الثلاثاء، 31 يناير 2017

ثقفني اون لاين : ‎دين فى سياسة وسياسة في دين!

قال الرئيس الراحل أنور السادات رحمه الله: السياسة ليس لها دخل بالدين والدين ليس له دخل بالسياسة! وقال الشيخ عبدالحميد كشك رحمه الله: اسألو التاريخ أين عبد الناصر والسادات الآن.

ما وصلت إليه مصر الآن سبب رئيسي فيه هو ذلك الخلاف الكبير، هل هناك ثمة علاقة بينهما، أم لا علاقة؟!

في كل منصب من المناصب بداية من رئاسة الجمهورية إلى أقل مسؤول في الدولة يوجد شخص له إحدى الخيارين، فعبد الناصر والسادات ومبارك وأتباعهم اتخذوا الخيار الثاني (أنه لا علاقة بينها).

ويبقى السؤال لماذا يظهر لنا فريق آخر يطالب بالخيار الأول ويعتقد ذلك بل وبنيت أفكار وجماعات وأحزاب وائتلافات على هذا المعتقد.

بل أيضًا تناحرت شخصيات، وظهرت سقطات من خلال هذا الموضوع، الذي قد يعتبره القارئ شائكًا، ولكنه ليس كذلك، لأنه لو كان شائكًا ما استطعت أن أكتب فيه.

فما القصة إذًا! بدأت القصة حينما ظهرت الاتجاهات الحديثة في مصر مثل الليبرالية والعلمانية وغيرهما، فقد ظهرت أولًا في أوروبا وكانت طوق نجاة للكثير من دول العالم للفرار من السلطات الديكتاتورية التي حكمت الشعوب بالاستخفاف بعقولهم واللعب على جانب التدين عند الشعوب.

ورأى الكثير من الفلاسفة بل قيادات بعض الثورات في العالم أن هذه الاتجاهات أعطت الحرية التي كانت محجوبة عن تلك الشعوب، فمجدت هذه الاتجاهات في العالم، وأعلنت بعض الدول اعتناقها لهذه الاتجاهات.

ولأننا تعودنا من الأنظمة السابقة اعتقادها بأن الدين ليس له دخل في السياسة، اعتقد الناس أن من ينادي بالخيار الثاني هو رجل رجعي أو تكفيري أو… إلخ.

وبالرغم من أن هناك فريقين لكل فريق منهم تصوره لهذه القضية، إلا أن الفريقين يؤمنان بأن الدين لم يترك شيئًا إلا وتحدث عنه، بل وكان له حكم فيه يسير الفريقان على أساسه.

ومن العجب العجاب أنك ترى مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر وممثل الكنيسة يتحدثون في السياسة ويتدخلون فيها على الرغم من أن الدين ليس له علاقة بالسياسة في وجهة نظرهم، ولكن لماذا هذا الاستثناء، الإجابة: لأنه يخدم موقفًا لأحد الفريقين.

وهنا تظهر المشكلة التي نعاني منها في قضايا كثيرة، ليس تلك القضية فحسب. ألا وهو الجهل، فجهل هؤلاء بدينهم يجعلهم يحدثون تناقضًا بين ”الدين لم يترك شيئًا إلا تحدث فيه ووضحه وبينه” وبين “الدين ليس له دخل في السياسة”، إنها الفجوة يا سادة التي أحدثت الخلاف بين القوى السياسية في مصر ورغم بساطة القضية إلا أننا مصرون على ألا نجعل للعقل مجالًا للتفكير فيها.

الدين هو أصل كل شيء، بل المجتمع الغربي الذي تأملون أن تصبحوا مثله هو أحرص على دينه منكم على دينكم، بل انظروا إلى اليهود كيف يحرمون لعب القمار لأن دينهم ينهاهم عن ذلك، لا تعجب، فالعجب أنهم ينزلون مصر ليلعبوا القمار ويشربوا الخمور على أرضنا، فهم لا يريدون أن يخالفوا القوانين التي استنبطوها من دينهم وشريعتهم (بالرغم من أنهم على باطل) ونحن في بلدنا نستنكر على بعضنا مطالبته بتطبيق الشريعة، وبالرغم من ذلك نرى من يقول إن الدين لا دخل له بالسياسة. وإذا نظرنا إلى العهود الماضية والأنظمة السابقة التي نحّت الدين عن السياسة نرى أنها أفسدت الحياة السياسية وأفسدت على البعض دينهم أيضًا، فلم يهنأ أحد بسياسة ولا دين.

وعلى الرغم من هذه الأنظمة التي حكمت مصر ما يقارب السبعين عامًا وهي تنادي بأن الدين ليس له مكان إلا المساجد، ورغم فشل تلك الأنظمة في تحقيق أدنى حقوق المواطنين من العيش كرماء، إلا أنها لم تعترف بفشل اختيارها، فلماذا لا نعتبر من أخطاء الأمس بل لماذا لا نغير الخيار ونعلم أنما الحياة تجارب فإذا فشلت تجربة لا نهدم المعمل.

أحبائي إن الاسلام منهج حياة، هو الذي علمنا آداب قضاء الحاجة وهو الذي علمنا آداب القيادة.

The post ‎دين فى سياسة وسياسة في دين! appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست