مبادئ وأساسيات
- الإخوان جماعة إسلامية كبيرة ومتوغلة في النسيج المجتمعي للأمتين العربية والإسلامية، وفصيل سياسي ووطني مهم في مصر، تخوض العمل العام وتتصدر المشهد السياسي والثوري المصري، وشؤونها وآراؤها وأفكارها وأطروحاتها وحتى مشاكلها شأن عام وليس شأنًا خاصًّا داخليًّا للجماعة، ليس لأهميتها فقط، ولكن أيضًا لآلاف الشباب الثوري المنضوي داخل تنظيمها وتحت رايتها، وتأثيرها الكبير على الشأن الداخلي المصري بآرائها وأفكارها وقراراتها.
- التقليل من شأن الجماعة وقدرتها على التغيير والتثوير والحسم لا ينفع، لكنه سيضر بالحراك والثورة وليس من المصلحة إضعافها أو التهوين منها في مواجهة صلف العسكر وطغيانه .
- الجماعة تمر بفترة عصيبة وخلاف حاد، مخطئ من ينكره أو يقلل منه، هذا الخلاف ليس بين القادة فقط ولكن في وسط الكوادر والقواعد الشبابية، ويتلخص في الأفكار والرؤى حول ماهية التفكير في الخلاص من الانقلاب العسكري بشكل مرحلي الآن، وبشكل عام هل هي دعوية إصلاحية أم ثورية؟ هل هي قُطرية المواقف أم أممية الاختيار؟ هل هي حكومة ودولة أم جماعة ضغط سياسي؟
هل سننتهج السلمية المطلقة أم سننتهج المسار الثوري المسلح؟ هذا هو الأساس ودعك ممن يخدع الناس بكلام عن السلمية المبدعة ذات الأنياب ومثل هذه الألفاظ الخادعة البراقة.
الحقيقة واضحة وجلية وظهرت ساطعة على الحراك وأدواته، انظر كيف تحول شباب الإخوان إلى مليشيات “البومب” والقنابل الصوتية كان من نتيجة ذلك قتل واعتقال كوادر وقادة إخوانيين مهمين في الحراك الثوري في الشارع. - الكلام عن السنن الكونية والتاريخ في انهيار الأمم والجماعات وانتظار الطوفان الزمني وعوامل التعرية التاريخية دون البحث عن سبل إبقائها والحفاظ عليها والسعي للاستفادة منها ومن قوتها شيء مؤسف ولا يليق إنسانيًّا مع إخوة في الدين والوطن وأصدقاء في الميدان ورفقاء ثورة، ويخدش حسن الظن والتدافع البشري لأقدار الله بأقدار الله، والسعي والمشي في الأرض وابتغاء السبيل.
- المحايدون في الفتن والملاحم ضررهم أكثر من نفعهم فإلى جانب أنهم بالحياد أصبحوا لا قيمة ولا وزن لهم، لكنهم أيضًا يضعفون شوكة “الحق والصواب”، كما أنهم يقللون فرص النجاح والخروج بالحلول، ويكثرون سواد التنازع والتباغض والتناحر.
- المثالية وصم في التعامل البشري والتنافس السياسي، كالحديث عن الجماعة الربانية، وتنقية الصف، والجماعة تلفظ خبثها، والدعوة الربانية، ودعوة الخالدين، ومثل هكذا مصطلحات، لا تغني ولا تسمن في أزمنة الفتن والخلافات، كما أن عدم الإنصاف والتجني على الإخوان وقادتهم ووصمهم ووصفهم بالتكالب على كراسٍ موهومة وسلطة مزعومة والتنازع عليها والتناحر من أجلها يعتبر ادعاءً ينقصه الدليل، وأنى بالدليل وهذه أعمال قلوب لا يطلع عليها إلا خالقها.
وفي الأخير هي جماعة بشرية غير معصومة تصيب وتخطئ ويجري عليها ما يجري على البشر. - ليس المطلوب من الجميع الانحياز لطرف دون الآخر، وخاصة وإن كان أحد الأطراف فاشلًا – فشله معلوم – والثاني انتحاريًا – ضد الوطن والثورة – لكن المطلوب البحث عن حل وخلق البديل وعدم الركون والقعود والاستسلام لحبائل الفرقة واليأس والإحباط.
أين المشكلة؟
تكمن المشكلة في عدم قدرة الجماعة على صياغة مخرج واضح لمواجهة انقلاب 3/7، لو أن هناك سبيلًا أو طريقًا واضحًا وناجحًا لمواجهة الانقلاب وله ثماره ونتائجه الملموسة والفاعلة ما كان ظهر مثل هذا الخلاف الواضح على سطح الجماعة وتداوله الجميع في حرب البيانات المشهود.
ولو تمت محاسبة قادة الجماعة على خياراتها ومساراتها من ساعة الانقلاب حتى فض اعتصام رابعة، لكانت النتيجة مؤلمة ولا تصب إلا في إقالة مكتب الإرشاد بالكامل، ولو تمت محاسبة لجنة الإدارة العليا على خياراتها ومساراتها من ساعة تعيينها بعد فض رابعة وحتى الآن، لكانت النتيجة أشد إيلامًا، ولكانت الإقالة أقل الإجابات وضوحًا.
ما الحل إذا؟
والحل عندي في ثلاثة:
تأجيل الصراع بين الرؤيتين المختلفتين لما بعد الموجة الثورية، وإغلاق الجرح على دمامله وصديده، والانخراط في مواجهة الانقلاب بخطة جديدة، ليس فيها تهور وانتحار، ورمي الجماعة والثورة في سلة الدواعش ومحبيهم.
رحيل الطرفين المتنازعين عن صدارة المشهد وقيادته، وإجراء انتخابات جديدة في فترة وجيزة لوقت محدد وهدف محدد ورؤية واضحة.
تسليم قيادة الجماعة لشخصية إخوانية كبيرة تحظى بقبول وإجماع، يتم اختيارها بالاستفتاء على أسماء معينة، أو تختارها لجنة من الحكماء، و تتولى إدارة الجماعة ولها صلاحيات واسعة تقوم بتشكيل إدارة تساعدها، وتتولى ملفات الجماعة تحت إدارة هذه الشخصية.
واجبنا
واجب الصف الإخواني.
أهم الواجبات وأعلاها، هو واجب قواعد الإخوان وكوادرها، لأنهم أول من يقبضون على جمر المشكلة ويكتوون بنيرانها، فمن واجباتهم عدم الانحياز لطرف معين إلا في حالة أخف الضررين، والضغط على الطرفين بقبول حل، والسعي الدؤوب لإيجاد حل والبحث عن مخرج مع إمساك اللسان عن الخوض في الأعراض، واتهام الأطراف دون دليل مع عدم السب والقذف والشتم، والانشغال بالعمل الثوري والتفكير في وسائل جديدة ومتنوعة.
واجب العلماء والدعاة العاملين
وعلى علمائنا ودعاتنا الاجتماع بالطرفين، أو من يمثلهما أو ينوب عنهما ووضعهما أمام مسؤولياتهم، للخروج بالجماعة والثورة من هذا المأزق، وجمع شمل الثوار، والعمل على اصطفافين: اصطفاف داخل الإخوان، واصطفاف الإخوان مع الثوار والقوى السياسية والوطنية.
واجب الجميع
عدم تزكية الخلاف أو تقوية طرف على حساب الآخر، وعدم الانجرار في التخوين والعمالة، وبذل القول الحسن الجميل للإصلاح والتوافق ، مع عدم الفرح والشماتة في الخلاف الإخواني، لأن انشقاق جماعة الإخوان وتفككها وخاصة في هذا الوقت الحرج لا يصب إلا في مصلحة الانقلاب وأهله ومؤيديه.
The post الإخوان المسلمون .. جذور المشكلة والحل appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست