في الوقت الحالي وتحديدًا بداخل المُجتمع المصري، ظهر مصطلح المرأة القوية، وبالتأكيد هذا يختلف عن مصطلح المرأة المسترجلة، فالمرأة المسترجلة من وجهة نظري، هي التي تفتخر بفعل تصرفات مُتعلقة بالرجال فقط على سبيل المثال:
تلبس كما يلبسون، طريقة سيرها في الطرقات مثلهم، حتى صوتها يقترب إلى الخشونة كالرجال، بينما تختلف تمامًا عنها المرأة القوية.
في البداية دعونا نوضح ماذا أقصد بمصطلح المرأة القوية حتى نكون على نفس النهج.
المرأة القوية العزباء
فالمرأة القوية العزباء هي المرأة المسئولة مسئولية كاملة عن حياتها الشخصية، فهي المرأة التي تعمل في وظيفة ما، لتنفق على نفسها من مالها الخاص، حتى لا تكون رقبتها في يد أحد بحجة إنفاقه عليها، من الممكن أن تجد المرأة القوية تفضل العيش بمفردها في شقتها الخاصة بعيدًا عن أهلها، أيضًا المرأة القوية هي المرأة الطموحة التي تضع لنفسها الكثير من الأهداف، وتسعى وتجتهد من أجل تحقيقها مهما كانت الظروف والعقبات التي تواجهها، أيضًا المرأة القوية هي المرأة المستقلة بذاتها سواء كان ذلك استقلالًا ماديًا كما أوضحنا أو استقلالًا اجتماعيًا وحتى استقلالًا عاطفيًا، فهي ترفض الارتباط بأي شخص لمجرد أنها تخطت سن الزواج – والذي يختلف من عصر لآخر -، ولابد أن تتزوج لأن المجتمع يريد منها أن تتزوج!
أيضًا تجد تلك المرأة خبراتها كثيرة جدًا في الحياة من كثرة ما تعرضت له من صعاب، بل تجدها أيضًا كثيرة السفر ما بين البلدان المختلفة، وهذا بالتأكيد يعمل على تشكيل وعيها وإدراكها في الحياة بشكل كبير، المرأة القوية لا تجد لديها الكثير من الصديقات، من الممكن أن تجد لديها الكثير جدًا من المعارف والعلاقات الاجتماعية وهذا بسبب شخصيتها الجذابة، ولكنّ لديها فقط صديقةً أو اثنتين على الأكثر من المقربات لها جدًا.
هذا بالنسبة للمرأة القوية إذا كانت عزباء، والتي بالطبع تختلف عن المرأة القوية إذا كانت متزوجة.
المرأة القوية المتزوجة
فالمرأة القوية المتزوجة تجدها في أغلب الظن اختارت زوجها بناءً على اختيار عقلي بحت وليس قلبيًا، لأنها في الأغلب تعرضت لصدمة هزت كيانها العاطفي، وهذا ما جعلها تختار شريك حياتها بناءً على عقلها فقط، وللأسف تلك المرأة يعتمد عليها الزوج في كافة الأمور الحياتية، سواء كانت المتعلقة باحتياجات المنزل أو حتى احتياجات ورعاية الأطفال، فالزوج يجد بها المرأة المسئولة التي يستطيع أن يعتمد عليها ويثق بها في جل الأمور، فلماذا ينشغل هو بأشياء تستطيع هي أن تفعلها وبجدارة إذن؟!
المرأة القوية المتزوجة تجدها هي التي تُقدم لأولادها في المدارس عندما كانوا صغارًا، هي التي تتابع دراستهم ومشاكلهم المدرسية، هي التي تشتري احتياجاتهم المختلفة، بلا تدخل الزوج معها بالمرة، بل وفي بعض الأحيان يجلس الزوج في المنزل ويترك الزوجة تنفق عليه هو وأولادهما.
المرأة القوية المتزوجة تهتم جدًا بنظرة المجتمع لها، فإذا كانت بداخل علاقة زوجية غير مُريحة، تفكر كثيرًا قبل أن تطلب الطلاق، خوفًا من نظرة أهلها لها، أو نظرة المجتمع لها، ولكن في نهاية المطاف تأخذ ذلك القرار وتنفصل فعلًا.
المرأة القوية المتزوجة هي المسئولة مسئولية كاملة عن حياتها الزوجية بجُل تفاصيلها، بل ومسئولة أيضًا عن تحقيق ذاتها في الجانب المهني، بالفعل هي متزوجة من وجهة نظر المجتمع، ولكنها في واقع الأمر تواجه الحياة بمفردها.
هذه كانت مقارنة سريعة ما بين المرأة القوية العزباء والمرأة القوية المتزوجة، والتي من الممكن أن تجد إحدى القارئات نفسها بها أو على الأقل تعرف واحدة من معارفها بها تلك الصفات.
ولكن السؤال الآن الذي يطرح نفسه هو:
هل المرأة القوية نعمة أم نقمة؟
هل الرجل الشرقي يفضل الزواج من امرأة بتلك المواصفات أم يخشى من نجاحها وقوة شخصيتها؟!
هل المرأة القوية نفسها بحاجة إلى مساعدة الآخرين لها أم هي مُكتفية بذاتها؟!
هل المرأة القوية يمر عليها الكثير من الأوقات التي تشعر بها بالضعف والعجز؟!
هل المرأة القوية بحاجة إلى رجل قوي؟!
هل المرأة القوية، قوية أمام أعين الناس، ولكنها في غاية الضعف أمام نفسها؟!
في الواقع سوف أترك الإجابة على هذه الأسئلة إلى حضراتكم بلا تدخل مني في ذلك، ولكن أريد أن ألفت النظر إلى أن تعداد النساء القويات في تزايد مستمر، منذ اللحظة التي تخلى فيها الرجل عن مسئولياته كاملة، وتركها بأكملها إلى المرأة، ظهرت تلك المرأة القوية في المجتمع.
بالطبع أنا لست ضد المرأة القوية، ولكن أخشى من تبعيات تلك الظاهرة، لأن بالطبع نسبة العنوسة سوف تتزايد، لأن المرأة القوية العزباء لن تسمح بزوج أقل منها من الناحية العلمية، المهنية، الاجتماعية… إلخ.
وبالطبع عندما ترفض المرأة الزواج، سوف ينتشر التحرش على نطاق أوسع، أيضًا سوف يفقد الرجل الإحساس برجولته مع تلك النوعية من النساء، هذا وبالإضافة إلى تزايد نسبة الطلاق، لرفض المرأة القوية المتزوجة الاستمرار في علاقة مع رجل غير مسئول عنها بالمرة، والكثير الكثير من التبعات الأخرى التي تضر بالمجتمع.
رجاءً لا تُسِئ فهمي وتظن أنني أدعو النساء إلى أن يتخلين عن شخصياتهن من أجل أن يُعجب بهن الرجال، بل بالعكس فأنا أدعوها أن تظل قوية كما هي، ولكن مع معرفة حقوقها على الرجل وواجباتها تجاهه أيضًا، فلا تخلطِي الأمور وتقومي أنتِ بجميع الأدوار، فالإنسان مهما كان لديه طاقة عندما تنفد سوف يثور على الجميع، ويرفع شعار اللامبالاة مع الجميع من شدة ضيقه من حياته، إلى جانب الأمراض النفسية التي من الممكن أن يتعرض لها وعلى رأسهم الاكتئاب.
فإذا كنتِ امرأة قوية وما زلتِ عزباء، فتزوجي من الشخص الذي تشعرين معه بأنه مسئول عنك، تزوجي من الشخص الذي يظل بجانبك في محنك، تزوجي من الشخص الذي يُعينك على الحياة، تزوجي من الشخص الذي تشعرين معه أنك امرأة قوية بوجوده بجانبك.
The post هل المرأة القوية نعمة أم نقمة؟! appeared first on ساسة بوست.
لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست