أصبحنا في عالم متوحش، ينظر الجميع للمرأة على أنها سلعة من حقه أن يشتريها أو ينقدها، ويبخس من ثمنها إذا ظهر بها عيب، ويزيد ثمنها إذا كانت لديها مميزات، ومن تلك المميزات الجسد الممشوق، والعين الخضراء والشعر الأصفر.
ولكن هناك مشكلة أخطرمن تحول المرأة لسلعة – مع أن تحولها لسلعة يظل في حد ذاته مشكلة خطرة لا بد من حلها – وهي أن يتحول الشاري لمتفرج، يدخل المحلات ليجرب السلعة على جسده، حتى إن لم تكن مناسبة له، فلا بد أن يجربها، وحتى إن لم يكن لديه ثمنها، فلا بد أن يجربها، فتحول الشاري لمتفرج مجرب، لديه خبرة بمعالم السلعة حتى إن لم تكن معروضة للبيع.
فقد وضع لنفسه قانون التجريب، فهناك قانون إرجاع السلعة بعد أربعة عشر يومًا من ميعاد شراء السلعة، ولكنه قام بتحريف القانون لكي يكون من حقه تجريب السلعة قبل أن يقوم بالشراء حتى إن لم يكن يريد الشراء، فالأعمال ليست بالنيات خصوصًا إن كانت نيته شرًّا.
ولكن هل يوافق أصحاب السلع على بيع بناتهن هكذا بلا وعي؟
ذاك السؤال الذي يطرح ذاته، حيث تجد المولات التجارية ذات الماركات الكبيرة تعرض بنات العائلات المتعلمة والعائلات ذات الشأن الكبير، ولكنها تعرض بشروط خاصة وكبيرة للمجرب، فأهم شرط هو أن يكون موظفًا في إحدى الشركات الإنترناشيونال، ويكون راتبه يزيد عن 5 آلاف جنيه في الشهر، وذلك غير سيارته الفارهة، والشقة ذات الموقع المتميز أو داخل مجمع سكني محاط بأسوار عالية، وتحرسه كلاب كاشرة عن أنيابها إذا اقترب أحد الفقراء من تلك الأسوار لكي يطلب وظيفة، ويتحول ذلك لأصول وتقاليد بعد أن كان الكل يرفضه، فأصبحت الغالبية حتى الفقراء يضعون شروطًا قاسية على الزوج؛ لتجعل الست ذات شان في المنزل مع إنها غير متعلمة وغير ناضجة فكريا، وقد تخونه ومع ذلك يخاف أن يطلقها فشرط الطلاق سيجعله أحد قانطين طرة.
والمجتمع يرى الرجل الذي لديه خبرة واسعة في تجريب النساء ما هو إلا بعالم بأسرار النساء، وأكثر رجولة من غيره، بل إن أكثر الرجال لعبًا بمشاعر البنات يكونون من أكثر الرجال سعادة في الكون، لأنهم فعلوا ما لم يفعله غيرهم من تجريب الفتيات، حتى إنهم عندما يختارون فتاة يختارونها على الفرازة، ولكن هذا بالطبع خطأ كبير وتلك أكبر كذبة قد قالوها يوما، وتلك هي رؤية المجتمع للرجل ذي الجاذبية تجاه النساء.
ومن تلك الأشياء التي يراها المجتمع هي أن الرجل من حقه أن يخون، ومن حق المرأة أن تسامح، ولكن لا يغفر للمراة عندما تخون، ولكن لماذا؟ أوضع الله قانون المغفرة والرحمة للرجال فقط، أم وضعه للبشر أجمعين؟
إذا خنت فذلك يدل على فشل العلاقة بين الاثنين، الزوجة والزوج، والمغفرة لا تعطى إلا لمن هو قادر على أن يسامح ويبادر بالمغفرة، وعلى الرجل أن ألا يخطئ مهما حدث، لأنه سيعاقب كما ستعاقب المرأة، فليس هناك ذكورية في الدستور الإلهي. وليس هناك فارق بين الذكر والأنثى سوى في التشكيل الجسدي.
كل ذلك يدل على مدى قذارة رؤية المجتمع للمرأة نصف المجتمع، بل أنها بمائة رجل إذا أحبت أن تعمل وأن يكون لها شأن، فكم نموذج نراه يوميا من سيدات يعملن في محلات أزواجهن بعد موتهم؟ كم امرأة تتحمل أعباء المنزل بعد أن قرر زوجها الطفش والهروب من المسئولية؟ كم امرأة تعمل سائقة تاكسي؟ كم من امرأة تدور على المحلات تحمل في يدها كيس مليء بالسلع التي تريد أن تبيعها، خوفا من أن يأتي يوم وتبيع نفسها؟
المراة ليست بسلعة إنها المجتمع إذا حافظت عليه وقدرت قيمته، فتحت الدنيا كلها لك يدها، المرأة لا بد أن توضع في مكانتها الأساسيه فهي الأم والأخت والصديقة والزوجة، وعندما ترجع لمكانتها الطبيعية فسوف ينعدل المجتمع وتقل نسبة التحرش، وتقل نسبة الطلاق، ويصبح المجتمع أكثر تحضرا، ولكن كيف يحدث ذلك ونحن في مجتمع يتحكم فيه الأمية والعادات والتقاليد وأحكام دين لم ينزل الله بها بسلطان، فجميعنا أصبح مشوهًا انعكاسا لصورة مجتمع مشوه.
The post المرأة ليست سلعة appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست