التكنولوجيا العصبية الأحدث تستطيع محو الذكريات المؤلمة وقراءة أفكار الناس. قد يصبح هذا أيضا ميدان ساحة المعركة القادمة للقرن الـ21 .
في يوم من يوليو غير روتيني، بداخل معمل في جامعة دوك، جلس قردان في غرفتين منفصلتين؛ كل منهما يشاهد شاشة حاسب آلي تبين صورة لذراع افتراضية في فراغ ثنائي الأبعاد. كانت مهمة القرد تحريك الذراع من وسط الشاشة إلى الهدف، وعند النجاح في ذلك كان الباحثون يكافئونهما بقليل من العصير.
لكن كانت هنالك حيلة! لم يزود القردان بعصي تحكم أو أية أداة تحرك الذراع، بدلا من ذلك، لقد كانوا يعتمدون على أقطاب موضوعة في أماكن بأدمغتهم المتحكمة في الحركة. كانت الأقطاب تلتقط وتوصل النشاط العصبي خلال وصلات سلكية إلى الحواسب.
لجعل الأمور أكثر إثارة، كانت القردة تتشارك السيطرة على ذلك الطرف، في إحدى التجارب، على سبيل المثال: كان يتحكم أحدهما فى الحركة الأفقية فقط، بينما الآخر يتحكم في الرأسية، بدأت القرود التعلم بالتبعية أن هناك طريقة معينة للتفكير تؤدي إلى حركة الطرف بعد استيعاب هذا النمط من السبب، والنتيجة: أنهم استمروا في السلوك ـ التفكير المشترك، ضروريا ـ الذي قاد الذراع إلى الهدف وأكسبهم العصير.
العالم العصبي ميجيل نيكولاس, قائد هذا البحث, نشر بحثا مبكرا هذا العام، مسميًا هذا التعاون المذهل: “شبكة دماغية”! في نهاية المطاف، يرجو نيكولاس أن تعاون (دماغ ـ إلى ـ دماغ) يمكن أن يستخدم لتسريع إعادة تأهيل الناس ذوي الضرر العصبي. بشكل أدق: دماغ شخص سليم يمكن أن يعمل تفاعليا مع آخر ذي سكتة دماغية، والذي يمكن إعادة تعليمه أسرع، للتكلم أو تحريك عضو مشلول.
عمله هو الأحدث في سلسلة طويلة من التطورات الحديثة في التكنولوجيا العصبية: الأربطة المطبقة على الخلايا العصبية، الخوارزميات المستخدمة لفك أو تحفيز هذه الخلايا، والخرائط الدماغية التي تنتج فهما شاملا أفضل للدوائر المعقدة المتحكمة في الإدراك، الشعور، والتصرف.
من وجهة نظر طبية، حدث جل قائم يكتسب من كل هذا، يتضمن أطرافا صناعية أكثر براعة تستطيع نقل الإحساس إلى مرتديها، رؤية جديدة لأمراض مثل الشلل، وحتى علاج للاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى. لهذا، قامت حول العالم جهود بحثية كبرى قيد التنفيذ للتقدم في هذا المجال.
نفس آلات مسح الدماغ المعنية لتشخيص مرض ألزهايمر أو التوحد يمكن احتماليا قراءة الأفكار الخاصة لشخص ما.
لكن هناك احتمالية وجود جانب مظلم لهذه الابتكارات. التكنولوجيا العصبية أدوات ذات حدين، والذي يعنى أنه بالإضافة لتوظيفها في حل المشاكل الطبية، يمكن أن تطبق (أو يساء تطبيقها) للأغراض العسكرية.
نفس الأجهزة المتصلة بالمخ المعنية بالكشف عن ألزهايمر أو التوحد يمكنها أن تقرأ أفكار الشخص. أنظمة الحاسب المتصلة بأنسجة الدماغ التي تتيح لمريض مشلول التحكم بالأعضاء الصناعية عن طريق الأفكار فقط، يمكن استخدامها أيضا لتحريك الجنود الآلية أو الطيارات بلا طيار.
والأجهزة المصممة لمساعدة العقل المتدهور يمكن بدلا من ذلك استخدامها لزراعة ذكريات جديدة، أو لإنهاء حياة أخرى موجودة، سواء كانت من الحلفاء أو الأعداء.
باعتبار فكرة الخريطة العقلية لنيكولاس. تؤخذ لأقصاها المنطقي, يقول البيولوجي جوناثان مورينو، أستاذ في جامعة بنسلفانيا، إدماج الإشارات الدماغية لشخصين أو أكثر يمكنه خلق المحارب الخارق. “ماذا لو بإمكانك الحصول على الخبرة الفكرية لأشخاص، مثل: هنرى كيشينجر، الذي يعرف كل شيء عن تاريخ السياسة والدبلوماسية، وبعدها تحصل على كل معرفة شخص يعرف الاستراتيجية العسكرية، وبعدها تحصل على كل معرفة مهندس وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، وهكذا!
يقول مورينو، مشيرا لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة: “يمكن أن تضعهم جميعا معا” . فهكذا يمكن خلق شبكة دماغية تؤدي لمعرفة شبه عسكرية غير محدودة في قرارات عالية المخاطر، مع تداعيات سياسية وإنسانية.
لنكن واضحين، هذه الأفكار ما زالت في درب الخيال. ولكنها فقط مسألة وقت قبل أن تتحول حقائق كما يقول بعض الخبراء. التكنولوجيا العصبية تتقدم سريعا، هذا يعني أن الانطلاق النهائي للإمكانيات والتسويق لا مفر منه. وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، والتي تنفذ حجر الأساس للأبحاث والتطورات العلمية لوزارة الدفاع للولايات المتحدة، والتي استثمرت بكثافة في التقنيات الدماغية .
في 2014 ، على سبيل المثال: بدأت الوكالة في تطوير مزروعات تكشف وتكبت الدوافع. الهدف المعلن هو علاج المحاربين القدامى الذين يعانون من حالات كالإدمان والاكتئاب. يمكن تصور، مع ذلك، أن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن استخدامه كسلاح، أو أن انتشارها يمكنها من الوقوع في الأيدي الخطأ.
“إنه ليس سؤالا، إذا استخدم ممثلون غير حكوميين بعض أشكال التقنيات أو التكنولوجيات العلمية العصبية”، يقول جيمس جيوردانو، عالم عصبي في المركز الطبي فى جامعة جورج تاون: “ولكن متى، ومن منهم سوف يستخدمون”؟
الناس دوما كانوا مسحورين, ومذعورين, بفكرة التحكم بالذهن. قد يكون من المبكر الخوف من الأسوأ، إن الأدمغة قريبا سوف تكون عرضة للقرصنة الحكومية، مثلا، ولكن الاستخدام الثنائي المحتمل للتكنولوجيا العصبية يلوح في الأفق. بعض الأخلاقيين قلقون مع غياب إطار قانوني لحكم هذه الأدوات، دخول هذه التقدمات العالم الحقيقي بخطورة غير مشروطة.
للأفضل أو للأسوأ, يقول جيوردانو: “الدماغ هو ميدان المعركة التالي”.

منقادون وراء الرغبة لفهم أفضل للدماغ
جدليًا هو أكثر عضو مجهول, آخر 10 سنوات شهدت انفجار في الابتكارات للتكنولوجيا العصبية. فى 2005, أعلن فريق من العلماء قراءتهم لعقل إنسان بنجاح، باستخدام تصوير الصدى المغناطيسي الوظيفي، تقنية تقيس تدفق الدم المتحفز من النشاط الدماغي.
موضوع بحث، مستلق ساكن داخل ماسح للجسد بأكمله, يراقب شاشة صغيرة تعرض محفزا نظريا بسيطا، ترتيبا عشوائيا لخطوط موجهة في اتجاهات مختلفة، بعضها رأسي، بعضها أفقى، والبعض مائل. كل اتجاه خط يثير اضطرابا مختلفا طفيفا من الوظائف الدماغية. في النهاية: بالنظر فقط إلى ذلك النشاط، استطاع الباحثون تحديد أي نوع من الخطوط كان يراه.
لقد أخذ هذا الدماغ فقط ست سنوات؛ لفك شفرة المخ بطريقة مذهلة، بالتعاون مع وادي السيليكون، فى سلسلة من التجارب فى جامعة كاليفورنيا، بيركلى. في دراسة في 2010, تم طلب بحث تأثير مشاهدة إعلانات أفلام هوليودية بداخل أنبوبة الرنين المغناطيسي الوظيفي: استخدم الباحثون البيانات المرسومة من جريان استجابات دماغية لبناء خوارزميات، فك تشفير فريدة لكل موضوع بحث.
بعدها, سجلوا النشاط العصبي عندما شاهد مشاهد أفلام مختلفة جديدة ـ على سبيل المثال، مشهد لستيف مارتن يمشى بعرض غرفة. بخوارزمية كل موضوع، تمكن الباحثون لاحقا من إعادة بناء كل مشهد، استنادا على النشاط الدماغي فقط. النتائج الأولية ليست صورة حقيقية، لكنها انطباعية: ستيف مارتن ضبابي يطفو خلال خلفية سريالية متبدلة.
بالاستناد على هذه العائدات، توماس ناسيلاريس، عالم عصبي فى الجامعة الطبية في ساوث كارولينا، ومؤلف مساعد في دراسة 2011 ، يقول: ” احتمالية القيام بشيء كقراءة الأفكار ستكون متاحة عاجلا أم آجلا” . استزادة في هذه النقطة,” ستكون ممكنة في خلال أعمارنا “.
بتعجيل هذه هي التقنية سريعة التقدم وراء التواصل بين الدماغ والآلة، الزراعات العصبية، والحواسب التي تقرأ النشاط العقلي وترجمتها إلى أفعال حقيقية، أو تقوم بالعكس، تحفيز الأعصاب؛ لخلق إدراك أو حركات جسدية.
أول وسيط متطور نجح في ذلك عام 2006م، عندما زرع فريق العالم العصبي جون دونوجيو من جامعة براون رقاقة مربعة ـ قياسها أقل من خمس الإنش، وتحمل 100 قطب كهربي داخل دماغ ماثيو ناجل 26 عاما: نجم كرة قدم في الثانوية تم طعنه في رقبته، ولديه شلل من تحت الأكتاف. وضعت الأقطاب فوق مركز الحركة لدى ناجل، وبتوصيلها بالحاسب، استطاع تحريك المؤشر، وحتى تمكن من فتح الإيميل بالتفكير في ذلك فقط.
للأفضل أم للأسوأ, يقول جيوردانو: العقل هو المعركة القادمة
بعد ثمان سنوات, نمت قدرة التواصل بين الآلة والدماغ بشكل أكثر تعقيدا: كما ظهر قي كأس العالم 2014 في البرازيل. جوليانو بينتو, 29 عام مصاب بشلل كامل في جزعه السفلى، ارتدى هيكل روبوتي خارجي يتحكم فيه عن طريق التفكير ـ مطور من قبل ديوك نيكوليلس ـ لتقديم مباراة افتتاح البطولة في سان باولو.
قبعة فوق رأس بينتو تلقت إشارات من دماغه, تدل على نيته للركل. حاسبه، والموصول إلى ظهره، تلقى هذه الإشارات وعندها حفز البدلة الروبوتية لتنفيذ الفعل. ما زالت التكنولوجيات العصبية تصل لأبعد من ذلك، بتعاملها مع الذاكرة المعقدة. أظهرت الدراسات أنه من الممكن لشخص واحد أن يزرع أفكارا داخل عقل آخر، مثل نسخة واقعية من الفيلم الناجح إنسيبشن.
في تجربة عام 2013 قادها الحائز على نوبل سيسيمو تونيجوا فى معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) , زرع الباحثون ما أطلقوا عليه “ذاكرة خاطئة” بداخل فار. بملاحظة النشاط الدماغي، وضع الباحثون الحيوان بداخل حاوية، وشاهدوا الفأر يصبح متآلفا مع محيطه. استطاع العلماء تحديد شبكة الخلايا الدقيقة من بين الملايين التي تم تحفيزها في الحصين أثناء تشكيل ذكرى المكان.
اليوم التالي، وضع الباحثون الحيوان في حاوية جديدة لم يرها أبدًا من قبل, وصعقوه بصدمة كهربائية بينما يتم تحفيزيا تنشيط الخلايا التي استخدمها لتذكر الحاوية الأولي. تم الجمع : عندما أرجعوا الفار إلى الحاوية الأولي, تجمد خوفًا، مع أنه لم يختبر أي صدمات مشابهة هناك.
بعد سنتين من اكتشاف تونيجوا, فريق من معهد سكريبس البحثي أعطى فئران مركبا يستطيع إزالة ذكرى محددة بدون مس الباقي. هذا النوع من المسح يمكنه معالجة توتر ما بعد الصدمة، إقصاء فكرة مؤلمة وبالتالي تحسن حياة الناس.
من المرجح استمرار زخم هذا البحث؛ لأن أبحاث العقل يتم تمويلها بسخاء. فى 2013م ، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة الدماغ ( أبحاث الدماغ من خلال التكنولوجيا العصبية التقدمية المبتكرة)، مع مئات الملايين تم تخصيصها للدراسات في أول 3 سنوات؛ التمويل المستقبلي لم يحدد بعد.
(المؤسسات الوطنية للصحة، واحدة من الخمس وكالات فيدرالية مشاركة في المشروع, طلبت 5.4 مليار، موزعة على فترة 12 سنة، لهذا الجزء بمفرده) . لدوره . كرس الاتحاد الأوروبي ما يقدر بـ 1.34 مليار لمشروعه عقل الإنسان المستمر لـ 10 سنوات، والذي بدأ في 2013. البرنامجين مصممين لبناء أدوات مبتكرة والتي سترسم خريطة البناء العقلي وتنصت إلى النشاط الكهربائي لمليارات الخلايا العصبية. فى 2014, أطلقت اليابان مبادرة مماثلة، تعرف بـ الدماغ / الذهن (التخطيط بالتكنولوجيا العصبية المتكاملة لدراسات الأمراض). وحتى بول آلان, المؤسس المشارك لمايكروسوفت, يعطي مئات الملايين من الدولارات لمؤسسة آلان لعلوم الدماغ، جهد كبير الحجم لخلق أطالس العقل وكشف كيفية عمل الرؤية.
للتأكيد, على قدر الإبهار بالتطويرات الأخيرة، معظم تكنولوجيا الأعصاب الحالية غير مكتملة. لا تعمل لوقت طويل بداخل الدماغ، تستطيع فقط القراءة أو تنشيط عدد محدود من الأعصاب، أو تتطلب اتصالا سلكيا. آلات ” قراءة العقل”، تعتمد ـ على سبيل المثال ـ تعتمد على معدات باهظة الثمن، متوفرة فقط في مختبر أو مستشفى لتنتج نتائجها الخام. بعد الالتزام من الباحثين والممولين لمستقبل العلم العصبي يعنى أن من المرجح أن تصبح الآلات أكثر تعقيدا، منتشرة وسهل الوصول إليها مع كل سنة تمر.
ستأتي كل تقنية جديدة باحتمالات مبدعة لتطبيقاتها. يحذر الأخلاقيون، مع ذلك، من أنه سيكون من ضمن استخداماتها التسليح أيضا.
لا تبدو، حتى الآن, أن أية أدوات دماغية تم توظيفها كأسلحة، ولكنه ليس كقول إن قيمتها القتالية لا يتم اعتبارها من الآن: مبكرا هذا العام، على سبيل المثال: حلقت امرأة مشلولة بمحاكي للطائرة القتالية إف-35 باستخدام أفكارها فقط والمجسات الدماغية، والتي مول تطويرها وكالة مشاريع البحوث المتطورة بأمريكا.
يبدوأان احتمالية التسلح يمكن أن تقع في المستقبل القريب، هنالك سوابق كثيرة للتحول السريع من العلوم الأساسية إلى الخطر العالمي. بعد كل شيء انقضى فقط 13 عام بين اكتشاف النيوترون وانفجار القنبلة الذرية فوق سماء هيروشيما وناجازاكى.
التلاعب بالعقول من قبل الحكومات كان سيكون في المجال الآمن من نظريات المؤامرة والتشويقات الخيالية لو كانت القوى العالمية لا تمتلك ماضيا مركبا مع العلوم العصبية
فى واحدة من التجارب العجيبة التي أجريت بين 1981 و 1990, بنى العلماء السوفييت أداة صممت لإخلال الأعصاب العاملة في الجسد والدماغ بتعريض أناس إلى مستويات مختلفة من إشعاعات كهرومغناطيسية عالية التردد. ( نتائج هذا البحث ما زالت غير معروفة). على مدى عقود عديدة, أنفق الاتحاد السوفيتي أكثر من مليار دولار على غرار هذه المخططات من التحكم بالعقل.
ربما كان أكثر مثال سيئ السمعة للولايات المتحدة لإساءة استخدام العلم العصبي حدث خلال الخمسينات والستينيات من القرن الماضي، عندما سعت واشنطن لبرنامج بحثي واسع المدى لإيجاد طرق لمراقبة ـ والتأثير ـ على أفكار الإنسان.
تحريات السي آي إيه, الملقبة باسم: إم كيه – ألترا، روجت: “البحث والتطوير لمواد كيميائية، حيوية، وإشعاعية قادرة على العمل في العمليات السرية للسيطرة على السلوك البشرى”، تبعا لتقرير للمفتش العام للسي آي إيه عام 1963. حوالى 80 مؤسسة, تتضمن 44 كلية وجامعة، كانت متورطة، لكن غالبا تم تمويلهم تحت نقاب أهداف علمية أخرى، تاركين المشاركين غير مدركين أنهم كانوا يقدمون العطاءات لإنجيلي.
أكثر الجوانب مشينة تمثلت في إعطاء جرعات لأفراد – بعضهم غير راض – من عقار الهلوسة. واحد من رجال كنتاكى تم إعطاؤه الدواء لـ 174 يوم متتالي. مروعة على حد سواء، مع ذلك، كانت مشاريع أم كيه ألترا التي ركزت على ميكانيزمات الإدراك الفائق للحواس والتلاعب الإلكتروني بالدماغ, كذالك محاولات لجمع، تفسير، والتأثير في أفكار الآخرين من خلال التنويم المغناطيسي أو العلاج النفسي.
اليوم, لا يوجد دليل على إساءة ـ مماثلة ـ في استخدام التكنولوجيا العصبية من قبل الولايات المتحدة؛ لأغراض الأمن القومى. القوات المسلحة، على الرغم من بقائها ملتزمة بعمق تطوير المجال. فى 2011 م، تبعا لأرقام مجدولة، قامت بها مارجريت كوسال، بروفيسور في مؤسسة جورجيا للتكنولوجيا، وضع الجيش 55 مليون دولار جانبا، والبحرية 34 مليون والقوات الجوية 24 مليون؛ لأغراض الأبحاث فى العلم العصبي.
( جيش الولايات المتحدة ـ يجب ذكر ذلك ـ هو الممول الرئيس لمختلف المجالات العلمية، بما في ذلك الهندسة، وعلوم الحاسب).
فى 2014 م، النشاط لمشاريع بحوث الذكاء المتقدم، منظمة بحثية تطور التكنولوجيا الأحدث لمنظمات الاستخبار للولايات المتحدة، تعهدت بـ 12 مليون لتصمم تقنيات تحسين الأداء، والتي تضمن التحفيز الكهربي للدماغ لـ ” تحسين المنطق المتكيف للإنسان” : بمعنى، جعل المحللين أكثر ذكاء.
الطاقة الحقيقية، ومع ذلك، هى النابعة من وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، وكآلة من التآمر والمكيدة الدولي. إنها تمول حوالى 250 مشروع في أي وقت، تجنيد وقيادة فريق من الخبراء من الصناعة والأكاديمية للعمل على تعيينات طموحة عالية التحديد. موهبة الوكالة في تمويل المشاريع الحالمة التي تعيد صنع العالم – الإنترنت، جى بى إس، والمقاتلة الشبح، فقط لتذكير البعض، أنه لا مثيل له.
في 2011 م، الوكالة، والتي تملك ميزانية سنوية متواضعة (في معايير الدفاع) من 3 مليار دولار, قررت 240 مليون دولار للعلم العصبي بمفرده. لقد التزمت بالفعل بحوالي 225 مليون دولار في بعض السنين الأولى في مبادرة الدماغ, فقط 50 مليون دولار أقل من أكبر ممولي المشروع، المعاهد الوطنية للصحة، في نفس تلك الفترة.
القدرة على فعل شيء مثل قراءة الأفكار سوف تكون متاحة عاجلًا أم آجلًا
بالموديل المغير لقوانين اللعبة للوكالة والختم الدولي, ربما هي مسألة وقت قبل بداية قوى عالمية أخرى تحاكيها. في يناير، أعلنت الهند أنها ستعيد تشكيل منظمات أبحاث وتطوير دفاعها على نهج وكالة مشاريع البحوث الأمريكية.
العام الفائت، أعلن الجيش الروسي دعمه البالغ 100 مليون دولار للمؤسسة التابعة الحكومة الجديدة للأبحاث المتطورة. فى 2013 ، قدمت اليابان للعامة وكالة “مع اعتبار الوكالة الأمريكية في الاعتبار”. أنشأت وكالة الدفاع الأوروبي عام 2001, مجيبة على طلب “وكالة مشاريع بحوث دفاعية متطورة أوروبية”. هنالك بعض الجهود لتصدير نموذج الوكالة الأمريكية لبعض الشركات العملاقة، مثل جوجل.
الدور الذي سيلعبه علماء الأعصاب في هذه المراكز البحثية لم يحدد بعد. مع ذلك، نظرًا للتطور الأخير في التكنولوجيا الدماغية، والتي تهتم بها الوكالة الأمريكية, والرغبات المحورية الجديدة في اتباع قيادة البنتاجون، من المرجح أن يحصل المجال على بعض الاهتمام ـ إن لم يكن أكثر من ذلك ـ روبرت ماك رايت, مسئول سابق في وزارة الخارجية المتخصص في تحكم الأسلحة، ضمن قضايا أمنية أخرى، لأكثر من عقدين، يقول: هذه ” البيئة التنافسية” يمكن أن تغذي نوعا من سباق الفراغ العصبي، مسابقة للتحكم وتسعير الأعصاب.
المجازفة التالية هي توجيه الأبحاث ناحية التسليح ـ تجاه جعل الدماغ أداة لخوض الحرب بطريقة أكثر فاعلية.
ليس صعبا التخيل كيف يمكن أن يبدو هذا. اليوم, قبعة رأس مجهزة بأقطاب تجمع من فروة الرأس الإشارات الدماغية عن طريق تخطيط أمواج الدماغ لشخص ما ذي صلة فقط بالغرض المقصود، مثل ركل كرة،
غدا، الأقطاب تستطيع خلسة جمع رموز الدخول للأسلحة. مثل ذلك، يمكن أن تصبح أنابيب مستخلصة للمعلومات, قل كمثال، اختراق أفكار جاسوس العدو. وجدليا الأكثر رعبا، الإرهابيون، المخترقون، أو مجرمون آخرون استحوذوا على هذه التكنولوجيا، يمكن أن يستخدموا الأدوات لهندسة اغتيالات فكرية أو سرقة معلومات شخصية، ككلمات السر أو أرقام بطاقات الائتمان.
مقلق, قليلًا ما يبدو أن منع هذه السيناريوهات من التجسد.عدد قليل من الاتفاقات الدولية أو حتى القوانين الوطنية تحمى الخصوصية الشخصية بكفاءة، ولا يتعلق ايًا منها بشكل مباشرة لتكنولوجيات الدماغ. عندما يتعلق للاستخدام المزدوج أو التسليح، يوجد حواجز أقل بكثير، تعريض الدماغ البشرى باعتباره أرض واسعة منعدمة القانون.

يقع العلم العصبي في نوع من الفجوة في القانون الدولي.
السلاح العصبي الذي يهاجم الدماغ “ليس بيولوجيا ولا كيميائيا. إنه إلكتروني, تقول مارى شيفرير, بروفيسور في السياسة العامة في جامعة روتجرز: إنه تمييز حاسم، لأن المعاهدتين الموجودتين للأمم المتحدة – اتفاقية الأسلحة البيولوجية واتفاقية الأسلحة الكيميائية – والتي نظريا يمكن استخدامها للحد من الانتهاكات للتكنولوجيات الدماغية لا تحتوى أحكاما للأذرع الإلكترونية. بالفعل، لم يتم كتابة الوثائق بطريقة يمكن أن تغطى كل الاتجاهات الطارئة، والذي يعنى أن أسلحة معينة يمكن تنظيمها فقط بعد أن توجد.
شيفرير تقول: “لأن الأسلحة العصبية سوف تؤثر على العقل، والذي هو نظام بيولوجى، اتفاقية الأسلحة البيولوجية، والتي تحظر استخدام كائنات بيولوجية ضارة أو مميتة، أو سمومها, يمكن أن تعدل لتشملهم”.
إنها ليست وحيدة: يضغط أخلاقيون عديدون لضم أقرب للعلوم العصبية خلال المراجعات المعتادة للمؤتمر، عندما تقرر الدول الأعضاء تغيرات داخل المعاهدة. الذي تفتقده العملية حاليا، تقول شيفيرير: مجلس علمي.
(فى اجتماع متعلق بالمعاهدة في أغسطس، واحد من الاقتراحات الأساسية للمناقشة هو خلق مثل هذا الكيان, والذي سيشتمل علماء الأعصاب ؛ لم تعرف النتيجة في وقت الصحافة). المدخلات التقنية يمكن أن تحفز الدول الأطراف إلى العمل. “لا يملك السياسيون فهما لخطورة كيف يمكن أن يكون التهديد”، شيفرير.
حتى مع وجود كيان, مع ذلك، البطء الشديد لبيروقراطية الأمم المتحدة يمكن أن يبرهن عن وجود مشكلة. مؤتمر استعراض اتفاقية الأسلحة البيولوجية, حينما يتم التبليغ عن التكنولوجيات الجديدة التي يمكن تطويعها إلى أسلحة بيولوجية، يحدث فقط كل خمس سنوات – ولكن الكل يضمن أن التغيرات للمعاهدة اعتبرت جيدة بعد التطورات العلمية الأخيرة. ” الميل العام يكون دائما أن يأخذ العلم والتكنولوجيا خطوات حماسية، وتتسلل الأخلاق والسياسة وراءهم.
يقول جيوردانو، العالم العصبي في المركز الطبي لجورج تاون: “إنها تميل أكثر لأن تكون تفاعلية، ليس استباقية”. ( يمتلك الأخلاقيون اسما لهذا التأخر: معضلة كولينجريدج, نسبة لديفيد كولينجريدج, والذي في كتابه عام 1980 م، التحكم المجتمعي للتكنولوجيا، ناقش أنه من الصعب تنبؤ التأثير المحتمل لتكنولوجيا جديدة، وبالتالي استحالة سن سياسة استباقية لها).
ولكن مورينو، أخلاقيات علم الأحياء جامعة بنسلفانيا، يقول: إنه لا يوجد عذر للتراخي. لدى خبراء الأخلاقيات واجب لضمان شرح التطورات العلمية والتهديدات المحتملة التي تصنعها بالكامل لصانعي القرار. مورينو يقول: بأنه يجب على معاهد الصحة الأمريكية إنشاء برنامج بحث عصبي أخلاقي دائم. الجمعية الملكية في المملكة المتحدة اتخذت خطوة في ذلك الاتجاه منذ خمس سنوات، عندما عقد الفريق التوجيهي من علماء الأعصاب والأخلاقيين. منذ ذاك الحين، نشرت المجموعة أربعة تقارير عن تقدم العلم العصبي، متضمنا واحدة عن آثار الصراع والأمن القومى. تنادى الوثيقة بأن يكون العلم العصبي موضوع محوري في الاجتماع، مراجعة اتفاقية الأسلحة البيولوجية، وتحث الهيئات، مثل الجمعية الطبية العالمية، على إجراء الدراسات عن التسليح المحتمل لأية تكنولوجيا تؤثر على الجهاز العصبي، متضمنا هؤلاء، مثل التواصل بين العقل والآلة، ليس متضمنا صراحة في القانون الدولي.
علم الأخلاق العصبي، مع ذلك, مجال جديد نسبيا. في الواقع، لم يصغ الاسم بشكل ملائم إلا عام 2002. من وقتها, لقد نما بقوة – واضعا البرنامج في الأخلاق العصبية في جامعة ستانفورد، مركز أكسفورد لعلم الأخلاق العصبي, والشبكة الأوروبية للعلم العصبي والمجتمع، ضمن برامج أخرى – وقد جذبت التمويل من مؤسسة ماك أرثر ومؤسسة دانا. رغم أن , تأثير هذه المؤسسات ما زال وليدا. ” لقد حددوا مكان العمل”، يقول جيوردانو: “الآن هي مسألة الذهاب إلى العمل”.
المقلق أيضا قلة معرفة العلماء حول طبيعة الاستخدام المزدوج للتكنولوجيا العصبية – معرفا, الفصل بين البحوث والأخلاق. مالكوم داندو، أستاذ فى الأمن الدولي فى جامعة برادفورد فى انجلترا، يتذكر تنظيم عدة ندوات للأقسام العلمية عبر المملكة المتحدة فى 2005 ، العام قبل المؤتمر مراجعة اتفاقية الأسلحة البيولوجية، لتنبيه الخبراء عن سوء الاستخدام المحتمل للعوامل البيولوجية والأدوات العصبية.
لقد صدم لمعرفة “أنهم لم يعرفوا كثيرا” ؛ أحد العلماء، مثلا,، أنكر الاستخدام المزدوج المحتمل لميكروب ممكن استخدامه كسلاح والذي يحتفظ به في ثلاجته. يتذكر داندو ذالك كـ ” حوار الطرش” . منذ ذاك ، لم يتغير الكثير : قلة الوعى ، يشرح داندو: “ما زال من المؤكد أن تبقى القضية كما هي” بين علماء الأعصاب.
من المشجع أن المآزق الأخلاقية للعلم العصبي يتم الاعتراف بها فى بعض الأماكن الأساسية، يشير داندو. حرك باراك أوباما اللجنة الرئاسية لدراسة قضايا أخلاقيات الأحياء؛ لإعداد تقرير عن القضايا الأخلاقية والقانونية المحتملة المتعلقة التكنولوجيا المتقدمة لمبادرة الدماغ، ومشروع الدماغ البشري للاتحاد الأوروبي أسس برنامج الأخلاق والمجتمع لإرشاد الحكم المسعى.
لكن هذه الجهود يمكن أن تتجنب موضوع الأسلحة العصبية تحديدا. على سبيل المثال, في مجلدين,200 صفحة حول الآثار الأخلاقية لمبادرة الدماغ , المنشورة كاملا فى مارس, لا تتضمن مصطلحات ” الاستخدام المزدوج” أو ” التسليح” . يقول داندو إن هذه الفجوة – حتى في أدب علم الأعصاب, عندما يتوقع المرء ازدهار الموضوع – هو القاعدة, وليس الاستثناء.
The post مترجم: هذا هو عقلك، هذا هو عقلك كسلاح appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست