لو أن رجلًا مشهودًا له بالقيم والمبادئ الرفيعة خرج من كباريه أو بار خاص بالدعارة، فمن النادر جدًا أن نحسن الظن به، أو نعتقد فيه حسن المقصد، وأن نظن به خيرًا في هذا الزمان، قلنا من قبل وقال غيرنا: إن كل الفوضى والعبث التي نشاهدها في بلاد العرب من شمالها إلى جنوبها، ومن محيطها إلى خليجها، سببها أبناء زايد، أو الشيخ محمد بن زايد شخصيًا. فبإمكانك أن تبحث عن وكلائه أو عملائه على امتداد بلاد العرب، بل غيرها إلى أمريكا وكوريا الشمالية وبريطانيا وغيرها.
في مصر وظف جنرالًا سبعينيًا هو أحمد شفيق، واستخدامه ردحًا من الزمن، وعندما أدخل السيسي إلى بيت الطاعة، باعه بثمن بخس، واليوم هو حبيس السجون المصرية. على الأراضي الليبية يسيطر على الجنرال خليفة حفتر الطامح في رئاسة بلاده، ودعمه بسخاء تجاوز الحدود ممنيًا نفسه بالنفوذ على البلد الغني بالنفط والغاز. في تونس لديه تأثير نسبيًا على الباجي قائد السبسي. في بلاد السودان كان رجله الأول الفريق طه عثمان، والذي غادر منصبه الرفيع بطريقة دراماتيكية تاركًا وراءه اكبر علامة استفهام في تاريخه الحديث، ومعلومات من خلف الأبواب المغلقة لا يعلم تفاصيلها إلا من خلق الأرض والسماوات العلي.
وعلى الأراضي الفلسطينية المحتلة يبرز مستشاره محمد دحلان ليضمن به قدرًا من التأثير على صناع القرار السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة. في بلاد اليمن السعيد يحتضن بسخاء أحمد علي عبد الله صالح، ومن سخرية القدر يحارب والده في حياته في شوارع صنعاء إلى أن غادر الحياة. وعلى الأرض السعودية تجمعه علاقة غير مفهومة مع محمد بن سلمان، والذي بسببها يعتقد أنه ساعد في عزل ولي العهد السابق محمد بن نايف؛ ليضمن السيطرة على قرار البلد الإسلامي الكبير عن طريق الشاب الثلاثيني المندفع قليل الخبرة وضعيف القدرات.
اليوم الشيخ محمد بن زايد يضيف إلى كوكبته النيرة التي اعتقد أنه اختارها بعناية فائقة لاعبين من العيار الثقيل، وهم العجوز السبعيني أسياسي أفورقي، والنجم الإثيوبي اللامع ورئيس وزرائها آبي أحمد علي. استدعى بن زايد الرجلين لقمة ثلاثية، ومنحهما وسام زايد تقديرًا لجهودهما في السلام بين البلدين.
القمة الثلاثية بين حكام أسمرا وأديس أبابا وابن زايد في معناها الظاهر تكريمًا لصناع السلام ودعمًا للعلاقات بين البلاد وتحقيقًا لمصالح الشعوب.. إلى غير ذلك من الكلمات السياسية المختارة بعناية فائقة الجودة.. وفي حقيقتها هي قمة للتربص بمنطقة القرن الإفريقي؛ لما تمثله من أهمية بالغة في صناعة القرار على ساحل البحر الأحمر؛ فمحمد بن زايد يبحث عن كنوز محددة في هذه المنطقة، وهي ضمان السيطرة على المواني البحرية الإريترية والجيبوتية واليمنية، وخنق ميناء سواكن السوداني الذي دفعت فيه دولة قطر بسخاء ليصبح الميناء البحري الأكبر في المنطقة.. وبهذا يضمن انتصارًا نسبيًا على أعدائه التقليدين، وهم: دولة قطر، وتركيا صاحبة النفوذ الكبير في دولتي الصومال وجيبوتي.
كما أن الرجل يبحث عن أدوات ضغط ليحركها في وجه نظام الحكم في السودان باعتباره خارج محور إمبراطورية أبوظبي العظمي، محاولًا تركيع البلد الذي يعاني ضعفًا اقتصاديًا وهشاشة في البنية السياسية.. ولولا مشاركة السودان بقوات برية في عاصفة الحزم وحاجة عيال زايد الماسة لذلك لأدخلوه في مشاكل لا حصر لها.
إن دخول آبي أحمد وأفورقي إلى البيت السياسي الإماراتي لا يجعلنا نحسن الظن أبدًا، بالرغم من الأثر الطيب الذي أوجده الأول في ذاكرة الأفارقة بصورة عامة لفترة قيادته القصيرة لبلاد الحبشة، وتجاوب الأخير مع خيار السلام مع أديس أبابا.
The post ابن زايد يتربص بالقرن الأفريقي! appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست