الأحد، 31 مارس 2019

ثقفني اون لاين : «يعاملوننا كالكلاب».. كيف «تبيع» إسرائيل عملاءها بعد انتهاء أدوارهم؟

كل ما يهم قبل كل شيء هو أن تكون إنسانًا مع العملاء كي تمنحهم الثقة * روني شاكيد، العضو السابق في «جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)»

مُنحت هذه الثقة لأربعة عملاء في قطاع غزة تسببوا في اغتيال القائد في «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حركة المقاومة الإسلامية (حماس)» مازن فقها بغزة في مارس (آذار) 2017، وفيما تمكنت «حماس» من اعتقال ثلاثة من هؤلاء العملاء، تمكن رابعهم من الهرب عبر المنطقة الحدودية من قطاع غزة إلى إسرائيل، ثم ظهر هذا العميل الذي يدعى أيمن صيام بعد هروبه بفترة قصيرة يستجم بين البحر والزرع في مدينة إيلات الإسرائيلية.

أرادت إسرائيل أن تظهر هذه الصورة لعملائها الذين تحتضنهم بعد افتضاح أمرهم، لكن صورة صيام حديث العهد بالهرب لإسرائيل لا تستطيع محو حقائق يؤكدها بشكل متواصل وسائل الإعلام والحقوقيون الإسرائيليون، وهي أن الاحتلال في المحصلة يلقى بهؤلاء في «مزبلة» لا ينال فيها العميل إلا  التهميش والذل – بشهادة العملاء أنفسهم – فإسرائيل التي تعدهم بالحماية والدفاع عنهم مقابل توفيرهم معلومات أمنية لها تعاملهم بعد كشف أمرهم بطريقة مهينة.

قاتل عياش: «أغلق نوافذ منزلي خشية من اغتيالي»

قبيل يوم الخامس من يناير (كانون الثاني) 1996 لم يكن لدى إسرائيل هدف أولى من التخلص من المهندس الفلسطيني يحيي عياش، المطلوب الأول لأجهزتها الأمنية، فقد كان خريج الهندسة الكهربائية وخبير المُتفجرات في «كتائب القسام» مسئولًا عن مقتل عشرات الإسرائيليين في العمليات الفدائية التي وقعت في  مدن العفولة، الخضيرة، بيت ليد، تل أبيب.

لافتة تحذيرية للعملاء في قطاع غزة

جندت إسرائيل كل طاقتها من أجل التخلص من عياش الذي قرر الخروج من كل مدن الضفة الغربية – وليس فقط قريته رافات الواقعة في نابلس (شمالي الضفة الغربية) – وتوجه نحو قطاع غزة فعاش في شقة سرية محاطًا بكافة الإجراءات الأمنية التي تحول دون وصول الاحتلال إليه.

بعد ما يقارب السنوات الثلاث، تمكن الإسرائيليون من إيجاد خيط للوصول إلى عياش، وذلك عندما رصدوا مكالمات هاتفية يجريها كل يوم جمعة من أجل الاطمئنان على والده المقيم في نابلس، فرتبوا لاغتياله عن طريق تفخيخ هاتف محمول يصل إليه عبر سلسلة من الأشخاص، واختاروا لهذه المهمة تجنيد قريب لصديق عياش وزميله في الدراسة بجامعة بيرزيت.

وصل الهاتف لعياش بالفعل – وهو من نوع «ألفا» القابل للثني – عن طريق صديقه الذي تسلم الهاتف من خاله العميل دون أن يعلم أنه مفخخ، أو أن خاله قد تم تجنيده من الاستخبارات الإسرائيلية، لذلك فبمجرد أن قرر عياش الاتصال بوالده يوم الجمعة حتى انفجر الهاتف الملغم بـ50 غرامًا من المواد شديدة الانفجار في بطاريته، فقد أُرسلت إشارة إلكترونية تم بثها إلى الهاتف المحمول من طائرة باتشي إسرائيلية تحوم في أجواء قطاع غزة، وفيها جهاز التحكم عن بعد.

يقول والد عياش عن هذه اللحظات: «حولوا المكالمة إليه وتحدثت معه، قال لي: كل شيء بخير أبي، انتبه لصحتك. وفجأة انقطعت المكالمة. اعتقدت أن السبب هو مشكلة بخدمة الاتصالات، وحاولت معاودة مكالمته، لكن الخط كان مقطوعًا، أبلغوني عند الظهيرة بأنه قُتل».

بقيت الكثير من أسرار اغتيال عياش غير معروفة، حتى كشفت القناة الإسرائيلية في 13 في أبريل (نيسان) 2018 عن بعض هذه الأسرار في مقابلتها – لأول مرة منذ 22 عامًا – مع العميل الفلسطيني الذي أوصل الهاتف لعياش، كان رجل أعمال يتمتع بشبكة علاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات القيادية في قطاع غزة، ويمتلك الملايين من الدولارات.

يقول هذا العميل واسمه كمال حماد: «بعد أن سمعت صوت الانفجار فرحت، لكن الفضيحة بدأت تلاحقني، وأصبحت هدفًا مطلوبًا للمنظمات الفلسطينية، واتهمت بقتل يحيى عياش، وهربت فورًا من غزة لإسرائيل، ولجأت لجهاز «الشاباك»، كما حاولت الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، لكني عدت لإسرائيل».

لم تعوض إسرائيل حماد عن ثروته المقدرة بـ21 مليون دولار، والتي صادرتها السلطة الفلسطينية بعد اكتشاف أمره، بل إن الإسرائيليين نسوه، وسحبوا منه كل الامتيازات بعد افتضاح أمره، ويقول عن حياته: «أغلق نوافذ منزلي خشية من اغتيالي، إسرائيل لم تكرمني على ما قدمت من مساعدة لهم، وأحظى بمعاملة سيئة من الإسرائيليين الذين رفضوا حتى منح الجنسية الإسرائيلية لزوجتي».

«نيويوركر»: كيف يتجسس الموساد على نشطاء مؤيدين لفلسطين في أمريكا؟

 

عودة الترابين.. 15 عامًا في السجن ولا منزل ليعيش فيه

بعد 15 عامًا، نجحت إسرائيل في إعادة جاسوسها الشهير الترابين من السجون المصرية، حدث ذلك في ديسمبر (كانون الأول) 2015، وشهد خروج الترابين احتفاءً إسرائيليًا كبيرًا، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تدخل لإخراجه خلال حقب ثلاثة رؤساء مصريين (حسني مبارك، ومحمد مرسي، وعبد افتاح السيسي) استقبله استقبالًا رسميًا، وقال حينها: «دولة إسرائيل تعتني بجميع مواطنيها، دون استثناء».

عودة الترابين مع نتنياهو (المصدر : إسرائيل أوف تايمز)

بعد أربعة أشهر فقط من الاحتفاء الإسرائيلي بخروجه من السجون المصرية، قرر الترابين الزواج، وشرع في بناء بيت صغير من أجل الاستقرار به، وبدء حياته من جديد،  اختار أن يكون هذا البيت في القرية البدوية غير المعترف بها، والتي تعيش بها عائلته، لكن سرعان ما تلقى أمرًا قضائيًا إسرائيليًا بهدم هذا المنزل.

وقال الترابين عن هذه اللحظات: «لقد جاءوا إلي بأمر لهدم المنزل الذي بدأت بناءه بعد شهر من عودتي من السجن، أنفقت فيه حوالي 60 ألف شيكل إسرائيليًا جديدًا (حوالي 15900 دولار) على حوالي 100 متر مربع»، وتابع القول: «يجب أن يخجلوا، أنا غاضب، ليس لدي منزل لأنام فيه، أنا أنام حاليًا في منزل والديّ، ألا يخجلون من تدمير منزلي، أتريدون أن تدفعوا بي إلى الجنون؟».

ويعيش الترابين في قرية واقعة في النقب المحتل ومحاطة بمكب نفايات ضخم تم إنشاؤه أوائل التسعينات، ولا تعترف إسرائيل بهذه القرية، لذلك تواصل عمليات هدم المنازل فيها.

«استخدموني كليمونة تم اعتصارها وإلقاؤها في حاوية المهملات»

قصة أخرى تعود لفتى ولد في العام 1978 لأسرة فقيرة تعيش في قرية تجاور مستوطنة أرئيل المقامة على أراضي سلفيت في الضفة الغربية المحتلة، لكن الفتى زهير الذي حين شب لم يطق هذا العيش الفقير الذي تزامن مع تعنيف والده المتواصل له ولأمه وباقي أشقائه الخمسة.

تمرد زهير حين أصبح في الثانية عشرة من عمره على ظروف الفقر، واختار الهرب من طفولته البائسة والحزينة للعيش في إسرائيل كما يقول، يقول عن هذه البداية إنها «جاءت بعد زيارته مستوطنة أرئيل المجاورة، وملاحظته بيوتها الجميلة، ومساحاتها الخضراء، وحدائقها، وملاعبها، وشرطتها التي فرضت النظام والأمان».

وتابع القول: «في يوم كنت ذاهبًا إلى المدرسة، فشاهدت جنودًا إسرائيليين مسلحين يسيرون قبالتي، ولما وصلوا إلي قدم لي أحدهم طعامًا، كنت جائعًا وخائفًا، فقبلت بالطعام، وكان شهيًا، وكان الجنود مصابين بالملل على ما يبدو، فبدأوا يلعبون بالكرة في الطريق، وشاركتهم اللعب، وكان هذا لقاء مؤسّسًا بالنسبة لي».

وجد «الشاباك» في هذا الفتي الكنز الثمين فقام بتجنيده، في البداية قدم كل ما في حوزته من معلومات حيوية لهم، ثم أخذ يؤدى مهام أخرى كمرافقة المستعربين في البلدات الفلسطينية لاعتقال المقاومين والنشطاء، وحين كشف أمره ذات مرة خلال مرافقته للمستعربين، تمكنت السلطة الفلسطينية من اعتقاله، لكنه هرب من السجن بعد فترة وتوجه نحو إسرائيل.

وبرغم أن «الشاباك» زعم أنه عامل هذا العميل، الذي تهود وأصبح اسمه أودي أيلون كما يجب، وقدم له المساعدات المستحقة كالشقة، والمكافأة المالية، وامتيازات أخرى، إلا العميل أكد في كتاب خاص صدر حديثًا: «حين عدت من السجن كنت أظن أن المخابرات الإسرائيلية تنتظرني، وستستقبلني استقبالًا حافلًا، ولكن خابت آمالي بعدما انفضح أمري وصرت بالنسبة لها ورقة محروقة، وعاجزًا عن تقديم خدمات لها»، ويضيف في كتاب «هو من جماعتنا»: «استخدموني كليمونة تم اعتصارها وإلقاؤها في حاوية المهملات، يعاملوني معاملة الكلاب».

«حرقت نفسي من أجل إسرائيل»

«أنت لم تخن دولتك، أما أنا فقد حرقت نفسي من أجل إسرائيل، واليوم أعيش حياتي في خطر، أنت تعرف أني تجندت معكم بسبب ضغوطكم علي، لم يعد لدي خيارات، فقط ساعدني»، جزء من رسالة عميل فلسطيني خدم المخابرات الإسرائيلية أربع سنوات لمشغله الإسرائيلي.

حين تخون الوطن لن تجد تراباً يحن عليك يوم موتك….. يمهل ولا يهمل"تركونا مثل الكلاب"… عميل للاحتلال يتحدث عن مصيره وخوفه الدائم من القتل أو الخطف

Geplaatst door ‎حلحول Palestine‎ op Woensdag 20 maart 2019

لم يتلق هذا العميل ردًا على رسالته، وهو وضع طبيعي، فالمشغلون الأمنيون الإسرائيليون لا يردون على هواتف العملاء الذين يتصلون بهم، ولا يعترفون بهم بعد انفضاح أمر عمالتهم، اعتقل هذا العميل من قبل السلطة الفلسطينية وحين أفرج عنه وتمكن من الهرب لإسرائيل لم يحظ بأي امتيازات حتى بعد وصول  زوجته وطفلتيه إليه، وهو الأمر الذي دفعه إلى خوض نزاع قضائي في المحاكم الإسرائيلية للاعتراف به كأحد عملاء الدولة، وكي يحصل على بطاقة هوية زرقاء.

يقول المحامي الإسرائيلي هيرن رايخمان الذي يمثل العملاء أمام المحاكم الإسرائيلية في طلبات التعويض من الدولة: إن «جهاز الشاباك أقام في 1999 لجنة لحماية عملائه المعرضين للتهديد، تبحث في حالة كل عميل على حدة لتوفير إقامة له في إسرائيل إن تعرضت حياته للخطر في الأراضي الفلسطينية».

ويضيف لـ«إسرائيل هيوم» أن «المعيار الأساسي لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية هو إدخال أقل عدد ممكن من الفلسطينيين داخل إسرائيل؛ لأنهم خطر ديموغرافي وأمني، والإشكالية أن الدولة لا تريد دفع ثمن الخدمات الأمنية التي يقدمها هؤلاء العملاء إليها، مع أنهم فرطوا في كل ما يملكون من أجل إسرائيل، وتركوا خلفهم عائلاتهم وبيوتهم من أجل مساعدة إسرائيل في إحكام سيطرتها على المناطق الفلسطينية».

و«قرية العملاء» هي قرية صغيرة شمال النقب المحتل جمعت فيها إسرائيل مئات العملاء الفلسطينيين والعرب وعائلاتهم، بعد أن نقلت من رفح جنوب قطاع غزة مطلع عقد السبعينات من القرن العشرين، وأسكن فيها قبيلة أرميلات حيث يعاني هؤلاء من ظروف قاسية، تحيط بهم كل مظاهر الفقر والتهميش بحوالي 400 شخص يعيشون فيها، وتهدم منازلهم بحجة عدم الترخيص، وذلك برغم تسليح هؤلاء وإحاطتهم بجدار وسياج شائك.

وقد نال من عملاء القرية ما نال من غيرهم من العملاء، فإسرائيل ترد على شكواهم من سوء الخدمات بأنها مبالغة، وأنهم يحظون بالكثير من الاهتمام، ويقول أحد سكان القرية في ندم: «لو كان بإمكاني إعادة الزمن إلى الخلف، لكنت سأقول لأبي وجدي لماذا لم تقاتلوا من أجل أرضنا في سيناء؟».

«سمّن كلبَك يأكلكْ».. تاريخ التجسس المتبادل بين إسرائيل والولايات المتحدة

 

The post «يعاملوننا كالكلاب».. كيف «تبيع» إسرائيل عملاءها بعد انتهاء أدوارهم؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : هل ترغب في تغيير وظيفتك؟ دليلك الشامل لفعل ذلك

هناك كثيرون يشعرون بغياب المحفّز في العمل، أو فقدوا شغفهم بالعمل، أو وجدوا شيئًا آخر يثير اهتمامهم، أو باتوا يشعرون بأنهم في وظائف لا تعبّر عنهم، أو لا يرغبون فيها على الأقل، فهل ترغب في تغيير وظيفتك؟ الوقت ليس متأخرًا لكي تغيّر وظيفتك وتبدأ من جديد في طريقٍ آخر.

فهناك الكثيرون ممن يبحثون عن مجال وظيفي آخر، لعدة أسباب، مثل عدم رضائهم عن عملهم، أو احتياجهم للمزيد من الأموال، أو ليحظوا بساعات عمل مرنة، أو لأنهم اكتشفوا اهتمامات جديدة، ويبحثون عن طريق آخر يسلكونه للحياة.

اسأل نفسك وتشجع.. ماذا تريد من وظيفتك؟

إذا كنت تشعر بعدم الرضا الوظيفي، حَدّد ماذا تريد قبل أن تترك وظيفتك، فأهم نقطة في طريق تغييرك لوظيفتك هي ماذا تريده من عملك في الأساس؟ وما هي الأشياء التي تُحفّزك على العمل؟ هل تبحث عن وضع اجتماعي؟ ابتكار؟ دخل مرتفع؟ احتكاك أزيد أو أقل بالبشر؟ وظيفة ذات ضغوط أقل، أو استقلالية أكثر لكي توازن بين عملك وحياتك الاجتماعية.

فقيمة العمل ذاته تختلف كثيرًا من شخص لشخص، سَل نفسك إلى أي مدى أنت راضٍ عن وظيفتك؟ وسَجّل كل ردود أفعالك تجاه ما يحدث في عملك، إجابتك عن هذه الأسئلة ستفتح لك الباب أمام اختيارات مجالات الوظيفة، وما عليك إلا التخطيط، والبحث والعمل الجاد وبعض الشجاعة.

لن تكون الأول.. الأمر ليس مستحيًلا

المهنة التي تعمل بها ليس قدرك الدائم، فهي قابلة للتغير إذا كنت ترغب في ذلك، هناك كثير من المشاهير اللامعين في مجالاتهم غيروا طريقهم تمامًا، مثل جورجو أرماني مصمم الأزياء الإيطالي الشهير، الذي تخرج في الأساس بكليّة الطب، وعمل طبيبًا بالفعل في مستشفى ميلانو، ثم عمل بائع ملابس في منتصف الستينات، وبحلول عام 1975 كان قد بدأ عمله مصممًا للأزياء، وأسس «بيت أزياء أرماني»، أما ستيفن كينج الكاتب الشهير، فقد بدأ حياته بداية متواضعة، كبواب في مدرسة ثانوي، وغيّر طريقه تمامًا ليصبح كاتبًا ملء السمع والبصر.

هذا ما تحتاجه لأخذ هذه الخطوة

ما هي وجهة استمتاعك في عملك؟ قم بعمل قائمة لما تحب داخل وخارج عملك، واعرف ما الذي يجعلك سعيدًا فعلًا في عملك؟ قُم بتحديد ماذا تحبه وتكرهه، فبعض الناس لا يحبون نوعية عملهم، والبعض ترهقه ساعات العمل أو الشركة بوجه عام. اعرف نقاط قوتك وضعفك، ففهمك لنفسك سيسهل عليك وثبة تغيير العمل، والبدء في طريق جديد، ثم قم بعمل خطة لتسهلّ ماذا ستقوم به.

في بداية الأمر عليك بالتفكير في النقاط التي تسبب لك الشعور بالتأزم المستمر من عملك؛ مديرك السيئ، أم بيئة العمل السامة، رفاق عمل يطعنوك من الظهر، أو مسؤوليات عمل قاتلة، لا داعي لتحمل كل هذا، عليك بالتركيز لكي تسلك طريقًا آخر، حاول استكشاف شغفك أولًا، والأعمال التي تستطيع أن تشبع فيها هذا الشغف.

غيّر وظيفتك تدريجيًّا

ابدأ ببطء؛ الراديكالية ليست جيدة دائمًا، الأكثر عقلانية هو أن تحسن قدراتك، كي تؤهلك لاقتناص وظيفة أخرى، ادرس في المساء، أو التحق بدورة تدريبية أو اثنتين، هيئ نفسك لكي تخطو خطوات صغيرة مُجدولة، بدلًا عن خطوة واحدة كبيرة، وهو ما يضمن لك استمرار دخل ثابت.

النقطة الأخرى هي أن البحث في مجال العمل الذي تتمنى العمل به يعتمد على نوعية النقلة التي ستقوم بها، بمعنى هل ستغيّر عملك من مبرمج إلى مدرّب، أو من طبيب إلى مبرمج؟ فهناك مهارة تمتلكها ولا تعرفها.

ومن هنا عليك مراجعة كل المهام الناجحة التي اجتازتها في حياتك، وحتى كل الأعمال التطوعية؛ نشاطاتك، ومهاراتك، ومشاريعك السابقة، وكل المهام المفضلة التي قمت بها. هناك ملايين الأشياء التي ممكن أن تتعلمها، لكن هل ترى متعتك في تجريب مهنة بعيدة عن مجالك تمامًا؟ حتى لو لم تمتلك مهارة تؤهلك لها، فكل شيء يمكن تعلمه، تعلَم شيئًا جديدًا تمامًا، مثل لغة البرمجة، أو تعلَم لغةً جديدة، على الأقل ستوسع مداركك.

توقف عن التشتت.. هذه هي المهارات الأساسية لملائمة احتياجات السوق العالمي

اكتسب خبرات ودعها تتراكم

يحتمل أن تكون لا تعرف ماذا تريد بالتحديد، قد تمتلك معرفة محدودة الآن بمناطق عملك، لكن في المستقبل سوف تمتلك المزيد. هناك تدريبات من الممكن أو تقوم بها، وبرامج معتمدة، أو تدريبات شخصية مثل عمل مدونة، أو الاشتراك في دورات عن بعد على الإنترنت، اعمل بالوظيفة المرجوة تطوعًا لو أتيحت لك الفرصة، أو عن طريق العمل الحر (freelancing).

ابحث عن مهن بديلة في مجالك نفسه

قُم بعمل عَصف ذهني للبحث عن أفكار لوظائف، وقُل نعم للفرص الصغيرة التي تجدها في طريقك، فهو أفضل من قول لا، فلا أحد يثب وثبة طويلة جدًا وينجح في الغالب. اصنع حظك، فالخبرات التي تتراكم من هذه الأعمال ستساعدك فيما بعد، ويمكنك أيضًا أن تنتقل إلى وظيفة أخرى في نفس مجالك، فمثلًا إذا كنت تعمل مبرمجًا ولكن لا تحب هذه المهنة فيمكنك أن تعمل في شق إداري، أو أن تكون مسؤولًا عن المبيعات التقنية.

كَوّن علاقات جديدة ووسع دائرة معارفك

أفضل شيء تقوم به لفهم بيئة العمل هو الاتصال بالأشخاص التي تعمل في نفس المجال، لتتعرف على مفردات العمل الذي ستقبل عليه، الناس في هذا المحيط قد يقودنك إلى العمل الذي ترجوه، أو على الأقل يقدمون لك نصيحة، أو معلومات عن الوظيفة أو الشركة. قَدّم نفسك للآخرين، ووسّع دائرة معارفك إذا كنت لا تمتلك دائرة معارف، حاول الانضمام إلى منظمات احترافية، مرتبطة بالوظيفة المرجوة، عليك أيضًا بالتحلى بالقليل من المرونة، بدايةً من حالتك الوظيفية، وصولًا إلى المرتب.

واعلم أن تغيير الوظيفة من الممكن أن يكون استثمارًا كبيرًا للوقت والمال، وكأي استثمار ستحتاج لقرار مبني على كل الاحتمالات الممكنة، لذا فالتنظيم والتخطيط سيتيح لك أن تخطو في الطريق المناسب لك.

هل تشعر بأنك «عالق» في وظيفتك؟ 7 نصائح تُخرجك من فخ عدم الرضا الوظيفي

The post هل ترغب في تغيير وظيفتك؟ دليلك الشامل لفعل ذلك appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : «يا فرحة ما تمت».. موجة تضخم جديدة في انتظار المصريين بعد زيادة الأجور

يترقب المصريون مع بداية السنة المالية التي ستبدأ في الأول من يوليو (تموز) القادم موجة تضخم جديدة، هذا الترقب كان المحرك الرئيسي له أسعار المواد البترولية، التي من المتوقع رفع جزء من الدعم عنها، مع بداية العمل بالموازنة الجديدة، لكن الآن لم يعد هذا السبب هو الوحيد الذي سيقود التضخم للارتفاع؛ فمع إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، رفع الحد الأدنى للأجور لجميع العاملين بالدولة، وزيادة معاشات التقاعد بنسبة 15%، ومنح علاوة إضافية استثنائية لجميع العاملين بالدولة بقيمة 150 جنيهًا، بات هناك سبب جديد يجعلنا شبه متأكدين من أن هناك قفزة جديدة في التضخم، الفترة القادمة.

السماء لا تمطر ذهبًا.. من أين ستموّل الحكومة المصرية الزيادة الجديدة في الأجور؟

 

ما هي العلاقة بين التضخم والأجور؟

قد تتساءل: لماذا تتسبب الأجور في زيادة الأسعار؟ وخلال السطور القادمة سنحاول الإجابة عن هذا السؤال بصورة مبسطة. مبدئيًّا يعتبر التضخم أحد أكبر التحديات الاقتصادية التي تواجه الاقتصاديات المتقدمة والنامية، وكما هو معلوم، فالتضخم يعبر عن الارتفاع المستمر في المستوى العام للأسعار، وهو ما يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية، وتآكل الأجور والرواتب النقدية، إذ يتسبب في انخفاض الأجر الحقيقي، والذي يعرف بأنه كمية السلع والخدمات التي يمكن شراؤها بالأجر النقدي.

لدينا الآن نوعان من الأجور: الأول هو الأجر النقدي، وهو الذي يمثل كمية النقود التي يحصل عليها العامل، والثاني هو الأجر الحقيقي، الذي يمثل كمية السلع والخدمات التي يستطيع العامل شراءها بالأجر النقدي في ضوء الأسعار السائدة، من هنا تتضح الفكرة؛ فالأسعار مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالأجر الحقيقي، بالطبع تسأل ما علاقة كل هذا بزيادة الحد الأدنى للأجور؟

احتياطي النقد الأجنبي

في الواقع هناك علاقة مباشرة بين التضخم والأجور، إذ يعتقد الاقتصاديون أن التضخم هو ظاهرة نقدية، وأن هناك ارتباطًا قويًّا بين عرض النقود والأسعار، وعرض النقود هنا يتمثل في زيادة الأجور، وبالتالي وبحسب هذا الاعتقاد فإن زيادة الأجور بدون وجود إنتاج إضافي سيؤدي إلى ارتفاع التضخم، وبمعنى آخر، إن ارتفاع الأجور النقدية بدون إنتاج، سيؤدي إلى انخفاض القيمة الحقيقية، أو ما تسمى بالقوة الشرائية للنقود؛ أي كمية السلع والخدمات التي يمكن شراؤها بوحدة النقود أصبحت أقل.

لتوضيح الرؤية أكثر هناك معادلة اقتصادية مشهورة تعد حجر الزاوية بنظرية كمية النقود، وهي المعادلة التي صاغها الاقتصادي الأمريكي، إرفينغ فيشر، وهو الرجل المشهور بنظريته المعروفة في الأوساط الأكاديمية بالنظرية الكمية للنقود، كما تعرف كذلك بـ«معادلة فيشر»، ونصها هو (mv = pt)، أي أن كمية النقود المتداولة (m) مضروبة في سرعة دورانها (v) -وسرعة تعني متوسط عدد المرات التي يتم استعمال وحدة نقدية فيها خلال فترة محددة-، تساوي الحجم الكلي للمبادلات (t) مضروبًا في متوسط الأسعار (p).

وبدون الخوض في تفسير المعادلة، فإن خلاصة ما توصل إليه فيشر هو أن تغير كمية النقود -أبرزها الأجور- يؤدي إلى تغير المستوى العام للأسعار بالنسبة نفسها وفي الاتجاه نفسه، بمعنى أن نمو المعروض النقدي يعني نمو الأسعار؛ أي زيادة التضخم، وذلك لأن كل زيادة في حجم النقود لا بد أن يقابلها زيادة في السلع في السوق، إما بالإنتاج وإما بالاستيراد، وهو ما لا يحدث على أرض الواقع.

رحلة التضخم في مصر خلال آخر 5 أعوام

شهد التضخم في مصر الكثير من التقلبات خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن كان أعنفها هو الارتفاع الذي جاء بعد تحرير سعر صرف الجنيه في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، إذ قفز المعدل السنوي –كما توضح بيانات البنك الدولي– من نحو 10% خلال 2015 إلى نحو 30% خلال 2017، وهي قفزة كبيرة في الأسعار ربما الأكبر في تاريخ مصر، إلا أن عام 2018 شهد استقرارًا ملحوظًا.

وكما توضح الأرقام الصادرة عن البنك المركزي المصري حول معدل التضخم الشهري في آخر 12 شهرًا، فإن التضخم بعد أن كان في طريقه للهبوط في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عاود الاتجاه الصعودي مرة أخرى، إذ قفز إلى 14.4% في فبراير (شباط) من 12.7% في يناير (كانون الثاني)، بحسب ما قال الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء، وهي الأرقام التي جاءت أعلى من التوقعات سواء على أساس شهري، أو سنوي.

بيانات البنك المركزي المصري

جدير بالذكر أنه في العام الماضي، رفعت الحكومة أسعار المواد البترولية، وتذاكر مترو الأنفاق، والمياه، والكهرباء، وعدد من الخدمات، ومن المتوقع أن تكرر الحكومة مثل هذه الإجراءات خلال العام الجاري، بالرغم من أن المصريين يواجهون صعوبات في تلبية الحاجات الأساسية بعد قفزات متتالية في أسعار الوقود، والدواء، والمواصلات منذ تحرير سعر صرف الجنيه.

سياسة أم اقتصاد.. لماذا تغيرت وجهة نظر الحكومة في رفع الأجور؟

في مارس (آذار) 2017، وتحديدًا قبل عامين من الآن، قال أحمد حسن المدير العام بوزارة المالية حينها: إن أي زيادة في المرتبات سوف يترتب عليها موجة تضخمية جديدة، في إشارة إلى رفض الوزارة هذه السياسة التي تعتبر من الناحية الاقتصادية بمثابة دفع التضخم للارتفاع، وفي الواقع لم تكن تلك الرؤية قاصرة على وزارة المالية فقط، ولكن كثيرًا من الاقتصاديين يرون أن اعتماد الحد الأدنى لأجور موظفي الدولة سيؤدي للتضخم، خاصة في ظل عدم وجود خطط واضحة للحفاظ على قيمة عملتها مقابل تدفق الأموال دون إنتاجية متفائلة في البلاد، لكن ما الذي تغير؟

في الواقع، غير معروف تحديدًا السبب الحقيقي وراء تغيير الحكومة وجهة نظرها -المنطقية- تجاه زيادة الأجور، إلا أن البعض يرجح أن تكون الأسباب سياسية وليست اقتصادية، لكن عمومًا يجب أن نشير إلى أن الكثيرين يرون أن زيادة الحد الأدنى للأجور أحيانًا يكون ضرره أكثر من نفعه، فالحد الأدنى للأجور، هو أقل أجر يتقاضاه العامل في الساعة، أو اليوم، أو الشهر بحكم القانون، فلكل دولة قانون يحدد حجم هذا الأجر، وفي الوقت الذي نجد مطالبات بزيادات الحد الأدنى نجد أيضًا أصوات -أقل- تطالب بترك الأمر للسوق.

ويرى مناهضو هذا الأمر أنه مضر بالاقتصاد من حيث الضغط على القطاع الخاص، ويجبر أصحاب العمل على دفع أجور مرتفعة ربما لا يستحقها البعض، كما أن هناك دراسات تتحدث عن أن الحد الأدنى للأجور كان سببًا في تدمير مئات الآلاف من الوظائف في أمريكا.

كما أن العمالة غير الماهرة تحصل على زيادة بدون مجهود يذكر، وبالتالي أرباب العمل سيتجنبون توظيف عدد أكبر لتجنب التكاليف المرتفعة، ما يجعل نسبة البطالة مع زيادة الحد الأدنى مرشحة للزيادة، وبشكلٍ عام هناك خلاف شهير من حيث الفكر الاقتصادي بين النظرية الكلاسيكية، والكينزية في هذا الأمر، فبالنسبة للمدرسة الكلاسيكية تفترض أن الأجور تهبط عندما يزيد عرض العمل عن الطلب عليه، والأمر نفسه الذي يحدث للأسعار عند زيادة العرض عن الطلب.

ليست زيادة الأجور وحدها.. أسباب أخرى قد تقود التضخم للارتفاع

يرى مصطفى عبد السلام، رئيس قسم الاقتصاد بصحيفة «العربي الجديد»، أن هناك عدة قرارات ستدفع التضخم في مصر للارتفاع خلال الأشهر المقبلة، خاصة في يوليو القادم، منها تأثيرات زيادة الأجور والمعاشات، والبدء في تحرير أسعار الوقود على أن تكون البداية ببنزين 95 بداية أبريل (نيسان)، بالإضافة إلى زيادة أسعار الكهرباء، والرسوم، والمياه، والنقل العام، وكذلك زيادة الطلب على السلع خلال شهر رمضان.

وتابع عبد السلام، خلال حديثه لـ«ساسة بوست»، قائلًا: إن توقعات زيادة أسعار النفط عالميًّا في العام الجاري يمكن أن تدفع نحو زيادة التضخم، خاصة وأن الموازنة الجديدة تقدر سعر البرميل بأقل من 70 دولارًا، وهو ما سيؤثر بالتالي في أسعار الوقود، موضحًا أن كل ذلك سيمثل ضغطًا على التضخم، وربما سوق الصرف الأجنبي، ما قد يدفع البنك المركزي إلى تأجيل قرار خفض سعر الفائدة، واللجوء لخيار التثبيت حتى يُحدث توازنًا بين التضخم، ومعدلات الفائدة في البنوك، ويحد من حدوث زيادة في الطلب على الدولار.

 

ويبدو أن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، كانت تدرك هذه التأثيرات؛ مما دفعها لتثبيت سعر الفائدة في آخر اجتماع، إذ أبقى البنك المركزي المصري أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير، يوم الخميس الماضي، ليظل سعر فائدة الإيداع لليلة واحدة عند 15.75%، وسعر فائدة الإقراض لليلة واحدة عند 16.75%، وذلك على عكس توقعات الكثير من الخبراء، إذ قال البنك إن أسعار الفائدة الحالية مناسبة لتحقيق معدل التضخم المستهدف، والبالغ 9% خلال الربع الرابع لعام 2020، واستقرار الأسعار في المدى المتوسط.

لكي لا تخدعك الأرقام.. لماذا ينخفض التضخم وترتفع الأسعار في نفس الوقت؟

The post «يا فرحة ما تمت».. موجة تضخم جديدة في انتظار المصريين بعد زيادة الأجور appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : ثاني أغنى دولة مسلمة.. 7 حقائق قد لا تعرفها عن سلطنة بروناي

إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

السبت، 30 مارس 2019

ثقفني اون لاين : السماء لا تمطر ذهبًا.. من أين ستموّل الحكومة المصرية الزيادة الجديدة في الأجور؟

في قرارات يمكن اعتبارها بالمفاجئة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، عن رفع الحد الأدنى للأجور لجميع العاملين بالدولة من 1200 إلى 2000 جنيه للدرجة السادسة و7000 جنيه للدرجة الممتازة، بدلًا من 4600 جنيه، بالإضافة إلى زيادة معاشات التقاعد بنسبة 15% بحد أدنى 150 جنيهًا ورفع الحد الأدنى لمعاش التقاعد إلى 900 جنيه، بينما قرر منح علاوة إضافية استثنائية لجميع العاملين بالدولة بقيمة 150 جنيهًا وذلك للعمل على معالجة الآثار التضخمية على مستوى الأجور، على حد تعبيره.

السيسي لم يكتف بهذه الزيادات فقط، ولكنه أعلن عن منح العاملين بالدولة العلاوة الدورية بنسبة 7% من الأجر الوظيفي بحد أدنى 75 جنيهًا، و10% لغير المخاطبين بالخدمة المدنية بحد أدنى 75 جنيهًا، وذلك «للتخفيف عن المواطنين»، على حد ذكره، بالإضافة إلى إطلاق أكبر حركة ترقيات للعاملين بالدولة لكل من استوفى المدة اللازمة حتى 30 يونيو 2019، ومنح أصحاب المعاشات 15% زيادة بحد أدنى 150 جنيهًا مع رفع الحد الأدنى للمعاش إلى 900 جنيه.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

هذه القرارات من المفترض أن يتم تطبيقها بداية من السنة المالية الجديدة التي ستبدأ في الأول من يوليو (تموز) القادم، ووفق تقديرات من المتوقع أن تصل تكلفة هذه الزيادات نحو 30.5 مليار جنيه، إذ أكد السيسي أن بند المرتبات في الموازنة الجديدة سيصل إلى 300 مليار و500 مليون جنيه.

 لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثير الآن: ما هي المصادر التي ستمول الحكومة من خلالها هذه الزيادة الكبير، خاصة مع التأكيد الدائم من قبل المسؤولين المصريين على شح الموارد والحاجة إلى التقشف في الإنفاق؟

الأجور في حاجة إلى «إعادة هيكلة شاملة»

يرى أحمد ذكر الله، استاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، وعميد كلية الاقتصاد والتمويل بأكاديمية العلاقات الدولية في تركيا، أن زيادة الحد الأدنى للأجور مطلب تأخر كثيرًا، إذ يرى أن «الزيادة الجديدة أقل من المأمول وستأكلها الزيادة الجديدة في الأسعار بعد رفع أسعار المحروقات»، موضحًا أن السلطة الحالية فشلت في تشغيل عجلة الإنتاج بل لم تعرها الكثير من الاهتمام وهو ما أدى إلى هزلية الإيرادات العامة مقارنة بالنفقات.

ويؤكد ذكر الله خلال حديثة لـ«ساسة بوست» أن الأجور في مصر تحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة من الأعلى ومن الأسفل وأي إجراءات مثل التي حدثت اليوم هي «إجراءات ترقيعية مؤقتة»، فلا تزال الفجوة بين الأعلى والأدنى كبيرة، في ظل انعدام الشفافية حول الصناديق الخاصة المسيطرة علي المشهد العام للأجور، إذ إن الإصلاح يعني إعادة هيكلة شاملة وليس زيادة للحد الأدنى فقط.

وحول كيفية تغطية هذه الزيادة من خلال الموازنة، قال إنه لا مجال للحديث عن تحمل الموازنة العامة لتلك الزيادات، لا سيما أن الدولة قد استنفدت زيادات الضرائب والجمارك وقيادات كافة رسوم الخدمات الحكومية وليس من المعقول أن تلجأ لزيادتها مرة أخرى، موضحًا أن معظم تمويل بنود الموازنة جاء عن طريق إما الاقتراض الداخلي أو الخارجي.

ويرجح أستاذ الاقتصاد المصري، أن تمول الدولة تلك الزيادات من خلال إما التوسع في طبع النقود وهي الممارسة التي أفصح عنها محافظ البنك المركزي وتعهد بعدم تكرارها، إلا أنه من الواضح أنها وسيلة معتمدة لدى الإدارة النقدية بغية تمويل عجز الموازنة لا سيما في جانب الأجور، أو عن طريق الاقتراض وهو الطريق الذي اعتمدته الحكومات المتعاقبة لتمويل عجز الموازنة خلال الفترة الماضية.

يشار إلى أن الحكومة المصرية كانت قد وافقت منذ أيام قليلة وتحديدًا في 27 مارس (آذار) الجاري على مشروع موازنة السنة المالية 2019-2020، إذ قال مجلس الوزراء أن الموازنة تستهدف خفض الدين العام إلى 89% من الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق فائض أولي بنحو 2% من الناتج المحلي وخفض العجز الكلي إلى نحو 7.2%، فيما لم يتم الكشف عن تفاصيل الموازنة حتى الآن، وخلال السطور القادمة سنتعرض لثلاثة مصادر من المحتمل أن تكون بمثابة الممول الرئيسي لزيادة الأجور في الموازنة الجديدة.

3 نقاط في تقرير «فيتش» الاقتصادي لن يخبرك بها الإعلام المصري

فتّش عن القروض 

تتوقع وكالة «فيتش» الأمريكية للتصنيف الائتمان وصول متوسط خدمة الديون الخارجية على مصر إلى نحو 10 مليارات دولار أو 12% من الإيرادات الخارجية الجارية في 2019-2020، وهي أزمة كبيرة تضغط بقوة على موارد البلاد، خاصة في ظل الارتفاع المستمر في الديون المصرية المحلية والخارجية، وسط ارتفاع سعر الفائدة الذي وصل إلى أكثر من 20% في بعض الأحيان بعد تحرير سعر الصرف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، كما توضح هذه التوقعات مدى اعتماد الحكومة المصرية على القروض باعتبارها مصدرًا أساسيًّا لتغطية نفقاتها.

وتعاني مصر من ارتفاع ملحوظ في معدلات الدين، ففي بداية فبراير (شباط) الماضي أعلن البنك المركزي المصري، عن أن حجم الدين الخارجي ارتفع إلى93.131  مليار دولار بنهاية سبتمبر (أيلول) من 92.644 مليار دولار بنهاية يونيو (حزيران) وذلك بزيادة نحو 15.2% على أساس سنوي، بينما وصل إجمالي الدين العام المحلي للبلاد إلى 3.887 تريليون جنيه بنهاية سبتمبر من 3.696 تريليون جنيه بنهاية يونيو (حزيران)، بزيادة للبلاد 17.3%.

وقد أوضح وزير المالية مؤخرًا عن أن مصر ستسدد خلال العام المالي الجاري، نحو 541 مليار جنيه فوائد، و276 مليار جنيه أقساط ديون، وبمجموع 817 مليار جنيه فوائد وأقساط، وذلك في الوقت الذي تبلغ فيه إجمالي إيرادات الموازنة نحو 989 مليار جنيه، إذ قال  الوزير صراحة أن «الحكومة تلجأ للاقتراض لتغطية نفقاتها بشكل مباشر»، وفي ظل استمرار الاقتراض من البديهي ارتفاع أكبر بخدمة الدين وهو الأمر الذي يفاقم من خطر فقاعة الديون التي تلتهم معظم إيرادات البلاد.

ووفق تصريح الوزير، فمن البديهي القول إن القروض ستكون ممولًا رئيسيًّا لمصروفات الحكومة بما فيها بند الأجور الذي يستحوذ نسبة كبيرة من إنفاق الموازنة، أي أن الزيادة ربما تتسبب في زيادة الديون سواء المحلية أو الأجنبية.

موجات أخرى من خفض الدعم 

في 28 مارس الجاري، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدر لها أن الحكومة المصرية قد خفضت دعم المواد البترولية في مشروع موازنة 2019-2020 إلى 52.8 مليار جنيه من نحو 89 مليار جنيه في السنة الحالية، وهو خفض يصل قيمته لنحو 36.2 مليار جنيه، أي أكثر من الزيادة في الحد الأدنى للأجور الذي أقره السيسي، وهو ما يوضح أن الزيادة في الأجور قد تأتي على حساب بنود أخرى في الموازنة وأبرزها الدعم.

على الجانب الآخر تعمل وزارة التموين على تقليص عدد المستفيدين من منظومة دعم التموين والخبز، وذلك من خلال حذف عدد كبير من المستحقين للدعم، فقد حددت الحكومة ستة محددات بموجبها يتم رفع الدعم عن غير المستحقين وهي: استهلاك الكهرباء وتم ‏تحديدها بألف كيلووات كهرباء متوسط شهري، وفواتير المحمول للمستهلكين أكثر من 1000 جنيه في الشهر، والمدارس الأجنبية لمن يدفع أكثر من 30 ألف جنيه سنويًّا، والسيارات بموديلات محددة فوق 2014‏، والوظائف العليا، والحيازات لأكثر من 10 أفدنة.

وكان وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، أعلن عن حذف 400 ألف مستفيد من بطاقات التموين تنطبق عليهم مؤشرات غير المستحقين، وقال الوزير: «لن نستطع السير في طريق الدعم للجميع على المدى الطويل، والأكثر احتياجًا سيكونون هم المضارين من ذلك إن استمر»،  في إشارة إلى مزيد من إجراءات لرفع الدعم في الفترة القادمة، وهو ما سيعطي الحكومة إمكانية خفض قيم الدعم لزيادة الأجور بدون إضافة مصروفات جديدة.

ضرائب جديدة.. تمويل الزيادات من جيوب المواطنين

في المقابل تبرز الضرائب باعتبارها مصدرًا رئيسًا للدخل القومي، إذ أن 73% من إجمالي إيرادات الموازنة المصرية الحالية تأتي من خلال الضرائب، ولذلك كلما زادت النفقات تكون الضرائب عرضه للزيادة لتغطية هذه النفقات، وخلال الفترة الماضية كثفت الحكومة المصرية جهودها لزيادة إيراداتها من الضرائب، فقد صدق الرئيس المصري في نهاية فبراير الماضي، على تعديلات قانون الضرائب على الدخل رقم 91 لسنة 2005، ليتماشى التطبيق الفعلي لقانون الضرائب مع الممارسات الدولية.

وجاءت التعديلات لتعزيز تطبيق الممارسات الضريبية الدولية الصحيحة فيما يتعلق بعوائد أذون وسندات الخزانة، بينما قال رئيس مصلحة الضرائب، عبد العظيم حسين، أنه تجرى عملية ميكنة معظم التعاملات في مصلحة الضرائب، مثل ربط المصلحة بماكينات الكاشير في المحلات التجارية، وهو ما يوضح أن الحكومة تسعى لزيادة الضرائب وبالتالي هذا المصدر أيضًا قد يساهم في تغطية الزيادة في بند الأجور في الموازنة.

4 دول عربية قد تختفي منها الطبقة المتوسطة قريبًا.. هل بلدك منها؟

The post السماء لا تمطر ذهبًا.. من أين ستموّل الحكومة المصرية الزيادة الجديدة في الأجور؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : «فورين بوليسي»: الأنظمة العربية «القمعية» أكثر مروجي «الاسلاموفوبيا» في الغرب

قالت مجلة «فورين بوليسي» إن الأنظمة العربية، هي الأشد «كراهية للإسلام»، بناء على ما صرح به مسؤولون عرب، وذلك بحسب تقرير لحسن حسن، وعلا سالم، أوردا فيه عدة نماذج لما خلصا إليه.

وجاء في التقرير أن وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، حذر في ندوة عامة في الرياض عام 2017 الأوروبيين من أن الإسلام الردايكالي سينمو في أوروبا لأن سياسيي أوروبا لا يرغبون في اتخاذ قرار صحيح، بعدم التسامح معهم بدعوى حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية.

وأشار التقرير إلى أن ناشطًا إماراتيًا غرد مخوفًا من المسلمين ومحرضا عليهم بعد هجمات كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، مؤكدة أنه مرتبط بعلاقات مع حكومة الإمارات وعائلة ترامب. ولفت إلى أن أنظمة عربية تسعى لتبرير القمع الذي تمارسه، وإبرام تحالفات غير رسمية «مع المجموعات والشخصيات المحافظة واليمينية في الغرب والتي لا شغل لها سوى نشر العنصرية والكراهية ضد الإسلام والمسلمين».

من ينتصر في «حرب المبادئ»: اللوبي الإسرائيلي أم إلهان عمر؟

وفيما يلي نص التقرير كاملاً:

في ندوة عامة عقدت في الرياض في عام 2017، أصدر وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد تحذيراً حول الإسلاميين المقيمين في أوروبا، قائلاً: «سوف يأتي يوم نرى فيه أعداداً أكبر من المتطرفين والإرهابيين الراديكاليين يخرجون من أوروبا بسبب انعدام الرغبة (لدى سياسيي أوروبا) في اتخاذ القرار، أو لأنهم يحاولون أن يتحروا الصواب السياسي، أو لأنهم يفترضون أنهم يعرفون الشرق الأوسط وأنهم يعرفون الإسلام، ويعرفون الآخر، أكثر منا بكثير.».

وأضاف ابن زايد: «آسف، ولكن ذلك هو الجهل المحض». كانت الرسالة واضحة، ومفادها أن الزعماء الأوروبيين سوف يواجهون وباءً مستوطناً من التطرف الإسلامي إذا ما استمروا في التسامح مع وجود ما وصفه بالمتطرفين والإرهابيين الراديكاليين باسم حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية.

وعلى الرغم من أن هذا التصريح صدر عنه قبل عامين، إلا أن المقطع الذي يحتويه تمت إعادة نشره مؤخراً من قبل ناشط إماراتي بارز في مواقع التواصل الاجتماعي اسمه حسن سجواني، ولكن في سياق مختلف تماماً، وهو سياق ما بعد الهجوم الإرهابي الذي قام به أسترالي ينتمي لمجموعة تعتقد بتفوق البيض ضد المصلين المسلمين في مسجدين بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلاندا ونجم عنه وفاة خمسين شخصاً.

ثم ما كان من سجواني، الذي ترتبط عائلته بالحكومة الإماراتية وبعائلة ترامب في نفس الوقت (فعمه هو مؤسس «داماك» العقارية، والتي قامت بتطوير «نادي ترامب الدولي» للغولف في دبي)، إلا أن أتبع ذلك بنشر عدة تغريدات ما هي إلا صدى للتخويف من المسلمين والتحريض عليهم من ذلك النمط الذي شكل مصدر الإلهام لدى منفذ هجمات كرايست تشيرتش.

وهذا نموذج واحد فقط من توجه كثيراً ما يتم تجاهله، ألا وهو ما تتحمله الحكومات العربية والمسلمة من مسؤولية في تذكية الكراهية الموجهة ضد المسلمين كجزء من حملاتها التي تشنها ضد المعارضين لها في الداخل والخارج. بل لقد ذهبت بعض هذه الأنظمة، في سعيها لتبرير القمع الذي تمارسه واسترضاء الغربيين، إلى أن تبرم تحالفاً غير رسمي مع المجموعات والشخصيات المحافظة واليمينية في الغرب والتي لا شغل لها سوى نشر العنصرية والكراهية ضد الإسلام والمسلمين.

وتنفق الأنظمة العربية ملايين الدولارات على مراكز البحث والتفكير وعلى المعاهد الأكاديمية وعلى شركات «اللوبي» (الضغط السياسي) للتأثير على التفكير داخل دوائر صناعة الفكر والقرار في العواصم الغربية تجاه النشطاء السياسيين المعارضين لحكم هذه الأنظمة، والذين يغلب عليهم طابع الالتزام الديني.

Embed from Getty Images

وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد

ولطالما كان مجال مواجهة التطرف هو الجبهة المثالية للسردية المفضلة التي تسعى حكومات المنطقة إلى الترويج لها، ومن خلالها تستدر عطف الغربيين عبر الزعم بأنها هي أيضاً تعاني من غدر الجهاديين الراديكاليين وأنها تعرض على الغربيين العمل معاً في سبيل استئصال جذور الخطر الإسلامي المهدد لهم جميعاً.

بناء على العشرات من المقابلات التي أجريت على مدى عدة سنوات، وجدنا أن الأنظمة الاستبدادية في المنطقة تولي عناية فائقة للدوائر المحافظة واليمينية المتطرفة في الغرب التي يعتقدون أنها تميل نحو تبني أجندات معادية للإسلام والمسلمين. بالطبع، لا تتطابق الأهداف السياسية للطرفين تماماً، فالإسلاموفوبيا الغربية من الممكن أن تتخذ أشكالاً أشد وأعم من تلك التي تدعمها الحكومات العربية.

ومع ذلك، يجد الطرفان الشراكة بينهما مفيدة لكليهما. ويزعم الدعائيون العرب وجود صلة كامنة بين ما يسمى «الصواب السياسي» والميل نحو التقليل من خطورة العقائد التي تؤدي إلى الإرهاب -وهي مزاعم يستغلها المحافظون الغربيون لإضفاء مشروعية على ادعاءاتهم هم-.

وفي حديث له مع قناة «فوكس نيوز» بعد شهر واحد من الندوة الحوارية التي عقدت في الرياض في عام 2017، قال وزير الخارجية الإماراتي: «عندما نتحدث عن التطرف فإن العتبة التي ننطلق منها منخفضة للغاية. ولا نقبل التحريض ولا التمويل. ترى كثير من الدول أن تعريف الإرهاب يقتضي أن تحمل سلاحاً أو أن ترهب الناس. أما بالنسبة لنا فهو أبعد من ذلك بكثير».

تتجاوز مثل هذه الحملات التي تقوم بها الحكومات العربية الجهود التي يقصد منها ببساطة تفسير التهديدات المحددة التي يشكلها الإسلاميون، والتي لا يمكن إنكار وجودها. ما يفعلونه بدلا عن ذلك هو أنهم كثيراً ما يمارسون تكتيكات يقصد منها التخويف لتضخيم التهديد وخلق مناخ يصبح فيه التفكير ببديل لتلك الأنظمة أمراً غير وارد ولا يجوز التفكير فيه من وجهة نظر صناع القرار السياسي في الغرب.

بالإضافة إلى ذلك، تمكن مثل هذه البيئة تلك الأنظمة من قمع المعارضين داخل البلاد في مأمن من المساءلة أو المحاسبة. ويصبح الإرهاب في هذه الحالة هو المصطلح الذي من خلاله يبرر العنف. وشهدت المنطقة مثل هذه الأنماط على مدى العقد الماضي ولكنها تكثفت واشتدت حدتها في السنوات الأخيرة، وأثبتت أنها أدوات فاعلة في كسب الأصدقاء والتأثير على الأعداء.

وقام الزعيم السابق لجماعة «كو كلوكس كلان»، دافيد ديوك، بزيارة إلى دمشق في عام 2005 للتعبير عن تضامنه مع النظام السوري ضد الصهيونية والإمبريالية، وكثيراً ما أعرب عن تأييده للرئيس السوري بشار الأسد على الرغم من الحملة الشرسة التي يشنها ضد شعبه. ففي تغريدة له في عام 2017، قال ديوك: «إن الأسد بطل عصري يقف في مواجهة القوى الشيطانية التي تسعى لتدمير شعبه وأمته- فليبارك الرب الأسد». وكثيراً ما تصدر مثل هذه المواقف المتعاطفة مع الأسد عن شخصيات تنتمي إلى اليمين المتطرف في أوروبا.

وفي شهر أغسطس (آب) من عام 2015، نشر رجل الأعمال البارز والمتنفذ محمد الحبتور مقالاً أثار الدهشة في صحيفة «ذي ناشيونال»، وهي صحيفة تصدر في الإمارات العربية المتحدة باللغة الإنجليزية، شرح فيه أسباب دعمه للمرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، واصفاً إياه بالاستراتيجي صاحب العقلية التجارية الحصيفة، وذلك على الرغم من تصريحات ترامب العدائية ضد المسلمين.

ويُفهم من دعم الحبتور المقرب من الحكومة الإماراتية لدونالد ترامب أن الحكومات أو الشخصيات الموالية لها والمقربة منها، كانت مسرورة بإقامة تحالفات مع النشطاء المعادين للإسلام في الغرب -ليس بالرغم من خطاب هؤلاء النشطاء بل بسببه-. وفي معرض إجابته عن سؤال وجهه له موقع «بلومبيرغ» فيما بعد حول تصريحات ترامب المعادية للإسلام، قال الحبتور إن «ذلك كلام سياسي» وإن «الكلام رخيص».

وبينما تواجه هذه الأنظمة المزيد من الضغوط، تجدها تلجأ أكثر فأكثر إلى التخويف من التطرف والإرهاب سعياً للحصول على التأييد. فعلى سبيل المثال، وحيث بدأت البلدان الأوروبية تزيد من جرعة انتقادها للمملكة العربية السعودية في العام الماضي بعد تصاعد أعداد الضحايا في حرب اليمن، وبسبب سجن النساء ثم مقتل صحفي «واشنطن بوست» جمال خاشقجي، توجهت الرياض نحو اليمينيين طالبة دعمهم.

ومن بين ما قامت به من جهود ابتعاث وفد من النساء السعوديات لمقابلة كتلة اليمينيين المتطرفين داخل البرلمان الأوروبي. وبحسب ما قاله إلدار ماميدوف، أحد مستشاري كتلة الديمقراطيين الاجتماعيين في البرلمان الأوروبي، فإنها أصبحت المملكة العربية السعودية فيما بعد سبباً من أسباب الشقاق بين أعضاء البرلمان في بروكسل، حيث كان يساريو الوسط يدفعون باتجاه تبني قرارات ضد المملكة بينما عارضتهم في ذلك قوى اليمين المتطرف.

وبعد الانقلاب العسكري في مصر في عام 2013، سارع النظام في القاهرة وكذلك داعموه الإقليميون نحو المبالغة من مخاطر التطرف ونحو الترويج للجنرال عبد الفتاح السيسي على أنه الرجل القوي الذي لديه الاستعداد للوقوف في وجه ليس فقط المتطرفين بل وحتى الفكر الإسلامي.

وكان السيسي قد صرح في عام 2015 بأن ثمة حاجة إلى إصلاح ديني إسلامي يعيد النظر بكثير من التقاليد الإسلامية القديمة وربما يحذفها. وما لبث تصريحه ذلك أن استشهد به من قبل المدافعين عنه في أروقة واشنطن وغيرها من العواصم كدليل على مؤهلاته المعادية للإسلاميين.

وكان صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد اعتبر من قبل حكومات المنطقة حدثاً يأتي في نفس ذلك السياق. ففي رسائل إيميل مسربة تم نشرها في عام 2017، لخص سفير الإمارات في الولايات المتحدة السردية الدعائية التي تجيب على المشتكين من استمرار تدفق الجهاديين من المنطقة قائلاً: «أنظر، سأكون أول من يقر بأن هذه العقيدة مشكلة، وهي مشكلة تحتاج للمعالجة. وها نحن نرى أخيراً في المملكة العربية السعودية شخصاً لديه الاستعداد للتصدي لذلك. وهذه هي المرة الأولى بالنسبة لنا». ك

ما أنه تم تصوير أزمة قطر التي نشبت في عام 2017 على أنها جزء من الجهد الإماراتي والسعودي لاستئصال المتطرفين ومن يمولهم، وهو الجهد الذي باركه في بداية الأمر الرئيس ترامب، الذي كان قد أنهى لتوه زيارة تاريخية إلى الرياض.

تقوم هذه الأنظمة عن قصد وترصد بنشر الدعايات حول النشطاء السياسيين والدينيين الذين ينحدرون من بلدانها ويقيمون الآن في الغرب، وذلك بهدف تهميشهم وإسكاتهم في أماكن إقامتهم الجديد. وكان كثير من هؤلاء الأفراد قد لاذوا بالفرار من القمع طلباً للحماية والأمان في البلدان الديمقراطية. وحينما تنعتهم الأنظمة التي فروا من بطشها بأنهم جهاديون دينيون أو متخفون فإن ذلك يسهل عليها تشويه سمعتهم والطعن في صدقية نشاطاتهم المعادية للأنظمة. وما من شك في أن بروز نشطاء وسياسيين مسلمين غربيين أقوياء ومتنفذين يزيد من قلق هذه الأنظمة على استقرار الأوضاع المحلية لديها.

يستحق دور البلدان الأجنبية في تذكية نيران التحامل على الآخر وكراهيته بأن يحظى بدراسة مركزة، فعلى العكس مما ذكره الحبتور حول خطاب ترامب المعادي للمسلمين، فإن الكلام ليس رخيصاً. وكما أثبتت الأحداث التي وقعت في نيوزيلندا، فإن الكلام يمكن أن يكلف أرواح كثير من الأبرياء.

هل باتت الإمارات حقًّا أبرز وجهات العالم لغسيل الأموال؟

 

The post «فورين بوليسي»: الأنظمة العربية «القمعية» أكثر مروجي «الاسلاموفوبيا» في الغرب appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : حصاد مسيرات العودة.. عامٌ من الحدود المشتعلة التي أقضت مضاجع تل أبيب!

«بعد مرور عام على انطلاق مسيرة العودة الكبرى ما زلت في حداد على ابنتي رزان التي قتلت بدم بارد»، هكذا استهلت والدة الممرضة الفلسطينية رازن النجار التي قتلت في مسيرات العودة خلال عملها التطوعي في إسعاف الجرحى مقالها في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

قالت الأم صابرين أيضًا: «باعت رزان هاتفها النقال وخاتمها لتساهم بمسيرات العودة»؛ ليبدو أن جل الفلسطينيين في قطاع غزة ومع العام الأول لمسيرات العودة قد قدموا الغالي والنفيس والروح من أجل تحقيق أهداف هذه المسيرات التي انطلقت في 30 مارس (آذار) 2018 كأحد أبرز مظاهر صراع قطاع غزة مع إسرائيل، والتي أكدت الثوابت الفلسطينية في استرجاع الحقوق، وأحد أنجح أدوات فك الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 12 عامًا على القطاع.

حصار غزة يصل أوج مداه قبيل انطلاق مسيرات العودة

فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة إثر فوز حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، تخلل هذا الحصار أكثر من عدوان إسرائيلي دمر البنية التحتية للقطاع.

بيد أن تأزم الوضع الإنساني في القطاع تصاعد حتى وصل التأزم لأوجه في العام 2017، وذلك حين دخل الاقتصاد الفلسطيني عامه الحادي عشر، فانعدمت القدرة الشرائية للسكان، لتتراجع عدد الشاحنات التي كانت تدخل القطاع محملة بالبضائع الأساسية إلى 60%، بل وصل مستوى انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر في القطاع إلى 50%.

لكن ما الذي أدي إلى هذا المستوى من التدهور؟ يمكن ارجاع سبب تفاقم الأمور نتيجة الحصار إلى ما فرضته السلطة الفلسطينية في رام الله هذا العام، في إطار خلافاتها الداخلية مع «حماس» على قطاع غزة، إذ فرضت رام الله خصومات على رواتب الموظفين العموميين التابعين لها، فقررت في أبريل (نيسان) 2017 خصم ما بين 30 – 50 % من رواتب هؤلاء الموظفين، إضافة إلى قرارها فرض تقاعد مبكر لأكثر من 7 آلاف عنصر أمن.

رجل مسن في قطاع غزة

كذلك وقفت السلطة الفلسطينية وراء حرمان قطاع غزة من حصة من الكهرباء، ففي 27 أبريل 2017، قررت التوقف عن دفع ثمن إمدادات الكهرباء لغزة، ما أدى تفاقم أزمة الكهرباء في غزة، حتى بلغت نسبة العجز بالكهرباء 63%، إذ حصل السكان على أربعة ساعات كهرباء يوميًا مقابل فصلها 12 ساعة.

ولم يفلت القطاع الصحي من عقوبات السلطة الفلسطينية، إذ عانى القطاع من أزمة نقص الأدوية، حتى نفد أكثر من 184 صنفًا دوائيًا بشكل كامل من مستودعات وزارة الصحة، منها أصناف ضرورية خاصة بمرضى السرطان. وفيما حملت السلطة الفلسطينية مسؤولية ذلك، لاعتماد وزارة الصحة بغزة على ما تمنحه إياه الوزارة من رام الله، واصلت إسرائيل رفضها منح تصاريح لعدد كبير من المرضى للعلاج بالخارج، ورفضت دخول قطع غيار لصيانة تلك الأجهزة الطبية، في حين لم يفتح معبر رفح البري الوحيد الذي يربط القطاع بمصر سوى 21 يومًا فقط، على مراحل متفرقة خلال عام 2017.

فلسطيني يحمل لافتة منددة بالحصار

كذلك فاقمت قرارات الولايات المتحدة الأمريكية من مأساة قطاع غزة، ففي يوم 23 يناير (كانون الثاني) 2018، قررت واشنطن تخفيض مساعداتها التي تقدّمها لوكالة «غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)»، فأعلنت تجميد مبلغ 65 مليون دولار من مساعداتها للوكالة، بعد أن فشلت في ضم المنظمة إلى مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، من أجل القضاء على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتسبب هذا القرار الأمريكي في أن يصل العجز في ميزانية «الأونروا» خلال عام 2018 إلى ثلث التمويل العام، في وقت يعيش فيه نصف سكان قطاع غزة على المساعدات الإنسانية، بعد أن وصلت نسبة الفقر إلى 80%.

فبحسب تقرير مركز «حماية» لحقوق الإنسان الصادر في يناير 2018، فإن «الكارثة الإنسانية التي يعانيها القطاع ازدادت سوءًا خلال العام المنصرم، وأن الحالة الاقتصادية في القطاع تردت إلى مستويات غير مسبوقة، فنسبة الفقر وصلت إلى 65% في صفوف المواطنين، فيما ارتفعت نسبة البطالة إلى 50% تقريبًا، وهي النسبة الأعلى منذ 19 عامًا»، ويضيف التقرير أن «أوضاع قطاع غزة بكافة الجوانب والأصعدة تتجه إلى الأسوأ، وأن استمرار الحصار بهذا الشكل سيؤدي إلى المزيد من الكوارث، فحصار قطاع غزة يجسد شكلًا من أشكال العقاب الجماعي المحظور في القانون الدولي، ونموذجًا لانتهاك إسرائيل لواجباتها كدولة احتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949».

الغضب الساطع آتٍ.. هل تنهي «مسيرة العودة الكبرى» التغريبة الفلسطينية؟

مسيرات العودة وخروج «حماس» من عنق الزجاجة

التأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، والاحتجاج على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، دفع حماس إلى البحث عن حلول وتغيير استراتيجيتها باللجوء إلى هبة شعبية تكون أكثر فاعلية من المواجهة المسلحة لحل أزمات القطاع.

لذلك لم تمرر «حماس» ذكرى إحياء يوم الأرض التي وافقت يوم 30 مارس العام الماضي، كذكرى عادية، إذ خططت جيدًا لإطلاق ما بات يعرف بمسيرات العودة الكبرى، التي بدأت بمشاركة ما يقارب من 200 ألف فلسطيني، في مظاهرات خرجت من كل مناطق القطاع، نحو السياج الحدودي الفاصل بين القطاع  والأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1948.

وانطلقت هذه المسيرات تحت مسميات وطنية وثورية مختلفة، تهدف بها إلى شحذ الهمم والتأكيد على الحقوق الفلسطينية الوطنية، وأصبح أمر تجمع الحافلات العامة أمام المساجد في القطاع بعد صلاة العصر لاصطحاب المواطنين نحو مناطق السياج على الحدود مظهرًا ثابتًا، بل إن فعاليات مسيرات العودة لم تتوقف عند حد معين؛ فقد طور النشطاء أدواتهم السلمية في التظاهرات، وكانت أبرز هذه الفعاليات هو قرار البدء باحتجاجات ليلية على طول السياج الحدودي، عرفت باسم فعاليات «وحدة الإرباك الليلي»، وتقوم الفكرة على إشعال إطارات مطاطية لحجب الرؤية عند جيش الاحتلال، وإطلاق البالونات الحارقة تجاه مستوطنات غلاف غزة؛ وذلك بهدف فرض فرض الاستنفار الدائم على الحدود بأقل الإمكانيات.

مسعفان يحملان مصابًا في مسيرات العودة

وبانطلاق هذه المسيرات أراد الفلسطينيين إعادة الزخم إلى القضية الفلسطينية والتأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وكذلك إيجاد حل للحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة للخروج من الأزمة الإنسانية الكبيرة التي أنهكت السكان. وعبر إحراج إسرائيل في الساحة الدولية تمكنت «حماس» من استعادة الطابع الشعبي للصراع الذي تخوضه مع الاحتلال، بل أدركت أيضًا همية عدم التفريط بهذه الفعاليات المؤثرة التي أعادت القضية الفلسطينية بقوة على الأجندة العربية والدولية، فالحكومة المصرية التي عادت حماس بعد أحداث 30 يونيو (حزيران) 2013، عادت بقوة إلى القضية الفلسطينية، وشكلت الوساطة المصرية محورًا هامًا بين «حماس» وإسرائيل، قامت على محاولة إقناع الأولى بوقف فعاليات مسيرات العودة وخاصة إطلاق البالونات الحارقة بسبب غضب الرأي العام الإسرائيلي، مقابل الحصول على بعض الحقوق التي طالبت بها «حماس» لفك حصار القطاع إذ إن عدم قدرة إسرائيل على التعامل مع ما فرضته عليها مسيرات العودة، دفعها نحو تحريك قيادة المخابرات المصرية بجولات متعددة في قطاع غزة على مدار عام مسيرات العودة، مستندة إلى تخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون قرب الحدود مع إسرائيل.

البالونات الحارقة تُخضِع إسرائيل

فرضت مسيرات العودة حالة من الإرباك على إسرائيل؛ فحدود غزة التي كانت هادئة لحد كبير منذ انتهاء العدوان الأخير عام 2014، تحولت خلال العام الأخير إلى مصدر احتكاك دائم بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال.

جندي إسرائيلي يقنص مدنيين فلسطينيين

فقد أيقنت إسرائيل أن هدف المسيرات التي دفعتها «حماس» يتمثل في إصرار الأخيرة باعتبارها جهة حاكمة على فك الحصار المفروض على القطاع من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية، وذلك بابتكار طريقة حيوية لانتفاضة من نوع آخر، واستراتيجية تهدف إلى إشعال الحدود من أجل إلغاء صفقة القرن. والتعكير على سياسة التقارب بين الدول العربية وإسرائيل، وجعل إسرائيل في حالة انشغال دائم بما يحصل على حدود غزة،  والتسبب بإحراج كبير للحكومة الإسرائيلية على المستويات السياسية والحزبية والأمنية والعسكرية الداخلية.

لذلك فمع مرور القليل من الشهور على فعاليات العودة، انصاعت إسرائيل للمطالب الإنسانية الفلسطينية مقابل تخفيف الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة، فحققت «حماس» جزء من مظاهر كسر الحصار عن غزة، مثل تحسين ساعات تواجد التيار الكهربائي ووصول أموال المنحة القطرية الخاصة بالموظفين والجرحى وأهالي الشهداء والأسر الفقرة (تبلغ قيمتها 15 مليون دولار)، لكن هذا التخفيف كان يتخلله خرق لاتفاقيات التهدئة التي كانت تتم بجهود المخابرات المصرية، بسبب عدم التزام الإسرائيليين بما يتم الاتفاق عليه خاصة في موعد وآلية تسليم المنحة القطرية.

طفل أصيب في مسيرات العودة

يقول الرئيس السابق لدائرة الشعبة الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» ميخائيل ميلشتاين: إن «حماس في هذه المواجهة ترى أنها حققت إنجازات تمثلت في استقالة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، وتبكير موعد الانتخابات، إلى جانب تحقيق إنجازات فلسطينية تمثلت في تخفيف ظروف الحصار عن غزة في الشهور الأخيرة، وتحقيق تفاهمات مع مصر وقطر والأمم المتحدة، وفرت بموجبها رواتب لموظفيها، وتحسين التيار الكهربائي»، وتابع القول في دراسة نشرها معهد «أبحاث الأمن القومي» التابع لجامعة تل أبيب: «الواقع الأمني في قطاع غزة يواصل تأثيره على الواقع الإسرائيلي الداخلي؛ مما يجعل من أي خطوات إسرائيلية قادمة للتخفيف عن سكان القطاع سببًا مباشرًا في تهدئة المخاوف من التصعيد غير المرغوب، رغم أنها خطوات مرهونة بقرارات مركبة ومعقدة في ظل وجود بدائل أخرى»، وأضاف ميلشتاين أن «التخفيف عن سكان غزة اقتصاديًا ومعيشيًا، يمكن اعتباره إنجازا يحسب لـ«حماس»، وتعني اعترافًا ضمنيًا بسلطتها في القطاع، وفي الجانب الآخر تعزز احتمال شن حملة عسكرية واسعة، يصعب التنبؤ بالطريقة التي ستنتهي بها».

يذكر أنه في مارس 2019، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن جملة الخسائر الإسرائيلية التي وقعت خلال عام من مسيرات العودة، فذكرت أنه تم إطلاق 1150 صاروخ من غزة تجاه البلدات الإسرائيلية، وتسببت البالونات الحارقة في اندلاع 1855 حريق، وأُحرقت بفعلها 34 ألف دونم زراعي، فيما فرضت هذه المسيرات الذعر على 60 ألف إسرائيلي يعيشون في غلاف غزة.

أيقونات مسيرات العودة والقوة الإسرائيلية المميتة

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، التقط مصور فلسطيني صورة لشاب يشارك كعادته في فعاليات مسيرات العودة، ظهر الشاب الذي يدعى عائد أبو عمرو (22 عامًا) عاري الصدر  يحمل العلم الفلسطيني بيد والمقلاع باليد الأخرى.

وفيما أطلق النشطاء الفلسطينيين والعرب على هذه الصورة «أيقونة المقاومة الشعبية الفلسطينية» لتشابهها مع لوحة «الحرية تقودها الناس» للرسام الفرنسي فرديناند فيكتور أوجين دولاكروا، والتي رسمها تخليدًا لثورة يوليو (تموز) 1830 الفرنسية، لم يكن أبو عمرو الأيقونة الوحيدة لهذه المسيرات، فقط اعتبر الصحافي الفلسطيني ياسر مرتجى الذي أصابته رصاصة متفجرة بالصدر أحد أيقونات النضال الفلسطيني، وذلك حين تحول من صانع للصورة إلى موضوع لها بعد استشهاده وهو يحمل كاميرته الخاصة وسط المتظاهرين المدنيين، إذ رحل ياسر وهو أب لطفل واحد قبل أن يحقق حلمه بالسفر من القطاع المحاصر والتصوير من السماء، فقد كتب على صفحته على «فيسبوك» قبل مصرعه، عن صورة التقطها لقطاع غزة: «نفسي يجي اليوم اللي آخد هاي اللقطة وأنا بالجو مش على الأرض».

كذلك لا تُنسى الفتاة الفلسطينية رزان النجار، المسعفة المتطوعة التي شكلت أحد رموز الحالة النضالية الجديدة في مسيرات العودة، إذ أصيب الفتاة ذات الواحد والعشرين عامًا بالرصاص الحي المباشر من قبل جيش الاحتلال حين حاولت إخلاء جرحى أصيبوا في شرق خانيونس، وفجع العالم برحيل رزان وتناقلوا حكايتها بشكل كبير، ويذكر أنها قالت ذات يوم خلال مشاركتها في فعاليات مسيرات العودة: «أنا لي الفخر أن أموت شهيدة دفاعًا عن أرضي، وإنقاذًا لأرواح الشهداء الأبرار».

بيد أن تناول وضع الانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد متظاهري مسيرات العودة تم التطرق له في أكثر من تقرير دولي؛ أهمها ما صدر في فبراير (شباط) 2019 عن الأمم المتحدة، إذ أكدت اللجنة الأممية التي تشكلت بتاريخ 18 مايو (أيار) 2018 بمقتضى قرار من مجلس حقوق الإنسان يحمل رقم (دإ-1/28) أن «إسرائيل استخدمت القوة المميتة باتجاه المتظاهرين في حالات لم ينشأ عنها أي خطر محدق على حياة جنود الاحتلال، ودون أن يشارك المتظاهرون في أعمال عدائية بشكل مباشر، وذلك خلافًا لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان».

وجاء في التقرير أيضًا: «استخدمت إسرائيل القوة المميتة، خلافًا للقانون، بشكل عمديٍ ومباشر ضد المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء والطواقم الطبية والصحافيين وذوي الإعاقة؛ وذلك باستهدافهم ببنادق القناصة الإسرائيليين، في الوقت الذي لم يكن المتظاهرون يشكلون لحظة استهدافهم أي تهديدٍ لحياة جنود الاحتلال ولم ينخرطوا في أعمال عدائية، هذه الأفعال قد ترقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية»، كما أدن التقرير: «حرمان المصابين من تلقي العلاج خارج قطاع غزة المحاصر منذ 12 عامًا، الأمر الذي جعل الجهاز الطبي يعيش حالةً كارثيةً».

أحد شهداء مسيرات العودة

كذلك خص صندوق الأمم المتحدة للسكان أثر مسيرات العودة على النساء الفلسطينيات بين شهري مايو ويونيو 2018،  فناهيك عن أن استشهاد المعيل الأساسي يترك أثرًا مباشرًا وفوريًا على الظروف المعيشية التي تحياها أرملته وأطفاله، فقد قضت ظروف القطاع الصحي على الأخريات ممن أصيب أزواجهن؛ أن تُسرح المستشفيات المصابين قبل آوان شفائهم ونقل المسؤولية عن علاجهم إلى أسرهم، وتقول إحدى المشاركات في الدراسة: إن «هذا الأمر شاقّ ومرهِق للغاية، ويأتي على رأس عملنا المعتاد في البيت»، فيما قالت أخرى إنها تقع في الحرج عندما تتسول الدواء لابنها بسبب الظروف الاقتصادية المتردية التي تعيشها أسرتها، مضيفة: «لقد أَطلِق النار عليه وأصيبَ خلال مظاهرة، وقال الأطباء إنه يتعين بتر رجله، ومع ذلك، فلم نتلقّ سوى 200 دولار وعُدنا أدراجنا إلى منزلنا. وقد أنقفتُ هذا المبلغ كله لشراء سرير وفرشة خاصة وأدوية. ولم يأتِ أحد يسأل عنّا بعد ذلك».

وحتى يوم 23 مارس 2019، أحصي مقتل 273 فلسطينيًا، وإصابة 15 ألفًا و273 آخرين، منذ انطلاق مسيرات العودة السلمية، وحسب تقرير «مركز الميزان لحقوق الإنسان» في فلسطين فإن «قوات الاحتلال لا تزال تواصل استهدافها للمدنيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد السياج الفاصل شرقي قطاع غزة للجمعة الحادية والخمسين على التوالي، وتستخدم القوة المفرطة والمميتة في معرض تعاملها مع الأطفال والنساء والشبان المشاركين في تلك المسيرات».

«الجارديان»: قمع مسيرة العودة سلوك وحشي ضد الفلسطينيين

The post حصاد مسيرات العودة.. عامٌ من الحدود المشتعلة التي أقضت مضاجع تل أبيب! appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo