لم يكن مُستبعدًا – بالنسبة لي – أن أسمع أن هناك فيلمًا جديدًا من تأليف منة الله عبيد، وهي الناقدة الرائعة الشابة والكاتبة العبقرية والتي ألتهم كتاباتها – شخصيًا – مقالة فأخرى، وبالأخص تلك التي تنشرها في مجلة فُرجة الفنية لصاحبها إبراهيم عيسى، تأخذك عبيد بمقالاتها بعيدًا حيث التفاصيل الرقيقة، بالراء وليس الدال، فتدخل تدريجيًا في أعماق الفنان، لتخرج بعد أن تقرأ لها عاشقًا لهذا الفنان أو على النقيض – تُقسم ثلاثًا على هجر أعماله إلى الأبد – هكذا تستطيع عبيد أن تقنعك بسهولة وتؤثر في رأيك، بل وذوقك أيضًا.
«نص جوازة» هو أول سيناريو للكاتبة منة عبيد – وبإذن الله ننتظر المزيد – وثاني عمل للمخرج الرائع أحمد البنداري بعد فيلمه الأول «الباب يفوت أمل»، والفيلم يجمع الشباب: ميس حمدان، مريم حسن، ونبيل عيسى، وهو يعتبر من النوع اللايت كوميدي، أو يمكن أن أطلق عليه مجازًا: الكوميدي الرشيق، تمامًا كإسلوب السيناريت، ولذلك أستطيع أن أؤكد بكل قوة أن شخصية صاحبة السيناريو والحوار ستظهر – بشدة – في كِل مشهد، وستلمسها في الحوارات الدائرة على لسان الممثلين، ولمعرفتي بالكاتبة – من خلال القراءة الدائمة لمقالاتها الفنية – أؤكد أنك ستستمتع بالفيلم حتى الثمالة، خصوصًا إذا كان مخرج العمل المُبدع الجميل أحمد بنداري.
منة عبيد من الممكن جدًا أن تُصنف ككاتبة كوميدية ساخرة، أو هكذا أراها؛ فهي الوحيدة التي كتبت عن «الحُب في زمن الكُلّة» حيث تسخر من خلال مقالة رائعة من حال شباب «اليومين دول» ونظرتهم السطحية للحب، عن طريق تخيل سيناريو يبدأ على الكورنيش بين رامي وحسناء السيكشن هبة.
ساخرة هي في إسلوبها وطريقة سردها، فتذكرني كلما قرأتها دائمًا بصاحب التنكيت والتبكيت، الراحل عبد الله النديم، اعتمد في أسلوبه على طريقتين: إما سخريةً وتنكيتًا، فتضحك من قلبك ليرى الجميع ثغرك المتبسمِ، أو تبكيتًا وتقطيمًا على حالنا المزري البائس لترتسم على وجهك – تلقائيًا – علامات الحُزن. تستطيع منة الله – بكل ما تمتلك من موهبة – أن تأخذك في رحلةِ لهاتين الوجهتين: تنكيتًا وتبكيتًا.
لذلك لو كانت لي رسالة للكاتبة أو رجاء أن تُركز على جانب الهزر والكوميدي؛ لأن الواقع قد شبع وامتلأ تراجيدي، ويبحث – حثيثًا – عن صانع للبسمة، أو صانعة بحكم أن البسمة لا تعرف التمييز بين الجنسين، المهم أننا سننتظر السيناريو الثاني بفارغ الصبر.
منة عبيد من الكُتاب الذين يتأثرون كثيرًا بما يدور حولهم، فتجد حُزن بواب العمارة المُجاور لمنزلها على وفاة ابنه الأصغر ظاهرًا وجليًا في مقالة تكتبها، وترى فرحًا شديدًا لطفل في شارع ببسكلتة قد اشتراها له أبوه واضحًا في سيناريو صغير تكتبه، هي المُعبر الحقيقي لنبض الناس أو هكذا تُجاهد نفسها وتدربها، فالكاتبة من الشخصيات التي – لا ترضى عن نفسها أبدًا – دائما هناك الأفضل هكذا تؤكد.
أنتظر مع الجمهور – بفارغ الصبر – الانتهاء من التصوير، لنرى كيف لأسرة الفيلم الرائع أن يمتعونا بـنص جوازة على شاشة السينما بإبداع الجميلة منة عبيد، والعبقري أحمد البنداري، وبإشتراك فنانين شباب ننتظر منهم الكثير، الفيلم يدور حول علاقة بين أربعة شباب لديهم مطعم في إحدى المنتجعات، يقلب حادث ما حياتهم رأسًا على عقب.
كان ارتباط أبطال الفيلم بأعمال أخرى قد أجل موعد بدء التصوير لفترة، ولكن الحمدُ لله تم بدء التصوير، وشخصيًا أنتظر الفيلم في أحد العيدين، بلا تأجيل ولا تأخير، فـنصف جوازة خيرُ من جوازة كاملة، ولكن أكثر المنتجين لا يعلمون.
The post «نُص جَوازة» سيناريو منة الله عبيد البِكر appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست