هدف الإعلان وغرضه هو أن يبيع المنتج المعلن عنه وليس ترفيه المشاهد وإمتاعه. لا توجد علاقة واضحة بين الإعجاب بالإعلان وبين تحقيق مبيعات بسبب هذا الإعجاب. هذا ليس مبررًا لأن يكون الإعلان مملًا مضجرًا، بل يجب أن يكون إنسانيًا ودودًا.
– من أشهر مقولات ديفيد أوجيلفي.
جرت العادة على أن تختار الشركات شخصية مشهورة ليكون وجهها ممثلًا للشركة لمدة معينة، وقد تسرف الشركة في عدد المشاهير كذلك كما فعلت فودافون في أحدث إعلاناتها الرمضانية، ولنعرف ما يعيب الإعلانات التي تضم مشاهير دعنا نتناول إعلان فودافون الأخير والذي جمعت فيه الشركة «جوقة» من المشاهير ليتغنوا في إعلان واحد بما شاؤوا، فالواضح أن كاتب الإعلان لم «يرسَ» على موضوع محدد، وشرّق في الإعلان وغرّب وكان أهم ما ورد فيه أن طمأننا على علاقة شيرين وتامر وأنها لا تشوبها شائبة مما يعني أن الأرض ستستمر في الدوران مجددًا بعد طول انقطاع، وأننا أخيرًا سنتنفس بدون تأنيب للضمير، كما أطلعنا الإعلان على كواليس حياة كندة وعمر وكأن روميو وجوليت العرب لم يطلعانا على ما يكفي من حياتهما بعد، ويبدو أن فودافون ليس لديها ما تخسره حيث إن حركة «أبو التفانين» الشهيرة بلغت من الأهمية بمكان أن وجب ذكرها في الإعلان.
وقد يقول قائل ليس الهدف من جميع الإعلانات عرض المنتج ومميزاته، وإنما زيادة قوة العلامة التجارية بطريقة غير مباشرة كما فعلت أبل في إعلان Think Different، ولكن لماذا لم تفكر فودافون بإعلان على طريقة Guerrilla marketing (وهي استراتجية للإعلانات تهدف لعرض المنتج بطريقة غير تقليدية وبتكلفة منخفضة ويجب أن يكون الإعلان في الشارع أو مكان عام ليضمن مشاركة الجماهير العامة) وبضمان مشاركة الجماهير ستكون روح رمضان حاضرة في الإعلان بكل تأكيد ولا حاجة لتزييفها بالديكور، واصطناعها باستدعاء المشاهير الذين يسيرون وسط الحشود «الكومبارس». وهذان مثالان لهذه الطريقة:
إعلان نسكافيه إيطاليا
إعلان نسكافيه ألمانيا
لا يقتصر الأمر على فودافون، فأورنج كذلك حرصت على الإنفاق ببذخ ويبدو أن هذا الإنفاق حال بينها وبين كاتب جيد لإعلان ظنه البعض وأنا منهم إعلان كنافة لـ«إيتوال»، لولا ختامه الذي خيب ظني، ويبدو أن مكالمة هنيدي لوالدته كانت سهوًا من العقل أو بالأحرى «البطن» المدبر للإعلان، إعلان كان قوامه أن هنيدي «واد خلاصة لاصة»، وهما كلمتان لا أعرف لهما معنى على وجه التحديد ويبدو أنهما من النثر المقفى من «باب انعدام المعنى واستواء القافية».
حتى بيبسي لم تسلم من الوقوع في شراك المشاهير، وأقول إنه شراك لأنه يعفي كاتب الإعلان من واجبه الإبداعي، يحصر قيمة الإعلان في تلك الشخصية المشهورة، فلا يهم ماذا قيل بعدها أو ماذا قيل قبلها ما دامت ستظهر، ولا يهم حتى ماذا تقول طالما أنها هي التي ستقوله، فهو أمر في غير محله وليس من السداد في شيء. وقد حُرمنا بسببه إبداعات كثيرة من كبريات الشركات في وقت بزغ فيه نجم الحملة الإعلانية لـ«EG Bank» ليرسل تنبيهًا مفاده أن الجمهور متى اطلع على الإبداع صعب عليه أن يلحظ ما دونه، وأنه وراء مليون مشاهدة و أكثر من 15 ألف تفاعل في أسبوع واحد فقط يقف فريق من المبدعين دون الحاجة إلى عامل الشخصية المشهورة والتكلفة الإضافية.
لا أقول إنه لا يجب الاستعانة بمشاهير، ولكن الاستعانة بهم أكثر من اللازم، جعل الإعلانات مضيعة للوقت، شيئًا نشتهي زواله، وقتًا لدخول الحمام، بدلًا من أن يكون مساحة لعرض الإبداعات والخروج عن النص، وربط كل منتج بقصة لا تنسى، قصة كفيلة بأن تجعلنا نشتريه «لسواد عيون» الإعلان، بيد أن ما يحصل أننا نشتري المنتج لسواد عيون حاجتنا إليه.
The post هل تحتاج الإعلانات للمشاهير؟ appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست