عن أحد أعمال الكوميكس اليابانية الشهيرة، تقوم الممثلة الجميلة «سكارليت جوهانسون» بلعب الدور الرئيسي في الرواية المصورة الشهيرة «Ghost in The Shell»، أو «روح في قوقعة»، للرسام والكاتب الياباني «شيرو ماسامومي»، والتي تحولت لاحقًا لفيلم أنيمشن طويل أيضًا من إنتاج اليابان عام 1995.
الفيلم تدور أحداثه في اليابان بالمستقبل القريب، في عالم شمولي تسيطر عليه شركات التكنولوجيا التي تسعى لترويج تقنيات تدمج أجزاء آلية داخل البشر، ليتحولوا إلى بشر محسنين ذوي قدرات استثنائية، أو ليتحول كل منهم إلى «سايبورج» يمكنه الرؤية بصورة أحد، أو التحلي بقوة أكبر، أو القتال بشكل أسرع، أو التغلب على مشاكل صحية… إلخ.
تعمل سكارليت – التي تظهر في الفيلم باسم «ميجور»- في وحدة لمكافحة الجريمة، مع زميلها «باتو»، وتحت إدارة مدير الوحدة «آراماكي»، تخوض مع زميلها في ليل طوكيو حيث الأضواء المبهرة، والرسوم الهولوجرامية الضخمة ثلاثية الأبعاد التي تتجاوز ارتفاع مباني العاصمة، وحيث الغنى الفاحش يجاور الفقر المدقع، وحيث يبحث الجميع – أغنياء وفقراء- عن المتعة في الليل بأي شكل، سواء عبر المخدرات، أو القمار، أو عبر الحفلات الماجنة، أو السعي حول آخر تقاليع التحسينات الآلية Upgrades.
في إحدى المهام، تصاب ميجور بشدة، ويترتب على ذلك نقلها لوحدة علاجية متطورة تديرها «دكتور أوليت» – الممثلة الكبيرة المخضرمة جوليت بينوشي-، تحاول دكتور أوليت إنقاذ وعي ميجور وحفظه في ذاكرة إلكترونية خاصة، بينما يتم استبدال أجزاء جسدها المضارة بأجزاء أخرى ميكانيكية وإلكترونية، وفي النهاية يتم تركيب الوعي (الروح: Ghost)، داخل الجسد (القوقعة: Shell)، يتم مسح أجزاء كبيرة من وعي ميجور لسبب ما يظهر مع نهاية الفيلم، وفي النهاية يتم دفعها للاستيقاظ. رسميًّا، الآن ميجور أصبحت سايبورج.
تسعى الوحدة وراء مجرم غامض يدعى «كوز» يسعى لتدمير شركات التحسينات الآلية بعد اختراق تقنياتها والحصول على إمكاناتها لهدف غامض يعمل بشكل نشيط لتحقيقه. تحاول ميجور ملاحقة كوز والقبض عليه، إلا أن ذلك يبدو أمرًا صعب المنال لما يتمتع به من قدرات تقنية عالية تساعده على التخفي والهروب والمقاومة، بجانب وجود دستة من المقاتلين الشرسين – المحسنين آليًّا أيضًا- يعملون بجواره.
ووسط انشغالها بتعقب كوز، تواجه ميجور أسئلة وجودية بعد تحولها من إنسانة كاملة لإنسانة نصف آلية، وبعد أن تم معالجة وعيها رقميًّا، وإعادة تنزيله على خلايا مخها.
ما هو الفرق بين الإنسان والآلة؟
هل لدينا روح بالفعل؟ أم أن الأمر لا يعدو مجرد إشارات كهربائية في المخ مسئولة عن كل الأحساسيس والذكريات والمعلومات التي تدور في عقولنا وقلوبنا؟
ما هي الإرادة الحرة؟ وهل الإنسان فقط هو من لديه إحساس ووعي بكينونته ومصيره وهدفه؟ أم أن الآلات سيمكنها الحصول على نفس الخصائص البشرية تلك عاجلًا أم آجلًا؟
المخرج «روبرت ساندرز»، الذي سبق وأخرج فيلم Snow White and the Huntsman عام 2012 من بطولة النجمات تشارليز ثيرون وكريستين ستيورات، يحاول في فيلمه الأخير استكشاف المناطق التي تدور فيها كل تلك الأسئلة، بشكل يخلط القصة الأصلية مع تكوينات بصرية مبهرة يقدمها ساندرز لأول مرة بشكل فريد، حيث يبرز المدينة المستقبلية الفاسدة Corrupted والمثيرة للغثيان، حتى مع كل التكنولوجيا والتحسينات والواقع المعزز Augmented Reality التي تسبح فيه كل بقعة من المدينة. وأيضًا مع موسيقى مناسبة لحالة التوتر والضياع التي تعيشها ميجور، ومحاولتها للقبض على مصيرها، وإعادة التعرف إلى هويتها، ووضع حياتها في نصابها الصحيح من جديد.
أخيرًا تلتقي ميجور مع كوز وجهًا لوجه، وفجأة تجد عند ذلك الرجل العديد من الإجابات التي تدور في ذهنها طول الوقت، وتجد نفسها في مأزق، هل تقوم بقتاله أم التحالف معه.
فيلم Ghost in The Shell واحد من أجمل الأفلام التي تصنع تناقضًا فنيًّا بين الطبيعة والتكنولوجيا، وتكشف الصراع الدائم بينهما، بين الطبيعة والمدينة، والفرد والسايبورج، والعقل والذكريات الرقمية، وتحاول أن تجيب، لمن ستكون الغلبة في النهاية.
The post سؤال الكينونة الأبدي.. حول فيلم «Ghost in The Shell» appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
