حوار الإرهابيين الصغار والمخدوعين الصغار
في طريقي إلى العمل في منطقة الكوثر بمحافظة سوهاج وانا أستقل السيارة دار حوار بين فتاتين على ما أعتقد زملاء وليستا أصدقاء وهما في نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة الشباب وعبرت إحداهما عن رغبتها في الذهاب للتصويت بنعم على الدستور فردت عليها الاخرى بعنف واستهجان أنها يكفي أن تقول نعم في سرها! ثم حذرتها أن تذهب وتنفجر قنبلة في وجهها! ثم أخذت تدعو على مصر تتحرق مصر وتولع بجاز وسخ وانتهى الحوار.
هذه الإرهابية الصغيرة تماما مثل مثيلتها الكبيرة خبيثة بقولها يكفي أن تقول نعم في سرها، إرهابية بتخويفها من انفجار قنبلة في وجهها، شديدة الكراهية لمصر الوطن بالدعاء عليها. أما المخدوعة الصغيرة تماما مثل مثيلتها الكبيرة فنفس السذاجة والبلاهة ونفس العاطفية غير العقلانية.
ففي استفتاء الدستور علينا أن نختار بين من يريد أن يخطف مصر ويخبئها في ذقنه ويذهب بها إلى باطن الزمن ولا يراها أحد ثانية! وبين من يريد أن يرجع بنا ستين عاما كاملة ونعيد تاريخا من الأزمات والفساد والشعارات الكاذبة والرشوة والمحسوبية والزعيم الذي يفهم كل شيء.
هذا وكان علينا أن نختار ولكني اخترت ألا أختار شيئًا!
1712014
قبيل التعديلات الدستورية التي أعقبت ثورة 30 يونيو (حزيران)
بعد ثلاث سنوات
والآن بعد ثلاثة سنوات اختارت مصر الخيار الثاني فهي ذاهبة إليه بمنتهي القوة فنحن الآن نبدأ ستين عاما أخرى مما عاشتها مصر بعد ثورة 23 يونيو لا أعتقد حتى أننا سنحتملها أو سنكملها كما احتملنا وأكملنا سابقتها فالفرق كبير بين الستينتين!
فالستون عاما الأولى قد بدأتها مصر ولديها رصيد كبير في الاقتصاد والتعليم والصحة والأخلاق وجنيه مصري يضاعف قيمته في وقتها الدولار أما الستون عاما الثانية التي نحن ماضون إليها ورصيدنا إن لم يكن صفرًا فهو بوضوح سالب! فالاقتصاد في أزمة حقيقية والأسعار صاعدة بسرعة مجنونة والدولار قيمته أصبحت عشرون مرة قيمة الجنيه المصري! ولن أفيض بالحديث عن التعليم والصحة والأخلاق فكلنا نرى بوضوح ما آل إليه مستوى التعليم في بلدنا وكيف أصبح التعليم في بلدنا تكديس وتلقين دون فهم لتخرج لنا أجيال متتالية غير قادرة على الإبداع والتطوير والذهاب إلى المستقبل وهو ما لم تستطع تحمله أي دولة أن تخرج هذه الأجيال المتعاقبة بهذا التعليم الرث كما قال أحد وزراء التعليم في أحد بلدان الشرق الأقصى التي كنا نسبقها نحن بمراحل في بداية الستين عاما الأولى! بالإضافة إلى حال المستشفيات الذي يرثى له ومستوى كفاءة أطبائه وممرضاته وما عليه نحن من أخلاق ينفر منها القاصي والداني ولم تكن يومًا من أخلاق وشيم الشعب المصري الأصيل صاحب الحضارة العريقة ذي السبعة آلاف عام.
أخيرا
سوف أختم بما قاله أقوى الأصوات وأصحها وأعقلها ببلدنا إبراهيم عيسي صوت الحق الذي أسكتوه بعدما ضاقوا ذرعا به ومن كشفه لهم ليغلقوا الدائرة على أنفسهم بمنافقيهم ومطبلاتيتهم فلا يرون ولا يسمعون الا أنفسهم فقط ليعتقدوا أنهم ذاهبون إلى الطريق الصحيح وهم واهمون!
مصر لن ينصلح حالها إلا لو اختار الرئيس وزيرًا للتعليم يرى أن طريقة تفكير الرئيس في التعليم خاطئة، كما يختار وزيرًا للزراعة رأيه أن الرئيس ليس خبيرًا زراعيًّا، ويعين وزيرًا للصحة لا يؤمن بمجرد حلف اليمين أن الرئيس يفهم في الطب وكأنه أستاذ في قصر العيني!
The post حكاية عمرها ثلاث سنوات appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست