الاثنين، 1 مايو 2017

ثقفني اون لاين : شَغفك وراحتك النفسية

في عالم أصبحَت تملأهُ الحروب وأعمال العُنف في معظم أنحائه، نَجِد حيواتُنا تأثرَت على عدة مستويات باختلافها أدَت إلى التأثير النفسي السلبي على جميعنا أو معظمنا، كما أثرَ ذلك على إنتاجياتنا، وإنتاجياتنا هنا لا أقصد بها إنتاجًا على مستوى دولي أو ما إلى ذلك، ولكن على المستوى الفردي إنتاجك في حياتك، فأنت كشخص لديك أهدافك وأفكارك وتطلُعاتك التي تفيد بها نفسك وغيرك، حتى ولو كان إنتاجك هو تحسين وإضافة إلى نفسك فقط.

تُرى ما العمل؟

هل جربت يومًا أن تبحث عما تُحِب أن تفعل ذلك الشيء الذي يقوم بمثابة الوقود الداخلي لك، معظمنا كان يعلم ما يحب أن يفعله في الصغر، يُحِب أن يفعله ليس شرطًا أن يكون الشيء الذي يحب أن يعمله ويتكسب منه، هذا الشيء الذي ربما لم نكن نُدرِك أنه وقودنا الداخلي، وهو ما نحتاجه كي نستطيع الاستمرار، هذا الشيء الذي ربما نسيناه أو تناسيناه نتيجة الدراسة والعمل وأشياء ادعينا أن التركيز بها أهم من هذا الذي كنا نركن إليه في أوقات كثيرة، نعم هي مهمة، ولكن عِند اضطراب سلامنا النفسي نتيجة الكثير من الضغوط وما نعانيه اليوم، لن نجد السلام النفسي بهذه الدراسة أو هذه الأعمال، ربما هي هواية ليس شرطًا أن تكون الهواية عملاً، ربما أن تساعد أحدهم أو تشارك في عمل تطوعي، أن تقرأ أو تكتب أو ترسم أو تطبخ أو تُقوم بالتصوير، هناك الكثير من الأشياء التي نُحِب أن نفعلها نشعُر بإخراج طاقاتنا بها وزيادة طاقاتنا بعملها لاستكمال ما نقوم به من أعمال أخرى في الحياة .

لن أقول في التو واللحظة أن ما تناسيناه وتوقفنا عن فعله لسنوات، سنتذكر فعله في حينها أو سنشعُر أننا قادرين على فعله مجددًا، ولكن سيأتي الأمر على عدة خطوات، لذا حاول أن تتذكر ذاك الشغف والشيء الذي كنت دائمًا تُحب فعله والركون إليه في كثير من الأحيان، ربما يراودك حتى الآن، ولكن تجاهلنا له بسبب انشغالنا يجعلنا ما زلنا غير قادرين على فعله، افتح الباب لما تودُ فعله وأقبل عليه، وما تُقبِل عليه، يُقبِل عليك، وإن شعرت أنَك لم تفعل هذا الشيء من قبل ولم تجده مُسبقًا في رحلتك، فأطلق العنان لنفسِك وروحك حين تريد التعبير عن شيء ما بداخلك، ووسيلة تعبيرك عنه ستكون ما تُريد أن تفعله وستشعر بذلك حين تجده، ربما ما تريد فعله لا يقتصر على رغبة واحدة فقط ربما هي عدة رغبات، تختلف وتتباين من مرة لأخرى، فقط أطلق عنان روحك لتعبر عما بداخلك كما تَود أن تفعل.

عندما تجده ويجدك لا تتركه مرة أخرى، ستجد في فعل هذا الشيء هالتك، وبعيدًا عن المعنى اللغوي للهالة، فما أقصده هنا بالهالة الشيء الذي يُحيطك، يُشعِرك ويلُفَك بالراحة النفسية، منطقة راحتك النفسية حيث تُفرِغ ما لديك باختلاف أشكاله، وتَتزوَد بطاقتك لاستكمال ما لديك من أعمال، أحيانًا تجِدَك تقوم بالتركيز على عمل لفترة طويلة وتخشى إضاعة وقتك في فعل شيء آخر أو الاستمتاع قليلاً حتى تتمكن من إنجازه، ومع ذلك لا تستطيع فعله وإتمامه، لِمَ لا تذهب إلى منطقتك لتفعل شيئًا تُحبه لتُجَدِد طاقتَك وتعود مرة أخرى لإنجاز عملك، ولكُلِ مقامٍ مقال، وربما هذا لن يحل جميع مشكلاتنا، ولكنه حقًّا سيساعد ويُخفف وَسَط صخب الحياة الذي نعيشه، على الأقل يُساعد أنفسنا ألا تضيع وتهيم غير واجدة مثوىً لها.

أحيانًا علو صدى أفكارك يُشتتِك عما تُحب أن تفعل لشعورك بالتيه والتخبط في حياتك، ولكن يمكنك أن تطلِع على هذا «النزاعات الداخلية وتقويم النفس» ربما يُساعِدك في طريقك لفعل ما تُريد واستكماله.

بالحياة ومراحلها تختلف طرقنا، ولكن علينا في كل مرحلة معرفة ما تحتاجه أنفسنا، حيثُ إنَ اختلاف مراحل حيواتنا يجعلنا نكتشف جوانب أنفُسُنا الخفية؛ ففي إحداها ربما نُدرِك ما يُقَوِم أنفُسَنا ويضعها على الطريق، وغيرها نعلَم منهُ ما تُحِب أنفُسنا الركون إليه وتشعر فيه بسلامها، وغيرها نُشعر فيه أننا بحاجة للتجديد وقليلاً من التغيير لتجديد نشاطنا، أو الابتعاد والاسترخاء كي نستطيع استكمال حيواتنا وطُرقنا.

وفي كُلٍ لا بد أن نُدرِك ما نفعله، وليهدينا الله ويرزُقنا الطريق إليه.

The post شَغفك وراحتك النفسية appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست