الأحد، 30 يونيو 2019

ثقفني اون لاين : الانتخابات التونسية تقترب.. من هُم خلفاء الباجي قايد السبسي المُحتملون؟

أثار تدهور الحالة الصحية للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، من أيام معدودة، الشكوك حول استمراره في منصبه، خصوصاً مع وصول وضعه الصحي إلى مرحلة «حرجة»، كما وصفه مسؤولون، إلى جانب كبر سنه (92 عاماً)، مما يزيد من هذه الشكوك، ويجعل استكمال ولايته أمراً محل شك، إن تحسنت صحته في الساعات الأخيرة.

ومع اقتراب نهاية ولايته الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المُقبل، بعد مرور خمسة أعوام على انطلاقها، ترتفع حظوظ مُرشحين مُنافسيين حاولوا طرح أنفسهم خلفاء مُحتملين للسبسي، ساعين لتعزيز حظوظهم بنسج تحالفات سياسية، وتنظيم جولات لتقديم أنفسهم.

فما الذي ينتظر تونس، ومن هم هؤلاء المرشحون، وما هي حظوظهم؟ التقرير التالي يحاول الإجابة على ذلك.

ما المسار الذي ينتظر تونس حال عدم استكمال السبسي ولايته؟

يطرح سيناريو عدم استكمال السبسي ولايته الرئاسية، والتي تنتهي في نوفمبر المُقبل كما أسلفنا، سواء لعدم قدرته على إدارة شئون البلاد أو وفاته؛ مسارات بديلة، تحاول التعامل مع حالة فراغ مؤقت أو دائم في منصب رئيس الجمهورية.

ويُلزم الدستور التونسي حال الفراغ المؤقت، انعقاد اجتماع عاجل للمحكمة الدستورية لاختيار بديلاً، وهو المسار الذي لن يكون متحققاً؛ كون المحكمة لم تتشكل هيئتها من جانب أعضاء البرلمان منذ عام 2011، المسؤول عن انتخاب أعضائها.

الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في إحدى المناسبات السياسية

بانتفاء مسار اجتماع هيئة المحكمة الدستورية، يستوجب المسار الثاني تعيين رئيس الحكومة رئيساً مؤقتاً للبلاد، والذي سيكون في هذه الحالة يوسف الشاهد، استناداً للمادة 82 من الدستور، التي تنص على أن «لرئيس الجمهورية إذا تعذّر عليه القيام بمهامه بصفة وقتية أن يفوض سلطاته إلى رئيس الحكومة لمدة لا تزيد عن 60 يوما».

وفي هذه الحالة؛ يظل الشاهد في منصب الرئيس المؤقت لمدة 30 يوماً، يحق له التجديد لفترة واحدة مماثلة فقط، لحين عودة الرئيس الفعلي لمنصبه.

بينما يُشكل المسار الآخر، الذي يفترض الفراغ الدائم للمنصب حال الوفاة أو وقوع عجز دائم يعوق استكمال مدته الرئاسية؛ اختيار رئيس مجلس النواب، محمد الناصر (85 عاماً)، رئيس مؤقت للبلاد، استناداً للفصل 84 من الدستور التونسي.

ويظل الناصر في هذا المنصب، فترة تتراوح بين 45 و 90 يوماً، يستوجب عليه خلالها الدعوة للانتخابات. على أن يمتنع الرئيس المؤقت -سواء كان رئيس الحكومة أو البرلمان عن المساس بتعديل الدستور-، أو حل البرلمان أو تنظيم استفتاء، أو تقديم لائحة لوم ضد الحكومة.

هل يعود رجال بن علي قريبًا إلى حكم تونس؟

الانتخابات الرئاسية تقترب.. فمن أبرز المُرشحون؟

على جانب آخر؛ يفصل السبسي عن منصب الرئيس شهور معدودة، لن يترشح بعدها (في حال تحسنت صحته)، كما تعهد في أبريل (نيسان) الماضي، أمام حزبه، بهدف إفساح المجال أمام الشباب، على حد تعبيره.

تظاهرة لمجموعة من المواطنين التونسيين

ويُعد السبسي الذي قال «بكل صراحة، لا أرغب في الترشح» لأنه «لا بد من فسح المجال للشباب»، وسط صيحات أعضاء الحزب الذي أسسه؛ بهتافات «الشعب يريد السبسي من جديد»، أول رئيس للبلاد ينتخب ديمقراطيا، وذلك عام 2014.
ومع اقتراب انعقاد الانتخابات الرئاسية المُقررة في 17 نوفمبر المقبل، والتي قد يتقدم موعدها حال تخلى السبسي عن منصب الرئاسة، برزت وجوه كمُرشحين مُحتملين، طرحوا أنفسهم خلفاء مُحتملين للسبسي، من بينهم من أعلن ترشحه بشكل رسمي.

نسعي في السطور التالية لاستعرض أبرز هذه الأسماء، استناداً لمواقف بعضهم، ومقابلات مع صحافيين تونسيين.

محمد عبو.. سجين نظام بن علي

هو المحامي محمد عبو، من معارضي نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وأحد قيادات «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية»، الذي كان يرؤسه منصف المرزوقي.
سُجن عبو أيام بن علي بسبب مقال شبه فيه بن علي بشارون، وهو حاليا على رأس «حزب التيار الديمقراطي» ويتمتع بحظوظ وافرة، ويُعد أحد ركائز حزبه في مقاومة الفساد.

قيس سعيد.. الأستاذ الجامعي «نظيف اليد»

أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد، الذي لا ينتمي لأي حزب سياسي ويتمتع بحظوظ وافرة لأنه يعرف بـ«نظافة  اليد»، فضلاً عن كونه «شخصاً ذو مبادىء وضد قانون المساواة في الميراث.. إنسان جدي لكنه لم يمارس السياسة من قبل»، كما أكدت مصادر صحافية تونسية لـ«ساسة بوست».
ودرّس أستاذ القانون الدستوري في العديد من الجامعات التونسية، وأدار قسم القانون العام بـ«كلية الحقوق» بسوسة بين 1994 و 1999، وكان ضمن فريق الخبراء للأمانة العامة لـ«جامعة الدول العربية» الذي أعد ميثاق الجامعة العربية، وبرز صيته بعد الثورة وكانت له إسهامات في صياغة الدستور.

نبيل قروي.. مالك الفضائيات

نبيل قروي صاحب «قناة نسمة» و«جمعية خليل» التي يحاول من خلالها كسب ود الفئة الشعبية الضعيفة، وقد أسس منذ أسبوع حزبا اسمه «قلب تونس»،  بينما أطلق على جمعيته اسمها «خليل تونس»، وهو اسم ابنه الذي توفي منذ ثلاثة سنوات في حادث مرور.

ويُشكل التنقيح المُحتمل للقانون الانتخابي عائقا قد يمنعه من الترشح، إذ سبق للبرلمان التونسي إقرار قانون الانتخاب المثير للجدل، والذي نص على منع كل يملك جمعية خيرية من الترشح للانتخابات «خوفا من المال الأجنبي والمساعدات الخيرية».

ويستمد القروي قوته من «الآلة الإعلامية التي يمتلكها» فهو صاحب قناة فضائية و مؤسسة للإنتاج و الإشهار، بالإضافة إلى خطابه الشعبوي ورئاسته لجمعية خيرية، كما يقول سليماني الشعباني، الصحافي التونسي في تصريح لـ« ساسة بوست».

عبير موسي.. عدوة الربيع العربي

محامية ورئيسة «الحزب الدستوري الحر»، ويُشكل الرئيس الراحل الحبيب بورقيبية، مرجعيتها السياسية، وتُعد من بقايا النظام السابق، إذ كانت على راس الفرع الشبابي لـ«اتجمع الدستوري الديمقراطي» وهو حزب بن علي.

وتتمتع موسى بحظوظ وافرة رغم العداء الذي يكنه لها العديد من أبناء الشعب التونسي، اذ تمثل العودة إلى المربع الأول وانتكاسة الثورة. واضطلعت السيدة عبير موسي بعدة مسؤوليات منها مساعدة رئيس بلدية اريانة، ورئيسة لجنة النزاعات وعضوة «المنتدى الوطني للمحامين التجمعيين»، إضافة إلى مسؤولية الكتابة العامة للجمعية التونسية لضحايا الإرهاب.

يوسف الشاهد.. دعم خارجي وسيطرة على المؤسسات

هو رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، الذي أسس منذ شهور «حزب تحيا تونس»، وشغل منصب وزير التنمية المحلية في حكومة الحبيب الصيد بين 12 يناير(كانون الثاني) 2016 وتم ترشيحه لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية من قبل قائد السبسي.

وأعلن حزب «تحيا تونس»، الشهر الجاري، أنه تم انتخاب رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد رسميا رئيسا للحزب الذي أطلقه أنصاره، وذلك قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد.

ويوضح الشعبانية لـ«ساسة بوست» نقاط قوة الشاهد: «رئيس الحكومة الحالي يستمد قوته من توظيفه لموقعه و مؤسسات الدولة بالإضافة إلى ما يحظى به من دعم خارجي». ويؤكد أن أمر ترشح الشاهد ما زال غير واضح، لكنه يرى أنه الأقرب أن يترشح خاصة في ظل تنظيم انتخابات مبكرة.

ألفة رامبورغ..  داعمة الرئيس الفرنسي!

ألفة رامبورغ زوجة الميلياردير الفرنسي قيوم رامبورغ وصاحبة «جمعية عيش تونسي»، وتُعد حظوظها أقل من المُرشحين السابقين، وقد يمنعها تنقيح القانون الانتخابي اذا تمت المصادقة عليه من الترشح، كونها مؤسسة لجمعية تتلقي تمويلاً خارجياً.

وُتعد ألفة أحد أبرز الداعمين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتدعم جمعيتها العديد من الأعمال الثقافية، وعدد آخر من الأعمال في مجال الرقص والآداب والسينما والمسرح.

من المُرشح الأكثر حظاً ؟

يقول الكاتب والإعلامي التونسي هادي يحمد، في تصريحات خاصة لموقع «ساسة بوست» أنه: «من الصعب في الوقت الحالي معرفة المرشح الأكثر حظا، فهناك نيات عديدة وإعلانات لترشح لرئاسة الجمهورية. الحقيقة أنه للآن ليس هناك اجماع داخل القوى الحداثية على مرشح معين يمكن أن يملا كرسي الباجي في قرطاج».

أحد المواطنين خلال عملية الاقتراع في الانتخابات السابقة

ويُضيف: «ربما سنشهد مفاجآت الأيام الأخيرة. بمعنى تقدم شخصيات لا تحظى بالضرورة على الإجماع الكافي، فشخصيات من قبيل عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعادية الشرسة للاسلاميين يمكن أن يكون لها حظوظ. محمد عبو رئيس «حزب التيار الديمقراطي» يمكن أن يكون له حظ أيضا، وربما يكون محل «توافق» مع «حركة النهضة»، علاوة على وجود مرشحين آخرين.

ويوضح سليماني الشعباني: «نعرف أن نداء تونس يعيش الانشقاق ولا مرشح أساسي ومجمع عليه لحد الان. الحقيقة نحن في انتظار التقديم الرسمي والنهائي للترشحات»، معتقدا أن: «منصب كرسي الرئاسة سوف يُحسم في الأيام القليلة قبل اليوم الموعود».

بينما يستبعد هادي يحمد دفع «النهضة» بمُرشح لها في الانتخابات المُقبلة، مرجحاً اكتفائها بدعم مرشح مستقل. ويوضح هادي أنه من الأرجح أن لا تجازف «النهضة» بتقديم مرشح نهضاوي، لن يحظى مؤكدا بالإجماع. وأن الأقرب لطريقة عمل الحركة، أن تُرشح الشخص الذي تتوفر فيه خصائص «التوافق»، أي عدم معاداة الحركة الاسلامية .

وحول المُرشح الذي يعتقد أنه سينال دعم «النهضة»، يعتقد هادي أن محمد عبو إن ترشح ومر إلى الدور الثاني، سيحظى بدعم «النهضة»، موضحاً أن «النهضة» حركة براغماتية، على حد تعبيره.

وبسؤاله: «هل دعم النهضة كاف لصعود المرشح لمنصب الرئيس؟»، يُجيب الهادي :«لا طبعا؛ جمهور النهضة في الانتخابات السابقة لم يُمكِّن المرزوقي من الوصول إلى قرطاج مرة أخرى».

ويختتم هادي تصريحات بالقول: «لانتخابات الرئاسية القادمة، ستكون الأصعب في تاريخ الانتخابات بعد الثورة. الحداثيون مقسمون والنهضة لن تسطيع وحدها حسم المعركة الانتخابية».

مترجم: 8 أعوام على هرب بن علي.. لماذا لا يزال الشباب يحاولون الهرب من تونس؟

 

The post الانتخابات التونسية تقترب.. من هُم خلفاء الباجي قايد السبسي المُحتملون؟ appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست