السبت، 31 ديسمبر 2016
ثقفني اون لاين : الباحث سلام الكواكبي يتحدث لـ«ساسة بوست» عن موازين الصراع بعد سقوط حلب واقتراب ولاية ترامب
يمثل سقوط حلب في قبضة الحكومة السورية، وتقدم القوات الموالية للرئيس «بشار الأسد» بوتيرة سريعة في عدد من المدن السورية، نقطة تحول كُبرى في معادلة الصراع في سوريا، والتي يُرجّح معها أن تتبدّل موازين الصراع السوري الدائر، خصوصًا مع اقتراب انطلاق ولاية الرئيس الأمريكي الجديد، الذي تساوره شكوك بشأن المعارضة السورية.
«ساسة بوست» حاور الباحث السوري في العلوم السياسية، ونائب مدير مبادرة الإصلاح العربي، «سلام الكواكبي»، عبر البريد الإلكتروني؛ ليجيب على تلك الأسئلة، ويستشرف مآلات مستقبل سوريا في ظل معادلة الصراع الحالية.
الكواكبي أكاديمي وباحث سوري في العلوم السياسيّة والعلاقات الدولية، حاصل على إجازات جامعية عليا في الاقتصاد والعلاقات الدوليّة من جامعة حلب، وفي العلوم السياسية من معهد العلوم السياسية في «إكس أون بروفانس» في فرنسا.
1- هل نستطيع أن ننتهي للقول بأن «الثورة السورية» فشلت والنظام انتصر؟
لم تنته الثورة ولم ينتصر النظام. من جهة الثورة، فالثورة مسار طويل لا يتوقف عند هزيمة عسكرية. من الممكن القول بأن العمل العسكري الذي تطّفل على الثورة السلمية، رغمًا عنها قد انتهى وأثبت فشله بمختلف المعايير، على الرغم من أنه لم يكن خيارًا.
الثورة قامت في الأخلاق وفي الممارسات، ولهذا أثر دائم، كما أنها قامت ضد ثقافة الخوف؛ وبالتالي فهي انتصرت من هذا الجانب، حيث تخلّى السوريون عن الخوف الذي لازمهم لعقود عدة امتدت منذ قيام الوحدة مع مصر سنة 1958.
الآن، من الواضح بأن التوجه سيكون نحو النضال السياسي والمدني، كما بدأته الثورة السلمية سنة 2011، قبل أن تُدفع إلى العسكرة، وقبل أن تتداخل في مسارها القوى الإقليمية والدولية؛ لتصفية حسابات خارج إطار أهداف الشعب السوري، وقبل اشتعال حروب بالإنابة أو بالوكالة.
سيكون من الصعب حتمًا تحقيق هذا الانتقال الضروري، ولكن لا خيار في ذلك. ربما ستتحول العسكرة إلى حرب عصابات أكثر نجاعة من حرب المدن، كما حصل في نيكاراغوا وكولومبيا وفيتنام، لكن هذا النوع من الصدامات لا يمكن أن يمنع من تطوير الموقف السياسي، مع الأخذ في عين الاعتبار بالتوازنات الإقليمية والتطورات الدولية، وبالاعتماد على قرار وطني مستقل بعيدًا عن التأثيرات الخارجية التي لم تهدف أبدًا إلى نصرة الثورة السورية، بقدر ما سعت إلى استخدامها في أطر معينة.
ولا يمكن الحديث عن انتصار النظام، بعد ان أصبح نصف الشعب السوري خارج منزله، وتجاوز عدد اللاجئين السوريين الخمس ملايين لاجئ، وتم تدمير البنى التحتية، كالتعليمية، وقتل مئات الآلاف من المدنيين، وكذا العسكريين، واعتقل مثلهم من الناشطين. اقتصاد منهار، وسيادة منتهكة من قوى خارجية تفرض نفسها بقوة السلاح، وجيش منهك ومعدلات الهروب من الخدمة عالية للغاية، بالإضافة إلى تفتت النسيج المجتمعي، وتعميق الهوة الطبقية والمذهبية بين مكوناته. إن كان الانتصار هو التدمير الكامل الشامل، فلربما تحقّق هذا الشيء بنسبة كبيرة.
2- ما هي الممكنات المتاحة لنقل البلاد إلى حال أفضل مما هي عليه الآن من ناحية عيش المواطن السوري بحرية وكرامة في ظل معادلة الصراع الحالية؟
الحرية والكرامة كانتا أهم اهداف الحراك الشعبي سنة 2011، ومن الطبيعي أن تكون العدالة الاجتماعية ثالثهما، ففي سوريا، وخلال عقود، ترسّخت رأسمالية الدولة، ومن يلوذ بها في إطار اشتراكية مزعومة. لقد ازدادت الهوة بين الفقراء جدًا والأغنياء جدًا، ونمت طبقة برجوازية طفيلية على أنقاض البرجوازية الوطنية، وبشراكة عميقة مع أطراف السلطة.
ليس من الممكن تجاوز هذا الأمر بالعودة إلى ما قبل مارس (أذار) 2011، كما يسعى النظام وداعموه. من المفروض أن يكون هناك حكومة وطنية تأخذ مصالح الشعب بكافة مكوناته العرقية والدينية والمذهبية والفكرية محمل الجد، وتحترم التنوع وتديره بشكل ديمقراطي. لن تقوم قائمة للبلاد؛ إن لم يتحقق الجزء الأكبر من هذه الأهداف المجمع عليها إنسانيًا. ولن يكون لسوريا موحدة مستقبلًا؛ إن بقيت تحت هيمنة الاستبداد السياسي أو الديني.
إن الحل السياسي للمقتلة السورية يستوجب جلوس الجميع على طاولة حوار متوازنة يلعب فيها المجتمع الدولي دورًا وسيطًا يُعزّز من موقف المائلين إلى الديمقراطية؛ في محاولة للخروج من عنق الزجاجة، وإقناع الروس والإيرانيين بأنهم سيغرقون في مستنقع الفوضى وعدم الاستقرار؛ إن هم استمروا في موقفهم الذي يصم آذانه عن مطالب الشعب السوري أو مطالب جزء هام منه على الأقل.
3- من يتحمل مسؤولية انجرار الانتفاضة السورية لكل هذه المآسي التي يعيشها الشعب السوري، فضلًا عن نمو الجماعات المتشددة دينيًا، وبلوغ استبداد النظام السوري درجة أكبر مما كان عليه الوضع قبل المظاهرات؟
بدايةً، المسؤولية تقع على من أدار البلاد طوال أكثر من خمسة عقود بالحديد والنار والفساد، دون الالتفات إلى مصالح ومطالب شعبه، معتبرًا أن البلاد هي ملك شخصي يتصرّف به كما تشير عليه أهوائه، وليس مصالح البلاد والعباد. وتقع المسؤولية أيضًا على من اختار القوة والعنف؛ ليواجه عبرهما ثورة سلمية نادت في البداية بالإصلاحات والتحول التدريجي نحو الديمقراطية.
ويتحمل أيضًا المجتمع الدولي الديمقراطي جزء من المسؤولية عندما وقف موقف المتفرج على عذابات المدنيين السوريين الذين صدّقوا بسذاجة أن الدول الغربية الديمقراطية ستقف إلى جانبهم مانعةً الموت والدمار عنهم. وهناك أيضًا بعض القوى الإقليمية التي استغلت الحدث لتضع بيادقها على الرقعة السورية، وتبدأ في حل مشاكلها، أو تحقيق مصالحها، أو إرسال رسائلها عبر الحرب بالوكالة في سوريا، ومن خلال السوريين.
كما أن المسؤولية تقع على من اعتقد بأن تطييف الصراع سيحسمه، وبأن إدخال المتطرفين الإرهابيين سيدفع المترددين للقبول بحلول سياسية كما كان الاعتقاد سائدًا في الحالة الأفغانية. وأخيرًا، تتحمل المعارضة السياسية جزءً من المسؤولية لتخبطها في وضع استراتيجية وتطوير تصوّر، بالإضافة لخضوع جزء منها لإرادات إقليمية أو دولية بعيدة عن الأهداف التي من أجلها خرج السوريون مطالبين بالحرية.
4- من وجهة نظرك، هل تريد روسيا أن تضع نهاية للقتال بعد انتصار حلب واتخاذ بعض الترتيبات أو الوصول إلى تفاهمات مع إدارة ترامب في واشنطن؟
من الصعب التكهّن بما ترغب روسيا في القيام به في المرحلة المقبلة. الهدف الأساس بالنسبة لها تحقق، وهو العودة بقوة إلى الساحة الدولية كقطب ثانٍ موازٍ في الأهمية وفي القوة مع القطب الآخر الأمريكي، بل إنها تجاوزته من خلال انسحابه الفاضح، وإلزامه الملف السوري لموسكو. وبعد سقوط حلب، تناقلت الأنباء أخبارًا عن اعتزام الروس التوقف عند هذا الانتصار العسكري، وفرض حل سياسي على الأطراف كافة، وهذا ما بدا للبعض في طريقه للتحقق من خلال الدعوة إلى اجتماعات موسكو وعاصمة كازاخستان.
في المقابل، تضاعفت الغارات التدميرية على كل المناطق التي خرج إليها الثوار والمدنيون في محافظة إدلب في شمال غرب حلب. إذن، عملية تركيز السكان والمقاتلين في هذه المنطقة كان تجميعًا لأهداف عسكرية محتملة. القصف اليوم يتجاوز 12 غارة في الساعة الواحدة؛ مما يضع في محل الشك كل حديث روسي عن بحث عن وقف إطلاق نار شامل قبل أن يتم الانتهاء من الحجر ومن البشر.
وفيما يخص إدارة ترامب، فليس على روسيا أن تأخذها على محمل الجد لسببين أساسيين، الأول، هو كراهية «ترامب» وإدارته للإيرانيين؛ وبالتالي ستقوم روسيا بتحديد النفوذ الإيراني إرضاءً لواشنطن، وأيضًا إرضاءً لاستراتيجيتها التي تقوم على فرض نفسها كالعنصر المقرر الوحيد على الساحة السورية، بعد أن اتفقت مع الإسرائيليين على تولي الملف الإيراني، بحيث لا يشكل خطرًا على حليفة موسكو الاستراتيجية إسرائيل، والتي يتم العمل العسكري الروسي الكامل بالتنسيق اللحظي معها. خصوصًا في المجال الجوي السوري، والسبب الآخر، هو الإعجاب الشديد لليميني المتطرف ترامب بنظيره الروسي «بوتين»، حيث يلتقيان بوجود جرعة عالية من الشعبوية والعنصرية في عروقهما.
5- هل ستقبل إدارة ترامب بتنامي نفوذ إيران في سوريا في ظل الاتجاه العدائي الذي يتبناه عدد من مساعدي ترامب في إدارته الجديدة؟
أمريكا وإسرائيل سيعتمدان على بوتين في لجم السياسة الإيرانية، والحد من التوسع الإيراني في الساحة السورية. وفي المقابل، إسرائيل مرتاحة تمامًا لانشغال «حزب الله» اللبناني، والذي قاومها يومًا ما، وشكل لها خطرًا نسبيًا، بالبقاء بعيدًا جدًا عن حدودها ومستنفدًا عسكريًا وأخلاقيًا؛ لقيامه بقتل من أحسنوا يومًا إليه، وآووه في بيوتهم، عندما تعرض الجنوب اللبناني إلى العدوان الإسرائيلي سنة 2006.
لقد تحول هذا الحزب الذي كان في رأس المقاومة سابقًا، إلى «ميليشيا» تحارب لأهداف طائفية في مناطق تبعد مئات الكيلومترات عن ساحة المواجهة مع العدو الإسرائيلي. عندما تحدّث «أوباما» يومًا عن تفضيله للعدو العقلاني، وكان يقصد به إيران، على الصديق غير العقلاني، وهم العرب، حسب تحليله، فمن المتوقع أن يمتد هذا الشعور إلى الإدارة الجديدة، على الرغم من التصريحات الانتخابية. وليس من المستغرب أن نجد في المستقبل القريب علاقات أكثر حرارة بين إدارة ترامب وملالي طهران وبمساعٍ روسية.
6- ما هي احتمالات أن تنجرف جماعات المعارضة المعتدلة في التيار العنيف للفصائل الأكثر تشددًا في سوريا؟ وأين ستذهب رهانات هذه الدول التي طالبت بسقوط بشار الأسد بعد تحقيقه انتصارات كُبرى؟
أكرر القول بأنه لا توجد انتصارات في سوريا، هناك فقط هزائم لمجمل مواطنيها، ولاقتصادها، وللحمتها الاجتماعية ولمستقبلها الموحد. أما فيما يتعلق بالانجراف نحو التطرف فهو من الاحتمالات، كما كان الانجراف نحو التسلح أيضًا. ومن خلال تحليل ظواهر ومكنونات الحركات المتطرفة نجد في الغالب قهرًا وإقصاءً أديا الى التطرف مع تضافر عوامل مركّبة متعددة أخرى. هنا يكون دور التأطير السياسي والانغماس في العمل السياسي هو السبيل لحماية هذه الفصائل من التطرف. كما الضغط على الدول التي تدعم الفصائل المتطرفة لإيقاف هذا الدعم وتوجيهه نحو الاعتدال السياسي والعسكري.
بخصوص الدول التي راهنت على سقوط النظام، فأعتقد بأن رهاناتها كانت إعلامية أكثر منها عملية، ولم يكن من مصلحة أي منها سقوطه، خصوصًا من كان منها عربيًا استبداديًا ثيوقراطيًا. لقد ادعت بعض الدول العربية دعمًا للثورة السورية؛ لتسيطر على مسارها، وتتجنب نجاحها؛ لما في ذلك من تحريضٍ لشعوبها المقموعة على ارتياد مسار التغيير. أما الدول الأوربية، كفرنسا مثلًا، فقد راهنت جزئيًا دون التمكن من أدوات هذا الرهان ووسائله.
7- بعد سقوط حلب في يد النظام السوري، هل ستتجه قوات النظام شرقًا كي تواجه «تنظيم الدولة الإسلامية»، أم غربًا وجنوبًا لدحر معاقل المعارضة في مقاطعة إدلب وحول مدينة درعا؟
في الغالب الأعم، سيقرر الروس أين تتجه القوات، وسيصطدمون مع الإيرانيين في بعض الأحيان؛ لاختلاف الأهداف، وكما أن الروس تحاشوا ـ غالبًا ـ الاصطدام المباشر مع «تنظيم الدولة» منذ تواجدهم على الأراضي السورية، فيبدو أن التوجه سيكون نحو إدلب وريفها. بالتأكيد، الجنوب لن يكون مستهدفًا في المدى القصير؛ لأن الجبهة الجنوبية تحوّلت بقرار أردني ورضا روسي وتوافق دولي إلى حراسة للحدود الأردنية لا أكثر ولا أقل.
ربما تطوّرت المعارك في منطقة الغوطة حيث «جيش الإسلام». وربما أيضًا توقف إطلاق النار جزئيًا بانتظار ما ستؤول إليه اجتماعات موسكو، وأستانة وجنيف المرتقبة. وعلى الرغم من أن الدعوة الروسية التركية الإيرانية للقاء الأستانة قد قضت على مسار جنيف، إلا أن هناك محاولات لإعادة الحياة إليه، ولو شكليًا على أقل تقدير.
8- لا يزال سلك ضباط الجيش السوري متماسكًا، على الرغم من الضغوط الهائلة التي تعرّض إليها خلال نحو سنوات أربع من النزاع المدني والعسكري، وهي حقيقة منعت سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.. لماذا لايزال الجيش السوري مواليًا؟
لقد حصلت انشقاقات هامة في بداية الثورة؛ مما أدى إلى نشوء الجيش الحر الذي كان قائمًا على عناصر منشقة من الجيش، إلا أن الأمر لم يتطور؛ بسبب الانحرافات التي حصلت في التشكيلات العسكرية وتعزيز دور المدنيين ضمن المعارضة العسكرية.
9- هل تتوقع استمرار الدعم المالي والدبلوماسي من الدول الخليجية للمعارضة السورية الفترة المقبلة؟ وماهي رهانات هذه الدول الفترة المقبلة، خصوصًا حول مدى تمسكها بمطلب رحيل بشار الأسد؟
أكرر القول بأن الدعم اللفظي كان أكبر من الدعم الفعلي. وكان لدول الخليج خصوصًا أهداف معينة، حوّلت الساحة السورية إلى مضمار صراعات بالوكالة مع قوى تشكل خطرًا عليها، مثل إيران، بعيدًا عن الأهداف الحقيقية التي نادى بها جزء من السوريين.
ويجدر التنويه إلى الصدقات الحميمة التي كانت تجمع قيادات هذه الدول بالنظام وقياداته. وبخصوص الدعم الدبلوماسي الذي لا يغني ولا يُثمن، فيمكن أن يستمر حسب اتجاهات الحوارات المكثفة الجارية الآن مع روسيا. موسكو ترغب في ضم بعض هذه الدول إلى مسار الاستانة، وفي حال نجاحها في ذلك؛ فسيؤدي هذا إلى تغيير أيضًا في موقف من يشارك، كما حصل التغيير في الموقف التركي.
10- كيف تقرأ تحولات الموقف التركي من الأوضاع السورية؟ وما هي محددات هذا الموقف جراء التطورات الأخيرة؟
بعد انقلاب يوليو (تموز) الفاشل، وبعد أن رفض الغرب دعم تركيا في تنفيذ حظر جوي في الشمال السوري، أو منطقة آمنة يمكن من خلالها لتركيا توطين لاجئين سوريين بلغ عددهم في تركيا وحدها ما يناهز ثلاثة ملايين، أعادت الدبلوماسية التركية حساباتها، وشعرت بخطر العزل التام، خصوصًا لقناعة لدى قيادتها بأن الانقلاب قد تم بعلم وتسامح من الإدارة الأمريكية.
كما يقول الاتراك بأن روسيا بوتين قد أعلمتهم بحصول الانقلاب؛ مما ساعد على تجاوز نتائجه الكارثية. إضافة لذلك، فالوضع الاقتصادي المتدهور كان بحاجة قوية لعودة السياحة الروسية والتزود بالغاز الروسي. فهم الأتراك بأن الروس يقايضونهم على أمنهم واستقرارهم بملف دعم حزب العمال الكردستاني، وبالتالي فقد تم التوافق على تنازلات تركية هامة فيما يتعلق بمآلات المقتلة السورية، مقابل تراجع الدعم الروسي للمجموعات المسلحة الكردية ودفعها نحو غرب نهر الفرات.
لم يكن لحلب أن تسقط إن لم تنسق روسيا مع تركيا عسكريًا، وبالتالي، فمعركة حلب حُسمت تركيًا وروسيًا وإيرانيًا. أولويات تركيا اختلفت، فصار الأمن الشخصي للقيادة التركية أولها، ويليه الأمن الوطني، والاستقرار، ومن ثم المسألة الكردية ومنعكساتها الداخلية، وبعد ذلك الاقتصاد المتدهور وكيفية إنقاذه، وأخيرًا، تأتي المسألة السورية في ذيل قائمة الاهتمامات.
11- شهدت مدينة حلب قبل أسبوع أول لقاء مباشر بين قادة ميدانيين من حزب الله وضبّاط من الجيش الروسي موجودين في سوريا.. هل تعتقد أن تنتهي هذه التفاهمات إلى تحالف بين الجانبين في قضايا الإقليم؟
اللقاءات قديمة والتنسيق قائم على قدم وساق والتحالف موجود. من المستغرب أن بدا هذا اللقاء هو الأول. روسيا تنسق مع الحزب كما تنسق مع إسرائيل. الحزب كحركة النجباء العراقية كالفاطميين الهزار من أفغانستان وباكستان ينسقون بشكل حثيث مع القيادة العسكرية الروسية؛ لأنهم أدواتها على الأرض، وروسيا تستغل علاقتها المتميزة بالحزب لتطمين إسرائيل والعكس صحيح. إذن التحالف والتنسيق قائمان على الرغم من التباعد في طرائق التنفيذ. بدا لوهلة خلال إفراغ حلب الشرقية من سكانها المدنيين بأن خلافًا قد نشب بين الطرفين، ولكنه سرعان ما تبدد.
12- هل من شأن انتصار النظام السوري في معركة حلب أن يؤدي إلى انحسار حقيقي لـ«تنظيم الدولة الإسلامية» في سوريا، يُنبئ عن انتهاء قريب أو بعيد، أم لا يزال التنظيم هو القوة الأولى؟
لا أرى أي ربط بين انتصار النظام في حلب وانحسار أو تقدم «تنظيم الدولة» الإرهابي. «داعش» دُحرت من حلب على أيدي الجيش الحر سنة 2013. نحن الآن في نهاية 2016، وبالتالي، فلا علاقة لعملية حلب بمستقبل التنظيم أبدًا. انتهاء التنظيم مسألة تقنية ترتبط بإرادات دولية وبرغبة محلية في عدم الاستفادة منه لتحقيق المعادلة الصفرية التي فرضها النظام والروس: إما أنا أو داعش.
من خلال التدخل الروسي وتدمير المعارضة المعتدلة، كان الهدف الأساسي هو الوصول إلى هذه المعادلة ووضع الغرب أمام الاختيار بين الطاعون والكوليرا. بناء على إحصاءات دقيقة، فإن 93% من ضربات الروس منذ تدخلهم المباشر في سوريا كانت تستهدف المعارضة المعتدلة.
إذن، فالتنظيم غير معني بالتدخل الروسي إلا نادرًا. معركة الموصل القائمة منذ أشهر لم تؤد إلى السيطرة ولا حتى على ربع مساحة المدينة. والتنظيم استعاد تدمر من حامية سورية قوامها آلاف الجنود إلى جانبهم خبراء روس خرجوا من المدينة قبل ساعات من وصول إرهابيي التنظيم إليها، عبر الصحراء المكشوفة.
لا يحتاج المرء إلى دكتوراه في العلوم العسكرية ليطرح تساؤلات عدة حول زوايا الغموض في احتلال تدمر في المرة الأولى، كما في المرة الثانية.
13- وماذا بشأن وضع حركة «أحرار الشام» وجبهة «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقًا) المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تضمّ العديد من الجهاديين الأجانب؟
من الجهة العقائدية، لا يوجد تقارب فعلي بين الحركتين؛ فالأولى، وعلى الرغم من تبنيها الخطاب الديني المتشدد بتأثير من مجموعات إقليمية، إلا أنها لا تنادي بالدولة الدينية، وهي تسجل دورها في إطار المطالب السورية العامة المتعلقة بالخروج من الاستبداد. ولقد طوّرت خطابًا منفتحًا جدًا على مبادئ الديمقراطية، كانت تسعى لإصدار تصور عنه منذ فترة قريبة، ولم يصدر حتى الآن لصراعات فكرية داخل الحركة بين متشددين ومعتدلين.
أما فتح الشام، فهي منظمة إرهابية تعتمد على عقائدية القاعدة، وتسعى لإقامة الإمارة الإسلامية بعيدًا عن أي من مطالب الشعب السوري أو لجزءٍ منه على الأقل.
وبخصوص الجهاديين الأجانب، فهم في فتح الشام أقل بكثير مما هم عليه في منظمة إرهابية أخرى وهي «تنظيم الدولة». للأسف الشديد، بعض الدول تدعم التوجهات الظلامية تظن بأن ذلك يُحقق لها مصالحها، ولقد أثبتت التجارب التاريخية بأن دعم التطرف والتوحّش قد أدى دائمًا إلى الارتداد على الداعم عاجلًا أم آجلًا. رهانات فاشلة على حساب شعوب المنطقة تسعى لإضعاف الحراك الديمقراطي بمكوناته المختلفة، حتى الإسلامية منها، أمام التطرف والظلامية.
إنها جزء من الثورة المضادة التي تهدف فيما تهدف إلى أن يلفظ الناس كل ما خرجوا من أجله وناضلوا وماتوا واعتقلوا وعذبوا بغيته، ألا وهو الحرية والعدالة والكرامة.
The post الباحث سلام الكواكبي يتحدث لـ«ساسة بوست» عن موازين الصراع بعد سقوط حلب واقتراب ولاية ترامب appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : النيوليبرالية المتوحشة أعلى مراحل الرأسمالية
تتنامى ظاهرة العولمة في عصرنا الحالي بوثيرة سريعة بفعل التقدم التكنولوجي الهائل في عدة قطاعات، مثل المواصلات والاتصال ونزوع دول العالم نحو تحرير التجارة؛ مما سهل اندماجها في مجال موحد مترابط في مختلف المجالات يأتي الاقتصاد في مقدمتها، حيث أتاحت له حرية تبادل السلع والخدمات و«الرساميل» بشكل مضطرد لم يشهد له التاريخ مثيلًا.
لعب السياق التاريخي دورًا بارزًا في هذه التحولات الاقتصادية التي شهده العالم منذ التسعينات القرن الماضي، مع زوال القطبية الثنائية، بعد انهيار المنظومة الشيوعية، وتبوؤ الولايات المتحدة الأمريكية كقطب مهيمن على جميع الأصعدة؛ مما جعل بعض الباحثين يصف انتصارها الاديولوجي بنهاية التاريخ وبكون مذهبها الاقتصادي الليبرالي الأمثل لبلدان العالم.
وهو ما جرى تسويقه فيما بعد بالاعتماد على المؤسسات المالية ومنظمة التجارة العالمية، والتي لعبت دورًا هامًا في تطور الاقتصاد العالمي، وتحريره من خلال إحياء مبادئ «الليبرالية الكلاسيكية» بمسمى جديد «النيوليبرالية»، كوصفة جاهزة للتغلب على مشاكل الاقتصادية، سواء بالنسبة للبلدان التي شهدت تحولًا من الاقتصاد الموجه نحو الرأسمالية أو البلدان التي تعاني من صعوبات اقتصادية عبر عدة سياسات ليبرالية في صيغة جديدة من قبيل التقويم الهيكلي، وتحرير التجارة والخصخصة.
وعلى هذا الأساس تمددت النيوليبرالية بنسختها الأنجلوسكسونية إلى بقاع متعددة في العالم كمشروع أممي يهدف إلى عولمة الاقتصاد، بعد أن شهدت انحسارًا طيلة عقود القرن العشرين، حيث تم تحميلها مسؤولية الكساد العظيم لسنة 1929 ، غير أن هذا التراجع الذي أصابها سرعان ما اختفى بعد اندلاع الأزمات الهيكلية للاقتصاد العالمي في السبعينات؛ مما أعادها إلى الواجهة كحل ناجع لاقتصاديات البلدان الرأسمالية، وأعطى لمبادئها القائمة على عدم تدخل الدولة في الاقتصاد وإخضاعه لقانون السوق، وبضرورة تصفية القطاع العام لصالح القطاع الخاص دفعة قوية، بعد أن تحررت من مختلف القيود والعراقيل.
وبالرغم من دينامية التي بات يتمتع بها الاقتصاد العالمي خصوصًا مع تحرير التجارة الدولية، إلا أنه في الجانب المقابل يطرح الكثير من المشاكل والصعوبات، لاسيما من حيث العلاقات بين الدول المتقدمة، والدول النامية، ومدى الاستفادة من النمو الهائل الذي يشهده الاقتصاد المعولم الذي يتميز بانعدام العدالة في توزيع المكاسب الاقتصادية واحتكار اقلية من الرأسماليين على ثروات هائلة.
وأسفر النظام الرأسمالي بذلك عن بزوغ مرحلة جديدة طابعها المميز التوحش في استغلال مقدرات الشعوب بتوظيف شعارات رنانة من قبيل تحرير التجارة والتكييف الهيكلي و الخصخصة التي لم تنتج سوى العديد من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المركبة في العديد من الاقطار حول المعمورة.
بالاستناد إلى إحصاءات المؤسسات المالية، فلم تشهد جل البلدان النامية التي طبقت مبادئ الليبرالية الاقتصادية النمو المنشود، بل زادت أوضاعها الاقتصادية سوء مسفرة عن تزايد ديونها، وتآكل مداخيلها المالية، بعد أن جرى حصرها لخدمة مستحقاتها المالية لفائدة المؤسسات المالية الدولية، كما تعمقت الهوة بينها وبين البلدان المتقدمة، حيث تحولت في معظمها إلى مجرد أسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي ومصدرًا للمواد الخام الرخيصة، التي تحتاجها بشدة الشركات العملاقة العابرة للقارات، كتوزيع للأدوار الاقتصادية، بعد أن جرى تفكيك معظم مؤسسات القطاع العام وخصخصتها بذريعة عدم كفاءتها؛ مساهمًا بذلك في تراجع نموها الاقتصادي وتكريس تبعيتها للخارج.
وتبقى الانعكاسات الاجتماعية الأخطر على الإطلاق بعد عقود من السياسات الهيكلية التي تشترطها المؤسسات المالية العالمية كصندوق النقد الدولي، استفحلت معدلات الفقر والبطالة في قطاعات واسعة من المجتمع وترسخت الفوارق اجتماعية بين أقليات ثرية محلية مرتبطة بمصالح خارجية وباقي الطبقات الفقيرة التي تشكل غالبية المجتمع.
وهزت هذه السياسات الاقتصادية البناء الاجتماعي بعنف، حيث تحولت قطاعات هامة من الطبقات الوسطى إلى فئات محدودة الدخل؛ بسبب تدهور قدرتها الشرائية وارتفاع الأسعار وتوقف الدولة عن تمكينها من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية؛ كنتيجة لتخلي الدولة عن دعم المواد الغذائية، أو توفير التعليم والتطبيب المجاني؛ بذريعة أن موازنة العامة تعاني من عجز حاد، وهو ما شكل حرمانًا لها من الثروات الوطنية التي تصلهم بشكل غير مباشر عبر الإعانات الحكومية في شكل سلع وخدمات اجتماعية مدعمة.
ساهمت النيوليبرالية في تكريس التبعية السياسية بين دول المركز المتقدمة، وباقي العالم الذي تحول إلى أطراف هامشية في الاقتصاد العالمي في مشهد يعيد إلى الأذهان عصر الاستعمار، ولكن بصيغة معدلة حيث حلت الشركات العملاقة متعددة الجنسيات محل الدول الاستعمارية في نهب خيرات، وثروات شعوب العالم وحرمانها من رساميلها بنقلها الخارج بشكل مقنن عبر الاتفاقات والمعاهدات التجارية المبرمة .
بحكم التجارب التاريخية لنتائج تطبيق الليبرالية الاقتصادية في أوروبا خلال القرنين 19 وبداية القرن العشرين، وما خلفته من ثورات واضطرابات اجتماعية وكوارث الحروب العالمية، بات يلوح في الأفق خطر انبعاثها من جديد؛ بعد وصول تيارات اليمين المتطرف في الغرب؛ بسبب تزايد الاحتقان الشعبي من السياسات الاقتصادية المؤلمة، ومن سيطرة «اللوبيات» الاقتصادية على المشهد السياسي الغربي، وهو ما سيساهم في تأزيم الأوضاع بعالم مضطرب أصلًا، ما لم يتم التدارك قبل فوات الأوان، عبر رد الاعتبار إلى دولة الرفاهية الاجتماعية، وإعادة تأسيس علاقات بين الشعوب قائمة على التعاون والتكامل بعيدًا عن منطق المصالح الضيق.
The post النيوليبرالية المتوحشة أعلى مراحل الرأسمالية appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : المسار الثوري في سوريا إلى أين؟
لم تكن أحداث حلب الشهباء بمعزل عن المقدمات التي آلت إليها بعد تفريغها من سكانها والمقاتلين، المتابع للمشهد السوري في حلب سَيخلُص إلى عدد من النتائج، وهذا بالضروري ينعكس على باقي المناطق في سوريا من حيث وجوب تبني سياسات ذات جدوى تقلل من حجم الخسائر وتُحفظ من خلالها الإنجازات المختلفة.
في البداية هذه الأمة عصية على الزوال؛ فهي أمه تمرض، لكنها لا تموت، وتغفو، لكنها لا تنام. كيف لا، وقد أوكلت لها مهمة تبليغ دين الله إلى العالمين؟ وهذا يتطلب على وجه التحديد حسن التدبير والتخطيط السياسي القائم على أسس علمية ترتبط فيها الأسباب بالتوكل على الله تعالى وهذا ما ينطبق على الحالة السورية تمامًا، وبالنظر إلى واقع الثورة السورية وخصوصًا في حلب نجد أن الافتراق على الأولويات في قتال النظام وحلفائه شكل نقطة ضعف، قويت فيها جبهة على حساب أخرى؛ فكان الاشتراك في درع الفرات على حساب حلب جعلها وحيده تواجه مصيرها أمام تجمع أعدائها، أضف إلى ذلك أن الإعلام لعب دورًا بارزًا في تحشيد الجهود نحو الاشتراك في درع الفرات تحت ذريعة محاربة الإرهاب المتمثل في «داعش»؛ فخضعت الفصائل لضغط الداعمين وللإعلام الموجه، كما ـأن شل حركة الفصائل من خلال التحكم بالدعم المقدم ضيق خياراتها، ولم يكن الأمر بأفضل حال على صعيد قيادة الفصائل، فالمصالح المختلفة نتيجة للارتباط بالدول الداعمة؛ أدخلها في صراع أثر على وجودها في حلب لاحقًا.
إن فقدان الوعي السياسي بحقيقة دور الدول الداعمة المرتبط إلى حد كبير بإرضاء السياسة الأمريكية واتساع مسرح الأحداث الذي فرض التعامل مع مناطق دون أخرى مهد الطريق لسقوط حلب بيد النظام السوري، كما أن تصرفات بعض الجيوب المحسوبة على الفصائل؛ نتيجة للتباينات في مواقف قيادات الفصائل السورية؛ أدى إلى تأثر الحاضنة الشعبية؛ فقد رأينا العديد من الهتافات المناوئة لهذه القيادات؛ مما يشير إلى حجم الإرباك الحاصل في مواقف معظم الفصائل؛ نتيجة للارتباط الوثيق بينهما وبين الدول الداعمة الأخرى، كتركيا والسعودية وقطر، وهو ما يحتم على هذه الفصائل البحث عن بدائل تفك من خلاله ارتباطاتها بهذه الدول إلى الحد الذي تأمن فيه عدم استغلالها أو الضغط عليها لمصالح قُطرية، وإن كانت حقًا ـ أي هذه المصالح ـ كما هو الحال مع تركيا في تأمين حدودها مع سوريا من خطر الدواعش وتفريخ الإرهاب، وكذلك من خطر الأكراد على الأمن القومي التركي.
ليس هذا المشهد الوحيد الضبابي على الساحة السورية، فهناك إشكاليات تهدد المسار الثوري برمته؛ فعدم وضوح الرؤية السياسية والخلط بين الوسيلة والإستراتيجية يضع الثورة السورية في مهب الريح؛ ففي الوقت الذي لم يعد يُفّرق فيه الثوار بين الهدف الاستراتيجي المتمثل في إسقاط النظام الفاسد وإنشاء نظام سياسي يقوم على العدل والحرية وتحقيق كرامة الإنسان وبين الوسيلة التي تحقق هذا المبتغى، فيصبح مجرد القتال استراتيجية بحد ذاتها بعيدًا عن أي مشروع سياسي يحقق أهداف الثورة المشروعة يصبح حينها التيه السياسي سيد الموقف، ويغدو العمل الثوري ضرب من الجنون أشبه ما يكون بطحن الهواء، ولكن الصورة هنا أشد قتامه حينما نعلم أن المطحون هو المواطن السوري البريء.
لم يعد مجدي حصر التفكير في دفع العدوان، دون توحيد الجهود تحت راية واضحة المعالم ومشروع سياسي يحقق الشعارات التي هتفت بها الثورة السورية، وإلا فنحن أمام مشروع أسوأ كثيرًا من نموذج أفغانستان بعد التحرير! لم تنته الثورة في سوريا؛ فالنصر لا يتعلق بالضرورة بالجغرافيا، فما زالت فصائل الثورة تتحكم بالمساحة الأوفر في سوريا، كما أن حلب عندما كانت بيد الثوار لم تطرح مثل هذه الجدلية ـ أن النظام السوري منهزم ـ إذن هي الحرب الإعلامية لتحقيق الهزيمة النفسية قبل أن تكون ميدانية.
هناك مئات الأسباب لاستمرار الثورة في سوريا؛ ففي كل بيت شهيد وجريج وسجين، ولولا الإيمان بعدالة القضية السورية لما استمرت الثورة حتى اللحظة، فستبقى الأرض لأبنائها وسيغدو الاحتلال والاستبداد أثرًا بعد عين.
The post المسار الثوري في سوريا إلى أين؟ appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : أين الله مِن مصائب الأمة؟
حملت المرأة الحلبية طفلها الصغير، وخرجت من بيتها تركض هاربةً من القصف الوحشي على المدينة، تتنقل بين المنازل المدمرة، والأشلاء الممزقة على الأرض.. حتى وصلت إلى مكانٍ اعتقدت أنه آمن من شبح الموت، شدت ولدها إلى حضنها وقالت «يا الله ما النا غيرك يا الله»، نظر الولد إلى أمه الباكية وقال «هل الله يرانا حقًا؟ لماذا لم يفعل شيئًا لأجلنا؟».. تنهدت المرأة وقالت «سينصرنا الله إن شاء الله»، فرد الطفل بكل براءة: «بعد شو!».
هذه الحكاية الرمزية، وهذا الطفل الصغير قد يُمثل في قلبه العديد ممن أصيبوا بالوهن في قلوبهم، ودب اليأس عقولهم؛ حتى باتوا لا ينتظرون نصرًا ولا تمكينًا.. إنما اقتنعوا أن هذه الحالة ستظل ما ظلوا، وأن الغلبة للأقوى!
بعد شو!
مَن لم يقرأ التاريخ لن يفهم هذا الواقع أبدًا، ومحاولة فصل الماضي عن الحاضر ما هو إلا عبث، فالمصائب التي تنزل على هذه الأمة في هذا الزمن بالشام وبورما والعراق واليمن وليبيا، قد نزل أشدّ منه وقعًا، وأعظم منه جللًا، وقد تحقق نصرُ الله المبين.. لكن «بعد شو!».
بعد أن يعود شبابُ الأمة إلى دينهم، وعقيدتهم، وأن يهجروا ملذات الدنيا، وأن يجعلوا هم الأمة همهم، لا أن تكون أولى أولوياتهم لعبة كرة القدم، أو البرامج الغنائية فارغة المضمون.. بعد أن نجد في شباب الأمة همة أبي بكر، وشموخ عمر، وحياء عثمان، وشجاعة علي، وصلابة الفاتح؛ وهذا الأمر ليس مستحيلًا؛ فالتاريخ القديم والحديث أثبت لنا وجود هؤلاء في كل زمن، وموضع.
بعد أن تتوحد الأمة على هدف النصرة، وأن يكونوا أملًا للمظلومين في بقاع الأرض، وأن يكون حكام هذه الأمة على بصيرة، ويعلموا أن الخطر الذي يصيب البلاد سيصيبهم، وأن عدم التحرك نحو نصرة المظلومين سيدفع الطغاة والصليبيين والفرس للتحرك حتى السيطرة على كل هذه الأمة؛ وتلك أمانيهم!
بعد أن تصفى نفوس المسلمين، فنحبُّ الخير لغيرنا كما نحب لأنفسنا، ونسعى لغيرنا كما نسعى لأنفسنا، ونأمر بالخير والمعروف والإصلاح، وننهى عن المنكر من قولٍ أو فعل، ونساند المظلوم، ونرفع الصوت في وجه الظالم!
بهذه يا صغيري، ستنتصر هذه الأمة، وسترتفع رايتها، وسنكون حقًا «خير أمة أخرجت للناس».
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُل
وقد يقول قائل: بمثلِ ما قلت فلن نرى النصر! وحتى لا يصيبكم اليأس مجددًا، فما ذكرناه ليس شرطًا أن يكون حالة عامة لكل الأمة، فالنصر يتحقق بالثلة القليلة المؤمنة، ولم يذكر التاريخ أن الأمة الإسلامية في يوم من الأيام كانت كلها على مستوى الصلاح المطلوب، بل كان الملتزم وكان المنافق، كان الأمين وكان الغاش، كان المظلوم وكان الظالم، ووسط هذه المعمعات يُخرج الله من أصلابنا رجلٌ يقيم قيامة الأمة، ويعيدها إلى سيرتها الأولى.
ولكن متى؟ فالقرآن العظيم أخبرنا عن الموعد الحقيقي لظهور نصر الله «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجرِمِينَ».. ولاحظ جيدًا، فاليأس المذكور في هذه الآية لا يصيب عوام الناس فحسب، بل يصيب الرسل، فإن كان الرسل قد أصيبوا باليأس، فما حالة العوام!
في هذه الحالة، يُنزل الله نصره على يد من يشاء من عباده، وتصبح كلمته هي العليا، ويضرب البأس القوم المجرمين.
وأمام هذا المشهد اليقيني بحتمية النصر الموعد للإسلام وأمته، نستذكر ونختم بمقولة خالدة لأحمد ديدات «الإسلام بك أو بدونك سينتصر، أما أنت فدون الإسلام ستضيع وتخسر».
The post أين الله مِن مصائب الأمة؟ appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : لماذا لا ينصفنا القانون الدولي العام؟
كثيرًا ما يدور السؤال على ألسنتنا نحن العرب والمسلمين في مآسينا: أين العالم المتحضر من حولنا؟ أين حقوق الإنسان؟ أين محكمة العدل الدولية؟ كيف يُسكت على ما يحصل من جرائم؟
في بداية الحراك الشعبي في سوريا قُدم لنا معلومة خاطئة مفادها: أن النظام السوري مغلول اليد هذه المرة أمام المد الشعبي: فالماكينة الإعلامية التي كانت غائبة في أواخر السبعينات، وأوائل الثمانينات عندما سويت مدينة بسكانها على الأرض، ستعمل الآن على فضحه، ولن يفلت من العقوبة، خاصة مع انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
لكن الواقع أن المجتمع الدولي وقف متفرجًا على مأساتنا، و مع مرور الوقت باتت الحقيقة ظاهرة وتساءل الناس:
هل يوجد في هذا العالم شرعية دولية أم أنه مازال غابة يحكمها منطق القوة؟
لنجيب على هذا السؤال، دعونا نلق نظرة على القانون الدولي العام ونشأته وآلية عمله.
-
فكرة وجود قانون يحكم الدول في علاقاتها:
إن دارس التاريخ البشري يلاحظ بسهولة أن الإنسان عاش منذ القدم في جماعات قادتها سلطات حاكمة، سواء كان التجمع قبليًا أو على شكل دول بدائية، أو تطورت إلى توسعية إمبراطورية، وسادت بين الجماعات المختلفة علاقات تراوحت بين التعاون والحرب.
مع نشوء المدن في اليونان سادت بين تلك الممالك علاقات تعاون، حيث عد اليونانيون أنفسهم فوق باقي البشر؛ لذا وضعوا بعض القوانين التي تنظم علاقة تلك المدن ببعضها في السلم والحرب، وتستخدم لحل النزاعات بينها، لكنها لم تشمل باقي الجماعات البشرية أو المدن، بل إن تدمير الآخر، واسترقاقه، يعد عملًا مباركًا ومقبولًا؛ فهم كما أشرنا يعدون نفسهم أرقى أعراق البشر، وورث منهم الرومان هذا التقليد، وطوروه؛ فوضعوا قوانين نظمت العلاقات بين الشعوب ضمن الإمبراطورية، واستثنوا من لم يتبع لهم أو يرتبط معهم بمعاهدة من تلك القوانين الناظمة للعلاقات. فكانوا أممًا مستباحة لا حامي لها، وفي كلتا الحالتين كان منطق القوة هو السائد؛ فالضعفاء لا مكان لهم ولا حماية؛ لأن القانون جاء لتنظيم علاقة الأقوياء ببعضهم.
في العصور الوسطى تغير شكل العلاقات في العالم الأوربي، فبعد انتشار المسيحية وتفكك الإمبراطورية الرومانية سادت العلاقات الإقطاعية في ظل سيطرة الكنيسة البابا على السلطة الروحية والدنيوية، وضعف الدول الموجودة أمامها، إذ كانت أشبه بكيانات هلامية لا يسيطر ملوكها، إلا على عواصمهم، بينما يسيطر كل أمير و«بارون» على ما تحته من الضياع والمدن الصغيرة، وإن تبعوا اسميًا للملك. لذا فإن الكنيسة كانت هي التي تنظم علاقة البارونات والأمراء والملوك ببعضهم، وتعززت السلطة الكنسية بالظهور الإسلامي في أوروبا؛ حيث اعتبر هذا الاختراق تهديدًا وجوديًا للقارة المسيحية، زاد من تمحورها حول سلطة البابا؛ فهو القادر على الدعوة للحرب المقدسة التي تدفع الجنود نحو الممالك المهددة لدرء الخطر، وهو من يملك أن يحرم هذا من رحمة الله فيؤلب رعاياه عليه ويحرك الطامعين لغزوه، وهو من يملك أن يرضى عن ذاك فيثبت ملكه، ويعترف بسيطرة هذا على أرض ما، ويعتبر سيطرة غيره اعتداء يستوجب اللعن والطرد من الجنة، فالكنيسة هي الضامن والمنظم للعلاقات في العالم الأوروبي.
إلا أن الملوك كانوا في محاولة دائمًا لمنازعة الباباوات السلطة الدنيوية؛ ما سيؤثر على شكل تلك العلاقة مستقبلًا.
-
نشأة الدولة الحديثة وأثرها على تطور العلاقات الدولية.. اتجاه تقعيد القانون الدولي
في القرن السادس عشر دخلت أوروبا في تحولات هامة؛ نتيجة الاحتكاك المباشر بالمسلمين خلال القرون السابقة أثناء الحملات الصليبية وانتشار فكرة التحرك خلف البحار بحثًا عن الثروات والذهب، مستغلين الفراغ الذي حصل في العالم الإسلامي في نفس الفترة.
تدفق الذهب على القارة، ووجد الملوك فيه المال اللازم للاستقلال وشراء الولاءات، وبناء الدول تحت سلطتهم؛ فبدأت دول حقيقية في الظهور، كالإمبراطورية الإسبانية والبرتغالية ومملكتي إنجلترا وفرنسا، ككيانات متماسكة تحت سلطة واحدة، بينما ظل الوضع في إيطاليا وفي الشمال الأوروبي على حاله مقسمًا لمقاطعات، وإن ساد بينها علاقات أكثر تنظيمًا.
لكن التغير الكبير ظهر عندما علت الأصوات المنادية بكسر سلطة البابا من داخل الكنيسة نفسها؛ فنشأ المذهب «البروتستانتي»، وانتشر في ألمانيا وهولندا، وصولًا إلى إنجلترا، ودخل أتباعه في صراع دموي مع أتباع البابوية «الكاثوليك»، بلغ ذروته في حرب الثلاثين عامًا (1618 – 1648) التي أكلت الأخضر واليابس في القارة، وأسست لظهور أفكار جديدة تعرف الأمة والسلطة بشكل مختلف عن السابق، وتمجد الدولة ككيان لا يعلوه شيء بعد أن كانت الكنيسة تتمتع بهذه المنزلة، على يد مفكرين كـ«توماس هوبز» و«جون لوك».
كذلك أثرت تلك الحرب في الفكر الأوروبي نحو ضرورة وجود قانون يحكم الصراع ويخفف آثاره المخيفة، كما في كتابات «غروشيوس»، خاصة مؤلفه «في قانون الحرب والسلام»، الذي يعد من أوائل المؤلفات في القانون الدولي العام، فقد رأى أن الدول كالأفراد، عليها الالتزام بشريعة تحكم العالم، معقولة في مضمونها، غير قابلة للتغير؛ لأن مصدرها ثابت. هذا المصدر الثابت لم يشر إلى الخالق تعالى، بل إلى المخلوق الذي اعتبر ذا طبيعة ثابتة، ورأى أن الحرب لا بد لها من مبرر عادل، وإلا عدت عدوانًا.
وهنا تبرز ملاحظة هامة، وهي أن فكرة التفوق عند الإنسان الأوروبي هي نفسها التي كانت عند اليونان والرومان؛ فكل ما تُحدُث عنه في فكرهم كان مجال تطبيقه هو أوروبا، أما باقي العالم، فهم ثروات واجب استغلالها، ودليل ذلك الازدهار الشديد في تجارة العبيد في هذه العصور؛ بسبب الحاجة لهم في عمارة الأراضي المكتشفة، وكان بعض رواد النهضة الأوروبية مساهمين مباشرين في تلك التجارة، كجون لوك الإنجليزي، بل إنه في حالات معينة كان الرقيق أبيضًا كما حصل للكثير من الإيرلنديين.
نتج عن حرب الثلاثين عامًا معاهدة هامة تعد الأساس الأول للقانون الدولي العام هي «معاهدة فيستفاليا(1)» التي أقرت العديد من المبادئ، كالمساواة بين الأمم المسيحية بغض النظر عن عقائدها، وأشكال حكوماتها، وزوال السلطة البابوية الدنيوية للأبد، وتطبيق مبدأ التوازن الدولي الذي يقضي بأنه في حال حاولت دولة التوسع على حساب غيرها، فإن بقية الدول تتكتل لمنع حصول ذلك، ومبدأ سيادة الدولة على أراضيها، وما يفرضه ذلك من عدم شرعية التدخل الخارجي فيها، وظهور فكرة التمثيل الدبلوماسي الدائم محل السفارات المؤقتة، وتدوين القواعد العرفية في معاهدات لتشكل نصوص القانون الدولي.
تطورت الفكرة مع تعقد العلاقات وخاصة مع تفعيل فكرة التوازن الدولي التي تم تطبيقها بعد حرب الخلافة الإسبانية، والتي انتهت بمعاهدة أوتريخت 1713 (2) حيث تكتلت دول أوروبا لمنع اتحاد فرنسا، وإسبانيا تحت عرش واحد يخل بالتوازن.
دخلت أوروبا منعطفًا جديدًا بعد الثورة الفرنسية التي أدخلت مفاهيم جديدة على العالم، كالحرية، والعدالة، و حق الشعب في اختيار حكوماته؛ فانقسمت أوروبا إلى معسكرين: الأول تمثله الثورة الفرنسية بقائدها «نابليون»، والدول الإمبراطورية القديمة الممثلة في إنجلترا والنمسا وروسيا القيصرية، والمقاطعات الألمانية، وأفضى الصراع بين الطرفين إلى هزيمة نابليون والاجتماع في فيينا عام 1815(3)؛ لترتيب البيت الأوروبي من جديد؛ فنشأت قواعد دولية جديدة، حيث أقر المؤتمر حرية الملاحة في الأنهار الدولية، وتحريم تجارة الرقيق بعد أن قلت الحاجة لها؛ نتيجة التطور الصناعي نحو «المكننة»، وترتيب نظام البعثات الدوبلوماسية، وانبثق عن المؤتمر تحالف سمي بالتحالف المقدس، جمع الأطراف المنتصرة، هدفه المعلن الحفاظ على الأخلاق المسيحية، لكن هدفه الحقيقي هو وأد أية ثورة على الدول الإمبراطورية.
في هذا القرن بدأ العالم المتقدم يتوسع خارج إطار القارة الأوروبية بظهور الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع إعلان الرئيس الأمريكي «جيمس مونرو» عدم السماح لأية دولة أوروبية بالتدخل في شؤون القارة الأمريكية أو احتلال أجزاء منها معززًا مبدأ السيادة الوطنية، وعدم التدخل، تلا ذلك في نهاية القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين مؤتمرات السلام في لاهاي 1899-1907 التي حاولت وضع أطر لفض المنازعات بين الدول بالطرق السلمية، وانبثق عنها محكمة التحكيم الدولية كأول هيئة قضائية تحكم بين الدول.
-
تطورات العلاقات الدولية والقانون الدولي في القرن العشرين
إن كل ما سبق من مبادئ ومعاهدات لم يمنع الدول الكبرى المتحفزة نحو هضم المزيد من الثروات والأراضي حول العالم من الدخول في صراع مدمر بداية القرن العشرين في الحرب الكبرى الأولى 1914-1918 والتي حاول المنتصرون بعدها إعادة تشكيل العالم من جديد تحت وصايتهم وتثبيت زوال الإمبراطوريات القديمة المهزومة، العثمانية والنمساوية والروسية بتنظيم وشرعنة الدول الناتجة عن انفراط عقدها.
عقد مؤتمر الصلح في باريس 1919 فأنشأت عصبة الأمم، وانضم لها دول جديدة من أمريكا اللاتينية وآسيا، وكان للولايات المتحدة دور كبير في دعم الدول الناشئة في محاولة منها لفرض نفسها في عالم الدول الاستعمارية من خلال مبادئها الأربعة عشر التي سميت باسم رئيسها «وودرو ويلسون (4)» وأهمها حق تقرير المصيرللشعوب المستقلة عن الدولة العثمانية وحرية الملاحة في المضائق الدولية.
إلا أن عصبة الأمم لم تستطع تحقيق المأمول؛ لأن الدول المهزومة في الحرب الأولى، وخاصة ألمانيا وإيطاليا بقيت تتحين الفرصة لاستعادة مجدها؛ ما ساعد على تصاعد موجة الأيديولوجيات العلمانية المتطرفة كالنازية والفاشية ومهد لنشوب الحرب من جديد.
كانت الحرب العالمية الثاية أشد وطأة على البشرية من سابقتها خاصة مع تطور الأسلحة الفتاكة وامتداد مساحة الصراع نحو شرق آسيا والشواطئ الأمريكية، وقد أفرزت الحرب واقعًا جديدًا مفاده أن الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت كقوة كبرى لم تتضرر من الحرب تعمل على وراثة النفوذ الأوربي في العالم، وهضمه تحت هيمنتها، بينما بقي الاتحاد السوفيتي كقوة تتمتع بعقيدة مخالفة مسيطرة على مساحات شاسعة من العالم؛ فدخل العالم في النصف الثاني من القرن العشرين فيما عرف بالحرب الباردة بين القطبين.
اجتمع العالم بعد الحرب في عام 1945 في مدينة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة؛ لوضع حد لمآسي الحروب حول العالم، وإنشاء منظمة تكفل السلام، وتقوم بما لم تستطع «عصبة الأمم» القيام به؛ فأنشأت «الأمم المتحدة» وانبثق عنها مجلس الأمن، وكما الحال في كل مؤتمر ومعاهدة ضمنت التشكيلة الجديدة مصالح الدول المنتصرة؛ فضمنت لهم حق التصويت المعطل في مجلس الأمن «الفيتو»: حيث يحق لكل من هذه الدول الخمس إيقاف أي قرار يعارض مصالحها.
حقيقة صمدت الأمم المتحدة في وجه العواصف التي مرت بها، وانضم لها الكثير من الدول التي نالت استقلالها في عملية تصفية الاستعمار المباشر الفرنسي والبريطاني، وانبثق عنها منظمات وهيئات، كما أنشئت كيانات ومنظمات إقليمية، كالاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية و… عملت على تحقيق التعاون بين الدول في مجالات دولية عديدة، كالمجالات الإنسانية، كمجالات البيئة، ومكافحة التجارات الممنوعة، كالمخدرات، والأعضاء البشرية. إضافة إلى التعاون الاقتصادي وموضوع الغذاء والمناخ والطيران والفضاء الخارجي، والكثير الكثير من المجالات الأخرى؛ فأصبحت البنية الدولية معقدة، وتحقق تحت سقفها الوصول للكثير من المعاهدات في المجالات السابقة، إلا أنها في كل ما سبق كانت تحقق مصالح الدول الكبرى، والولايات المتحدة تحديدًا، فإن نجحت النظرة المثالية الممثلة في التعاون الدولي في إيقاف الحروب وإحلال السلام في الجزء الشمالي من العالم، حيث الدول الاستعمارية ما جعلها جنات يتطلع الناس إليها، فإن الحروب خارج تلك الجنة لم تتوقف، بل كثيرًا ساهمت تلك الدول في إشعالها، أو كانت طرفًا فيها كما في الحرب الكورية والحروب الأمريكية في فيتنام وأفغانستان العراق والجرائم السوفيتية اتجاه الشعوب المسلمة التي خضعت لاستعمارهم و حروب إسرائيل في المنطقة العربية مرورًا بالحرب اليوغسلافية وحروب القارة الإفريقية و…
وأخيرًا ما يجري على الساحة السورية الذي قوبل بتبلد واضح ومتوقع تجاه المأساة الإنسانية الكبرى فيها، أي أن الجهود الدولية نجحت في نقل الصراع خارج نطاق أمانها لتحصره في عالمنا لتؤكد على النظرة الاستعلائية التي لم تتغير، بالرغم من كل الكلام والمنمق والمبادئ البراقة.
بعد سردنا السابق لنا أن نلاحظ أن المصدر الرئيس الأول للقانون الدولي العام هو المعاهدات الدولية، والتي لاحظنا أن الكثير منها جاء بعد حروب طاحنة بين القوى العالمية، والتي نظمت لتخدم مصالح المنتصرين على حساب الطرف الآخر، ولفرض واقع دولي يجري تعميمه وتحقيق أكبر فائدة من الوضع التالي للحرب أي أنها تمثل مصالح الكبار على حساب الصغار، إضافة إلى عيب واضح للجميع يسود القانون الدولي، و هو: أن لا إلزام قانوني للدول به إلا إرادتها؛ ما يجعل ذلك القانون مشلولًا، ويجعله ألعوبة بيد القوى الكبرى.
فنجد مثلًا أن الدول القوية تحديدًا ترفض الالتزام بالكثير من المعاهدات، ولا توقع عليها أو تنسحب منها كما انسحبت روسيا منذ أيام من اتفاقية روما(5) التي أسست بموجبها محكمة الجنايات الدولية أما الولايات المتحدة الأمريكية، فلم توقع على المعاهدة أصلًا. كذلك الأمر بالنسبة لاتفاقية كويوتو(6) للمناخ للحد من الانبعاثات الحرارية الضارة في البيئة، والتي بقيت الولايات المتحدة منفردة في عدم التوقيع عليها علمًا أنها مصدر أساسي من مصادر تلك الغازات. و نفس الأمر ينطبق على إسرائيل واتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية (7) واستهتارها بكل القرارات الدولية الجائرة على المسلمين، والتي صدرت لمصلحتها، إلا أنها ضربت بها عرض الحائط؛ لأنها لا ترفض أن تتخلى حتى عن الفتات الذي قبلوا به.
بقي لنا أن نسأل أين كنا نحن العرب والمسلمين من المسألة الدولية، وما موقفنا من الوضع الحالي؟ هذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني بإذن الله.
The post لماذا لا ينصفنا القانون الدولي العام؟ appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : كيف ستؤثر انتخابات الرئاسة الإيرانية في 2017 على الشرق الأوسط؟
كونها باتت في نظر الكثيرين من الدول الأكثر فاعلية في الإقليمين العربي والشرق أوسطي، تتوجه الأنظار صوبها، في انتظار ما تتمخض عنه صراعاتها الداخلية، لاسيما وأنها على أعتاب انتخابات رئاسية هي الأهم، كما يتوقع العديد من المتابعين منذ إعلان الجمهورية الإسلامية عام 1979؛ أول انتخابات رئاسية بعد الاتفاق النووي الإيراني. الظرف العالمي على صفيح ساخن. ثمة تنامي لليمين الشعبوي في العواصم الأوروبية، ناهيك عن تولي ترامب قيادة البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المُرتقب. وهو الرجل الذي وعد بتعطيل الاتفاق النووي، وتمزيقه حال تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة.
وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية حول إمكانية تنفيذ الرئيس الأمريكي القادم لوعوده بتمزيق الاتفاق من عدمها، تبقى وعوده إشارة واضحة للعقيدة الأمريكية الجديدة تجاه إيران.
في ظل هذا الزخم العالمي، تترقب الأنظار الصراعات الداخلية في إيران للوصول إلى كرسي الرئاسة في انتخاباتٍ أعلنت وزارة الداخلية أنها ستُجرى في 19 مايو (أيار) المقبل، وبين من يؤيد المعسكر الإصلاحي ومن يؤيد ما يعرف بالمعسكر المتشدد، ثمة سؤال يطرحه الكثيرون: ما قيمة الانتخابات الرئاسية في ظل السلطات اللا محدودة لمنصب «المرشد الأعلى»؟ وهو سؤالٌ سنحاول التعرض له نهاية هذا التقرير التقرير.
طيف نجاد اختفى أم أُخفي؟
المتأمل في التغيرات السياسية التي يشهدها العالم هذه الأيام، يرى «أحمدي نجاد» اليميني الشعبوي هو الأقرب لمُجاراة اليمين الشعبوي المتصاعد في العواصم الأوروبية. ولم يتأخر الرجل فعلًا عن التوقعات؛ إذ في السادس عشر من يونيو (حزيران)، نشرت مجلة السياسة الدولية «فورين أفيرز» الأمريكية، تقريرًا يرصد طارئًا جديدًا حلّ على الساحة السياسية الإيرانية الداخلية؛ ألا وهو عودة الرئيس السابق «محمود أحمدي نجاد» للمشهد.
وكان أحمدي نجاد قبل أشهر يصول ويجول بطول البلاد وعرضها في البلدات الإيرانية الصغيرة، التي تتمركز فيها جماهيريته، ويتحدث إلى الناس عبر المساجد مُلوّحًا بإمكانية ترشحه لانتخابات الرئاسة القادمة في مايو (آيار) 2017. موجهًا اتهاماته للرئيس الحالي «حسن روحاني» بالفشل في الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع الدول الكبرى في يوليو (تموز) من العام الماضي، متذرّعًا في اتهاماته لروحاني باعتقاده أن الاتفاق ضحّى بالمشروع النووي الإيراني في مقابل مكاسب غير محددة المعالم.
وبالرغم من أنه طوال هذه الأشهر، لم يقدم برنامجًا بديلًا لبرنامج الرئيس روحاني، إلا أنه أحدث ضجة داخليةً كبيرة، حول ما إذا كان ظهوره تمهيدًا لعودته للمشهد السياسي الذي خرج منه في أغسطس (آب) 2013 أو ما إذا كان قد خرج للنيل من روحاني فقط.
ولم يَطُل أمد التكهنات، حتى كان رأي السيد «علي خامنئي» قاطعًا بإبعاده عن المضمار الانتخابي، لاسيما وأن إعادة انتخابه رئيسًا في 2009، شكلت أزمة سياسية كادت تعصف بالثورة الإسلامية ودولتها. وجاءت تصريحات المرشد الأعلى بعدما اجتمع بنجاد، وأخبره بأن الظرف الراهن غير مناسب لترشحه لمنصب الرئاسة.
إبعاد أحمدي نجاد يبدو للمتابعين متفهمًا وله أسبابه، نذكر منها ـ بدايةً ـ ما ذكره المرشد الأعلى، بأن الظرف الراهن لا يتواءم مع الأفكار التي يحملها نجاد؛ فالرجل الذي عادى الدول الكبرى لأجل البرنامج النووي لا يمكنه أن يكون رئيسًا في ظل اتفاق يوليو (تموز) 2015. السبب الثاني يعبر عن الطبيعة «البراجماتية» للانتخابات؛ إذ يُفضل للتيار المحافظ أن يُقدم مرشحًا واحدًا قادرًا على الفوز، من أمثال: «علي لاريجاني»، زعيم مجلس الشورى، و«علي أكبر صالحي»، ممثل إيران لدى وكالة الطاقة الذرية، وغيرهما ممن يحظون بالسمعة الطيبة والشعبية الكبيرة.
روحاني: هل يكون الرئيس ذا الفترة الرئاسية الواحدة؟
روحاني، الذي أوشكت فترته الرئاسية الأولى على الانتهاء، خمسة أشهر فقط تفصله عن خوض غمار المنافسة لاقتناص فرصة ثانية، على خطى الرؤساء السابقين «خامنئي، ورفسنجاني، وخاتمي، ونجاد».
الرجل أتى للسلطة في 2013، واعدًا أنصاره بحل أزمة الملف النووي التي تعقدت كثيرًا في عهد سابقه أحمدي نجاد، وبالفعل نجح في إتمام الاتفاق النووي في يوليو (تموز) 2015، لكن هل يضمن هذا الاتفاق له فرصةً ثانية؟
حاول الصحفي الإيراني «سعيد جعفري» الإجابة على هذا التساؤل في مقالته المنشورة في سبتمبر (أيلول) الماضي، معتقدًا أن روحاني لن يتمكن من تمديد فترته الرئاسية؛ فالرجل المحسوب على تيار الإصلاح لم يقدم الكثير لتغيير الوضعية الثقافية المحافظة للمجتمع الإيراني، ويدلل جعفري على ذلك بأن 50 حفلة غنائية تم إلغاؤها فقط في العامين الماضيين، معتبرًا ذلك تقييدًا للحريات.
الحفلات الملغاة، جاءت بعد تصريحات مثيرة للجدل، من قبل بعض المرجعيات الدينية، من أمثال إمام جُمعة مدينة مشهد الإيرانية، ذات الرمزية الدينية، وقوبلت التصريحات المحافظة بطيف واسع من الانتقادات، نظمها مؤيدون سابقون لروحاني، وبعضهم حتى عمل ضمن حملته الانتخابية 2013.
واحدة أخرى من الإخفاقات في رأي البعض، أن روحاني وعد أنصاره بالسعي لرفع العقوبات عن أقطاب الإصلاح الإيراني، «مير حسين موسوي» و«مهدي كروبي»، وهما تحت الإقامة الجبرية منذ احتجاجات 2009، وهو الوعد الذي لم يدخل حيز التنفيذ إلى اليوم.
يرى جعفري من خلال طرحه، أن السياسات الداخلية المتشددة لا تزال سارية بحق المعارضين، فهناك إغلاق للصحف ومنع لوسائل الإعلام من ممارسة عملها بحرية، كل هذا لم يختلف كثيرًا في عهد روحاني عما كان عليه في عهد سابقه.
على الجانب الآخر، فالاقتصاد الإيراني، ربما هو الورقة الوحيدة التي يعوّل عليها روحاني، لكن بالنظر لأرض الواقع، كانت التوقعات بعد الاتفاق النووي أعلى بكثير مما تم على الأرض؛ إذ يمكن القول في نظر الكثيرين بأن روحاني لم يوفر للاقتصاد الإيراني، سوى بعض الاستقرار، أما العقوبات، فبعضها فُرض ثانيةً على خلفية تطوير إيران لمنظومتها الصاروخية، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور كذلك في عهد «دونالد ترامب».
هل يكون لهذه الانتخابات آثارٌ إقليمية ودولية؟
أمرٌ طبيعيٌ أن نبحث عن الآثار الإقليمية المنتظرة من جراء الانتخابات الإيرانية، في وقتٍ تمتد فيه أياد إيران في المحيط العربي، وبوضوح كبير في سوريا والعراق واليمن، وغيرها من البلدان العربية. لكن بالعودة إلى الوراء، تحديدًا في العام 2009، حيث الانتفاضة الخضراء، سندرك أن كل الخيارات المتاحة اليوم لا تصب في إطار التغيير، فعلى الأرجح؛ أصحاب التغيير الحقيقي مغيبون بأمر المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي.
في عام 2009، برزت إلى السطح خلافات داخلية بين أبناء الثورة الواحدة، بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد على رأس السلطة، والتمديد له لفترة رئاسية ثانية، وللأهمية؛ فالصراع كان بين أبناء الثورة الواحدة، ولم يكن بين الثورة ومعارضيها، لذا فهو مهم لفهم الخريطة السياسية الإيرانية قبل تلك الأحداث وبعدها.
كان زعيم الحركة آنذاك، المرشح الخاسر مير حسين موسوي، والذي جعل من الهم القومي الإيراني شعارًا له في الانتخابات، منتقدًا سياسات الجمهورية الخارجية بعبارة واضحة «لا يجوز الحديث عن عزة لبنان وفلسطين وتجاهل عزة إيران»، في إشارة واضحة لضرورة تلبية الحاجة الإيرانية الداخلية ابتداءً.
وخرج المحتجون من أنصاره بعد ذلك متشحين بالأخضر، هاتفين «لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران». هذه العبارة قابلتها عبارة المرشح المنتصر أحمدي نجاد، والذي اعتبر أنه من الخطأ اعتبار نضال الشعب اللبناني والفلسطيني أمرًا خارجيًا، ليس من صلب مشروع «الجمهورية الإسلامية»، وهي وجهة النظر التي يتبناها المرشد الأعلى.
اليوم وبعد سنواتٍ سبع، تُشَيّع إلى إيران يوميًا توابيت الموت، القادمة من سوريا؛ نتيجةً للمشاركة الإيرانية المباشرة في قمع انتفاضة الشعب السوري، على الرئيس الموالي لنظام طهران، بشار الأسد. ويُشار في الداخل من قبل السلطة إلى المساندة الإيرانية للنظام السوري باعتبارها «الدفاع المقدس».
وتنقل الباحثة في الشأن الإيراني، «فاطمة الصمادي»، في مشاركة لها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حديث رجل الدين البارز «مهدي طائب»، في فبراير (شباط) لعام 2013، عن اعتبار سوريا المحافظة الإيرانية الـ355، وأن الدفاع عنها له أولوية على الدفاع عن خوزستان الإيرانية؛ لأنها إذا فُقدت فلن تعود.
كما تنقل «الصمادي» عن العميد «حسين همداني»، قوله بأن مصالح الجمهورية الإسلامية في سوريا هي التي تجعلها تحارب هناك، واصفًا الحرب بالدفاع المقدس، وهو ذات الاسم الذي أطلقته إيران على حرب العراق «حرب الثمانية أعوام 1980-1988». وكان همداني قد عُثر عليه مقتولًا في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، بعدما نُصب لموكبهه كمين في ريف حماة، السورية.
عودٌ على بدء، لا يُتوقع غالبًا أن تغير نتيجة الانتخابات من التوجهات الإقليمية، الأمر فقط يتعلق بحيثيات المشاركة، وطريقة التناول الإعلامي؛ إذ لم يكن هناك من حرج أن يستخدم أحمدي نجاد – لو كان على رأس السلطة اليوم – وصف الدفاع المقدس لما تقوم به الميليشيات الإيرانية في سوريا، وهو التناول الذي لم يقع فيه الرئيس روحاني، لكن على المستوى الإجرائي، فطالما كان خامنئي وحرسه الثوري راغبًا في المشاركة، فهي واقعة.
ويُنقل عن خامنئي رثاؤه للقتلى الإيرانيين، مصرّحًا أن قتلى الحرس الثوري سقطوا «فداءً للثورة الإسلامية ودفاعًا عنها» وعن إيران، وأنه «لولا هذه الحرب في سوريا لتعيّن علينا محاربة الأعداء في كرمنشاه وهمدان والمحافظات الإيرانية الأخرى».
على الصعيد الدولي، فالأمر يختلف قليلًا، صحيح أنه لا ينبئ بتغيرات جذرية، لكن جرت العادة أن يضفي الرئيس الإيراني مسحته الخاصة على الخارجية الإيرانية، فأحمدي نجاد ـ على سبيل المثال ـ لم يكف طوال فترة حكمه عن وصف الولايات المتحدة الأمريكية بـ«الشيطان الأعظم»، معلنًا تمسكه بالبرنامج النووي الإيراني، ثم جاء روحاني متعهدًا بحل الأزمة النووية، في محاولة منه لمعالجة ما وصلت إليه البلاد من أزمة اقتصادية، وهو بالفعل ما تم إنجازه.
ويرى باحثون، أن المساحة التي يتحرك فيها منصب الرئيس في السياسة الخارجية محدودة، في ظل المرشد والمؤسسات الموازية، إذ يُعتقد أن يكون خامنئي هو الفاعل الأول، وهو الذي أعطى الضوء لروحاني للمفاوضات النووية، وهو القادر على سحبه، وفق ما تقتضيه الحاجة الداخلية للبلاد كما يراها.
ما قيمة الانتخابات الرئاسية في إيران في ظل المرشد الأعلى؟
يقرر الدستور الإيراني في الفصل الخامس منه، السلطات التي تحكم إيران على أنها السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، التي تمارس صلاحياتها بإشراف «ولي الأمر المطلق وإمام الأمة»، فكل السلطات تخضع لولي الأمر حسب نص المادة الدستورية، وتؤسس لذلك المادة الثانية من الفصل الأول، إذ تجعل الإيمان بـ«الإمامة والقيادة المستمرة» إلى جانب الإيمان بالله والوحي والميعاد، أركان لنظام الجمهورية الإسلامية.
ويضطلع الولي القائد بعددٍ كبيرٍ من الصلاحيات وفق الدستور وهي:
1- تعيين السياسات العامة لنظام جمهورية إيران الإسلامية بعد التشاور مع مجمع تشخيص مصلحة النظام.
2- الإشراف على حسن إجراء السياسات العامة للنظام.
3- إصدار الأمر بالاستفتاء العام.
4- القيادة العامة للقوات المسلحة.
5- إعلان الحرب والسلام والنفير العام.
6- تعيين وعزل وقبول استقالة كل من: (فقهاء مجلس صيانة الدستور، أعلى مسؤول في السلطة القضائية، ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في جمهورية إيران الإسلامية، ورئيس أركان القيادة المشتركة، والقائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية، والقيادات العليا للقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي).
7- حل الاختلافات وتنظيم العلائق بين السلطات الثلاث.
8- حل مشكلات النظام التي لا يمكن حلها بالطرق العادية خلال مجمع تشخيص مصلحة النظام.
9- إمضاء حكم تنصيب رئيس الجمهورية بعد انتخابه من قبل الشعب. أما بالنسبة لصلاحية المرشحين لرئاسة الجمهورية من حيث الشروط المعينة في هذا الدستور فيهم، فيجب أن تنال قبل الانتخابات موافقة مجلس صيانة الدستور، وفي الدورة الأولى تنال موافقة القيادة.
10- عزل رئيس الجمهورية مع ملاحظة مصالح البلاد، وذلك بعد صدور حكم المحكمة العليا بتخلفه عن وظائفه القانونية أو بعد رأي مجلس الشورى الإسلامي بعدم كفاءته السياسية.
11- العفو أو التخفيف من عقوبات المحكوم عليهم في إطار الموازين الإسلامية، بعد اقتراح رئيس السلطة القضائية.
وبالرغم من أن أعلى منصب تنفيذي يمكن المنافسة عليه في إيران بين أطياف المجتمع السياسية هو منصب الرئاسة، لكنه طبقًا للدستور لا يتمتع بالصلاحيات الكافية؛ إذ لا يمكنه إلا أن يدور في فلك المرشد الأعلى، ويطبق السياسات التي يمليها عليه؛ وهو ما يجعل النظام السياسي الإيراني واحدًا من أعقد النظم السياسية في العالم اليوم.
The post كيف ستؤثر انتخابات الرئاسة الإيرانية في 2017 على الشرق الأوسط؟ appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : قائمة «ساسة بوست» لأهم 10 أفلام وثائقية في 2016
مع العدد الكبير من الأفلام الوثائقية المنتجة هذه الأيّام، أصبح من الصعب على محبي الوثائقيات تتبعها، واختيار الأفضل بينها. لذا نقدّم لكم ترشيحنا لما نعتقد أنها أفضل 10 أفلام وثائقية لعام 2016، الذي لم يبق عليه سوى ساعات قليلة.
Cameraperson
عرض لأول مرة في التاسع من سبتمبر (أيلول)، وهو من إخراج «كيرستن جونسون». ويمثل الفيلم سيرة سينمائية فريدة من نوعها، التي نجحت جونسون في تجميعها من المواد التي قامت هي بتصويرها كمصورة سينمائية عن العديد من الأفلام الوثائقية (بما في ذلك أيضًا فيلم «المحاصرون» من إنتاج هذا العام). هذا بالإضافة إلى بعض اللقطات الأكثر شخصية التي سجلتها لوالدتها التي تعاني من مرض الزهايمر؛ مما يجعل الفيلم أقرب للمذكرات.
ويلقي الفيلم نظرة واسعة في القرن الـ21 من خلال مختلف الأفلام التي سجلتها واتخذتها جونسون كمراجع لها. (تشمل أفلام Citizenfour ودارفور)، وهو ما يمثل صورة دولية للحرب والإبادة الجماعية وغيرها من الفظائع المتعلقة بحقوق الإنسان، هذا إلى جانب بعض الفائدة التي تحصل عليها عبر القصص الإنسانية الرفيعة جدًا، كما يقدم الفيلم أسئلة استفزازية تتعلق بالسلطة وتوثيق مسؤوليتها تجاه حياة الآخرين.
O.J.: Made in America
عرض لأول مرة في 11 يونيو (حزيران)، وهو من إخراج «عزرا إيدلمان»، وهو فيلم وثائقي آخر مثير مع لمحات وقصص درامية مميزة. ينظر إليه على أنه، إما قصة لمدة ثماني ساعات تقريبًا، أو مسلسل من خمسة أجزاء، وليس فقط حول محاكمة المتهم المعروف «سيمبسون».
هذا هو محور الفيلم الوثائقي، فالفيلم يستكشف أولًا الحياة المبكرة لسيمبسون وتاريخ العلاقات العرقية في الولايات المتحدة، وبخاصة في لوس أنجلوس، والتي بلغت ذروتها في هذا السيرك القانوني. بعد ذلك ينتقل إلى عرض قصة هذا الرجل والدولة ككل، فيما يبدو أنه أطول خاتمة.
وسيمبسون هو لاعب أمريكي بارز في رياضة كرة القدم الأمريكية. بعد اعتزاله، وتحديدًا في عام 1994، اتهم بجريمة قتل زوجته السابقة وصديقها، لكنه حصل على البراءة بعد محاكمة كانت مليئة بأجهزة الإعلام التي أبرزت التوترات والانقسامات العرقية الحادة في المجتمع الأمريكي. وفي عام 2007، قبض عليه مرة أخرى في تهم جنايات وسطو، وحكم عليه بالسجن لمدة 33 عام.
Kate Plays Christine
عرض لأول مرة في 29 أغسطس (آب)، وهو من إخراج «روبرت جرين». وينتمي الفيلم إلى فئة الأفلام الوثائقية بخيط رفيع فقط. ويتحدث ظاهريًا عن «كريستين تشوبوك»، البالغة من العمر 29 عامًا والتي كانت تعيش في ساراسوتا بولاية فلوريدا الأمريكية، تشوبوك هي مذيعة قامت عام 1974 بإطلاق النار وقتلت نفسها على الهواء. تتميز بذكائها وشغفها، وتدخل في معارك مع رئيسها في العمل الذي يحثها على صنع أخبار أكثر إثارة، حيث شعاره في العمل «كلما كانت القصة تنزف استطعتِ الوصول».
لكنه في الواقع يتحدث أكثر عن الممثلة «كيت لين شيل» التي خضعت للعديد من الاستعدادات؛ كي تتمكن من لعب دور تشوبوك في فيلم يجسد السيرة الذاتية لها، وهو الفيلم الذي لم ينتج في الواقع. جهود شيل لتقمص شخصية تشوبوك تأخذها باتجاه حفرة تتعلق بالطبيعة النفسية الحقيقية للشخصية.
لا يزال هناك الكثير من المساحة للعناصر الخيالية غير التقليدية في هذا الفيلم، مثل المقابلات الشخصية التي أجرتها الممثلة للتحقيق في وفاة تشوبوك وطبيعة حياتها. ويعد الفيلم واحدًا من أفضل الأفلام القصصية الأكثر ابتكارًا وتعقيدًا والمليء بالأمور النفسية. وإذا أردنا الخروج بفكرة من الفيلم، فيمكن القول بأن صناعة الصحافة لم تتغير كثيرًا منذ سبعينات القرن الماضي.
Weiner
عرض لأول مرة في 20 مايو (أيار)، وهو من إخراج «جوش كريجمان» و«إليس ستينبرج». ويتتبع الفيلم «أنتوني وينر» وزوجته «هوما عابدين»، بدءًا من وقت وجوده في الكونغرس، وحتى استقالته عام 2011 بعد صور انتفاخ الملابس الداخلية الخاصة به التي ظهرت على «تويتر».
الجزء الأكبر من الفيلم كان حول حملته عام 2013 في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك. في البداية، كانت حملته الانتخابية تسير بشكل جيد، مع العديد من سكان نيويورك الذين كانوا على استعداد لمنحه فرصة ثانية، كما هو مبين في استطلاعات الرأي.
ثم ظهرت له بعض الأمثلة على الإنترنت تتعلق بنشاطه الجنسي، بما في ذلك المحادثات النصية الصريحة مع النساء التي وقعت بعد استقالته من الكونجرس. هنا تحولت الحالة المزاجية للحملة من الحماسة للألم. ويأخذ الفيلم لقطات ووجهات النظر من زوجته وموظفي حملته الذين كانون يعانون من كشف الأسرار الجديدة والعاصفة الإعلامية التي تلتها. ويعد أنتوني وينر من بين المواضيع الأفضل التي يمكن أن تتناولها الأفلام الوثائقية. الفيلم مليء بأبعاد نفسية عديدة.
13th
عرض لأول مرة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو من إخراج «آفا دوفيرناي». ويركز الفيلم على العرق في نظام العدالة الجنائية في الولايات المتحدة، ويعود عنوان عنوان الفيلم إلى التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة، الذي حظر العبودية (إلا أن تكون عقابًا على جريمة). ويقول الوثائقي: إن ممارسات العبودية لاتزال مستمرة على نحو فعال من خلال الحبس على نطاق واسع.
ويعيد الفيلم قراءة الـ150 عامًا الماضية من تاريخ الولايات المتحدة؛ لتسليط الضوء على كيفية أن مجتمعنا الصناعي الحالي أشبه بسجن كبير، وهو نتيجة لجهد منهجي من جانب الأمريكيين البيض لمراقبة والاستفادة من الأمريكيين السود. وقد يكون من الملائم أن يشاهد كل أمريكي هذا الفيلم، ونحن ندخل هذا العصر القادم المتوتر في الديمقراطية الأمريكية.
City of Gold
عرض لأول مرة يوم 11 مارس (آذار)، وهو من إخراج «لاورا جابرت». ويأخذنا هذا الفيلم إلى عالم «جوناثان الذهبي»؛ ليروي لنا القصة الواردة عن ثورة تستوحى من قلم، لكنها تتحرك بسبب الأفواه.
ظاهريًا، يبدو أن هذا الفيلم هو مجرد وثائقي آخر حول كاتب غذاء مشهور. لكنه أكثر من ذلك بكثير، إذ يقدم لمحة عن الحائز على جائزة «بوليتزر»، الناقد جوناثان جولد، الذي يلهم الكتاب من جميع الأنواع، مع بصيرته التي تترجم تقديرات أوسع من عملية النقد في الفن.
Before the Flood
الفيلم من إخراج «فيشر ستيفنز». وعادة ما يكون مزعجًا أن يخبرنا المشاهير كيف يجب أن نعيش. إذ يبدو من الجميل قيام ممثلة مثل «غوينيث بالترو» بممارسة عادات الشكر والامتنان والظهور بأفضل مظهر، بينما تقوم مربية برعاية أطفالها ومنحهم التغذية اللازمة من قبل طهاة خبراء. ولكن ماذا عن بقيتنا؟
هذا الفيلم الذي يتحدث فيه الممثل الشهير «ليوناردو دي كابريو»، هو وثائقي تعليمي حول القضية الأكثر أهمية في عصرنا: تغير المناخ، ليس التربية أو غيرها، لكن كيف يجب أن نتعامل مع أفراد مع هذه القضية الهامة. هنا ربما علينا أن أخذ بالفعل النصيحة من هذا الممثل.
بدأ اهتمام ليو الخاص بهذا الأمر باجتماع مع «آل غور» في عام 2000؛ ليتحول الأمر إلى اهتمام وجداني حقيقي بالقضية. وهو يعترف أن له نجوميته، وهي بمثابة سيف ذي حدين. ففي إطار سعيه للفت الانتباه إلى هذا الموضوع، هناك أيضًا من يعتبره مجرد نجم سينمائي ضحل الأفكار ومتعال، لكنه يحاول توعيتنا بشكل حقيقي بهذه القضية.
Tickled
الفيلم من إخراج «دافيد فيريير» و«ديلان ريف». وهو فيلم وثائقي يتحدث عن «تحمل الدغدغة التنافسية» أو (competitive endurance tickling) وأشرطة الفيديو التي تظهر ذلك، وطبيعة ممارسات هؤلاء الذين ينتجون مثل هذه الفيديوهات.
ويستكشف الفيلم القضايا القانونية والأخلاقية الممكنة مع بعض الأفراد الذين ينتجون أشرطة الفيديو هذه، والتي كانت في موضع التحديات القانونية.
يعد الفيلم واحد من أكثر الوثائقيات إثارة للدهشة هذا العام، فهو نوع من الحكايات القصصية الغريبة التي يجب أن تراها بعينك حتى تصدق حدوثها، حتى لو كان الفيلم نفسه قد يكون حاملًا لقصور فني وأخلاقي.
كان «فيريير» هو مراسل لمجلة إخبارية للترفيه التلفزيوني في نيوزيلندا، والذي بدأ البحث حول شيء ما سمعه على الإنترنت يدعى تحمل الدغدغة التنافسية.
وبمجرد أن بدأ الحفر والتنقيب، كشف عن شيء أعمق بكثير وأكثر قتامة – والذي قد يعد أكثر خطورة بالنسبة لصناع السينما – من شبكة دولية غريبة لأشرطة الفيديو.
The Witness
الفيلم من إخراج «جيمس سولومون». ويحكي قصة حادثة قتل «كيتي جينوفيز» عام 1964، والبالغة من العمر 28 عامًا خارج شقتها في حي كوينز، وبالرغم من أن حادثة القتل شاهدها العديد من الجيران، إلا أيًا منهم لم يفعل شيئًا؛ وهو ما أدى إلى اندلاع رد فعل وطني ضد التراجع الواضح للمسؤولية الاجتماعية الأمريكية.
هذه القصة لاتزال أسطورة نتجول فيها، لكن هذا الفيلم يفضح ذلك، عبر تتبع أخ القتيلة في بحثه عن الحقيقة خلال اللحظات الأخيرة لأخته، ليجد رواية للأحداث أكثر تعقيدًا من العناوين المثيرة للقلق التي انتشرت آنذاك.
Zero Days
الفيلم من إخراج «أليكس جيبني»، ويغطي الظاهرة المحيطة بفيروس الكمبيوتر «ستكسنت» (Stuxnet)، وعملية تطوير البرمجيات الخبيثة المعروفة باسم «الألعاب الأولمبية».
وصنيع «جيبني» يجعل الكثير من الأفلام التي تدفعك للاعتقاد أنها غير مصقولة جيدًا، حتى إن عدد غير قليل منا يأتي، ويذهب دون أن يلاحظها أحد. ولكن هذا الفيلم يعد واحدًا من أعماله الأكثر دقة.
هذا الفيلم ليس فقط مجرد فيلم لفكرة تقشعر لها الأبدان لكيفية أن الحرب الإلكترونية وتحكمها في الأسلحة النووية تشكل تهديدًا وترويعًا يفوق الوصف، بل لقد قام بالتركيز بشكل خاص على فيروس ستكسنت؛ مما أظهر كيف تجري بالفعل عملية نشر هذه الأسلحة.
الفيلم الوثائقي، الذي يظهر بشكل مكثف كما لو فيلم من أفلام تجسس هوليوود، يثبت أيضًا أن جيبني هو سيد إيجاد الطرق المبتكرة والذكية لجعل المقابلات المباشرة مثيرة للاهتمام.
The post قائمة «ساسة بوست» لأهم 10 أفلام وثائقية في 2016 appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : مسخ الذوق العام
الذوق كلمة سمعناها كثيرًا، معبرين بها عن حس الجمال في السلوك، و كذلك في أي شئ فيه حس جمالي، كالفن، فمنه ما يتخلله حس الرقي في الذوق، أو تدني الذوق، كلمة لا نستطيع أن نمسك بها؛ فهي كالهواء نشعر به دون رؤيته بالعين، كذلك هو الذوق.
أما عن مظاهر اليوم، والتي أصبحت تعج، ليس فقط بعدم الذوق الراقي، أو الذوق العالي، وأنما أصبح هناك تدن في الاتجاه السلبي، والذي أرق العلاقات والمعاملات بين الناس، فما عدنا نهتم في عصر الرأسمالية بتلك الأشياء التي ظننانها شكليات؛ فالمهم الماديات، و هلت علينا تلك الماديات، وإهمالنا لشكل المعاملات حتى ظهر وجه قبيح عم صور المجتمع؛ فنال من الفن، فما عدنا نرى فنًا ذا ذوق راق يعلم ويؤثر.
وكذلك ظهر القبح في السلوكيات، وتلك لا تحتاج إلى كلمات؛ فالكل يشهدها في معاملات أفراد لا يمنعهم الواجب المهني أو حتى أداب المهنة من أن يظهر قبح من عدم الذوق، وتدني سلوك أفراد ربما كانوا نخبة أو معلمين أو أطباء.
الكبير يعطف على الصغير، والصغير يحترم الكبير، فكيف نتعلم تلك الكلمات، والواقع أصبح مزعجًا بصوت أطفال ربما، أو مراهق يتطاول علة سيدة في عمر أمه، أو يجلس ولا يحركه حياؤه أو شهامته أو شيء من رقي ذوقي؛ فيقوم وهي تجلس، ولا يعطله شيء تفكير.
تلك مظاهر لاختفاء الرقي الذوقي. في السينما والبيت والمدرسه والشارع والمبادئ البديهية للمجتمع ككل، فلو نظرنا لوجدنا ألف معلم لقلة الذوق، ومعلم في المقابل يحيا بذوقه.
حتى تحول المجتمع؛ فما عاد هناك الرقي في الملبس، فنحن تبع لما يلقى علينا من أذواق ممسوخى، حتى وصلت إلى لعب الأطفال والعادات الشعبية؛ فأصبح فانوس رمضان «كروومبو»، فمن صنع تلك الأشياء لم يشعر بمعنى فانوس رمضان، وما القيمه الرمزيه فيه، ويريد أن يصنع ما يلفت النظر إليه، فهو تاجر، ولكنه مسخ «فلكولور» شعبيًا، فيه حس الجمال الذوقي الخاص بالمجتمع، والذي يتكون عبر عشرات السنين.
وكذلك يسري على كل شئ يأتي به غريب ليبيعه لنا؛ فيخرج فيه شيء من ذوقه الخاص، ويخلطه بشيء من ذوق ممسوخ، ونحن نعيش أو نقتات على تلك الأشياء، وكذلك السلوك والمفاهيم.
نسير وفق أذواق غيرنا، ونظرتهم الخاصة للحس الجمالي بالأشياء، بما يتنتاسب معهم هم، ونتخلى نحن عن ثقافتنا الخاصة، والتي هي في قديمها مرجع لهؤلاء الآن سر تقدمهم، ولكنا ابتعدنا عنها حتى نسيناها.
الذوق والحس الجمالي في الثقافه لديهم، وليس السلوك فقط أو الملبس أو المبادئ، ولكنه يرى فيها حسًا ما، ربما تاريخيًا أو فنيًا، ولكنه يفهم ما يعنيه من حس ورؤية خاصه للجمال. أما عنا؛ فأصبحنا تائهين: نلهس وراء «موضة» لا تناسبنا، و«براندات» لمجرد «عقدة الخواجة».
فنجح بعض من روجوا لأفكار ـ أراها في بعضها مرضية ـ فتخلينا عما تصنعه أيدينا، وسعينا وراءه؛ لمجرد عقدة الخواجة؛ فأطاح الخواجة باقتصاد دولة، وربما ضغط عليها لتركع سياسيًا أو عسكريًا أو اقتصاديًا لما يريد، وكل ذلك لتخلينا عن الحس الذوقي في ما نصنع، وتوكلنا على غيرنا يختار، ويروج لما يراه من ذوق ـ ربما ـ يناسبه ويحقق له ربحًا، ولكنه يمسخ الذوق العام ببعض مرضى العقول.
التخلي عن الحس الجمالي والذوق في السلوك؛ جعلنا نبدو كالمتحولين «زومبي» فما عدت ترى سواق التاكسي، إلا كائنًا «زومبي»؛ لشيوع قلة الذوق وقبحه.
وكذلك في الأطباء، فلا يهمه الذوق الراقي، وإنما «الفيزيتا» والسمعة والشهرة. وكذلك الصيدلي تخلى عن أدبيات مهنة فيها كثير من خدمة العملاء، ولكنه فاشل فيها لقلة الذوق.
وأما عن العاملين في خدمة العملاء، سواء في الخاص أو العام، فنادرًا ما قابلت الناجح في تلك المهنة، صاحب البسمة غير المتكلفه؛ فهو في داخله ذوق، وليس المهنة هي ما أكسبته الذوق الراقي في المعاملة.
The post مسخ الذوق العام appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : «تنظيم الدولة» يعلن الحرب على شجرة الكريسماس
هل تتحول احتفالات رأس العام الجديد 2017 إلى مأتم؟ ذلك ما تخشاه العديد من المدن الأوروبية؛ بعدما بات متشددون يصرون على تعكير صفو احتفالات «الكريسماس» خلال السنوات الأخيرة؛ معتبرينها تقليدًا يستوجب محاربته في «بلاد الإسلام وبلاد الكفر».
وكما كان متوقعًا، لم يفوت «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) فرصة قدوم السنة الجديدة للتهديد بتنفيذ عمليات مسلحة. ففي تسجيل نشرته «قناة الناشر» الداعمة له، دعا أنصاره ومتعاطفيه في أوروبا إلى تنفيذ هجمات في أماكن الاحتفالات والتجمعات والأسواق والمسارح ودور السينما والمراكز التجارية وحتى المستشفيات، متوعدًا بتحويل غناء المحتفلين وتصفيقهم إلى بكاء وعويل.
اعتداءات بحلول احتفالات السنة الجديدة
لعل ألمانيا، هي الدولة الأوروبية الأكثر ارتيابًا من احتفالات السنة الميلادية؛ بسبب الوقائع المؤسفة المرتبطة بها، فبعدما شهدت احتفالات رأس السنة الماضية أحداث تحرش جماعي لمئات الألمانيات بمدن عدة، جاءت هجمات برلين الأخيرة، لتقض مضجع الألمانيين من أعياد الكريسماس في هذه السنة.
وكان سوق عيد الميلاد قرب كنيسة الذكرى بالعاصمة الألمانية قد تعرض إلى اعتداء، نفذه ـ وفق تحقيقات الشرطة الألمانية ـ التونسي «أنيس العامري»، بواسطة حافلة عملاقة اختطفها، ودهس بها جموع الزوار في السوق؛ ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة 50 آخرين، مُخلفًا الحادث حالة من الصدمة لدى الرأي العام الألماني.
في نفس السياق، أحبطت سلطات عدد من البلدان الأوروبية ودول أخرى محاولات لتنفيذ هجمات «إرهابية» مع اقتراب العام الجديد، إذ اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب الأسترالية خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) شخصًا قالت إنه «متشدد إسلامي»، كان يعمل على تنفيذ هجمات في ملبورن بمناسبة الاحتفالات الميلادية، كما ألقت القبض على شخص من مدينة سيدني هدد باستهداف احتفالات السنة الجديدة في مدونته الإلكترونية.
كما أحبطت السلطات البريطانية عمليات مسلحة، قبل حادث الدهس في برلين بقليل، معتقلةً الخلية المسؤولة المكونة من أربعة أشخاص، والتي كانت تسعى لاستهداف أماكن تسوق، كما ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فيما اعتقلت القوات الخاصة بمدينة فوشل في النمسا لاجئًا مغربيًا، عمره 25 سنة؛ للاشتباه بنيته تنفيذ اعتداءات خلال أعياد نهاية السنة.
وفي إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، صرحت الشرطة بقتلها ثلاثة أشخاص موالين لـ«تنظيم الدولة»، واعتقال آخرين، كانوا يعدون لشن هجمات متفرقة خلال رأس السنة الجديدة.
ترقب أمني حذر في المدن الأوروبية
تعيش المدن الأوروبية حالة استنفار أمني بمناسبة رأس الجديدة، تحسبًا لاعتداءات محتملة، حيث شددت سلطاتها الإجراءات الأمنية، ورفعت من مستوى انتشارها، بهدف تأمين احتفالات رأس السنة الجديدة.
وفي مدينة كولونيا الألمانية المعروفة بحادث التحرش الجماعي من قبل مهاجرين عرب العام الماضي، تضاعف أعداد رجال الأمن بها إلى عشرة أضعاف مقارنة مع السنة الماضية، وجندت وحدة خاصة للتدخل السريع، كما نشرت في شوارعها حواجز إسمنتية، أما في برلين فقلصت حركة التجوال بها، وحُظر على الوافدين إلى ساحات الاحتفال إدخال الحقائب والأكياس.
وفي بلجيكا، التي ألغت احتفالات رأس السنة في 2015، بعدما شهدت هجمات مسلحة خلفت عشرات القتلى والجرحى، فتستعد هذا العام بتأهب أمني عال، خشية تعرضها لاعتداءات مرة أخرى.
وتماشيًا مع حالة الطوارئ التي تعرفها فرنسا منذ مدة، يستعد ألفا رجل أمن لتأمين احتفالات الكريسماس بساحة باريس، المرتقب أن تجذب 600 ألف زائر محتفل، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وعززت كل من النمسا وبريطانيا تواجدها الأمني؛ لضمان سلامة حشود المحتفلين برأس السنة الجديدة، فيما رفعت كندا من حذرها الأمني، ونشرت حراسًا تولوا تفتيش الداخلين إلى السوق، في إجراء غير مألوف في هذا البلد الذي قلما استهدفته يد «الإرهاب».
وكانت الخارجية الأمريكية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد حذرت مواطنيها الذين يعتزمون الذهاب إلى أوروبا من خطر متزايد لوقوع هجمات مسلحة، أثناء فترة أعياد الميلاد ورأس السنة القريبة، متوقعة أن «ينفذ المتعاطفون مع التنظيمات الإرهابية والمقيمون في أوروبا الحاملين لأيديولوجية متطرفة عملياتهم عبر تكتيكات مختلفة، باستخدام الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، لضرب أهداف رسمية وشخصية على حد سواء».
وذهب في نفس الطريق، مكتب الشرطة الأوروبية (يوروبول)، الذي نشر تقريرًا بداية ديسمبر (كانون الأول)، يحذر فيه من «أن تنظيم الدولة يخطط حاليًا لشن هجمات جديدة على الأراضي الأوروبية بحلول السنة الجديدة»، مرجحًا أن تكون فرنسا وبلجيكا وألمانيا وهولندا الهدف الأكثر احتمالًا للتعرض للهجمات.
يتوقع التقرير أيضًا أن تكون هذه الاعتداءات من فعل شبكات «إرهابية منظمة»، كما يمكنها أن تكون على شكل عمليات ذئاب منفردة، تستخدم المتفجرات أو الأسلحة الآلية أو السكاكين أو الفؤوس أو المناجل أو السيارات المتفجرة.
ماذا عن أعياد الميلاد في الشرق الأوسط؟
في كل عام مع حلول احتفالات الكريسماس، يزداد الخطر على الأقليات المسيحية تحديدًا بالشرق الأوسط، من قبل المجموعات التكفيرية وذوي العقليات المتطرفة من جموع العامة.
ففي مصر، هزَّ الكنيسة البطرسية بالعباسية انفجار ضخم بواسطة عبوة ناسفة، خلّف وراءه 25 قتيلًا، و50 مصابًا، أغلبهم نساء وأطفال كانوا يؤدون الصلاة وسط الكاتدرائية.
أما مسيحيو العراق، فقد أوشكوا على الانقراض جراء الاغتيالات والتفجيرات المتتالية، التي تستهدف كنائسهم وبلداتهم من طرف التنظيمات المسلحة المتشددة، حيث حذرت صحيفة «لوبس» الفرنسية من أن «تنظيم الدولة كان يخطط لإبادة الأقليات المسيحية في محافظة نينوى (مركزها الموصل)». وقتل مسلحون ثلاثة نازحين في بغداد قبل يومين من رأس السنة الجديدة.
هذا ويستعد المسيحيون المتبقون في مدينة برطلة وقوش شمال العراق، علاوة على منطقة منبج السورية، للاحتفال بعيد السنة الميلادية الجديدة لأول مرة منذ أن استولى عليهم «تنظيم الدولة» سنة 2013، بعد أن تم تحرير هذه المناطق خلال 2016.
ويظهر أن تزايد الاعتداءات، التي يشنها المتشددون في كل عام، بدأ يغير بشكل جذري أجواء الاحتفالات برأس السنة الجديدة، حتى في البلدان الأوروبية، حيث صار الخوف والتوجس يعكر صفو هذه الاحتفالات، كما غدت السياسات الأمنية المعززة تقلص حريات المواطنين، ما ينبئ بافتقاد نمط الحياة الهادئة خلال وقتنا الراهن.
The post «تنظيم الدولة» يعلن الحرب على شجرة الكريسماس appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : مترجم: هل تجعلك لعبة الشطرنج أكثر ذكاءً؟
نُشرت ترجمة هذا المقال للمرة الأولى على موقع «السوري الجديد»، عن صحيفة «وول ستريت جورنال». وينشرها «ساسة بوست» بموجب اتفاق مع الموقع.
يميل لاعبو الشطرنج إلى تحصيل درجات أعلى من غير اللاعبين، والسؤال هنا: ما السبب في ذلك؟
من الشائع عن لعبة الشطرنج أنها تجعلك أكثر ذكاءً، وقد شجّعت أندية واتحادات الشطرنج عبر العالم على إدراج اللعبة في المناهج الدراسية، لا سيما في المرحلة الابتدائية.
في أرمينيا، يُعطى طلاب الصف الثاني والثالث والرابع دروسًا في الشطرنج، أما في أمريكا غالبًا ما يرى «الآباء الملتزمون» الأمريكيون أن دروس الشطرنج بقدر أهمية حصص الموسيقا والحاسوب، وهذه طريقة؛ ليمنحوا أبناءهم دفعة للسعي في تحصيل أفضل الدرجات، وضمان القبول في الجامعات التي تدرس للنخبة.
علاوة على ذلك، رُبطت لعبة الملوك بالذكاء، كما أن أساتذة الشطرنج لديهم القدرة على تحقيق انتصارات عقلية مذهلة. وقد ورد عن «ماغنوس كارلسن»، الذي يحافظ في الوقت الراهن على لقبه بطل العالم في نيويورك ضد «سيرغي كارياكن»، ورد عنه تمتعه بذاكرة قوية في طفولته. كما لعب في مباراة استعراضية مؤخرًا أقيمت في نيوجيرسي ضد 11 خصمًا في وقت واحد، ليتغلب عليهم جميعًا في أقل من 20 دقيقة.
إذن، هل يُعَد لاعبو الشطرنج أذكى من غيرهم؟
حاولت فرق بحثية عدة اكتشاف ذلك عن طريق إجراء اختبارات معرفية متنوعة، وبإعادة النظر في هذه الدراسات في الاتجاهات الحالية في علم النفس عام 2011، توصل عالما النفس «غييرمو كامبيتييه» و«فيرناند غوبيه» إلى أن لاعبي بطولة الشطرنج يحققون في اختبارات الذكاء درجات أعلى مقارنة بغير اللاعبين.
وفي عدد نُشر العام الجاري في الصحيفة، قام عالما النفس «أليكساندر بورغوين» و«ديفيد هامبريك» بتحليل نتائج ١٩ دراسة، اشتملت على ما مجموعه حوالي 1.800 لاعب شطرنج، وربطت درجات معدل الذكاء بتصنيفات المهارة، واكتشف العالمان أن لاعبي الشطرنج الأقوى يميلون إلى تحقيق درجات أعلى ممن هم أضعف منهم، واكتشفا أيضًا أن ذلك كان صحيحًا، على وجه الخصوص، بالنسبة للاعبين الجدد والشباب منهم.
لكن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن لعبة الشطرنج تزيد من ذكاء أي شخص، بل قد تجذب اللعبة أيضًا، بالإضافة إلى سمعتها على أنها تحدٍ عقلي صعب، قد تجذب الأشخاص الأكثر ذكاءً؛ وبهذا يميل اللاعبون الأذكى إلى تطوير مهاراتهم في اللعب إلى حد كبير.
وبهدف اختبار التأثير المستقل لممارسة لعبة الشطرنج، أقيمت تجربة العام الماضي تحت رعاية مؤسسة الأوقاف التعليمية في المملكة المتحدة، وقد اختير من أجل تلك التجربة بصورة عشوائية من طلاب الصف الخامس من 100 مدرسة، وذلك إما لإدراج دروس الشطرنج في جدولهم النظامي أو لمواصلة التعليم كالمعتاد.
لم يخضع الطلاب لاختبارات معدل الذكاء في نهاية العام، إلا أنه قد تم تقييم أدائهم في مادة الرياضيات والعلوم والقراءة. وكان نتيجة ذلك أن أولئك الذين أخذوا دروسًا في الشطرنج لم يحققوا نتائج أفضل من الذين لم يفعلوا. ومع ذلك ، وجدت إحدى الدراسات، والتي كانت مماثلة، إلا أنها أقل صرامة، أجريت عام 2011 في إيطاليا، أن إضافة دروس الشطرنج إلى الفصول الدراسية للصف الثالث قد ساعد في تحسين أداء الطلاب في اختبارات مادة الرياضيات.
وكما يشير الإحجام الأكاديمي، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع، لكن ما إذا كان تعلم الشطرنج، أو عدم تعلمه، سببًا في تحقيق درجات أعلى في اختبارات معدل الذكاء ومادة الرياضيات، ما زال باستطاعة الأطفال، والكبار كذلك، اكتساب الكثير عن طريق تعلم اللعبة. وكما قال الاستاذ الإسرائيلي الكبير «بوريس غيلفاند»، في وقت سابق من هذا العام في مقابلة تُرجمت على موقع chess24، قال: إن لعبة الشطرنج تساعد الأطفال «على اكتساب مهارة التخطيط الاستراتيجي واكتساب عادة التفكير، وتحمل مسؤولية أفعالك واحترام خصمك».
ويعتقد الكاتب ومدرس الشطرنج المخضرم «بروس باندولفيني» أن لعبة الشطرنج تعزز قائمة طويلة من العادات العقلية المفيدة، مثل رسم التشابهات والبحث عن الأنماط. ويقول: إن اللاعبين يتبعون «طرقًا أكثر فلسفية في نهجهم وتعاملهم مع المشكلات ومتاعب الحياة». كما يتعلمون إلى جانب ذلك أن هناك واقعًا موضوعيًا يتعلق باللعبة بغض النظر عن مشاعرهم ورغباتهم الخاصة، كما يتعلمون أيضًا أهمية رؤية الواقع من وجهة نظر الخصم، لا من وجهة نظرهم فحسب.
ولعل أهم ما في الأمر أن لعبة الشطرنج تشجع اللاعبين على اتباع نهج فكري في حياتهم، وهذه اللعبة تعود لقرون عدة، وتنطوي على بنية منطقية معقدة، كما يصادف أنها ممتعة وتستطيع أن تستحوذ عليك لتمارسها. هذا بالإضافة إلى أن الأطفال الذين يمارسون هذه اللعبة ربما يكون لهم السبق في تطوير عشق الانغماس فيها، والتعلم الذي سيؤتي ثماره في طرق أخرى، حتى وإن لم يتمكنوا من تحقيق انتصارات السيد كارلسن المذهلة.
The post مترجم: هل تجعلك لعبة الشطرنج أكثر ذكاءً؟ appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : مقتل وإصابة 3079 شخصًا خلال 18 من أكثر الأيام دموية في تركيا 2016
كان عام 2016 من أكثر الأعوام الدموية التي شهدتها تركيا خلال السنوات الماضية، بوقوع العديد من الأحداث التي أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف، وفي أغلبها اتهمت السلطات التركية كلًا من «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) أو حزب «العمل الكردستاني» (بي كاكا)، أو جماعة «فتح الله كولن»، بالوقوف وراءها.
وأجرى «ساسة بوست» مسحًا على 18 من أبرز الأحداث الدموية التي شهدتها تركيا على مدار 12 شهرًا في 2016، بعيدًا عن الحرب الدائرة بين الدولة التركية وحزب العمل الكردستاني، أو الحرب التي تخوضها تركيا في سوريا.
وشهدت حصيلة الـ18 حدثًا مقتل ما لا يقل عن 584 شخص، وإصابة 2495 آخرين. وكانت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، التي وقعت في منتصف يوليو (تموز) الماضي، الحدث الأكثر دموية، بمقتل 308، وإصابة 1500 شخص.
يناير (كانون الثاني): مقتل وإصابة 25 في تفجير
في 12 يناير (كانون الثاني) 2016، فجر انتحاري من أصل سوري، نفسه وسط عدد من السياح في ميدان السلطان أحمد بإسطنبول؛ ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص معظمهم ألمان، وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين. واتهمت السلطات التركية «تنظيم الدولة» بالوقوف وراء التفجير.
فبراير (شباط): مقتل وإصابة 96 في تفجيرين
في 17 فبراير (شباط) 2016، انفجرت سيارة مفخخة في العاصمة التركية أنقرة، استهدفت حافلة عسكرية تحمل جنودًا أتراكًا في ساحة كيزيالي؛ ما أسفر عن مقتل 28 شخصًا، وإصابة 61 آخرين.
ونفّذ التفجير سوري في الـ23 من عمره، تابع لحزب العمل الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، بحسب السلطات التركية، مع نفي وحدات حماية الشعب الكردية أن تكون ضالعة في التفجير.
وفي اليوم التالي لتفجير أنقرة، انفجرت قنبلة عن بعد في عربة عسكرية؛ ما أدى إلى مقتل ستة جنود، وإصابة سابع بجروح خطيرة، وذلك في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية، بحسب بيان الجيش التركي.
مارس (آذار): مقتل وإصابة 162 في تفجيرات
في 13 مارس (آذار) 2016، ضربت العاصمة التركية أنقرة، عدة تفجيرات عنيفة أسفرت عن مقتل 37 شخصًا وإصابة 125 آخرين، ووجهت الحكومة التركية الاتهامات لحزب العمل الكردستاني بالوقوف وراء التفجيرات.
ابريل (نيسان): إصابة 20 في تفجير انتحاري
في 27 أبريل (نيسان)، أصيب 20 شخصًا في تفجير انتحاري نفذته امرأة كانت تبلغ من العمر 25 عامًا، بالقرب من مسجد أولوا، في مدينة بورصة الواقعية شمالي غرب البلاد، والتي تضم العديد من المعالم السياحية التي تعود للحقبة العثمانية.
مايو (أيار): مقتل وإصابة 36 في تفجير
في 12 مايو (أيار)، قتل 16 مدنيًا وأصيب 23 آخرين، في انفجار شاحنة كانت محملة بالمتفجرات، عند مدخل درومولو في قضاء سور، بمحافظة ديار بكر. واتهمت السلطات التركية حزب العمل الكردستاني بالوقوف وراء التفجير.
يونيو (حزيران): مقتل وإصابة 267 في ثلاث تفجيرات
في السابع من يونيو (حزيران)، انفجرت عبوة ناسفة عن بعد في مدينة إسطنبول، مستهدفةً حافلة شرطة، مسفرة عن مقتل ما لا يقتل عن 11 شخصًا وإصابة 36، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها بشكل فوري عن التفجير.
وفي الثامن من يونيو (حزيران)، أعلن رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» عن مقتل عنصر أمني ومدنيين اثنين، وإصابة نحو 30 شخصًا، في انفجار سيارة ملغومة في مقر للشرطة بمدينة مديات جنوب شرق تركيا، واتهم يلدريم حزب العمل الكردستاني بالوقوف وراء التفجير، وبعد ذلك ارتفع عدد القتلى إلى خمسة، بينهم عنصران أمنيان
وفي 28 يونيو (حزيران) الماضي، هاجم ثلاثة مسلحون مطار أتاتورك في إسطنبول مُستخدمين الأسلحة النارية، وعند مواجهة الشرطة لهم بإطلاق النار عليهم، فجروا أنفسهم؛ ليسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 36 شخص وإصابة أكثر من 147 شخص. واتهمت السلطات التركية «تنظيم الدولة» بالوقوف وراء الهجوم..
يوليو (تموز): مقتل وإصابة 1808 في محاولة الانقلاب الفاشلة
في 15 يوليو (تموز) 2016، شهدت تركيا محاولة انقلاب عسكري، باءت بالفشل، عاشت تركيا على إثرها ليلة دامية، إذ أسفرت عن مقتل 208 شخص من المدنيين والقوات الحكومية التركية، وإصابة نحو 1500 آخرين، بحسب ما أعلنه رئيس الوزراء بن علي يلدريم، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 100 مشارك في الانقلاب بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية التركية، واتهمت السلطات التركية فتح الله جولن بالوقوف وراءها.
أغسطس (آب): مقتل وإصابة 233 في تفجيرين
في 21 أغسطس (آب)، قُتل 50 شخصًا، وأصيب 94 آخرون، في تفجير استهدف حفل زفاف في مدنية غازي عنتاب ذات الغالبية الكردية، والواقعة جنوبي تركيا، بحسب السلطات التركية التي اتهمت «تنظيم الدولة» بالوقوف وراء التفجير.
وفي 26 أغسطس (آب) ، استهدفت شاحنة مفخخة، مقرًا لقوات التدخل السريع لتابع للشرطة التركية في محافظة شرناق جنوب شرقي تركيا ذات الأغلبية الكردية؛ ليسفر الهجوم عن مقتل 11 شرطيًا، وإصابة 78 آخرين بينهم ثلاثة مدنيين، وتبنى حزب العمال الكردستاني التفجير.
سبتمبر (أيلول): إصابة 48 في تفجير
في 12 سبتمبر (أيلول)، أصيب 48 شخصًا، بينهم شرطيان، في تفجير لسيارة مفخخة استهدف مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في محافظة فان شرقي البلاد، ووقع التفجير على بعد 200 متر من مقر الحزب الحاكم والبلدية، دون أن يخلف قتلى.
أكتوبر (تشرين الأوّل): مقتل وإصابة 13 في تفجير
في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل ما لا يقل عن ستة جنود، وأصيب سبعة آخرون، بينهم مدنيون؛ إثر انفجار سيارة ملغمة، استهدف مركزًا للشرطة في منطقة دراق الحدودية على بعد 20 كيلومتر من محافظة هكاري القريبة من الحدود العراقية التركية.
نوفمبر (تشرين الثاني): مقتل وإصابة 108 في تفجير
في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، قتل ثمانية أشخاص، بينهم شرطيان، وأصيب أكثر من 100 آخرين، إثر تفجير وقع بالقرب من مقر للشرطة التركية بمحافظة ديار بكر.
وحمّلت السلطات التركية حزب العمل الكردستاني مسؤولية التفجير، وذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية أن الحزب الكردستاني أعلن مسؤوليته عن التفجير، الذي جاء بعد ساعات من اعتقال السلطات التركية لـ11 نائبًا في البرلمان عن حزب «الشعوب الديموقراطي الكردي»، وفي اليوم التالي للتفجير أعلن «تنظيم الدولة» مسؤوليته عن التفجير.
ديسمبر (كانون الأوّل): مقتل وإصابة 263 بينهم السفير الروسي
في 11 ديسمبر (كانون الأول)، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من عربة شرطة، كما فجر انتحاري نفسه. ووقع التفجيران في محيط ملعب بشكتاش في إسطنبول، مسفرًا عن مقتل 38 شخصًا، بينهم 30 شرطيًا وسبعة مدنيين، وآخر مجهول الهوية، فضلًا عن إصابة 155، بحسب السلطات التركية، التي اتهمت حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء التفجيرين.
وفي 17 ديسمبر (كانون الأول)، قتل 13 شرطيًا تركيًا، وأصيب 56 آخرين، في انفجارٍ لسيارة مفخخة تقل عسكريين في ولاية قيصري التركية، بحسب ما أعلنته السلطات التركية، التي ألمحت لوقوف حزب العمل الكردستاني وراء التفجير.
وفي 19 ديسمبر (كانون الأول)، قتل السفير التركي «أندريه كارلوف» بأنقرة، في حادث أزعج السلطات التركية والروسية، نفذه ضابط شرطة تركي، يُدعى مرت ألتنتاش قبل أن تقتله قوات الأمن التركية.
وتبنت جبهة فتح الشام (النصرة سابقًا) عملية الاغتيال، في يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) «ثأرًا أوليًا للنساء والأطفال والشيوخ في حلب ولدماء المسلمين في كل بقاع الأرض» على حد وصف بيان صادر عنها.
The post مقتل وإصابة 3079 شخصًا خلال 18 من أكثر الأيام دموية في تركيا 2016 appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست
ثقفني اون لاين : «واشنطن بوست»: عالم اليوم يشبه عالم ما قبل الحرب العالمية الأولى بشكل مخيف
هل من الممكن أن تكون الموجة الحالية من صعود القادة اليمينيين وزيادة انتشار الأفكار القومية والفاشية رد فعل عكسي على العولمة؟ وهل اللحظة الحالية فريدة من نوعها؟ هذا ما حاول الإجابةَ عنه هذا التقرير الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
يبدو أنَّ ثمة رد فعل على العولمة، يكتسب زخمًا، حول العالم حاليًا. فالسياسيون الأمريكيون، من اليمين واليسار، يدعون للحد من اتفاقيات التجارة الحرة، التي يزعمون استفادة الأجانب أو النخبة العالمية منها. ودافع الرئيس المنتخب، «دونالد ترامب»، عن فرض التعريفات على البضائع المستوردة، ووضع قيود على الهجرة، وألمح إلى الانسحاب من التحالفات الدولية لاتفاقات التجارة. وفي غضون ذلك، اكتسبت الحكومات الشعبوية والقومية أرضًا جديدة في أوروبا وآسيا، واختار الناخبون البريطانيون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
بالنسبة للبعض، فإنَّ ما يحدث الآن يشبه لحظة مشؤومة أخرى في التاريخ: تلك الفترة التي تمخض عنها اندلاع «الحرب العالمية الأولى»، والتي أنهت عدة عقود من التوسع في العلاقات العالمية التي يطلق عليها الكثيرون أول عهود العولمة.
ونقل التقرير عن «جوش فينمان»، كبير خبراء الاقتصاد العالمي لشركة «دوتش أسيت مانجمينت»، ما قاله، في تقرير في حديث، عن أنَّ العالم قد يشهد تراجعًا في العولمة يمتد لعقود قادمة. وقال فينمان «لقد شهدنا حدوث هذا من قبل، في سنوات الفوضى والانعزالية التي شملت الحربين العالميتين وفترة الكساد العظيم».
وأضاف فينمان «إنَّ الموجة الأولى من العولمة، في النصف قرن الذي سبق الحرب العالمية الأولى، قد أشعلت جذوة رد فعل عكسي شعبوي، تمخض في النهاية عن الكوارث التي وقعت بين عامي 1914 و1945».
وبحسب التقرير، فقد طرح اقتصاديون آخرون نظريات مشابهة في الماضي. إذ قال «برانكو ميلانوفيتش»، و«داني رودريك»، و«نيال فرجسون»، و«فريد بيرجستون» وآخرون «إنَّ العولمة عملية دورية، فهي تتسارع وتتباطأ على مدى عقود، ذلك أنَّ من طبائع الأشياء أنَّ التكامل العالمي ينتج عنه رد فعل عكسي عنيف». ويرى الكثيرون، مثل فينمان، أنَّ الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى تصلح مثالًا توضيحيًا لذلك الأمر.
وأشار التقرير إلى أنَّ التقدم الذي وقع بين منتصف القرن الثامن عشر حتى عام 1914، مثل اختراع السفن البخارية، والتلغراف، والهاتف، وقناتي السويس وبنما ــ أدى إلى تقليص المسافات بشكل جذري، وزيادة التواصل؛ فشهد العالم فترة من العولمة المتزايدة.
وبحسب فينمان، فقد ترك حوالي 60 مليون أوروبي البلاد ذات الأجور المنخفضة في أوروبا، إلى البلاد الغنية بالموارد، مثل الولايات المتحدة، وكندا، والأرجنتين، وأستراليا، وأماكن أخرى. كما قللت الدول من الحواجز المفروضة على استيراد البضائع، وانخرطت في التجارة. وكما يظهر هذا الرسم البياني، المأخوذ من تقرير فينمان، فإنَّ البضائع المصدّرة قد ازدادت بوصفها جزءً من الاقتصاد، وهو دليل على العولمة.
ويقول فينمان: إنَّ تلك «التغيرات أدت إلى نشر فوائد الثورة الصناعية حول العالم، لكنها فاقمت أيضًا من عدم المساواة في بعض الأماكن، خصوصًا في البلاد الأغنى؛ إذ أدت التجارة إلى إثراء بعض الناس، دون الآخرين؛ ما قدح شرارة الاضطرابات وردود الفعل السياسية العنيفة».
وبحسب فينمان، فقد بدأت الدول، تدريجيًا، في فرض المزيد من الحواجز التجارية والقيود على الهجرة. من ذلك أنَّ الولايات المتحدة مررت قانونًا، عام 1921، بدعم من العمال الأمريكيين، فرض حصصًا صارمة على المهاجرين، خصوصًا الفقراء منهم، أو القادمون من أماكن غير شمال أوروبا. وانهارت العولمة بالحربين العالميتين والكساد العظيم، وسادت الحركات القومية ومبادئ الانعزالية الاقتصادية لعقود.
مالت الأمور، في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، ناحية الاتجاه المعاكس؛ فقادت الولايات المتحدة العالمَ في خلق وتوسيع المنظمات الدولية، مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، و«الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة» (اتفاقية الجات)، التي بشرت بقدوم منظمة التجارة العالمية. وكل هذه منظمات آمن مؤسسوها أنها ربما تساعد في خلق عالم جديد تكون فيه الحرب العالمية أمرًا محالًا. منذ ذلك الحين، والعالم يعيش ـ فيما يعتقد الكثيرون ـ أنه الموجة الثانية العظمى من العولمة.
ونقل التقرير عن فينمان قوله: إنَّ هناك الكثير من الفروقات بين فترات العولمة والانغلاق تلك، «فلم تكن الحربان العالميتان والكساد العظيم مجرد رفض للعولمة فحسب؛ إذ إنَّ رفض العولمة كان نتيجة هذه الأحداث بنفس القدر الذي يعتبر به مسببًا لها».
ومع ذلك فهناك بعض أوجه الشبه القوية، بحسب فينمان، الذي قال «إنَّ العولمة الحديثة قد انتشرت على يد بعض القوى التي شكلت عصر ما قبل الحرب العالمية الأولى: التكنولوجيا الجديدة، ونظام اقتصادي عالمي مفتوح مبني على التجارة الحرة والقواعد، تدعمه القوى الرائدة في عالم اليوم، إلى جانب فترة من السلام العام بين الدول الكبرى».
أما اليوم، فإنَّ التدفق الحر لرأس المال والتجارة قد تجاوز ما كان عليه الحال في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى. وكما يظهر الرسمان البيانيان التاليان، فإنَّ حصة الأمريكيين المولودين خارج الولايات المتحدة، وحصة الثروة التي يمتلكها أغنى الأمريكيين ــ وهو ما يصلح مؤشرًا لعدم المساواة ــ قد عادتا إلى مستويات ما قبل الحرب العالمية الأولى، بعد أن كانتا قد تناقصتا في منتصف العقد الأول من القرن العشرين.
وبحسب التقرير، فقد أدت الموجة الثانية من العولمة، كما كان الحال قبل الحرب العالمية الأولى، إلى ارتفاع كبير في الهجرة، وزيادة في عدم المساواة في بعض البلدان، وهو الأمر الذي من المرجح أنه أسهم في قدح شرارة رد الفعل الحالي.
ويقول فينمان «إنَّ العولمة أبعد ما تكون عن كونها المسؤول الوحيد عن المحنة الاقتصادية التي يعاني منها البعض في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم؛ فقد ساهمت التكنولوجيا، والتغيرات الاجتماعية، والسياسات الحكومية، مجتمعةً، مع العولمة، في تحديد المستفيدين والخاسرين من التكامل الاقتصادي العالمي في العقود الماضية».
لكنَّ العولمة أضرت أيضًا ببعض العمال الأقل مهارة بتعريضهم إلى المنافسة. ويقول فينمان «إنَّ العولمة، بالإضافة إلى ذلك، تصلح كبش فداء سهلًا: إذ من الأسهل على السياسيين أن يلقوا باللائمة على الدول الأجنبية على مشكلاتهم، بدلًا من لوم التكنولوجيا، التي عادة ما ينظر إليها بإيجابية».
من وجهة نظر اقتصادية، فنحن نرى علامات على تباطؤ العولمة.
فقد توقعت منظمة التجارة العالمية أنَّ النمو في التجارة العالمية سوف يقل إلى 1.7 ٪ عام 2017، وهي النسبة الأقل منذ الأزمة المالية التي حدثت عام 2009. أيضًا، تناقصت حصة الأمريكيين المولودين بالخارج من الثروة، ويشهد العالم المزيد من الحواجز التجارية، وتباطؤًا دراماتيكيًا في صوغ اتفاقات تجارية جديدة.
مترجم: «جاليبولي»: معركة الحرب العالمية الأولى التي شكَّلت الشرق الأوسط اليوم
وقال فينمان: إنَّ التهديد الذي يواجه العولمة، حتى الآن، في أغلبه خطر لا حقيقة، «وفي النهاية قد يفوز الأهدأ». واختتم التقرير بالإشارة إلى أنَّ الاقتصاد العالمي لا زال متكاملًا إلى حد كبير، وأنَّ التكنولوجيا الجديدة تربط الناس من كل العالم بروابط أقوى من أي وقت مضى. ومع ذلك، كما يوضح التاريخ، فإنَّ هذه العملية قد تنعكس.
The post «واشنطن بوست»: عالم اليوم يشبه عالم ما قبل الحرب العالمية الأولى بشكل مخيف appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست