الاثنين، 1 أغسطس 2016

ثقفني اون لاين : عقد ونصف من الحرب على الإرهاب

منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 تم تجييش دول العالم للقضاء على الإرهاب بعد أن اقتحم أبواب أقوى دولة في العالم ليخلف كارثة إنسانية ستبقى محفورة في الأذهان إلى الأبد، كانت هذه بداية إعلان الحرب على تنظيم القاعدة والدخول بعدها في حروب فرعية في محاولات ضرب معاقل الأفكار المتطرفة في كل بقاع الأرض. هذه هي الرواية التي تداولها العالم، هذه هي الرواية التي صاغها صناع قرار الحرب. كان الكل مفجوعا من ضخامة الحدث حتى أن أحدا لم يشكك في صحة الرواية أو الهدف من ورائها.

يقول المخرج دنيس فيلينوف أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد النظر في تحقيق أمنها القومي عن طريق حروب خارج أراضيها، هذه الجملة تختصر كثيرًا من التاريخ الأسود للولايات المتحدة الأمريكية في زراعة الإرهاب لأكثر من 60 عاما خارج أراضيها ولما نمت أشجار هذه الزراعة قررت بأن تحرق الحقل.

ما يحكم العالم منذ الأزل السلطة ورأس المال وكل الأمور التي تحدث بينهما يتم احتواؤها لخدمة القائمين على الإثنين. ما نسميه الآن حربا على الإرهاب كان في السابق حربا على الشيوعية قامت على إثرها الولايات المتحدة بالدخول في عدد من الحروب وتنظيم انقلابات لأن الرأي العام وقتها تقبل الفكرة – أي شيء في مواجهة الشيوعية مقبول – على سبيل المثال تنظيم انقلاب في جواتيمالا منتصف الخمسينات للإطاحة بالرئيس الشرعي بعد أن قرر إيقاف احتكار شركة الفواكه الأمريكية لأرضية تدخل رأس المال وقامت الشركة باستئجار داهية الخراب (إدوارد بيرنيز) ليهندس للمخابرات الأمريكية حملة الإطاحة بهذا الرئيس. هذا مثال صغير لتطرف تحت حملة دعائية خلفت خرابًا في بلد كان على وشك النهوض، ما حدث في جواتيمالا حدث في إيران وفيتنام والخليج وغيرها. الولايات المتحدة في الحقيقة لم تكف أبدا عن الحرب والهدف تحقيق السلام، والسؤال لمن؟

أثناء الحرب الباردة قامت الولايات المتحدة بدعم المجاهدين في أفغانستان وتزويدهم بأطنان من الأسلحة الثقيلة لتقلب ميزان الحرب لصفهم وتكسر شوكة السوفيت. الحرب انتهت وبقي السلاح وحيث وجد السلاح وفقد النظام حدثت الكوارث لكن تلك الأمور اعتادت الإدارة الأمريكية على علاجها بعد أن تتفاقم. يبدو أن التفاقم زاد حتى دق أعتاب أمريكا بانفجارات نتجت عن سياسات فاشلة في تدمير العالم، كان الأولى أن يكون ذلك رادعا وأن تقف الدولة التي لم تكف يوما عن الحرب لتتراجع وتصارح شعبها والعالم بمدى فشل سياسات التدخل في مصائر شعوب أخرى.

الحرب على الإرهاب بدأت لتحرق ما زرعته أمريكا في السابق، تنظيم القاعدة وطالبان يجب أن يدفعوا ثمن تحديهم لأمريكا – التي صنعتهم – بهذا المنطق الفاسد تم تدمير أفغانستان وحتى يومنا هذا لم يدفع ثمن هذه الحرب إلا الشعب الأفغاني الذي صار في أكثر بقاع العالم بؤسا في دولة أشبه بأفلام نهاية العالم المقبضة. امتد هوس محاربة الإرهاب ليطال العراق بحجج واهية عن أسلحة دمار شامل قامت على إثرها الولايات المتحدة بتحويل بلد آخر لأرض موت ودمار.

تركت الولايات المتحدة العراق مخربًا وتركت فيه بذرة كراهية أسود مما تركته في أفغانستان، شعب ممزق مدفوع بالكره والألم البذرة نمت بالتدريج لتخرج للعالم باكورة إنتاج الولايات المتحدة (تنظيم الدولة الإسلامي) دافع جديد لاستمرار الحرب ليقف العالم مرعوبا أمام خطر الإرهاب دون أن يتساءل عن خطر من يقوم بصناعته، أصبحت كلمة عربي أو مسلم كلمة مشبوهة في أوساط الشعوب دون إعادة النظر في مدى حقيقة هذه اللعنة التي أصابتنا من دولة لم تتوقف عن الحرب بحملات دعائية مختلفة، ما كان في السابق خطر الشيوعية تحول لخطر المخدرات والآن خطر الإرهاب رئيس وزراء بريطانيا السابق خرج في تصريح يعلن ندمه على المشاركة في الحرب على العراق بعد أن رأى حجم الدمار الذي لم ينتهِ حتى الآن بعد الحرب، والسؤال ما مدى فائدة هذه الحروب للبشرية إن كان الخطر الذي قامت لدحره نقطة في بحر الدمار الذي خلفته؟

 

The post عقد ونصف من الحرب على الإرهاب appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست