نشرت بعض الصحف الأجنبية مؤخرًا خبرًا عن فتح باب التقدم لوظيفة متذوق شيكولاتة لأحد معامل الأبحاث البريطانية التابعة لشركة «كادبوري»، ومهمة تلك الوظيفة هي تذوق المنتجات الجديدة لتلك الشركة وتقديم رأيهم فيها بصراحة ووضوح مقابل 14 دولارًا في الساعة؛ الأمر الذي يمنح المقبولين في تلك الوظيفة فرصة الحصول على المال دون بذل أي مجهود، بل بالعكس؛ يمكنهم الاستمتاع بتناول الشيكولاتة مجانًا.
وتلك الوظيفة ليست الوحيدة التي تمنح صاحبها المال دون القيام بأي فعل أو نشاط يُذكر، فهناك أكثر من وظيفة احتاجها العلم، أو الظروف البيروقراطية؛ ومنحت البعض تلك الفرصة النادرة، نذكر بعضها في السطور التالية.
انتظر في الطابور مقابل 10 يورو للساعة
البيروقراطية متوغلة في المؤسسات الإدارية في أنحاء العالم، وإيطاليا من أكثر الدول التي يعاني مواطنوها من إهدار وقتهم تحت وطأة تلك البيروقراطية، ووفقًا للإحصاءات الوطنية هناك 16 يومًا في السنة بحياة كل مواطن إيطالي يُهدرون في طوابير المصالح الحكومية وهم في انتظار دورهم؛ مما يكلف الاقتصاد الإيطالي ما يقرب من 43 مليون دولار أمريكي، ومن هُنا جاءت الفكرة لخبير الاتصالات السابق جيوفاني كافارو؛ حينما اخترع وظيفة جديدة لا يقوم صاحبها بأي عمل ومع ذلك يجني الأموال.
التوصيف الوظيفي هو الانتظار في الطابور، بدلًا عن الشخص الذي يسعى لتوثيق أوراقه، أو التقدم بطلب خدمات للحكومة الإيطالية، ولم تكن خطة جيوفاني أن تكون تلك الوظيفة حكرًا على السوق السوداء، وأن تسير مجرياتها بعشوائية، بل أراد أن يكون صاحب هذه الوظيفة له نفس الحقوق التي يحصل عليها أي موظف في المجالات الأخرى، مثل: الطب، والقانون، والهندسة.
ولذلك قدم طلبًا لوزارة العمل في روما، مكون من 30 صفحة يشرح فيها سبب وأهمية تلك الوظيفة والدور الذي تلعبه في الاقتصاد الإيطالي؛ حتى اصبحت في العام 2014 مهنة معترف بها وطنيًا مقابل 10 يورو بالساعة. وفي تصريح لصحيفة «لاستامبا» الإيطالية قال جيوفاني: «البيروقراطية قاتلة في إيطاليا، وأنا على استعداد أن انتظر في الطابور بدلًا عن الشخص الذي ليس لديه لا الوقت ولا الرغبة في ذلك».
استلق في الفراش لمدة شهرين مقابل 16 ألف يورو
هل تعتبر نفسك شخصًا كسولًا؟ هل تجد صعوبة في الاستيقاظ صباحًا للعمل؟ عليك إذًا متابعة الوظائف التي تحتاجها «ناسا» في أبحاثها؛ لأنها تقدم فرصًا مناسبة لك ومربحة أيضًا. في العام 2017 أعلنت «ناسا» عن احتياجها لـ24 موظف مؤقت لمدة 60 يومًا؛ لمشاركتهم في دراسة عن آثار الجاذبية الصغرى في أحد المشاريع العلمية التي تشرف عليها الوكالة، وطلبوا أن يكون المتقدمون للوظيفة أعمارهم ما بين 20 و45 عامًا، ولا يعانون من أي نوع من أنواع الحساسية مقابل 16 ألف يورو للمدة كاملة.
كانت المهمة الوحيدة المطلوبة من المقبولين في تلك الوظيفة، هو الاستلقاء في الفراش طوال مدة العمل للحصول على المقابل المالي، وصرح الطبيب أرنود بيك المشرف على التجربة بأن أول أسبوعين في العمل؛ يجري الفريق البحثي الاختبارات الصحية على المتطوعين؛ ومن بعدها يقضون المدة المتبقية في الفراش دون أي حركة، حتى في فترات الطعام أو الإخراج؛ لا يتحرك الموظف من فراشه. والهدف من تلك التجربة كان رصد الآثار الضارة لعدم الحركة لفترات طويلة على جسم الإنسان أثناء تواجده في ظروف مماثلة لنفس الظروف التي يعيش فيها رائد الفضاء خارج كوكب الأرض
200 دولار في اليوم في مقابل ألا تفعل شيئًا على الإطلاق
هل تعاني من الملل؟ هل تمضي ساعات طويلة وأنت جالس على الأريكة في منزلك دون أن تفعل أي شيء حرفيًا؟ محدقًا في الفراغ ومنعزلًا، لا تربد أن تختلط بأحد؟ في العام 1950 كان من الممكن أن تكون تلك مهنتك التي تكسب منها قوت يومك.
منذ هذا العام، وحتى وقتنا حالي؛ يهتم علم النفس بمدى تأثير الملل والعزلة على عقل الإنسان، وحتى يكتشف علماء النفس وأطباء الأعصاب إجابة هذا السؤال، كان لابد من وجود متطوعين مشاركين في تلك التجارب، وفي واحدة من تلك التجارب التي أجريت في العام 1950؛ كان يحصل المتطوع على 200 دولار يوميًا مقابل مشاركته في هذه التجربة.
وكان المتطوع يخضع لعملية عزلة نفسية وجسدية كاملة، فلا يرى شيئًا، ولا يسمع أحدًا، ولا يتحدث بصوت عال حتى مع نفسه، وفي البداية يقع المتطوع تحت تأثير أفكاره العادية مثل التفكير في دراسته، وحياته المهنية، وخططه للمستقبل، ولكن هذا لليوم الأول فقط.
أما من استمر من المتطوعين لأكثر من يوم فقد اكتُشفَ أن العقل حينما يفتقد المدخلات العادية قد يلجأ إلى خدعة الهلاوس حتى يوحي لصاحبه أنه يشاهد أشخاصًا، أو حيوانات، أو حتى يسمع أصوات ليس لها وجود، وكأن العقل غير مؤهل لتلك العزلة، وإن لم يجد الضوضاء من حوله فقد يخترعها بنفسه على هيئة خيالات، ولكن في نهاية التجربة حصل المتطوعون على الأموال مقابل ألا يفعلوا أي شيء على الإطلاق.
مُعلمون مع وقف التنفيذ.. ولكن الراتب سارٍ
في الولايات المتحدة الأمريكية، بعض المناطق التعليمية لديها حالة قانونية يُطلق عليها «مراكز إعادة التعيين»، وهي الحالة التي تأمر الإدارة التعليمية بتحويل المُعلم لها إذا ثبت سوء سلوكه، وبدلًا عن التسريح من الوظيفة، ينتقل إلى هذا الوضع، وهو وضع انتظار يجلس خلاله في غرفة المُعلمين دون أن يفعل أي شيء ولا يحق له ممارسة التدريس، ولكن في ذاك الوقت يظل مرتبه ساريًا.
الغريب في هذا الأمر أن تلك الحالة الخاصة بإعادة التعيين قد تستمر لسنوات طويلة حتى تأخذ الاجراءات القانونية مجراها ويصدر حُكم نهائي بالأمر، سواء لصالح أو ضد المُعلم الواقع تحت هذا التقييد القانوني بعدم التدريس، والمعلمون ليسوا الموظفين الوحيدين في أمريكا الذين قد يتقاضوا أجرًا لسنوات طويلة دون أن يفعلوا أي شيء على الإطلاق، ففي بعض السجون توكل مهمة حراسة الزنازين الفارغة لضباط مع استمرار رواتبهم الشهرية دون أن يساهمون في عجلة الإنتاج، وهذا الأمر منتشر في أمريكا في أكثر من مهنة، ويطلق عليه اسم «الغرف المطاطة».
The post استلق في الفراش مقابل 16 ألف يورو.. هؤلاء يدفعون المال «حتى لا تفعل أي شيء» appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست