الأحد، 30 أبريل 2017

ثقفني اون لاين : السرطان يغزو غزة بلا رحمة!

كونك مواطنًا غزيًا تمتلك حساب فيسبوك، فلا تتعجب وأنت تمرر الفأرة بين الأحداث اليومية، أن تشاهد منشور فلان أو فلانة.

مصاب بمرض السرطان .. هذا أصبح المعتاد والطبيعي .. وليس فقط على منصات التفاعل الاجتماعي، بل في المجالس العائلية وفي طرقات غزة المصابة، لكن! لم تحتل غزة مكانة عالمية في هذا المرض اللعين؟ ولماذا يرسم ملامحه في أجساد الغزيين اليأسيين في ظل حصار بغيض؟

فلنبدأ ببعض الإحصاءات المقلقة التي رصدت في السنوات الأخيرة علها تجيب بعض من الأسئلة الكثيرة حول هذا المرض.

السرطان في أرقام وإحصاءات في غزة:

أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن أعداد المصابين بلغت قبيل الحروب الثلاثة على قطاع غزة 945 مصاب سنويًا، أي 65 إصابة من بين كل مائة ألف مواط

• لكن الصدمة كانت بالتباين الكبير ما بين هذه النسبة ونسب الأعوام 2015 و2016 حيث بلغت 15 ألف شخص، أي ما يعني أن من بين كل 1000 مواطن يسكن غزة، هناك 8 أشخاص مصابون بهذا المرض الخطير. وفي العام 2016 تجاوزت الـ 1600 مصاب، أي أن هناك زيادة سريعة ومقلقة، وتتوزع هذه الإصابات حسب البيئة الجغرافية في قطاع غزة، كالتالي:
حيث حصدت مدينة غزة ما نبسته 44.2% من إجمالي الإصابات في القطاع، بينما خانيونس من المحافظات الجنوبية 17%، والمحافظة الوسطى 13.3%، ثم محافظة الشمال 12%، وأخيرًا محافظة رفح 11.3%.

وجاءت هذه النسب حسب نصيب كل محافظة من القصف أثناء العدوان الإسرائيلي.

  • وتظهر إحصاءات وزارة الصحة أن معدل إصابة الذكور بالسرطان هو 46 مصابًا لكل 100.000 من الذكور، في حين أن معدل الإصابة لدى النساء هو 53 امرأة لكل 100.000 من النساء، كما يعتبر سرطان: الثدي، والقولون، والرئة، الأكثر انتشارًا بغزة.حسنا الآن فلنرجع للوراء قليلًا، عشر سنوات أو أكثر .. بدأت الحرب الإسرائلية على غزة في نهاية عام 2008، وبالفعل لم تكن إسرائيل الخلوقة في حربها فقد استخدمت أسلحة وصفت بأنها محرمة دوليًا، فإن ما يتبارد للأذهان في البداية: الفسفور الأبيض، وقد نشر موقع تيمزاونلين البريطاني صورة في تاريخ 8 يناير (كانون الثاني) 2009 صورة لجندي إسرائيلي يقوم بتوزيع قنابل تحمل الرمز M825A1، وحسب ادعاء الصحيفة أن هذا الرمز يعني قنابل
    أمريكية من الفسفور الأبيض، الرمز السابق كما هو مذكور في موقع حكومي أمريكي يرمز للفسفور الأبيض المستخدم في التسليح تتلخص آثاره في التالي:
  • 1- حروق في جسد الإنسان لدرجة أنها قد تصل إلى العظام.
  • 2- الفسفور الأبيض يترسب في التربة أو في قاع الأنهار والبحار؛ مما يؤدي إلى تلوثها الذي يسبب الضرر للإنسان.
  • 3-القذيفة الواحدة تقتل كل كائن حي حولها بقطر 150م.
  • 4-استنشاق هذا الغاز يؤدي إلى ذوبان: القصبة الهوائية، والرئتين.
  • 5- دخان هذه القذيفة الفسفورية يصيب الأشخاص المتواجدين في المنطقة بحروق لاذعة في الوجه والعينين والشفتين، والوقاية تكون بالتنفس من خلال قطعة قماش مبلولة بالماء.
    ولم تقف إسرائيل عند هذا الحد؛ فقد إستخدمت إيضًا اليورانيم المخضب بما يعادل 70 طنًا على بقعة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ٣٦٥ كم²، و تم استخدامه أيضًا في حرب لبنان 2006، وبعد فحص التربة تم التأكد من ذلك، عدا عن صورايخ طائرات الأباتشي والاستطلاع والإف 16 الأمريكية التي كانت تنهال كالمطر على أرض غزة.
    هذا السيناريو تم إعادته وتكراره في حرب عام 2012 وعام 2014، لكن بجودة أسلحة أعلى ومواصفات أقوى.
    ليس هذا السبب فقط لغزو السرطان أهالي غزة كما غزاها البين. فقطاع غزة يحتل مرتبة عالمية في تلوث المياه بفعل الحصار الواقع عليها من عام 2007 حيث أنه بلغت نسبة المياه الملوثة وغير مرضية بنسبة 96%، سواء من ناحية كيمائية أو البكتريولوجية حسب المواصفات العالمية، وذلك حسب تقرير وزارة الصحة الفلسطينية عام 2014
    وأيضًا استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الخطيرة والسامة في زراعة المحاصيل. والكثافة السكانية المرتفعة حيث تجاوز عدد سكان قطاع غزة الموزعين في خمس محافظات، الاثنان مليون شخص في رقعة ضيقة تعد من أعلى مناطق
    العالم كثافة وتتعدد الأسباب، ويبقى المرض واحدًا ينهش في أجسادنا دون رحمة ولا سابق إنذار لهذه الكارثة.

ماذا عن واقع العلاج في القطاع؟

مشافي قطاع غزة ليست هذه المشافي بكامل جهوزيتها في هذا واقع المرير والأليم، حيث إن غالب مرضى السرطان يتلقون علاجهم بالخارج نظرا لعدم توفر 60% من العلاجات الكيمائية والإشعاعية و30% من الجراحات اللازمة للمرضى.

فهنا يكون لدى المريض خياران: أما السفر عبر معبر رفح أو السفر عبر معبر إيرز شمال قطاع غزة، وهذه الخيارات ليست بالسهل مطلقًا لأسباب عدة، منها:

– السفر عبر معبر رفح غير متاح إلا في أيام قليلة، حيث إن السلطات المصرية تسمح بفتح هذا المعبر بأيام معينة لا تلبي احتياجات كافة المسجلين في كشوفات وزارة الداخلية في قطاع غزة، مما إضطر الداخلية لإعتماد نظام الكشوفات والأرقام التسلسلية في الأسماء حتى تتسنى الفرصة للجميع في السفر، وتم اعتماد نسبة معينة من أعداد المسافرين لمرضى السرطان، وهذه نسبة قليلة وبسيطة في جميع الأحوال.

– السفر عبر معبر إيرز يتطلب إجراءات ومعاملات طويلة ومرهقة تبدأ من الحصول موافقة اللجنة الطبية في غزة، ثم موافقة الجهات المختصة في رام الله لتغطية لتكاليف العلاجية المرتفعة وأغلب المرضى يتم الالتزام بكافة مصاريف الرحلة العلاجية من مكاتب رام الله ثم بعد ذلك التوجه للإدارة المدنية والبدء في إجراءات الدخول إلى المستشفيات الإسرائيلية أو مشافي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقد لا يحصل المريض على تصريح الدخول لإسرائيل من المرات الأولى وبعض الأحيان لا يحصل بشكل نهائي قد تكون لأسباب أمنية أو حزبية او أسباب آخرى غير معروفة.

وإذا كان المريض يحتاج العلاج بشكل دوري فعليه القيام بهذه الإجراءات في كل مرة سواء عبر معبر إيرز أو معبر رفح البري.

معطيات منظمة الصحّة العالمية (WHO) حول مرضى قدّموا طلبات تصريح دخول لإسرائيل عبر حاجز إيرز، لغرض العلاج في الضفة الغربية وإسرائيل والأردن:

السنة جميع الطلبات طلبات  تمّت الموافقة عليها الطلبات التي تمّ رفضها طلبات مرضى في انتظار الردّ، وفات موعد علاجهم من بينها طلبات لمرضى قاصرين من بينها طلبات لمرضى قاصرين (رُفضوا + ينتظرون) من بينها طلبات مرضى في سن 60+ (رُفضوا + ينتظرون الردّ)
2014 18,577 15,232 (81.99%) 528 2,817 613 211
2015 22,088 16,920 (76.60%) 1,267 3,901 1,182 99
2016 (حتى 31.10) 20,906 13,788 (65.95%) 1,481 5,637 1,676 701

في السنة الأخيرة حصل أيضًا ارتفاع جديد في عدد المرضى الذين طٌلب منهم المثول للتحقيق في معبر إيرِز في أعقاب طلبهم تصريح دخول:

السنة عدد من استدعوا للتحقيق  عدد النساء من بينهم
2014 179 21
2015 146 34
2016 (حتى 31.10) 601 189

* وفيما يتعلّق بطلبات الدخول التي قدّمها مرضى السرطان على وجه التحديد، تفيد معطيات منظمة الصحة العالمية أنه منذ بداية عام 2016 وحتى نهاية شهر تشرين الأول أنّ نحو 35٪ من الطلبات قدمت من قبل مرضى السرطان (بعدد 7267) حيث أن أكثر من ربعها – 28.09٪ (بعدد 2042) تمّ رفضها أو لم تتلق ردًا حتى الآن.

الشهر طلبات مرضى السرطان* منها طلبات تمّ رفضها منها طلبات قيد الانتظار وفات موعد العلاج
كانون الثاني

694

14 120
شباط

816

17 168
اذار

816

20 171
نيسان

669

21 119
أيار

696

42 177
حزيران

741

36 138
تموز

698

20 180
آب

745

13 260
أبلول

708

17 176
تشرين الأول

684

17 316
المجموع

7,267

217 1,825

* تشمل المعطيات طلبات مرضى تمّ تحويلهم العلاج بالأشعة، وإلى قسم الأورام وقسم أمراض الدم.

هذه المعلومات حسب موقع بتسيلم مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة

مريض السرطان لا يحتاج فقط العلاج الطبي، بل الدعم النفسي والاجتماعي من الجميع، فهذا الابتلاء والموت الصامت يحتاج منا دعم وتعاطف ومؤازرة في كل حين، حتى تبقى قلوبهم قوية وعصية على هذا المرض ويتجاوز هذه المحنة، وهذا ما نشهده الآن عبر منصات التفاعل الاجتماعي من حملات بين النشطاء الشباب لمؤزارتهم نفسيًا واجتماعيًا، وإن كان أقل القليل بحقهم، لكن هذا ما بوسعهم. ما نرجوه الآن أن لا تبقى هذه المعلومات والإحصاءات حبيسة الأدراج وصفحات الإنترنت الافتراضية، وأن ينظر لهؤلاء المرضى بعين الرأفة والرحمة، وأن تنتهي هذه الكارثة في عاجل غير آجل.

The post السرطان يغزو غزة بلا رحمة! appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست