استطاع أخيرًا الملياردير الأمريكي، غريب الأطوار، «دونالد ترامب»، حسم ترشحه رسميًا عن الحزب الجمهوري؛ لخوض سباق انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) هذا العام، بعد أن حصل على تأييد 1237 مندوبًا، وهو ما يفوق العدد المطلوب من المندوبين؛ للفوز بأحقية الترشح.
الملياردير السبعيني الذي لفت أنظار الجميع، منذ بداية خوضه سباق الانتخابات التمهيدية؛ بخروجه بين حين وآخر مطلقًا تصريحات غريبة، أثارت جدلًا واسعًا واستغرابًا من شخص الرجل الطامح في الوصول للبيت الأبيض، فمن دعوته إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بل تخصيص المقيمين فيها منهم ببطاقات هوية تميزهم عن غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى إلى اقتراحه بناء جدار عازلًا على الحدود الجنوبية؛ لمنع تدفق المهاجرين من الجارة المكسيك.
صراع سيجرى نهاية هذا العام، قد يبدو لأول وهلة أنه يكاد يكون محسومًا، إلا أن الصعود المبهر لترامب وانتصاراته الساحقة في عديد من الولايات طوال سباق الانتخابات التمهيدية يجعل من الصعوبة بمكان التنبؤ بمسار الأحداث، خاصة بعد لمس مدى التغير الحاصل فى مزاج الناخب الأمريكي، والذي كان وصول ترامب نفسه إلى ما وصل إليه من تأهل لمرحلة السباق الأخيرة للوصول إلى البيت الأبيض أكبر مؤشر عليه.
الحزب الجمهوري ثاني القوى السياسية الرئيسة بالولايات المتحدة، وأحد أعرق أحزابها على الإطلاق، يحمل تاريخًا طويلًا من رجال وصلوا إلى البيت الأبيض على الفيل الجمهوري الضخم، (شعار الحزب ورمزه وتميمته)، أعضاء بالحزب دخلوا البيت الأبيض رمز الهيمنة الأمريكية أثاروا في زمانهم أيضا جدلًا واسعًا، وكانوا طرفًا، وسببًا لأحداث جذبت أنظار العالم بأسره، نعرض هنا بعضًا منهم.
1 – ريتشارد نيكسون، فضيحة «ووترجيت» تطيح بالرئيس
الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتحدة، في الفترة بين 1969 إلى 1974 تعد بلا جدال أحد أبرز الفضائح السياسية في تاريخ أمريكا، وأشهرها، حينما ثبت تورط الرئيس في عمليات التجسس، وتسجيل المكالمات لمقرات ومكاتب أعضاء الحزب الديمقراطى المنافس في مبنى ووترجيت، اشتعلت الفضيحة وقتها لتجذب أنظار العالم بأسره، وباستمرار التحقيقات، وثبوت تورط الرئيس أكثر وأكثر، بالرغم من محاولات التعتيم من قبل جهات رسمية رفيعة، كمكتب التحقيقات الفيدرالي fBI ووكالة الاستخبارات المركزية CIA ، إلا أن التحقيقات استمرت حتى شملت الجميع بمن فيهم كبار طاقم وموظفى البيت الأبيض نفسه ما اضطر أمامه الرئيس إلى تقديم استقالته في مستهل بداية فترته الرئاسية الثانية أغسطس (آب) 1974.
لم تغن الاستقالة عن الرجل شيئًا، وتوالت التحقيقات حتى أصبحت الملاحقة القضائية للرئيس مسألة وقت، حتى أصدر نائبه السابق، ومن خلفه في رئاسة المنصب «جيرالد فورد» عفوًا رئاسيًا لأسباب صحية أعفاه من مصير أسوأ، كان يلوح في الأفق.
2 – رونالد ريجان، إيران عدو العلن وحليف السر
الرئيس الأربعين للولايات المتحدة في الفترة بين 1981 إلى 1989، باشتعال الثورة الإيرانية، وسقوط حكم الشاة 1979 ظهر العداء جليًا بين نظام «الخميني» والولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح شعار الموت لأمريكا شعارًا رسميًا تتبناه الدولة نفسها، وتراه كائنًا ما كنت في سائر الدولة الخمينية، ومن الجانب الأمريكي، فقد قوبل العداء بمثله، وأكثر، خاصة وأن حكم الشاة الساقط نظامه «محمد رضا بهلوي» اعتاد الحفاظ دائمًا على تحالف عميق مع الولايات المتحدة، فكان طبيعيًا أن يفاجأ العالم كله وقتها بما تكشف من أخبار أثناء الحرب العراقية الإيرانية 1980 إلى 1988، وفى ظل إدارة ربيب الحزب الجمهوري في البيت الأبيض «رونالد ريجان» بأن سيلًا من الأسلحة، وقطع الغيار العسكري، تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى إيران؛ ما سبب أزمة سياسية قوية لإدارة ريجان المتورط في بيع أسلحة لدولة عدوة، كإيران، ناهيك عن استخدام أموال الصفقة في دعم حركات «الكونترا» المعارضة للنظام الشيوعي في نيكاراغوا، فيما عرف وقتها بفضيحة «إيران ـ كونترا».
3 – جورج بوش الأب، عاصفة الصحراء وتدمير أولى للعراق
الرئيس الواحد والأربعون للولايات المتحدة في الفترة بين 1989 إلى 1993، باحتلال صدام حسين للكويت أغسطس (آب) 1990 تزعم بوش الأب الحلف الساعي لإخراج القوات العراقية من الكويت فيما عرف بعملية عاصفة الصحراء، يناير (كانون الثاني) 1991، تسببت العملية التي قادتها إدارة «جورج بوش» الأب في تدمير البنية التحتية العراقية تدميرًا شبه كامل؛ ما أدى إلى تدهور وضع المرافق الصحية والاجتماعية في كافة أرجاء العراق، ما كان غير مبرر بالمرة، خاصة أنه لم يكن من الممكن إصلاحها فى ظل عزلة اقتصادية شديدة مفروضة قسرًا؛ نتيجة العقوبات القاسية على النظام العراقى وقتها؛ فتدهورت أحوال الشعب العراقي تدهورًا هائلًا، شمل جميع المناحي الحياتية.
4- جورج دبليو بوش، مجرم حرب من الطراز الأول فى نظر الملايين
رئيس الولايات المتحدة الثالث والأربعون في الفترة من 2001 إلى 2009 .
بعد تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) أعلن حربًا عالمية على الإرهاب لا يزال الشرق الأوسط يعانى من تبعاتها إلى الآن بدءًا من احتلال أفغانستان أغسطس (آب) 2001، وإسقاط نظام «طالبان» فيها، وتحويلها إلى مستنقع آسن لحرب لا تبقى ولا تذر، مرورًا بغزو العراق مارس (أذار) 2003، وتفكيك الدولة العراقية، وجيشها مخلفًا مئات الآلاف من القتلى، ومحولًا إحدى كبريات الدول العربية إلى مسرح للحروب الطائفية، ومرتع للجماعات المسلحة.
The post «دونالد ترامب» بعد إعلان ترشحة رسميًا.. الجمهوريون وتاريخ طويل من رجال أثاروا الجدل appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست