من يلاحظ وضع الهاشتاجات العربية المخزية في ترند تويتر يعرف بأن كل من يشارك في هذه الهاشتاجات هم البائسون والضائعون في الحياة، بدلًا من أن تستخدم الهاشتاجات لدعم قضية أو رسالة محددة تم تغيير الهاشتاجات إلى أشياء مخزية وتعكس حجم الفقر والإفلاس الفكري الذي يعاني منه بعض العرب.
من المتوقع بأن تقول أني قد بالغت بكلامي ولكن لتتأكد افتح قائمة الترند في جهازك وأتحداك إذا وجدت 5 هاشاقات تحمل رسالة شريفة أو قضية فكرية! لم تجد ولن تجد إذا ما زال تفكيرنا على ما هو عليه.
قد يكون معظم من يشارك في هذه الهاشتاجات هو معارض لها «بالكلام فقط»، ولكنه يغرد ويساهم في انتشار هذه الهاشتاجات، ولا يعلم بأن الترند في تويتر تتحكم فيه الجيوش الوهمية من الحسابات يقف خلفها شخص يحرك الرأي العام بكبسة زر.
هذا سر بيني وبينك لو تريد أن تدخل أية دولة عربية في مظاهرات وصراعات ما عليك إلا أن تنشئ هاشتاجـًا يسب رموز دينيه أو تحريض على حاكم، وبهذه الطريقة أنت تتحكم بشعب كامل تدخله في حرب وتطلعه متى ما تريد، «أرجوك لا تجرب هذه الخطة يكفي ما يحدث الآن».
وأنا لأن تخصصي واهتمامي في علم أمن المعلومات فلن أطول في الأمور الفكرية وأحوال الهاشتاجات العربية، ولكن سوف أجاوب على السؤال الذي طرحته في البداية والإجابة: نعم يمكن أن يتم اختراق خصوصيتك وانتهاكها بواسطة الهاشتاجات تحديدًا، وبالمجمل أيضًا من خلال مشاركة المعلومات التي لا يجب أن تشارك مع أحد، ولو كانت بقروب الأصدقاء في الواتساب.
في مجال أمن المعلومات هناك ما يسمى «الهندسة الاجتماعية» «Social Engineering» والمعروفة والمشهورة بفن اختراق العقول، تعريف الهندسة الاجتماعية بالنص كما موجود في «ويكيبيديا»:
«الهندسة الاجتماعية أو ما يعرف بفن اختراق العقول هي عبارة عن مجموعة من التقنيات المستخدمة لجعل الناس يقومون بعمل ما أو يفضون بمعلومات سرية، تـُستخدم الهندسة الاجتماعية أحيانًا ضمن احتيال الإنترنت لتحقيق الغرض المنشود من الضحية».
ومن بعض خصائص الهندسة الاجتماعية جمع المعلومات عن الحسابات أو الأشخاص المراد اختراق خصوصيتهم من خلال تتبع ما ينشرونه من معلومات وبيانات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعد الهندسة الاجتماعية طريقة نافعة وفعالة وخاصة في ضوء وضع الهاشتاجات في الوطن العربي وكمية المعلومات التي يتم نشره من قبل المستخدمين بكل برود وأريحية، والمشكلة إذا كان هؤلاء المستخدمون من فئة المشاهير وأصحاب المتابعين الكثر، وهذا ما يجعل الضرر أكبر، ولا تمسك بهذا العذر بأنك لا تملك متابعين في حسابك هذا فقط على سبيل المثال.
المشكلة الكبيرة وهي أن بعض الهاشتاجات قد تجاوزت حدود المعقول والمنطق، بعض الأمثلة على الهاشتاجات التي تنتشر ما لونك المفضل، نوع سيارتك المفضلة، معلمك المفضل، أفضل دولة تحب، مكان عملك، وظيفة تحلم بها، تخصصك الجامعي، تاريخ ميلادك، صور الرسائل في الخاص لديك، ما خلفية جهازك… إلخ.
خلاصة إذا ملك شخص خبير تقني بعضًا من هذه المعلومات يستطيع اختراقك برضى منك لأنك شاركت هذه البيانات للناس.
كيف سوف يخترق حسابي مع هذه البيانات بواسطة الهندسة الاجتماعية؟ تابع معي هذا المثال:
من المعروف بأن كل حساب في تويتر مرتبط بإيميل هذا الإيميل عند نسيانك كلمة المرور تستطيع مراسلة الدعم الفني للإيميل المسجل فيه، وتقوم بالإجابة عما يسمى أسئلة الأمان، والتي غالبًا ما تكون عن: ما اسم أفضل معلم لديك؟ أفضل أخ لك، تاريخ ميلادك.
يقوم الشخص الذي يريد اختراق حسابك بجمع هذه المعلومات التي تنشرها في تويتر وانستقرام وفيس بوك وأي موقع تواصل اجتماعي، ثم يقوم بالإجابة على الأسئلة، وبالتالي تصبح شركة الإيميل مطالبة نظاميًا بإعطائه الحساب ثم يخترق حسابك بتويتر ويقوم بالبحث عن ما إذا قمت بربط هذا الإيميل بحسابك البنكي، وأنت تعرف الباقي الذي سوف يحدث.
ومثال أكثر تقدمًا تقنيًّا:
بعدما يقوم الشخص بجمع المعلومات عنك التي أنت تلقائيًا قد قمت بنشرها على الإنترنت، عندما يصل لرقم جهازك يقوم بالاتصال عليك وكأنه موظف في البنك الذي أنت تتعامل معه ويطلب منك الرقم السري واسم المستخدم بحجة أن هناك مشاكل في حسابك ويجب تفعيل الحساب عن طريق إعطائه هذه البيانات، وأنت تعلم ما سوف يحدث لاحقـًا، يمكن أن يشتري أشياء ممنوعة أو يتعامل مع جماعات إرهابية، وبالتالي سوف تصبح أنت خلف القضبان لأن كل شيء يدل على أنك أنت من قام بهذه العمليات المالية!
تخيل من الممكن معلومات تشاركها في مواقع التواصل لا تلقى لها أهمية قد تزج بك إلى السجن، أرجوك لا تقل لي هذه الأمثلة غير مقبولة وغير منطقية، أنا مهتم في هذا المجال وأعرف بالضبط ما أقول.
وفي نهاية هذه المقالة أنت لست مجبرًا على نشر هذه البيانات، وحتى لو لم يتم اختراقك ما الفائدة إذا عرفت أنا أو غيري اسم معلمك المفضل أو رقم سروالك الشخصي؟ فكر؟ بالحقيقة ليس هناك فائدة، دائمًا عندما تريد المشاركة في الإنترنت بأن آراءك ومعلوماتك التي تشاركها سوف تنساه بعد أيام، ولكن الإنترنت لن ينساه وسوف تبقى كالوشم تلاحقك حتى بعد مغادرتك للدنيا!
The post كيف تسبب تغريداتك في الهاشتاجات اختراق خصوصيتك؟! appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست