الخميس، 28 فبراير 2019

ثقفني اون لاين : 6 فازوا بجائزة الأوسكار دون أن ينالوا شهادة جامعية

طاردها موهوبون عديدون لسنوات، ولم ينالوها، بينما حظى آخرون بها بعد عناء كبير، ورغم الخلاف والانتقادات التي تدور حولها، لا يشكك منصف في أهمية جوائز الأوسكار على الصعيد الفني، فهي الجائزة التي يسعى إليها -ويسعد بها- أغلب فناني العالم، ويقاس بها نجاح المبدعين في مجال السينما. لا دليل لها، ولا خطة مسبقة قد تجعلك تحصل عليها، بل فقط تحتاج الموهبة والأداء الاستثنائي، مما يعزز الاعتقاد السائد، بأن السينما مجال لا يعتمد على الدراسة فقط بل على الموهبة، وربما لا تحتاج الدراسة الأكاديمية أبدًا.

في القائمة التالية، نعدد لك 6 مبدعين، ما بين ممثلين ومخرجين، فازوا بهذه الجائزة المهمة، دون تحصيل درجة أكاديمية في السينما، أو حتى في أي مجال آخر.

1. جنيفر لورنس .. أعلى الممثلات أجرًا في العالم

تركت المدرسة في المرحلة المتوسطة، لم أنل شهادة ثانوية أو دبلومة تعليمية، علمت نفسي بنفسي.

*جنيفر لورنس في مقابلة مع CBS

لا تندم لورنس على ما فعلته وهي بعمر 14 عامًا، فقد شكّلت طريقها بنفسها، على حد قولها. لم تسلم بالطبع من معارضة أهلها للأمر، لكنهم رضخوا، بل وساعدوها، عندما نالت دورها الأول. وجد الأهل أنها أصبحت سعيدة وغير مشتتة للمرة الأولى، بعدما كانت تشعر أنها ليست ذكية.

Embed from Getty Images

لم تمر سوى 4 سنوات فقط، حين أدركت أنها اختارت الأفضل لها، ونالت ترشيحها الأول لجائزة الأوسكار وهي بعمر 18 عامًا، عن دورها في فيلم مستقل. ولاحقًا، في عام 2012 تحديدًا، نالت لورنس الجائزة عن دورها في فيلم «Silver Linings Playbook»، لتصبح ثاني أصغر ممثلة تنال الجائزة، وكانت تبلغ 22 عامًا، وترشحت 4 مرات حتى الآن، فأصبحت أصغر من يترشح بهذا العدد في تاريخ الأوسكار. قادها هذا النجاح الفني المبكر لتصبح من بين الممثلات الأعلى أجرًا في العام، وكانت الأعلى في عامي 2015 و2016.

2. ليوناردو ديكابريو .. شهرة مبكرة وتقدير مؤجل

لم أدرس في معهد الدراما، ولا حتى كلية.

*ديكابريو في مقابلة عام 2000

قضى ديكابريو 10 سنوات في طفولته يلعب في ساحة مهجورة قرب منزله، لا يملأها سوى المدمنين الذين يعرضون عليه الإبر والهيروين من وقت لآخر. لم ينخرط في هذه الأنشطة، لكنها كانت مشاهد مفيدة له لاحقًا، بحسب قوله، فقد كان يرى هؤلاء المدمنين في حيه، بينما تقوده أمه كل يوم إلى مدرسة مليئة بالأغنياء، التي لم يكمل دراسته فيها لاحقًا، فنال خبرة أكسبته الكثير في التمثيل، وربما كانت سبب أدائه المميز في فيلمه «The Wolf of Wall Street»، حين جمعت شخصيته بين الإدمان والثراء.

بدأ ليو التمثيل بعمر مبكر، فظهر في مسلسل «Romper Room» وهو في الخامسة من عمره، وبدأ التمثيل في الإعلانات بعمر 14 عامًا، حتى نال الدور الذي أكسبه الشهرة، مع روبرت دينيرو في «This Boy’s Life»، وهو في الـ17 من عمره. لكنه لم ينل الجائزة الأهم في السينما إلا حين بلغ الـ42، عن فيلم «The Revenant»، رغم ترشحه لها 3 مرات قبلها، كان أولها وهو بعمر 20 عامًا.

3. إيما ستون.. شهادة الـ«لالا لاند»

في السنة التى أدت فيها دورها في فيلم «Superbad»، وهو الدور الذي تسبب في سطوع نجمها، كان من المفترض أن تكون إيما في العام الأخير من المدرسة الثانوية، لكنها لم تفعل، وكانت قد بدأت بالفعل مسيرتها الفنية قبل عامين، حين اتجهت لمدينة النجوم «لوس أنجلس»، وبدأت في حضور دروس على الإنترنت، والعمل بدوام جزئي في مخبز لمأكولات الكلاب.

Embed from Getty Images

حازت إيما جائزة الأوسكار عن فيلمها «لالا لاند» وهي بعمر 28 عامًا، وفي مقابلة قديمة عبرت عن أنها لا تندم على ما فعلته، فلولا تركها المدرسة لم تكن لتحقق ما حققته اليوم.

4. جاك نيكولسن .. طالب كسول ربح 3 مرات

يعد جاك نيكولسن من أهم الممثلين الذين لا زالوا على قيد الحياة في هوليوود، نال نيكولسن 3 جوائز أوسكار، وترشح 12 مرة، وترشح للجائزة مرة على الأقل في كل عقد منذ الستينيات حتى الألفية الجديدة، وحقق كل هذا، دون شهادة واحدة في السينما، أو في أي تخصص آخر.

جاك نيكولسن يلوح بجائزة الأوسكار بعد حصوله عليها عن دوره في فيلم «One Flew Over the Cuckoo’s Nest» عام 1976.

اتجه نيكولسن إلى كاليفورنيا وهو في السادسة عشر من عمره، بعدما أيقن أنه لا يريد الاستمرار في التعليم، خاصة مع شعوره أنه طالب كسول دائمًا، وبعد اضطراره للعمل في عمر 11 عامًا. عمل وقتها في ستوديو الكارتون التابع لشركة «MGM»، وقابل أغلب مشاهير عصره، ونال فرصته الأولى في التمثيل عندما كان في الحادية والعشرين، بعدما قضى 9 أشهر دون عمل، وعاش على معونات البطالة، ولذلك لأنه آمن وقتها أنه ولد ليكون ممثلًا.

5. كوينتين تارانتينو .. دراسة طول العمر

تركت المدرسة الثانوية في السنة الأولى، لكن يظل في داخلي أكاديمي يتخصص في السينما

*كوينتين تارانتينو

يرى المخرج الشهير، المعروف بحبه للعنف في أفلامه، أن «يدرس ليكون أستاذًا في السينما، ويوم تخرجه سيكون يوم وفاته». ترك تارانتينو مدرسته وبدأ العمل في إحدى دور عرض الأفلام الإباحية، قبل أن يعمل في محل أشرطة فيديو، والذي بدأ فيه كتابة فيلمه الأول «Reservoir Dogs». منذ كتابة هذا الفيلم وإخراجه، حظى تارانتينو بتقدير كبير بين صناع الفيلم، فقد ظهر فيلمه الأول في مهرجان ساندانس للأفلام، وكان وقتها يبلغ 29 عامًا فقط.

Embed from Getty Images

نال تارانتينو لاحقًا جائزتي أوسكار أفضل سيناريو، عن فيلمي  «Django Unchained» و«Pulp Fiction»، بينما ترشح لجائزة أفضل مخرج عن الفيلمين نفسيهما، لكنه لم ينلها.

6. جيمس كاميرون .. مخترع بـ«نصف تعليم»

درس كاميرون في جامعة كاليفورنيا لبعض الوقت، وتخصص في الفيزياء في البداية، ثم انتقل إلى الإنجليزية، قبل أن يقرر ترك الجامعة نهائيًا. تنقل بعدها كاميرون بين الوظائف، وكانت آخرها سياقة الشاحنات، التي استقال منها ليبدأ في صنع أفلام صغيرة، قادته لاحقًا للأوسكار.

Embed from Getty Images

لم يكن كاميرون مجرد مخرج لبعض من أشهر الأفلام في تاريخ هوليوود، بل اخترع أيضًا تقنية «Fusion Camera»، وهي التي أتاحت له تصوير فيلم «Avatar»، أول الأفلام التجارية ثلاثية الأبعاد. نال كاميرون 3 جوائز أوسكار عن فيلمه الأشهر «Titanic»، وترشح لـ3 جوائز أخرى عن فيلم «Avatar».

The post 6 فازوا بجائزة الأوسكار دون أن ينالوا شهادة جامعية appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : الأرقام لا تنقل الحقائق كاملة أحيانًا.. كيف تخدعك معدلات البطالة في المغرب؟

في 20 فبراير (شباط) الجاري، نشر «ساسة بوست» تقريرًا بعنوان «دروس لبقية العرب.. كيف نجحت حكومة المغرب في تقليص أزمة البطالة؟» تناول التقرير ظروف البطالة في المغرب، لكن بنظرة مركزة بعض الشيء على الرواية الحكومية، كما ناقش تحسن الأرقام الظاهري الذي حدث مؤخرًا وصورته الحكومة على أنه نجاح كبير حققته في مواجهة أهم أزمة اقتصادية تواجه اقتصادات المنطقة، وربما قد نصل إلى هذه النتيجة إذا ما ناقشنا الأرقام الحكومية بشكل مجرد، لكن هناك بعض التفاصيل في ثنايا هذه الأرقام تجعلها خادعة بالنسبة للبعض ولا تعكس الواقع بشكل دقيق.

في هذا التقرير سنحاول تناول هذه التفاصيل لتوضيح الرؤية أكثر، لنتمكن من مناقشة تفاصيل أزمة البطالة في المغرب بشيء من الواقعية، لكن قبل الخوض في هذه التفاصيل يجب معرفة أن تضارب الأرقام سمة أساسية لمعالم اقتصاد المغرب، بمعنى تغير الواقع والتوقعات بشكل دوري، وخلال فترات قصيرة، وهذا ما تحدثنا عنه سابقًا بشكل تفصيلي حول أرقام النمو الاقتصادي في البلاد خلال تقرير: «المعادلة المعقدة.. توقعات النمو الاقتصادي بالمغرب في تضارب مستمر».

هل تراجعت البطالة في المغرب حقًا؟

لا يختلف الأمر في البطالة عن النمو، فمن الصعب إصدار أرقام توظيف يُعتمد عليها في البلاد حتى الأرقام الرسمية، عمومًا نأتي إلى السؤال الأهم هنا، وهو: هل شهدت البطالة في المغرب فعلًا تحسن حقيقي؟

لكي نجيب على هذا السؤال فلننظر إلى آخر الأرقام الصادرة عن المندوبية المغربية السامية للتخطيط، وهي التي صدرت مؤخرًا حول معدل البطالة، بما أنها الأرقام المتوفرة، ويظهر فيها تراجع المعدل إلى 9.8% في 2018 من 10.2% في 2017، إذ أوضحت أن الاقتصاد المغربي خلق 112 ألف وظيفة العام الماضي، منها 21 ألفًا في المناطق الريفية، ارتفاعًا من 86 ألف وظيفة في 2017.

لكن بحسب الأرقام فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل 1.168 مليون في 2018 بانخفاض 48 ألفًا فقط عن 2017، في الوقت الذي خلق الاقتصاد المغربي 112 ألف وظيفة على مدار العام، أي أن عدد العاطلين انخفض بنسبة أقل كثيرًا من الزيادة في الوظائف الجديدة، وهو ما يوضح الفجوة الكبيرة فيما تنجزه الحكومة لتوفير فرص عمل، والواقع المزدحم بالعاطلين.

كما أنه وبالنظر إلى الأرقام الصادرة عن البنك الدولي لا يبدو هناك تحسن ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، فلم نصل بعد إلى النسب المحققة في 2011 و2012 و2013، إذ سجلت البطالة في هذه السنوات أدنى نسب في تاريخ المغرب تقريبًا، فإلى الآن تفشل الحكومة في التغلب على التحديات التي تواجه سوق العمل في البلاد، وفق تقرير صدر عن البنك الدولي في أبريل (نيسان) 2018، وتلخصت هذه التحديات في ثلاثة تحديات رئيسة، وهي نقص الاندماج بالسوق، فالشباب والنساء أقل اندماجًا في سوق الشغل، إذ إن مشاركة المرأة في اليد العاملة متدنية جدًا ولا تتجاوز 23%.

بالإضافة إلى بطء نمو الوظائف؛ إذ لا تكفي فرص العمل الجديدة لاستيعاب تدفُّق السكان في سن العمل، وسط غياب كبير للشركات الصغيرة والمتوسطة، بينما يتمثل التحدي الثالث في تدني جودة الوظائف، فسوق الشغل المغربي يغلب عليه الطابع غير الرسمي، في ظل بطء نمو الوظائف غير الفلاحية، وافتقار العمال إلى آليات كافية للحماية والحوار الاجتماعي.

معالم الأزمة واضحة والحلول معروفة.. ولكن!

ربما من يقرأ عن مشكلة البطالة في المغرب يظن أنها مشكلة يستحيل حلها، لكن كيف يراها الاقتصاديون؟ أحمد كشيكش، الباحث الاقتصادي المغربي، يرى أن هناك ملاحظتين رئيسيتن لإدراك أزمة البطالة في البلاد، الأولى هي أن فرص العمل التي يخلقها السوق كل عام أقل كثيرًا من عدد الوافدين الجدد إلى السوق، أم الثانية، فهي أن معدل البطالة عند الشباب يتجاوز بشكل مستمر ضعف المعدل الوطني المعلن، وهذا الاختلال في ميزان العرض والطلب يرجع، من جهة، إلى ضعف قدرة النسيج الإنتاجي المغربي على خلق معدلات نمو مرتفعة ومستديمة نتيجة إلى ضعف الاستثمار، ومن جهة أخرى، فالنظام التعليمي والتكويني المغربي غير قادر أن ينتج يدًا عاملة تمتلك المهارات والمؤهلات التي يحتاجها سوق الشغل.

ازدهار على الورق فقط.. كيف التهم صندوق النقد الدولي الاقتصاد المغربيّ؟

ويقول كشيكش خلال حديثة لـ«ساسة بوست» إن المشكلة كبيرة وعميقة، ولا حل سحري لها، بل بالعكس، الخطوط العريضة لحل هذا المشكلة واضحة وجلية وتنقسم إلى قسمين، الأول هو تحفيز الاستثمار في القطاعات الأكثر حاجة إلى اليد العاملة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بدون استخدام الحكومة لترسانتها الكاملة في محاربة الفساد والبيروقراطية، بالإضافة إلى تقديم دعم كبير لتمويل المشاريع الصغرى والمتوسطة.

أما القسم الثاني فهو إعادة النظر بشكل كبير في النظام التعليمي المغربي العام، فالطالب المغربي يصل إلى البكالوريا، وهو غير مؤهل لا لإدماجه في سوق الشغل، ولا لإكمال دراسته في الجامعات المغربية، وهي الجامعات التي لا تمتلك هي الأخرى القدرة على تكوين خريجين مؤهلين لولوج سوق الشغل، على حد ذكر كشيكش.

البطالة بين خريجي الجامعات.. المؤشر الأكثر واقعية

ربما ترى أرقام البطالة في المغرب بشكلها الإجمالي مخيف ومقلق، لكن كما ذكرنا فإن التفاصيل هي التي توضح الواقع أكثر، وكما يقال الشيطان يكمن في التفاصيل، وبالنظر إلى تفاصيل أرقام البطالة في البلاد نجد أن الواقع يصل إلى حد الكارثية، فوفق أرقام هيئة الإحصاءات المغربية عن 2017، فإن نسبة البطالة بين الشبان الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا 26,5% مع معدل، بينما تصل النسبة إلى أكثر من 42% بين شبان المدن.

كما تشير التقديرات إلى أن عدد الطلبة في الجامعات سيرتفع بنسبة 50% خلال السنوات القليلة القادمة، ثلث هذه الزيادة سيكون معرضًا للبطالة، وهو ما يعني أننا أمام موجة منتظرة من ارتفاع معدل البطالة في البلاد، كما توضح الأرقام أنه على مدى الخمس سنوات الأخيرة فشل نحو 20 ألفًا من مجموع 60 ألف خريج جديد سنويًا من خريجي الجامعات المغربية في الحصول على وظيفة.

Embed from Getty Images

ويقول كشيكش: إن خريجي الجامعات في بلاده أكثر عرضة للبطالة من غيرهم؛ لأنهم في الغالب لا يقبلون بالوظائف التي لا تتطلب المهارات التي أكملوا من أجلها تعليمهم الجامعي، كما أن هذه الوظائف بطبيعتها تدر دخلًا متواضعًا لا يرقى لتطلعات هذه الفئة.

وبحسب كشيكش فإن القطاع الصناعي وقطاع الخدمات لا يخلقان وظائف متناسبة مع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، بينما القطاع الفلاحي الذي يمثل 14% من الناتج المحلي الإجمالي يستحوذ على حوالي 50% من مناصب الشغل الجديدة في البلاد، وذلك وفق إحصاءات 2017، وهو ما يجعل معدلات البطالة في المدن أعلى من الريف؛ كون أغلب الأنشطة الفلاحية تكون خارج المدن.

3 تحديات اقتصادية أمام المغرب بعد بداية ناجحة لـ«تعويم الدرهم»

فردوس الخاضر «28 عامًا»، الشابة المغربية من مدينة شفشاون، والتي لا يختلف حالها عن كثير من شباب المغرب الذين يقطنون خارج العاصمة، وبالرغم من أنها تعمل بدون عقد عمل ومعرضة لفقد وظيفتها في أي وقت، ترى أن حالها أفضل كثيرًا من صديقاتها اللاتي يبحثن عن عمل حاليًا منذ سنوات، ولم يجدن حتى الآن.

ووفق حديث الخاضر لـ«ساسة بوست» فإنها تتفق مع كشيكش، إذ تقول: إن الأزمة تبدأ من الدراسة الجامعية، وتوضح أن الاختيارات الموجودة في الجامعات لا تتناسب مع سوق العمل في المغرب، وهو ما تراه السبب الرئيس في تمدد البطالة في شريحة المتعلمين أكثر من غيرهم.

Embed from Getty Images

وتضيف الشابة المغربية التي تعمل كمدرسة بالمساجد لمحو الأمية، إنه من الصعب أن يتمكن شاب من إنشاء عمل خاص؛ وذلك بسبب صعوبة توفير رأس مال، لذلك يبحث الجميع عن العمل الحكومي، فإن البطالة على حد ذكرها، طالت أصحاب شهادات الماجستير والدكتوراه.

وتابعت: «الإصلاحات مستمرة دائما لكنها تظل حبر على ورق فقط، ومجرد كلام يخرج من أفواه المسؤولون، وفي النهاية يضطر خريجي الجامعة للعمل في البناء أو التجارة وهذه الأعمال يكون عائدها صغير يتراوح ما بين 1500 إلى 2000 درهم، بينما يضطر كثير من الخرجين العمل بغير شهادات البكالوريوس؛ وذلك لأن كثيرًا من الشركات تطلب المؤهلات الأقل».

الأرقام تؤيد وجهة نظر الخاضر وكشيكش، فالمغرب تحتل المركز الـ12 عربيًّا، والـ101 عالميًا في المؤشر العالمي لجودة التعليم العالي الصادر عن تقرير التنافسية العالمية لعام 2017-2018، وهو المؤشر الذي يقيس المؤشر جودة التعليم العالي والتدريب، في 137 دولة حول العالم، بينهم 14 دولة عربية، جاء ترتيب المغرب بالمركز الـ12 عربيًّا، وهو ترتيب متدنٍ جدًا، ويوضح حقيقة الوضع في البلاد.

لماذا لا يساعد معدل النمو الاقتصادي على تقليص البطالة؟

على الجانب الآخر حقق الاقتصاد المغربي تطور ملحوظ في معدلات النمو مؤخرًا، إذ نما بنسبة 3% خلال العام الماضي وتتوقع الحكومة نمو الاقتصاد 3.2% هذا العام، لكن هذا النمو لا نجد له أثر على معدلات البطالة، فما هو السبب؟

يمكن القول: إن الاقتصاد المغربي يعاني من خلل هيكلي كبير، إن النمو الاقتصادي للبلاد ما زال يرتهن بحجم التساقطات المطرية (الأمطار)، فحتى الآن لا يوجد فلاحة عصرية ولا بنية تحتية قوية، فهناك معاناة من إشكال بنيوي، وبالرغم من ذلك النمو يعتمد على القطاع الفلاحي وفقط، وهذا القطاع لا يلبي احتياجات خريجي الجامعات من الوظائف، وهم النسبة الأكبر من العاطلين كما ذكرنا، فهذا الخلل الهيكلي يفاقم البطالة بشكل واضح في المغرب.

Embed from Getty Images

معضلة أخرى أشار إليها تحقيق نشرته وكالة «رويترز» منذ أيام قليلة يتحدث عن أن الارتباك الحاصل في اللغة في المغرب، فالبعض لا يتم دراسته الجامعية لعدم العدة على تحدث الفرنسية، وبالرغم من أن اللغتين الرسميتين في المغرب هما العربية والأمازيغية، إلا أن معظم الناس يتحدثون العربية المغربية، وهي خليط من العربية والأمازيغية تتخللها كلمات من اللغتين الفرنسية والإسبانية.

أين يقع المغرب في أبرز المؤشرات العالمية لعام 2018؟

وفي الوقت ذاته يكون التدريس للأطفال في المدارس باللغة العربية الفصحى، بينما عندما يذهبون إلى الجامعة يتحول التدريس إلى الفرنسية، وبحسب التحقيق فإن اثنين من كل ثلاثة أشخاص لا يكملون تعليمهم في الجامعات العامة بالمغرب؛ لأنهم لا يتحدثون الفرنسية، هذا الأمر يعتبره صندوق النقد الدولي عائقًا كبيرًا أمام النمو الاقتصادي؛ إذ يشير الصندوق إلى أن نسبة البطالة بين الشبان تبلغ 25%، ويقارب متوسط الدخل السنوي 3440 دولار للفرد، وهو أقل من ثلث المتوسط العالمي.

الأزمة لا تتعلق بالدراسة فقط التحدي الأكبر هو القدرة على إجراء مقابلات الوظائف بالفرنسية، والعمل بنفس اللغة في حال كان الخريج يسعى للعمل في مجال تخصصه، وإذ لم يتمكن من التغلب على هذا التحدي، فسيكون لديه طريقان، إما البحث عن عمل في قطاعي الفلاحة أو الصيد، أو الانتظار في طابور العاطلين المزدحم، إذ دخل نحو 280 ألف خريج سوق العمل العام الماضي، في حين لم توفر الحكومة سوى 12 ألف وظيفة فقط، كما ذكرنا.

The post الأرقام لا تنقل الحقائق كاملة أحيانًا.. كيف تخدعك معدلات البطالة في المغرب؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : بوتفليقة في الميزان.. كشف حساب شامل لسنوات حكمه

أوّلاً سأخمد نار الفتنة، ثانيًا سأُنعش الاقتصاد الجزائري، ثالثًا سأعيد الكرامة للجزائريين، رابعًا سأعيد للجزائر مكانتها بين الأُمم

*عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999

بعد الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها الجزائر الجمعة الماضية 22 فبراير (شباط) 2019 ضد ترشّح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، خرج الوزير الأوّل أحمد أويحيى في البرلمان لعرض «بيان السياسة العامة» لحكومته، والتي سرعان ما تحوّل إلى خطبة يدافع فيها عن إنجازات الرئيس بوتفليقة خلال سنوات حكمه منذ 1999.

صحيح أنّ الشارع الجزائري يشهد غضبًا غير مسبوق من ترشّح بوتفليقة لعُهدة خامسة، خصوصًا بسبب مرضه الذي لا يستطيع المشي أو التحدّث للعلن معه، إذ إنّ آخر خطاب علني كان قد ألقاه يعود لسنة 2012، أي قبل سبع سنوات كاملة. لكن لا يمكن الحكم على سنوات بوتفليقة من خلال العهدة الرابعة فقط، أو إصدار تقييم لمساره على رأس السلطة من خلال الحُكم على مرحلة مرضه التي أقعدته الكرسيّ المتحرّك، إذ ليس من الرشاد إلقاء الأحكام على تجربة 20 سنة في سدّة الحكم بتسليط الضوء على السنوات الأخيرة لمرضه فقط.

1999.. رئيس فصيح يتقمّص دور «المُنقذ»

لا يمكن تجاهل السياق الملتهب الذي كانت تعيشه الجزائر عند وصول الرئيس بوتفليقة إلى السلطة سنة 1999، إذ شهدت البلاد خلال سنوات التسعينيات حربًا أهليّة شعواء بين الجيش والإسلاميين بعد الانقلاب الذي أوقف المسار الانتخابي سنة 1992 إثر فوز «الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ» بالانتخابات البرلمانيّة. وعقِب استقالة الرئيس زروال الذي اشتدّت خلال مرحلة حُكمه المجازر الدمويّة، اتّفقت الأجهزة الأمنية من جيش ومخابرات على اسم بوتفليقة، الذي كان يُتداول قبلها بسنوات، لكنه كان دائمًا يؤكّد على ضرورة تمتّعه بالصلاحيّات التامّة في عمله، وهو ما لم تقبله المؤسسات الأمنيّة، وكان يشتهر بعبارته بأنّني «لن أكون ثلاثة أرباع رئيس». بعد أن تأكّد المترشّحون الرئاسيّون سنة 1999 أن الانتخابات محسومة لصالح مرشّح الجيش، والذين كانت بينهم أسماء ثقيلة مثل آيت أحمد وحمروش وطالب الإبراهيمي وجاب الله، أعلنوا انسحابهم الجماعي من الانتخابات، ليتصدّر المشهد الوزير السابق، والرجل الذي ترك السلطة منذ أكثر من 20 سنة بعد وفاة هوّاري بومدين، ويعود هذه المرّة بعد كلّ هذه السنوات، رئيسًا.

لا يمكن إنكار حالة الأمل التي عاشتها الكثير من الأوساط الشعبيّة عند وصول بوتفليقة إلى السلطة، خصوصًا أن بوتفليقة كان يسوّق باعتباره شخصيّة سياسيّة بعد سنوات طويلة من حكم العسكريين في الجزائر، كما أنّ خطاباته في تلك الفترة كانت تهاجم العسكريّين والجنرالات الذي يُتّهمون بجرّ البلاد إلى حرب أهليّة، واستطاع صنع شعبيّة معتبرة بحديثه عن الصُلح والتسامح وإطفاء نار الفتنة، كما أنّ قدرات الرجل الخطابيّة وفصاحة لسانه في العربيّة والفرنسيّة، وأسلوبه في مخاطبة البسطاء والنُخب كان مثار إعجاب الكثيرين.

عمل نظام بوتفليقة على استغلال الريع النفطي من أجل مواصلة السياسة الاجتماعيّة التي انتهجتها الدولة الجزائرية منذ الاستقلال، لتوفير التعليم والعلاج المجانيْين وباقي الخدمات، كما كانت البطالة أيضًا أحد الملفّات التي سعى بوتفليقة إلى استغلال الموارد الماليّة الهائلة التي كسبتها البلاد بفضل الارتفاع الاستثنائي لأسعار البترول في عهده، إذ نجحت حكومته في خفض معدّل البطالة من رقم جنوني كان يبلغ 29% في سنة 2000 إلى 11.7% سنة 2018، لكن هذا المعدّل يبقى مرتفعًا كثيرًا عن المعدّل العالميّ البالغ 6%، بالإضافة إلى أنّه لا يحتسب ما يُعرف بـ«البطالة المقنّعة»، وهي البرامج الحكوميّة التي تسعى إلى دمج الشباب في وظائف مؤقّتة وذات أجور زهيدة من أجل التحكّم في هذا الرقم، وبالتالي تعجز الحكومة إلى حدّ كبير عن توفير وظائف دائمة ومستقرّة ذات دخل محترم لعشرات الآلاف من الخرّيجين الجامعيين.

Embed from Getty Images

البنية التحتيّة كانت أيضًا من بين التحدّيات الكبرى التي خاضها بوتفليقة منذ وصوله إلى السلطة، فاستثمر مبالغ طائلة في بناء السدود والطرق والمدارس، وإيصال الكهرباء والغاز إلى المدن والقرى، إذ وصلت نسبة الربط بغاز المدينة في سنة 2019 إلى 60%. كما كان بوتفليقة مولعًا بالمشاريع العملاقة والضخمة التي كثيرًا ما تصل تكاليفها إلى أرقام خياليّة، لعلّ أبرزها ما سُمّي بـ«مشروع القرن»، وهو الطريق السيّار الذي يربط أقصى شرق البلاد بغربها على امتداد أكثر من 1200 كم، ووصلت تكلفته إلى 13 مليار دولار. هذه الكلفة الضخمة التي جعلته من بين أغلى مشاريع الطرق في العالم لم تخلُ من شبهات الفساد، وهو الأمر الذي أكّدته المحاكم الجزائريّة من خلال إيداعها السجن لعدّة شخصيّات جزائريّة مسؤولة في المشروع بسبب الفساد الماليّ، والذي تورّطت فيه شركات صينية وبرتغالية وسويسريّة، في قضيّة هزّت الرأي العام الجزائري حينها. كما كان أحد أكبر المشاريع وأكثرها تكلفة ذلك الذي انتهجته الحكومة بقيادة بوتفليقة وهو مشروع إيصال مياه الشرب من منطقة عين صالح إلى تمنراست في الصحراء الجزائريّة، بمسافة تبلغ أكثر من 750 كم وارتفاع يبلغ 1200 متر، ممّا شكّل تحدّيًا كبيرًا على المستوى التقني، وقد بلغت تكلفة المشروع أكثر من مليار دولار.

لكن المداخيل الماليّة الكُبرى التي عرفتها البلاد بفضل ارتفاع أسعار النفط منذ قدوم بوتفليقة ووصول البرميل إلى أكثر من 100 دولار، رافقتها العديد من الفضائح الماليّة التي تورّط فيها أشخاص قريبون من محيط الرئيس، بدأً بقضية «بنك الخليفة» التي أدين فيها رجل الأعمال عبد المؤمن خليفة، والذي كان يُعرف بعلاقاته المتشعّبة مع عدّة وزراء ومسؤولين في الحكومة الجزائرية، إذ ذكرت الصحافة أنّ خسائر عدّة جهات عموميّة أودعت أموالها في هذا البنك قد بلغت عدّة مليارات من الدولارات، كما اهتزّت الشركة النفطية الجزائرية «سوناطراك» على وقع فضيحة ماليّة كشفها القضاء الإيطالي، وأكّد في حيثيّاتها تورّط وزير النفط السابق المقرّب من بوتفليقة شكيب خليل، بالإضافة إلى ملفّات الفساد التي رافقت «مشروع القرن» أو الطريق السيّار شرق-غرب.

المارد الذي يخشاه الرؤساء.. هكذا يتحكّم الجيش الجزائري في خيوط اللعبة السياسية

طموحات كبيرة.. ونتائج مخيّبة للأمل

رغم نبرة التحدّي التي كثيرًا ما تتّسم بها خطابات بوتفليقة القديمة، إلاّ أنّه لم يكن يخجل من الاعتراف بالخطأ والتقصير في السياسات التي انتهجتها، إذ عبّر مثلاً في أحد خطبه سنة 2008 أنّ النتائج التي حقّقتها حكومته ليست تلك التي كان يطمح إليها، إذ قال: «سلكنا طريقًا كنّا نظنّ أنّه سيقودنا إلى الجنّة»، كما عبّر عن ذلك أيضًا في آخر خطبه العلنيّة قبل أن يبدأ صمته الطويل والصوم عن الكلام بعد مرضه، وذلك سنة 2012 حين قال بوضوح: «جيلي طاب جنانو» بمعنى أنّ جيل بوتفليقة قد وصل إلى نهايته، لكن ذلك لم يعنِ يومًا استعداد بوتفليقة للتخلّي عن السلطة أو إجراء مراجعات حقيقيّة للمسارات التي اتّخذها منذ 1999، إذ بقيت مثل هذه التصريحات للاستهلاك الإعلامي.

على صعيد الحريّات الرئيسيّة، فقد استمرّ النظام الجزائري خلال عهد بوتفليقة في تضييقه المعهود على الإعلام والصحافة، ومنع الاحتجاجات والمظاهرات الشعبيّة في العاصمة الجزائريّة منذ سنة 2001 بعد احتجاجات منطقة القبائل والتي سقط خلالها أكثر من 100 قتيل، كما لم يسمح بفتح القنوات التلفزيونيّة الخاصّة إلاّ بعد 2011 وما رافقها من ثورات الربيع العربي، إذ لجأ إلى السماح بإنشائها في نطاق ضيّق، وترك النظام القانوني الذي يسيّرها ثغرات تسمح له بالالتفاف على هذا الانفتاح، وجرى إغلاق عدّة قنوات لا تسير على هواه.

بوتفليقة الذي لم يُدلِ منذ قدومه إلى السلطة سنة 1999 بأي حوار صحافي أو لقاء تلفزيونيّ لوسائل الإعلام الجزائريّة، وكان يكتفي دائمًا بالحديث للصحافة الأجنبية أثبت أن الانفتاح الإعلامي النسبي الذي حصل في عهده، لم يكن نتيجة توجّه مبدئي، بقدر ما كان حتميّة لواقع سريع التغيّر والتطوّر في ظلّ وضع ملتهب شهدته المنطقة العربية في سنة 2011. ورغم الانفتاح الذي قد يبدو للعلن، إلاّ أن كل المؤشّرات العالميّة تتحدّث عن تضييقات ضخمة تواجهها الصحافة وحريّة التعبير في الجزائر، ممّا جعل البلد يصنّف في المرتبة 136 من أصل 180 دولة في مؤشّر الحريّات الذي أصدرته منظّمة «مراسلون بلا حدود» لسنة 2018.

ورغم أنّ عهد بوتفليقة لم يشهد الكثير من الاعتقالات في صفوف الصحافيّين، ما عدا بعض الحالات المحدودة، يظلّ سقف الحرية الإعلامية في وسائل الإعلام الجزائريّة منخفضًا ومتحكّمًا فيه، ولعل أبرز دليل على ذلك تجاهُل جميع القنوات التلفزيونيّة الاحتجاجات التي خرجت في 22 فبراير ضد ترشّح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، وهو ما يدلّل على حجم النفوذ الذي تمارسه السلطة على الخطّ التحريري لهذه القنوات.

Embed from Getty Images

احتجاجات ضد ترشّح بوتفليقة لعهدة خامسة

على المستوى السياسي فقد استولى بوتفليقة على صلاحيّات لا محدودة ألحقها برئاسة الجمهوريّة، واستخدمها كسلاح في صراعه الطويل مع أجنحة الحُكم المنافسة، ولكن هذا السلاح سيطارده فيما بعد حين تدهورت صحّته الجسديّة، ممّا انعكس على طريقة سير البلاد التي شُلّت بشكل شبه كليّ بسبب مرض الرئيس الذي رسّخ مركزيّة السلطة بين يديه في كلّ صغيرة وكبيرة. كما شهدت الانتخابات في عهد بوتفليقة شبهات تزوير عديدة، وجرى التراجع عن أكبر مكسب ديمقراطي في دستور 1995، وذلك في سنة 2008 حين جرى تعديل الدستور وفتح العهدات الرئاسيّة التي كانت محدّدة بعهدتين من خمس سنوات، ونصّب بذلك بوتفليقة نفسه رئيسًا بعدات مفتوحة، ووقّع بذلك نهاية الحياة الديمقراطية بشكل رسمي منذ ذلك الحين.

يقول الإعلامي ياسين علي معلّقًا: «بشكل عام، أعتقد أن أهم ملمح هو نجاح بوتفليقة بشكل كبير في تمييع الحياة السياسيّة، وجعل المواطن يفقد الثقة في مؤسسات الدولة الرسمية وكذا في من يفترض أنه يمثله من أحزاب يقال أنها معارضة وأيضا النقابات».

«حراك 22 فيفري» في الجزائر.. هل يتوقف قطار العُهدة الخامسة؟

2011.. وعود الإصلاح التي سقطت في البحر

في محاولة من نظام بوتفليقة تفادي تبِعات الثورات العربيّة التي اشتعلت في حدود الجزائر في كلّ من الجارتين تونس وليبيا وغيرهما، وجد النظام نفسه مجبرًا على السير في اتجاه إصلاحيّ، إذ خرج الرئيس بوتفليقة في خطاب متلفز، وعد فيه الجزائريين بإجراء إصلاحات سياسيّة وتعديل الدستور، وهو ما نتج عنه فتح المجال الإعلامي للقنوات الخاصّة، واعتماد أحزاب جديدة، بالإضافة لإجراءات اجتماعيّة كان هدفها امتصاص غضب الشارع الذي دخل في موجة احتجاجات قويّة حينها.

لكن هذه الاجراءات الاصلاحيّة لم تكن سوى إجراءات هدفها استيعاب الغضب الشعبي وتجنّب مصير الأنظمة العربيّة المجاورة التي عصفت بأنظمتها الاحتجاجات، إذ سرعان ما استطاع نظام بوتفليقة أن يتحكّم في الحياة السياسيّة، وواصل تلاعبه بالانتخابات، كما تراجع عن تقديم الاعتماد للأحزاب الجديدة وعاد للتضييق عليها.

وفي ظل هذه الاوضاع الاقتصادية والسياسيّة، يتجه الكثير من الطلبة الجامعيين وأصحاب الكفاءات للهجرة نحو أوروبا باعتبارها حلاًّ لتحسين شروطهم المعيشيّة، إذ اصبحت الهجرة إلى فرنسا في السنوات الأخيرة ظاهرة حقيقية تعاني منها مختلف القطاعات التي تفقد كفاءاتها شيئًا فشيئًا، فيعمل حاليًّا أكثر من 15 ألف طبيب جزائريّ مختص في فرنسا، كما أفادت بعض الاحصاءات بهجرة أكثر من 200 ألف من ذوي الشهادات العليا خارج الجزائر في السنوات الأخيرة.

لكن الظاهرة الأخطر التي عادت بقوّة في الآونة الأخيرة هي ظاهرة «الحرقة» أو الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا التي صار العديد من الشباب يرون فيها حلاً لمشاكل الفقر والبطالة التي يتخبّطون فيها، إذ كشفت مصادر أن السلطات الجزائريّة أحبطت محاولة هجرة أكثر من 3 آلاف شخص عن طريق قوارب الموت خلال سنة 2017 فقط، وكثيرًا ما يُلاحظ في الفيديوهات التي يصوّرها «الحرّاقة» في أعماق البحر رفع شعارات مندّدة بالوضع الاجتماعي والسياسي للجزائر.

ولعل المشهد الصادم لطابور طويل من مئات الطلبة الجزائريين أمام المركز الثقافي الفرنسي في الجزائر من أجل اجتياز امتحانات تخوّلهم للهجرة إلى فرنسا، هو أحد أكثر الموافق الملخّصة لرغبة عشرات الآلاف من الشباب الجزائريين في الهجرة إلى الخارج بأيّة وسيلة أو ثمن في ظلّ انعدام الأفق السياسي والاقتصادي في البلاد.

على المستوى الأمنيّ شهد سنوات حُكم بوتفليقة تراجعًا كبيرًا في الهجمات المسلّحة والتفجيرات التي كانت تعيشها البلاد خلال سنوات التسعينيات الدامية، وبالتالي فقد ربط الكثيرون بين وصول بوتفليقة للسلطة وبين عودة السلم والأمن الذي غاب طويلاً عن الجزائر، واعتبروه مسؤولاً عن وقف حمّام الدم الذي غرقت في البلاد حينها، كما عزّز ذلك الشعور اتجاه بوتفليقة لإقرار «ميثاق السلم والمصالح الوطنيّة» الذي هدف إلى إنهاء الأزمة نهائيًّا من خلال إجراءات قانونيّة تجاه من حملوا السلاح ضد النظام في التسعينات، وأقرّ تعويضات ماليّة واجتماعيّة لضحايا تلك المرحلة، وهو الاتجاه الذي شهد انقسامًا في الآراء حوله، بين من يرى أنّه قد جنّب البلاد الاستمرار في أزمة العشريّة السوداء، وبين من يرون بأنّ الميثاق كان به الكثير الثّغرات، كقضيّة المخطوفين قسريًّا التي تعود إلى السطح في كلّ مرّة من خلال احتجاجات أُسرهم، ومنع رجال حزب «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» من ممارسة حقوقهم الأساسيّة، والتي مازال يعاني قادتها من هذه التضييقات إلى اليوم.

Embed from Getty Images

بعد 20 سنة من وجود بوتفليقة على رأس السلطة في الجزائر، ونجاحه في تحييده خصمه القديم المتمثّل في رئيس المخابرات الجزائرية المعروف بالجنرال «توفيق»، لا تبدو الأوضاع دخل الأجهزة الأمنيّة مستقرّة، إذ شهد الصيف الماضي إقالة وسجن العديد من كبار جنرالات الجيش وإحالتهم للمحكمة، كما جرت إقالة كل من رئيس الشرطة والدرك، وهو ما يؤشّر على توتّرات وصراع نفوذ داخل هذه الأجهزة، في ظلّ رئيس لا تسمح له حالته الصحيّة من لعب دوره السياسيّ وممارسة مهامه الدستورية.

كان أوّل وعد قطعه بوتفليقة أثناء حملته الانتخابية سنة 1999 بأنّه سينعش الاقتصاد الجزائريّ، لكن بعد 20 سنة من هذا الوعد فإن الاقتصاد يشهد أزمة خانقة بفعل انهيار أسعار النفط، إذ لجأت الحكومة إلى إجراءات تقشّفية من بينها زيادة الضرائب على المواطنين وتقليص النفقات، ورغم الموارد الماليّة الضخمة التي توفّرت خلال 20 سنة ماضية المتمثّلة في 1000 مليار دولار جرى صرفها في تلك المرحلة، عجزت البلاد عن الخروج من التبعيّة الكاملة للمحروقات التي مازالت المصدر الوحيد الذي تحصل منه البلاد على العُملة الصعبة، كما أنّ احتياطي العملة الصعبة انخفض إلى 88 مليار دولار في السنوات الأخيرة، مما يعني احتماليّة عودة الجزائر للاستدانة في حالة نفاده، الاستدانة التي كان الرئيس يفاخر بأنه أخرى البلاد منها تبدو كشبح عاد ليطارد الرئيس في أيّامه الأخيرة.

الشيخ علي بلحاج.. المعارض الذي لا زال يخيف النظام بعد 20 سنة من العشرية السوداء

The post بوتفليقة في الميزان.. كشف حساب شامل لسنوات حكمه appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : شراء هاتف ذكي جديد كل عامين يقتل الكوكب حرفيًا!

لنبدأ بهذا السؤال البسيط: متى تُغير هاتفك الذكي؟ كل عام أم عامين أم عندما يتلف أو لا يعمل بكفاءة؟ الإجابة عن هذا السؤال أخطر مما نتوقع، وهي لا تتعلق بتحكمنا في أنفسنا، وعدم سيطرة دعاية الشركات الكبرى على أدمغتنا، الأمر يتعلق حرفيًا بعملية قتل بطيئة وقاسية للكوكب الذي نحيا عليه، الأرض.

هذه ليست مبالغة أو محاولة للتأثير عليك لهدف ما، فقد قال باحثون كنديون إن الممارسة الشائعة المتعلقة بشراء هاتف ذكي جديد كل عامين، «تؤثر سلبًا في كوكب الأرض، وتهدد بتقويض الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري».

دراسة علمية غير متوقعة

في ورقة بحثية نشرت في وقت سابق من العام الماضي، خلص الأستاذ المشارك في جامعة «ماكماستر» لطفي بلخير، إلى جانب الخريج الجديد من كلية الهندسة أحمد المليجي، إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمي -بما في ذلك الأجهزة الاستهلاكية- هي بالفعل في وسط عملية انفجار سريع لـ«بصمة الكربون».

و«بصمة الكربون» تعرف تاريخيًا بأنها إجمالي الانبعاثات الناتجة عن فرد أو حدث أو منظمة أو منتج، معبرًا عنه كمكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون.

وفي معظم الحالات، لا يمكن حساب إجمالي البصمة الكربونية بالضبط، بسبب عدم كفاية المعرفة والبيانات حول التفاعلات المعقدة بين العمليات المساهمة، بما في ذلك تأثير العمليات الطبيعية التي تخزن أو تطلق ثاني أكسيد الكربون. ولهذا السبب، اقترح علماء تعريف البصمة الكربونية على أنها مقياس للكمية الكلية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) لمجموعة من السكان أو نظام معين أو نشاط محدد، مع الأخذ في الاعتبار جميع المصادر ذات الصلة ضمن الحدود المكانية والزمنية للسكان أو النظام أو النشاط موضع الاهتمام.

وفي حين أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمي بأكمله استأثر بنسبة 1 إلى 1.6% فقط من انبعاثات الكربون العالمية عام 2007، إلا أنه بحلول عام 2040، سيشكل 14% من إجمالي الانبعاثات، حسب ما توقع الباحثون. وهذا يعادل نصف انبعاثات قطاع النقل على سبيل المثال.

وكتب الباحثون في بحثهم الذي نشرته «دورية الإنتاج النظيف»(Journal of Cleaner Production): «إنه مستوى غير مقبول بشكل واضح لأنه سيقوض بالتأكيد أي تخفيضات تتحقق من مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة الأخرى».

منتجات «آبل» الجديدة.. أبرز مميزاتها وساعات العمل التي تحتاج لشرائها

كيف تسبب الهواتف الذكية هذا الضرر؟

ويتوقع الباحثون أن تكون مراكز البيانات وشبكات الاتصالات أكبر المساهمين في البصمة الكربونية للتكنولوجيا، لكن الهواتف الذكية ستكون الأكثر إحداثًا للضرر فيما يتعلق بجميع أجهزة الاتصالات الأخرى.

وسيصل عدد الهواتف الذكية في العالم إلى 8.7 مليار جهاز بحلول عام 2040، أي ما يعادل 95% من إجمالي سكان العالم في ذلك الوقت. وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث الأخرى تُظهر أن ربع مستخدمي الهواتف الذكية لديهم أكثر من هاتف واحد، وأن هذه النسبة ترتفع.

Embed from Getty Images

سيصل عدد الهواتف الذكية عام 2040 إلى 8.7 مليار

على مدار عمر الهاتف، فإن 85% من انبعاثات الكربون التي يسببها، ستحدث قبل أن يشتري المستهلك المنتج أصلًا، كما وجد الباحثون. وهذا هو السبب في أن عادة شراء هاتف ذكي جديد كل عامين، وهي عادة أنشئت من قبل مزودي خدمات الاتصالات وعقودهم لمدة عامين التي تأتي مع الهواتف المدعومة، تدمر البيئة.

شركات الاتصالات وانبعاثات «الغازات الدفيئة»

وكتب الباحث الرئيسي للدراسة لطفي بلخير، قائلًا إنه: «من الواضح أن هذا النموذج التجاري، في حين أنه مربح جدًا لمصنعي الهواتف الذكية وشركات الاتصالات، إلا إنه غير قابل للاستمرار لأنه يضر كثيرًا ويؤثر سلبًا في الجهود العالمية لتخفيض انبعاثات «الغازات الدفيئة».

ويقصد بـالغازات الدفيئة أو غازات الاحتباس الحراري؛ تلك الغازات التي تمتص وتطلق طاقة مشعة ضمن نطاق الأشعة تحت الحمراء الحرارية، وتسبب «غازات الاحتباس الحراري» ظاهرة الاحتباس الحراري. والغازات الدفيئة الرئيسية في الغلاف الجوي للأرض هي بخار الماء وثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والأوزون. وبدون الغازات الدفيئة، سيكون متوسط درجة حرارة سطح الأرض حوالي −18 درجة مئوية، بدلًا من المتوسط الحالي البالغ 15 درجة مئوية.

شركات الاتصالات تدفعنا لشراء هواتف جديدة بانتظام

وفي حوار عبر الهاتف مع موقع «هافنغتون بوست كندا»، قال بلخير إنه يشتبه في أن مصنعي الهواتف قد يعمدون إلى إبطاء طرازاتها القديمة لإقناع المستهلكين بشراء منتجات جديدة. وأضاف «لديك الكثير من الناس يقولون إنهم قاموا بترقية هاتفهم لأنه أصبح بطيئًا للغاية».

Embed from Getty Images

شراء الهواتف كل عامين يضر الكوكب

وأوضح أننا لا نسمع الأشخاص الذين يستخدمون الأجهزة اللوحية يقولون نفس الشيء عن بطء أجهزتهم «مع أنها لا تزال تستخدم أحدث البرامج»، ومع أن الأجهزة اللوحية هي تكنولوجيا مشابهة جدًا للهواتف الذكية، إلا أن الباحثين في جامعة «ماكماستر»، وجدوا أن الأجهزة اللوحية لها عمر افتراضي يبلغ سبع سنوات، مقارنةً بـ 1.8 عامًا فقط للهواتف الذكية.

وقال بلخير «هذا يثبت حقا أن التكنولوجيا جيدة، إنه نموذج العمل الربحي الذي يقود عملية التغيير والتحديث المستمر للهواتف».

«أبل» تعترف بإبطاء الهواتف

من جانبها اعترفت شركة «أبل» في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2017، أن برنامج التشغيل «iOS» الخاص بها يعمل على إبطاء أداء أجهزة الأيفون القديمة. وبررت الشركة ذلك الأمر بأن نظام «iOS» يفعل ذلك؛ لمواجهة المشاكل الموجودة في بطاريات أيونات الليثيوم القديمة. فعندما يكبر عمر البطارية، لا تحتفظ بالشحن، ويمكن أن يتوقف الهاتف عن العمل بشكل غير متوقع إذا وضع تحت ضغوط شديدة. وبالتالي يمنع نظام التشغيل حدوث ذلك عن طريق إبطاء الأداء.

من قال إن العبودية انتهت؟ عمال «أبل» ينتحرون ليصلك الـ«آيفون» الأنيق!

وتسبب اعتراف «أبل» بموجة غضب على شبكة الإنترنت وأثار الكثير من الأسئلة. إذ لطالما اعتقد الناس أن الشركة تعيق الأجهزة القديمة لتوجيه العملاء لشراء أجهزة جديدة وهو ما نفته شركة «آبل». لكن الشركة طالتها انتقادات لاذعة بشدة بسبب افتقارها للشفافية حول سياسات البطارية.

هذه الضجة حدثت بسبب تقرير أصدرته شركة «برايمات لابس» في 18 ديسمبر 2017 حول فحص شكوى شائعة بين المستخدمين، مفادها: «يبدو أن أجهزة أيفون تعمل ببطء أكثر عندما ينزل طراز جديد للأسواق».

إذا كانت المشكلة من الشركات.. فهل هناك طرق للمساهمة؟

نعود إلى بلخير، وحواره مع موقع «هافنغتون بوست كندا»، فقد ذكر أنه في الوضع المثالي، ينبغي تمديد عمر الهواتف الذكية إلى أربع سنوات أو أكثر. بالطبع هذه الفكرة قد تواجه مقاومة قوية من مصنعي الهواتف الذين يعتمدون على تسريع تقادم الهواتف السابقة لجذب المستهلكين نحو شراء الهواتف الجديدة. هنا ربما عليك أن تستخدم هاتفك لأطول فترة ممكنة قدر الإمكان، وألا تسقط في مصيدة العامين التي تخدعنا بها شركات الاتصالات.

النصيحة الثانية التي يقدمها بلخير كانت أنه من المهم أن يتأكد الناس من إعادة تدوير هواتفهم، وألا يرموها فقط. تلك الهواتف تحتوي على كميات كبيرة من المعادن الثمينة (بما في ذلك 0.03 جرام من الذهب، وهي كمية أكبر 10 أضعاف من تلك الموجودة في حاسوبك الشخصي أو اللابتوب). إعادة تدوير هذه المواد يعني ضررًا أقل للبيئة، نتيجة التقليل من عمليات تعدين المعادن النادرة الضارة جدًا للبيئة. وقال بلخير إن الصناعة يجب أن تهدف إلى «التصنيع الدوري»، لننجح في استعادة جميع العناصر في الهاتف الذكي وإعادة استخدامها في الهواتف الجديدة. هذا من شأنه أن يوفر الكثير من المال للمصنعين ويكون له تأثير بيئي إيجابي كبير.

The post شراء هاتف ذكي جديد كل عامين يقتل الكوكب حرفيًا! appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

الأربعاء، 27 فبراير 2019

ثقفني اون لاين : هل ينعقد السلام أم تبدأ الحرب.. كيف تبدو القمة الثانية بين ترامب وكيم؟

تستضيف العاصمة الفيتنامية هانوي اليوم وغدًا، القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون؛ والتي تعد القمة الأبرز على مستوى العالم.

ومن المتوقَّع أن يناقش الزعيمان نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ورفع العقوبات المفروضة على بيونج يانج، وذلك بعد القمة الأولى التي عقدها الزعيمين ترامب وكيم، في 12 يونيو (حزيران) 2018؛ إذ كانت هذه القمة التاريخية الأولى بين الطرفين خلال القرن الحادي والعشرين، والتي عُقدت في سنغافورة، وتلاها إعلان بيان مشترك وقّعه الطرفان.

التهديد بمصير القذافي.. لماذا قد لا نشهد القمة بين أمريكا وكوريا الشمالية؟

وقد بيَّن الجانبين نقاط عديدة شائكة لم يتم التوصل بشأنها إلى إتفاق في القمة الأولى، أو ربما لأن اتفاق سنغافورة كان مجرد بداية، ويفتقر إلى التفاصيل.

تباينت ردود الفعل، والتوقعات التي ستؤول إليها القمة بين الأطراف المختلفة، ولذلك نسعى خلال هذا التقرير تقديم التغطية المختلفة حول القمة، وتوقعاتها، والأحداث التي تُجاريها.

صحف أمريكية: القمة الثانية انعكاسًا لسوء إدارة ترامب

قد يظن الكثيرين أن عقد قمة ثانية بين الزعيمين؛ الأمريكي دونالد ترامب، والكوري الشمالي كيم يونج أون، يُعد خطوة جيدة في تاريخ حكم ترامب للولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أنه على الأقل لم يذهب إلى خيار الحرب، حتى الآن، إلا أن هذا ليس ما تظنه الصحف الأمريكية الكبرى.

إذ إن محللي شبكة «سي إن إن» الأمريكية يرون أنه على الرغم من الإعلان عن عقد القمة الثانية، إلا أنه لا توجد أي مؤشرات على تضييق الخلافات بين الطرفين؛ الأمريكي، والكوري الشمالي، وذلك بشأن طلبات الولايات المتحدة بأن تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية، أو حتى في الناحية الاخرى، حيث طلب بيونج يانج رفع بعض العقوبات المفروضة عليها.

Embed from Getty Images

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في افتتاحيتها السبت الماضي، عن القمة المرتقبة؛ إذ كتبت أن الإعلان عن قمة جديدة يعكس «انتصارًا تكتيكيًا جديدًا» لنظام كيم يونج أون على الإدارة الأمريكية التي وصفتها الصحيفة بأنها «مُقسمة وغير كفء».

وأضافت الصحيفة أن الخطر يكمن في أن يستغل الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونج أون، القمة الثانية ليستميل الرئيس الأمريكي التي وصفته الصحيفة بأنه «رئيسًا ساذجًا يقدم تنازلات مهمة»، مشيرةً إلى أنها تأمل من مستشاري الرئيس الأمريكي، من أمثال وزير الخارجية بومبيو أن يثنوا ترامب عن القيام بفعل متهور، بحسب وصفهم، ولكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن قرار ترامب بسحب قوات بلاده من سوريا؛ يُظهر أنه غير مستعد للاستماع إلى أحد من حوله.

ترامب «بين نارين» قبل القمة الثانية

أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تفاؤله حيال القمة التي ستجمعه اليوم مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وذلك في لقاء جمعه يوم الأحد الماضي مع حكام الولايات في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أنه سعيد ما دامت كوريا الشمالية مستمرة في وقف اختبار الأسلحة، ومضيفًا أنه متفق في الرأي مع الزعيم الكوري الشمالي، قائلًا إنهما «أقاما علاقة جيدة جدًا».

وفي الوقت نفسه، بل في الجلسة نفسها، أعلن ترامب أنه غير متعجل بشأن الضغط على كوريا الشمالية من أجل التخلي عن ترسانتها النووية، مضيفًا أن الأمر الوحيد الذي يريده هو وقف التجارب النووية.

Embed from Getty Images

بينما حاول وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، التقليل من التوقعات حول ما يمكن أن تحققه قمة هانوي؛ إذ صرَّح لشبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية أن الولايات المتحدة قد لا تحصل على كل ما تريده هذا الأسبوع، ولكنها تأمل لتحقيق تقدم كبير في هذا المجال.

التصريحات التي صرَّح بها ترامب ووزير خارجيته تشير إلى أن القمة المرتقبة ربما لن تنتج أكثر مما أنتجت القمة التي سبقتها في يونيو الماضي، التي خرجت بمجرد عناوين مبشرة تتعلق بالاتفاق على بدء حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين، لكن لا جديد مذ ذلك الحين.

هذا وقد نشر الرئيس الأمريكي في السياق نفسه، تغريدة على حسابه الشخصي على موقع التغريدات الأشهر، «تويتر»، ذكر فيها إن كيم يدرك أكثر من أي شخص آخر أن كوريا الشمالية بمقدورها أن تكون واحدة من القوى الاقتصادية العظمى في العالم إذا تخلت عن الأسلحة النووية، وذلك في إشارة من الرئيس الأمريكي لتشجيع نظيره الكوري الشمالي لإنجاح القمة.

كوريا الشمالية.. المستفيد الأكبر منذ قمة سنغافورة

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس الأول، الاثنين، تقريرًا انتقدت فيه ما أطلقت عليه «اندفاع ترامب» في ملف المحادثات مع كوريا الشمالية؛ إذ ذكر التقرير أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية استبعدوا أن توافق بيونج يانج على التخلي عن أسلحتها النووية خلال القمة المرتقبة بين ترامب وكيم، كما أن مستشاري الرئيس الأمريكي أعربوا عن تخوفهم من ألا تحرز المحادثات تقدمًا ملحوظًا بما يجعل كوريا الشمالية تقدم أي تنازلات، وبالرغم من ذلك فإن الرئيس الأمريكي قد يقدم تنازلات كبيرة لمجرد أن تتصدر إنجازاته «عناوين الأخبار».

Embed from Getty Images

ورجَّحت الصحيفة الأمريكية حماسة ترامب إلى لقاء كيم وجهًا لوجه مرة أخرى؛ إلى ما فعله زعيم كوريا الشمالية باستغلال الجانب العاطفي والمغرور لدى ترامب، مشيرةً إلى أن تصريحات ترامب في سبتمبر (أيلول) الماضي، عن علاقته بكيم قائلًا: «إنه يحبني، وأنا أحبه، فقد اتفقنا حول العديد من الأمور، وكتب لي رسالتين جميلتين».

ويبدو أن كوريا الشمالية هي الطرف المستفيد الأكبر منذ عقد القمة الأولى بين واشنطن وبيونج يانج في سنغافورة؛ إذ أصدر «مركز الأمن والتعاون الدولي» بجامعة ستانفورد الأمريكية، تقريرًا أشار فيه إلى أن كوريا الشمالية أنتجت من الوقود النووي في العام الأخير ما يكفي لإضافة سبع قنابل نووية إلى ترسانتها.

ويبدو أن هناك الكثير من النقاط الشائكة التي لم يتم الإتفاق بشأنها بعد؛ فمن أبرز هذه النقاط، أن بيونج يانج ترفض منذ فترةٍ طويلةٍ التخلي عن ترسانتها النووية ما لم تسحب واشنطن أو تقلل من حجم قواتها في كوريا الجنوبية، وهي النقطة التي تثير مخاوف المسؤولين في كلٍّ من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، غير أن ترامب حسم الأمر الجمعة الماضية بقوله: «إن خفض حجم القوات الأمريكية في الشطر الجنوبي غير مطروح للنقاش». بينما يبدو أن مفهوم كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي يشمل أيضًا أن تزيل الولايات المتحدة في المقابل المظلة النووية الأمريكية، التي تحمي كوريا الجنوبية والقوات القادرة على استخدام السلاح النووي.

هل ينعقد السلام بين واشنطن وبيونج يانج هذه المرة حقًا؟

تنبَّأ محلل السياسة الخارجية الأمريكية في وكالة «رويترز»، دانيال ديبتريس، أن ترامب سيوقع صفقة مع زعيم كوريا الشمالية، كيم يونج أون، خلال عام 2019، ولكنها ستفشل في العام نفسه؛ إذ إن القمة المرتقبة بين الزعيمين الكوري الشمالي والأمريكي مع الزعيم الكوري الشمالي المتوقعة اليوم وغدًا، قد تؤدي في الأخير إلى توقيع اتفاق رسمي ينص على نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية.

السيناريو الذي توقَّعه المحلل هو أن توافق بيونج يانج على الاتفاق؛ وتقوم بإغلاق منشآتها النووية، ومنشآت تخصيب البلوتونيوم، بالإضافة إلى تدمير مخزون الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وهو ما سيؤدي إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، وتوقيع إعلان نهاية الحرب بين الطرفين، والتأكيد على التزامهما بالعلاقات السلمية؛ وهو ما سينتج تخفيف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

Embed from Getty Images

وقد رجَّح المحلل أن السيناريو الأسوأ في هذه الحالة هو لحظة البداية؛ إذ من المتوقَّع أن يختلف كلًا من ترامب وكيم يونج أون على من يبدأ أولًا بتنفيذ هذه البنود؛ فسيريد كيم أن تتم رفع بعض العقوبات أولًا، بينما سيريد ترامب غلق المنشآت النووية أولًا، وهو ما سيؤدي إلى قتالهما من جديد.

فمن المُتوقَّع بحسب ديبتريس أن يتهم المسؤولون الكوريون الشماليون، الولايات المتحدة بعدم الجدية، وفي المقابل سيرد ترامب ساخرًا من الزعيم الكوري الشمالي، واصفًا إياه باللقب الذي اعتاد وصفه به «رجل الصواريخ الصغير»، وهو ما سيؤدي إلى انهيار أي علاقات دبلوماسية، أو حتى محادثات بين الطرفين، وهو ما سيُنهي أي جهود بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، لنعود إلى نقطة الصفر من جديد مثلما كان الحال في عام 2017، بحسب المحلل.

المزيد من غموض القمة.. مكونات طبقك على قدر غموضك!

القمة الأمريكية الكورية الشمالية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الكوري الشمالي كيم يونج أون، لم تخلُ من القصص الغريبة أيضًا التي تلحق بهما؛ إذ أعد طباخ إيرلندي في العاصمة الفيتنامية هانوي وجبتي «برجر» باسم الزعيمين؛ دونالد ترامب وكيم جونج أون، وذلك احتفاءً بلقائهما الثاني المرتقب.

الجدير بالذكر أن كل وجبة أو طبق صُمم بمكونات على قدر صاحبه؛ إذ إن هناك نوعين من شطائر ووجبات البرجر؛ بحيث تحمل كل وجبة اسم أحد الزعيمين. وعن هذا الأمر، أكد مالك المطعم والطاهي الرئيسي فيه، كولن كيلي، إن طبقي «البرجر» صُمما لينالا إعجاب الزعيمين.

Embed from Getty Images

فالوجبة الأولى، وهي تلك التي تخص ترامب وتشبهه من حيث البذخ، تتكون من كمية مضاعفة من لحم البقر والـ«بيكون»، بالإضافة إلى وجود خيوط من لحم الدجاج أعلاه.

أمَّا الوجبة الثانية المصنوعة من أجل الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونج أون، فتتكون من لحم بطن الخنزير المدخن، بالإضافة إلى لحم الخنزير البري، وصلصة «الكيمتشي» الكورية.

ومن أجل زيادة الجدل والإثارة حول القمة وزعيميها ووجبتهما؛ فقد أضيفت بعض الصلصة الروسية للطبق.

6 أنشطة تفعل أغلبها يوميًا قد تعرضك للإعدام في كوريا الشمالية

The post هل ينعقد السلام أم تبدأ الحرب.. كيف تبدو القمة الثانية بين ترامب وكيم؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : من السودان.. قصة أول ثورة ناجحة ضد العسكر في العالم العربي

إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo

ثقفني اون لاين : حفظ ماء الوجه أم «حب الخشوم».. ما الذي قد ينهي الأزمة الخليجية

منذ بدء الأزمة الخليجية داومت دول حصار قطر وخاصة الإمارات والسعودية، التأكيد على عدم وجود إشارات انفراجها، وأن حل الأزمة لا يشكل أولوية بالنسبة لهما، في ظل إصرار قطر على عدم تحقيق شروطهما للمصالحة. لكن عدة تحركات اتخذتها الدولتان الخليجيتان مؤخرًا، أظهرت تراجعًا في تعامل الدولتين مع ملف الأزمة الخليجية.

هذا التقرير يقرأ هذه التحركات وما قد تعنيه، وأثره على الأزمة الخليجية والعلاقات الدبلوماسية بين قطر وقطبي الحصار، السعودية والإمارات.

«ذي إنترسبت»: هذه خطة السعودية لغزو قطر التي منعها تيلرسون فأقاله ترامب

هل تنهار الأزمة الخليجية أمام دبلوماسية «حب الخشوم»؟

واحدة من جملة تبعيات حصار قطر كان حظر الشحنات ذات المنشأ القطري من دخول موانئ الإمارات ومياهها الإقليمية، بالإضافة إلى قطع الإمارات جميع خطوط التواصل، وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، وحاولت كذلك تعطيل عمل الموانئ القطرية. لكن في 12 فبراير (شباط) الجاري، قررت موانئ أبوظبي إلغاء هذا الحظر، وسمحت للشحنات ذات المنشأ القطري من دخول موانيها، عدا السفن التي ترفع علم قطر، والمملوكة لشركات شحن قطرية أو مواطنين قطريين.

Embed from Getty Images

الموانئ الإماراتية

وفي 23 فبراير الجاري انطلقت مناورات «درع الجزيرة المشترك 10»، والتي تستمر حتى 12 مارس (آذار) المقبل، بمشاركة قوات قطرية كانت قد وصلت في وقت سابق إلى قاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالسعودية، واستقبلها رئيس لجنة الاستقبال العميد ناصر إبراهيم السالم. وذكرت وزارة الدفاع القطرية في بيانها أن: «التمارين الخليجية المشتركة، تهدف إلى زيادة توحيد المفاهيم والخطط الاستراتيجية العسكرية، وزيادة الترابط والتجانس بين القوات المشاركة من دول مجلس التعاون الخليجي».

وهو الموقف ذاته الذي أكدت عليه السعودية، إذ قال رئيس «مركز القرن للدراسات» في الرياض، سعد بن عمر أن: «الرياض تنظر لقوات درع الجزيرة على أنها تمس أمن الخليج بصفة عامة، وليس قطر وحدها، وتعني الرياض هنا أن أمن قطر يختص بالمملكة العربية السعودية، وبقية مجلس التعاون، فلا خلاف في أن تشارك قطر في تلك المناورة من منطلق أن أمن قطر يهم المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج».

وجدير بالذكر أن تمرينات «درع الخليج المشترك رقم 1» سبق وأن أقيمت بالسعودية في أبريل (نيسان) 2018، لكن الرياض آنذاك لم تعلن بشكل رسمي مشاركة قطر، رغم رفع العلم القطري ضمن أعلام الدول المشاركة في التمرين، وبقي الأمر بدون وضوح، حتى عادت القوات القطرية وأعلنت وزارة الدفاع القطرية أن قواتها المسلحة شاركت في التمرينات بناء على دعوة تلقتها من رئيس أركان القوات المسلحة السعودي، وكان ذلك أول تمرين عسكري مشترك بين قطر والدول المقاطعة لها منذ بدء الأزمة الخليجية.

وبالحديث إلى مدير «مجموعة مراقبة الخليج»، يقول ظافر العجمي أن: «التعاون العسكري الخليجي هو جوهرة التاج في شبكة العلاقات الخليجية برغم أن الطبيعة السرية للعمل العسكري لا تُظهر مداه ولا تظهر عمقه». ويضرب العجمي مثالًا بما حدث مع بريطانيا في البريكست، حين قررت التخلي عن روابطها الاقتصادية، وعن كافة أشكال روابطها مع أوروبا، لكنها لن تخرج من «حلف الناتو» لأنه ضرورة أمنية. فقد كان بإمكانها أن تنفرد بقرارها السياسي، وقرارها الاقتصادي لكن ليس من السهولة أن تتخلى دولة عن شراكاتها العسكرية أو الأمنية، ولذلك يعتقد العجمي خلال حديثه لـ«ساسة بوست» أن التعاون العسكري الخليجي سيكون بمثابة جسر عودة العلاقات الخليجية لبعضها، وأن هذا التعاون هو ما سيعيد العلاقات بين دول مجلس التعاون ويعمل على زوال الأزمة الخليجية، بحسبه.

Embed from Getty Images

تدريبات عسكرية خليجية مشتركة -أرشيف

ويضيف العجمي لـ«ساسة بوست»: «في الكويت راهن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر على أن الزمن هو ثلثي حل الأزمة، فأشاع ما يعرف بثقافة مجالسة الخصوم، ذاك الأسلوب الذي تنتهجه الكويت في وساطتها بجمع الفرقاء، وإن لم يكن تحت مظلة سياسية، بدليل أننا شاهدنا اجتماعًا لرؤوساء البرلمانات الخليجية للدول الست، وكان هناك اجتماع رياضي للدول الست واجتماعات شبابية، ولم تمنع الأزمة أن نشاهد فعاليات اقتصادية ورياضية مشتركة».

ويضيف العجمي: «في تقديري أن عواصم الغضب تتحول إلى عواصم العتب، الأزمة الخليجية في طريقها للحل لكن كما قلنا يجب إعطاء الزمن الحق في حل مثل هذه الأمور». ويشدد العجمي على أهمية الدبلوماسية الخليجية التي أثبتت فعالياتها في طي الكثير من الخلافات، وهي دبلوماسية احترام الكبير أو صلح العرب أو ما يسمى بدبلوماسية حب الخشوم، وتابع القول: «هذه الدبلوماسية أراهن أنها ستكون هي ما يحل الأزمة الخليجية بحكم أنها دبلوماسية أثبتت فعاليتها في الكثير من الأزمات الخليجية السابقة داخل البيت الخليجي، وهي دبلوماسية لا تعترف بما في الاتفاقيات بقدر ما تعترف بما في النفوس».

بلغة الأرقام.. ماذا استفاد الاقتصاد القطري بمقتل خاشقجي؟

دول الحصار وحفظ ماء الوجه أمام المنظمات الدولية

يعتبر الباحث السياسي في العلاقات الدولية رامي الجندي أن قرار السلطات الإماراتية بالسماح للسفن القطرية بالمرور هو قرار سياسي واقتصادي بامتياز؛ ويرجعه إلى إدراك السلطات الإماراتية أنها تخسر مصداقيتها أمام المنظمات الدولية، إذ ادعت الإمارات الشهر الماضي في شكوى إلى «منظمة التجارة العالمية»، أن قطر هي من يفرض الحصار عليها. لكن الحقيقة أن قطر قد سبقت الإمارات في تقديم شكوى ضد الأخيرة إلى «منظمة التجارة العالمية» في يوليو (تموز) 2017، أي بعد شهر واحد من الحصار الرباعي عليها.

Embed from Getty Images

احتفال فريق قطر بالفوز في كأس آسيا على الأرض الإماراتية

ويشدد الجندي خلال حديثه لـ«ساسة بوست» على أن الحراك الدبلوماسي القطري في الساحة الدولية، وضع دول الحصار في مأزق كبير، بعد العديد من اتفاقيات التعاون المشترك الدولية، والتدريبات العسكرية المشتركة سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية أم مع غيرها، لذلك فإن السعودية والإمارات، المنهكتان اقتصاديًا من حرب اليمن المستمرة منذ سنوات؛ ترغبان «بصفتهما مُحاصِر لقطر»، في عودة العلاقات الاقتصادية، لكن يمنعهما كبرياؤهما من ذلك، بحسب الجندي.

ويستدرك الجندي القول: «ربما رأت الإمارات في قرار عودة التجارة البينية شرط عدم رفع علم قطر على السفن، أفضل الطرق في معالجة تكتيكية للأزمة المفتعلة والتي لا أساس قانوني لها»، ويشير الجندي إلى خروج تقارير مؤسسات دولية اقتصادية تتحدث عن تراجع الوضع الاقتصادي الاماراتي وإغلاق الآلاف من الشركات الأجنبية في الامارات، وإرجاع شيكات مستحقة بقيمة 7 مليار دولار. ويضيف خلال حديثه لـ«ساسة بوست» أن الوضع الاقتصادي السعودي ليس ببعيد أيضًا، بينما الوضع الاقتصادي في قطر يتقدم إلى مزيد من الرخاء بفضل صفقات اقتصادية متعددة للغاز مع أوروبا، فقد وقعت «قطر للبترول» مؤخرًا عقودًا مع شركات عالمية ومحلية بنحو 2.5 مليار دولار في قطاع الطاقة، كما حققت قطر فائضًا في الميزان التجاري لعام 2018، بلغ 52.6 مليار دولار بزيادة 40% عن عام 2017.

Embed from Getty Images

محكمة العدل الدولية في لاهاي خلال جلسة للنظر في انتهاكات الإمارات ضد قطر

وفيما يتعلق بمشاركة قطر في تدريبات درع الجزيرة، فيعتقد الجندي أنها رسالة سياسية من قطر بأنها ملتزمة ومشاركة في أي تدريبات للدفاع عن أمن الخليج وحماية أراضيه، وأنها جزء ومكون رئيسي في منطقة الخليج، بجانب التزامها بعضوية دول مجلس التعاون الخليجي؛ مشددًا على أن مصير الأزمة الخليجية، مرهون بتغيير سياسي جوهري في مراكز صناع القرار لدى الدول المحاصِرة لقطر؛ عبر تغليب منطق العيش المشترك والتعاون والمصلحة العامة، حيث أن مهددات منطقة الخليج ليست حكرًا على دولة دون غيرها.

دول الحصار في «موقف محرج»

لا يستبعد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، عبد الباقي شمسان، وجود ضغوط دولية على دول الحصار بهدف تخفيف الكثير من الإجراءات، أو رفع الحصار جملة إذا استدعى الأمر، مستدركًا خلال حديثه إلى «ساسة بوست»: «لكن يبدو لي أن إجراءات رفع الرسوم والسماح بمرور السفن دون رفع العلم القطري هي ذرة ما لامتصاص الضغط الدولي الذي يريد عودة اللحمة الخليجية بهدف التركيز على استهداف إيران، فدول الحصار استراتيجية ما زالت تستهدف قطر».

Embed from Getty Images

الرئيس المصري وولي العهد السعودي

ويضيف خلال حديثه لـ«ساسة بوست»: «من خلال قراءة تداعيات المؤتمر الأخير في شرم الشيخ أعتقد أن دول الحصار وتحديدًا مصر والبحرين والسعودية والإمارات متجهة نحو تشديد الحصار، فقد تكشف أن هناك هدفًا مركزيًا لهذه البلدان بقلب نظام الحكم أو استمرار الحصار ضد قطر، لكني أعتقد أن الفشل حليف لتلك البلدان لأن ليست لها مسوغات قانونية أو مسوغات يمكن الاستناد إليها لإحداث أي تغيير في قطر، فهناك توازنات إقليمية ودولية لا يمكن تجاوزها»، ويتابع القول: «كان المخطط لإسقاط النظام في قطر، لكن الدوحة استطاعت امتصاص لحظة الحصار المفاجئة نظرًا لقدرتها وعلاقاتها، وأيضًا لما كان لديها من بعض الخطط التي أعدتها باعتبارها نوعًا من درء الخطر في حال فرض حصار».

ويوضح شمسان أن دول الحصار الآن في حالة صدمة من كون قطر استطاعت أن تسوق للعالم مدى قدرتها وحرفيتها، مما وضع دول الحصار في موقف محرج خاصة أنها لم تستطع تقديم مبررات لهذا الحصار، وهو أمر متزامن مع السياسات والإجراءات في اليمن ولبنان وحادثة مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي التي أضعفت موقف دول الحصار أيضًا.

ويشير شمسان إلى وجود صراع بين تياران في الإدارة الأمريكية، يختلفان حول هل يتم إعادة قطر إلى حاضنتها ليتشكل ناتو لمواجهة إيران أو تستنزف بقية دول الخليج، ويقول: «حتى اللحظة ما زال الموقف الأمريكي في صراع بين بيوت مصانع القرار وبين استثمار الفجوة الخليجية بحيث يتم استنزاف دول الخليج بهذا الانقسام وتصفية بعضها البعض مع بقاء الوضع الإسرائيلي في علاقة تطبيع تدريجيًا كما هو الحال في وارسو»، ويختم بالقول: «حتى يحسم ذلك أعتقد أن قطر استطاعت أن تخرج من عنق الزجاجة، وأن تحقق إنجازات على دول الحصار وأن تسوق ذاتها على أنها دولة صغيرة ولكنها كبيرة من حيث علاقتها من حيث امتلاكها للمعرفة وبيوت الخبرة في كيفية تجاوز الأزمة».

«التليجراف»: مباراة السعودية وقطر.. سلاحٌ مهم في حرب العلاقات العامة بينهما

The post حفظ ماء الوجه أم «حب الخشوم».. ما الذي قد ينهي الأزمة الخليجية appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
إقرأ المزيد.. bloggeradsenseo