ماذا تفعل الآن؟ أقرأ، أتصفح الإنترنت، ألعب ألعابًا إلكترونية… وآخرون سيقولون لا شيء.
حسنًا لماذا تفعل هذا؟ لأتعلم، أنمي مهاراتي في … و… أسلي نفسي، أنا أقتل الوقت.
هل كان الوقت يومًا عدوًا لنا كي نسعى لتبديده وقتله؟ ما نحن سوى أوقاتنا وهي المدى الذي به نحلم، نعمل، نخطئ ونصيب، الكمال لله وحده والسعي نحو الإجادة مهم بدرجة كبيرة يكاد يكون المحرك الأساسي لتطوير واكتساب المهارات لكن قبول الخطأ وعدم الاستسلام عند الوقوع به هو ما يجعلنا فعلًا نستمر.
هناك من قال «إذا لم تخطئ فأنت لم تعمل بحق» لكن هل نقف عند حد العمل وتحديد الأخطاء لحصرها فقط، أم نسعى لتصحيحها بالبحث، القراءة والتجريب باذلين الوقت والمجهود.
في الحقيقة كلتاهما مرحلتان هامتان في التعلم تكمّل إحداهما الأخرى، لكن لطفًا دعك من الحلول الجاهزة على اختلاف أنواعها مهما بدت مغرية لسهولتها فلن تتعب بالفعل في وقت قريب، لكنَّ للبحث عن الحلول بمثابرة مذاقًا مميزًا لا يعرفه إلا من جربه. فمثلًا إذا كنت تتعلم البرمجة ولم تستطع تكويد جزء من البرنامج أو التطبيق حاول كثيرًا وابحث بالكتب وعبر الإنترنت عن أساس لغة البرمجة وقد تصل إلى حل فريد يجعلك بلحظات من السعادة وتقدير الذات. وغيرها من المهارات التي يمكنك ببساطة أن تبدع فيها وبإطلاق عنان واستخدام إمكانيات عقلك المذهلة.
ليكن كل خطأ؛ إحباط أو خسارة بموقف بالحياة فرصة للتعلم، التصويب، صقل الخبرات الحياتية المتخصصة. وكيف ستأتي الخبرات المتخصصة كتابة، كمبيوتر، ترجمة، ريادة الأعمال… وغيرها دونما تقييم حيادي وصادق لقدراتك الحالية فتعرف ماذا ومتى ولماذا تحتاج إليه بالمستقبل قريب وبعيد المدى.
تذكر مراحل تعلمك المشي عندما كنت طفلًا ومراحل نطقك لأول كلماتك، حسنًا كلاهما متشابه إلى حد كبير فالخطوات الأولى قد تكون الأصعب والأكثر رهبة وتعقيدًا في التعلم واكتساب المهارات لكن بعدها يصير الأمر عاديًا لدرجة شديدة السلاسة. فنحن لا نفكر أثناء المشي كيف نرفع أقدامنا وننزلها ثم أين نضعها وننقلها لأن كل هذا ببساطة صار تلقائيًا.
لذا لا تتردد في أن تبدأ باستثمار أوقاتك غير مبالٍ بأطر ذاتية قد نسجها خيالك والمجتمع عن السن، الدرجة العلمية، المهارات الأولية ومدى صعوبة الأهداف التي ستوصلك إلى حلمك فما هي إلا عدة قيود تربطها بيديك وتلقي بالمفتاح بالبحر مكتفيًا بالجلوس على البر في مساحة الأمان الخاصة بك تنعم باللاهدف وتحيا في كسل، كل أيامك هي مجرد نسخ مكررة من بعضها البعض لا يكاد يميز يوم عن الآخر شيء، بل دعنا نكن مثل تلك المقولة الملهمة: I can, I can, I can, only if I want (أنا أستطيع، أستطيع، أستطيع فقط إذا أردت) ما دام لديك الرغبة في التطور ولن تقبل دون حلمك بديلًا فلتتعلم بهمة ونشاط ولا تدخر جهدًا في تطبيق ما تعلمته لأن رحلة الممارسة تعطيك خبرة عملية وخلالها تقيّم مستواك بتحديد الأخطاء وتسعى جاهدًا لتلافيها مستقبلًا بإتقان مهارات الحلول بكفاءة.
أما من أجاب لأتعلم، أنمي مهاراتي… وغيرها، فلديهم بصيرة بما يريدون الوصول إليه من أفعالهم. نصيحة لا تترك نفسك دون نية لإنجاز متميز في كل ما تفعل فالنية هي الشرارة الأولى لتضيء في سماء وضع الأهداف والتخطيط لها مع الالتزام بتحقيقها فهي عنوان لنجاحك أو نجاحك في إدارة وقتك وتحديد مسار أعمالك.
لا تتعجب أو تتسرع وتقل لقد أخطأت الكاتبة فالمفترض عنوان لنجاحك أو فشلك. هذا المعتاد في التعبير عن الخبرات وتفاعلنا مع الأعمال بين قطبين؛ نجاح – فشل، وهذا يبعث الرهبة والخوف من الإقدام على التعلم والتجريب وعبر الأداء باقتناع وفقًا لفكرة نجاح – نجاح سيكون السعي الدائم والشغف لتجربة الجديد والطموح نحو أهداف لا حدود لها في رحلة الحياة، بتخطيط ومثابرة لن ترضى دون التميز بديلًا؛ فقد اشتاق حلمك لك.
The post كن مثابرًا فقد اشتاق حلمك لك appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست