو واعتقاله لأنه رفض الاعتراف بهزيمته في الانتخابات، وفيما بعد تم تسليم جباجبو إلى محكمة الجنايات الدولية.

Embed from Getty Images

لوران جباجبو، ديكتاتور كوت ديفوار السابق الذي اعتقلته محكمة الجنايات الدولية ومعمر القذافي

في 2011 كان ضابط المخابرات الإسرائيلية في الكاميرون يتعاقد مع أحد مرشحي الرئاسة للدعاية له وجمع تبرعات لحملته تصل إلى 12 مليون دولار، لكن مرشحه حل في المركز التاسع بنسبة أصوات أقل من 0.5%، ومع ذلك فقد أكد بن ميناشي أنه سعيد هو وموكله الذي لم يتوقع له أحد الفوز «نحن نعمل من أجل الحملة التالية»، كما يدفع عن نفسه تهمة الفشل قائلا إن «المشكلة هي أننا لا نستطيع كسر اتفاقات السرية بيننا وبين عملائنا وإعطاء تفاصيل حول جهود الاستشارات والضغط الناجحة، إنها مشكلة حقيقية».

مثلما يتضح من تاريخ آري بن ميناشي، سواء خلال عمله في المخابرات الإسرائيلية أو عبر شركته الخاصة، فإن حفتر وحميدتي لا يبدوان غريبين في قائمة عملائه التي تتكون من قادة ميليشيات وأمراء حروب أهلية ورؤساء أنظمة ديكتاتورية ومجرمي حرب.

وفي الوقت الذي تدعو منظمة العفو الدولية حكومة كندا إلى التحقيق في الاتفاق الذي وقعه ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق مع المجلس العسكري في السودان، ويحذر مشرعون أمريكيون من صعود الجنرال حميدتي، ومنهم السيناتور إليوت إنجل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الذي دعا الحكومة الأمريكية لفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، يتعهد بن ميناشي بترتيب لقاء بين حميدتي وترامب ويؤكد أن «حميدتي هو الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في السودان».

«الوثائقي المحجوب».. كيف تعمل ماكينة اللوبي الإسرائيلي في أمريكا؟

The post من هو ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق الذي تتعلق به آمال حميدتي وحفتر؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo