الخميس، 30 يونيو 2016

ثقفني اون لاين : ثورات الربيع العربي لم تكن ثورات أيديولوجية

لم يكن يعلم أحد، ولم يخطط أحد، ولم يتوقع أحد أن بوعزيزية سيكون شرارة ثورات الربيع العربي عندما أضرم النار في نفسه يوم الجمعة 17 كانون الأول 2010. احتجاجًا على مصادرة السلطات لعربة كان يبيع عليها. أخرجت الشباب إلى الشوارع وسرعان ما سقط أول نظام عربي في الربيع العربي.

خرج الشباب إلى الشوارع وهم عصب المجتمع. لم يكن في باله في يوم من الأيام أن يقوم بثورة لاستبعاد تحقيق نتيجة مع نظام أمني شديد القسوة والعنف والجبروت. لذلك قال المواطن التونسي: «هرمنا ونحن في انتظار اللحظة التاريخية». دليل على أنهم يعدون لذلك. وتراكمت في أذهانهم العديد من الأفكار ضد الحكم؛ لأنهم سلبوا الحرية والعيش الكريم من المواطن.

وهم يعون جيدًا التزوير في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والتعيينات والواسطة والمحسوبية والرشاوى. كل ذلك مسجل في أذهان المواطنين، لذلك كان انتقامهم من معمر القذافي انتقامًا شنيعًا. لم يتوقع رئيس دولة أن يكون مصيره هكذا من قبل شعب حكمه أربعين عامًا.

المجتمع مرعوب وخائف من شدة القبضة الأمنية السائدة، ومن البطش والظلم والاستبداد والتهميش والإقصاء، وعم الفساد والنهب والسلب. يشعر بكل شيء حتى أصبح كالقنبلة الموقوتة ينفجر في أي وقت ومكان.

الجميع يعي أن الفقر والبطالة لها حد معين للتحمل، وبعدها يأتي انفجار كانفجار بوعزيزية غير المتوقع ولا في الحسبان. وانفجرت الثورات العربية في أرجاء الوطن العربي. وأثارت زوبعة تشبه زوبعة تسونامي هزت العالم، وأوله الغرب المتربع على ثروات واقتصاد العالم العربي، وشغلتهم ليل نهار لإخماد ما يحصل وحصل.

الشباب العربي لم يكن منظمًا تنظيمًا يسمح له بالنصر أو يعطيه القدرة على الاستمرار لتحرر ونيل الحرية والعيش بكرامة، ولكنه اكتسب خبرة، الشباب العربي استعجل نتائج وتأثير التواصل الاجتماعي، وواجه العسكر الذي لم يكن في الحسبان، العسكر الذي مهمته حماية الوطن وحدوده والمواطن، لا حماية مصالح الاستعمار والعدو. الشباب العربي وجد نفسه منسلخًا من المجتمع، ولا يعمل كمواطن جزء من شعب، ولم يكن معهم الوقت الكافي والأدوات المطلوبة لتحقيق إنجاز أفضل.

الشباب العربي يعاني من الموقع الجيوسياسي لشرق الأوسط الذي يضع الغرب ثقله على التحكم والسيطرة عليه. جميع الدول العربية مديونة أو فلوسهم في الغرب، وهي لو تحررت من الاستعمار من الدول الرأسمالية، ستعود إلى الصفر.

وجود العدو الصهيوني المتربع في حضن الدول العربية، وينتشر مثل السرطان في جسد الأمة العربية. رغم صغر حجمه ينتج ويصدر لدول العربية، ودول عربية كبرى لا تصدر إبرةً أو خيطًا.

لم تكن الثورات العربية دينية أو عرقية أو جهوية، أو قومية أو وطنية. إنما كانت هبات شباب مظلوم مقهور فقير، فتح لهم المجال التواصل الاجتماعي غير المسبوق، وتوحدت أهدافهم ونسقوا بالحوار السياسي. شباب لا يعرفون بعض مسبقًا عرفوا بعضهم من خلال الفيس بوك أو التويتر وغيرها من الوسائل الحديثة التي ساعدتهم على نقاش معاناتهم وأهدافهم، وجمعتهم الميادين التي هزت عروش العديد من الأنظمة. كيف لو أن الشباب كانوا منظمين، ولديهم الخبرات الكافية لتعامل مع المستجدات، سرقت ثوراتهم في بعض الأماكن.

ونقلب عليهم ما يسمى حكومات الظل، أو الدولة العميقة. وتناثرت طموحاتهم منهم من قتل ومنهم من سجن، ومنهم من شرد، ومنهم ينتظر فرصة أخرى لنزول إلى الميدان. وصلت الفكرة للجميع بأن من أفشل ثوراتهم هم الغرب، وأن الغرب يحارب أي فكرة للحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط.

The post ثورات الربيع العربي لم تكن ثورات أيديولوجية appeared first on ساسة بوست.



لتضمن أن تصلك جديد مقالات ثقفني اون لاين عليك القيام بثلاث خطوات : قم بالإشتراك فى صفحتنا فى الفيس بوك "ثقفني اون لاين " . قم بالإشتراك فى القائمة البريدية أسفل الموقع وسيتم إرسال إيميل لك فور نشر درس جديد . للحصول على الدروس فيديو قم بالإشتراك فى قناتنا على اليوتيوب "قناة تقنية اون لاين " . من فضلك إذا كان عندك سؤال مهما كان بسيطاً تفضل بكتابته من خلال صندوق التعليقات أسفل الموضوع . قم بنشر مقالات ثقفني اون لاين على الفيس بوك أو ضع رابطاً للمدونه فى مدونتك .تحياتى لكم لك from ساسة بوست